45/11/06
الموضوع: أنواع أبدان الإنسان والموت والنوم
بقي في قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم هذه الزاوية بحث الموت والنوم كيف ان النوم عين الموت والموت عين النوم او النوم طبقات الطبقات لا تأخذه سنة ولا نوم اذن كل نفس ذائقة الموت اذا كل نفس لها نوم
مثلا سبق ان مر بنا ان الانسان وبقية الموجودات الجسمانية لها طبقات من الاجسام وليست طبقة واحدة ومعنى تعدد الاجسام ليس المراد الاجسام في عرض واحد وانما تعدد الاجسام بالشيء الواحد طولا يعني بينها اختلاف في الكثافة واللطافة وفي الغلظة والشفافية فهناك تداخل في الاجسام بهذا المعنى اي اللطيف ينفذ في الكثيف والشفيف ينفذ في الغليظ ويكون اللطيف بمثابة الروح للبدن لان الروح في البيانات العقلية لاهل البيت جسم لطيف فبالتالي هو جسم لطيف نافذ في الجسم الغليظ واذا كان للانسان او لغير الانسان ارواح متعددة طولا لا محالة ستكون ارواح الانسان متعددة عرضا وطولا ، طولا نظير ما ورد في كتاب اصول الكافي وفي بصائر الدرجات وغيره من الكتب المعتبرة ان الائمة عليهم السلام وكذلك سيد الانبياء لديهم عدة ارواح وقد يصور العرضية بمعنى اخر بين بعضها، شبيه ما ورد ايضا عندنا في روايات مستفيضة ومتواترة ان للانسان اجسام سماوية بعدد السماوات السبع بل بقية الاجسام ايضا كذلك .
فهنا السؤال كالتالي هذه الروح هي النفس ؟ ام النفس غير الروح? واي حيثية للروح واي حيثية للنفس? لان المفروض ان الضابطة العقلي الوحياني التي مرت في الايات انه كل نفس وليس كل روح وسبق ان مر بنا ان الروح من حيث تعلقها بالبدن النازل عنها هذا الجانب التكويني الاضافة يعني علاقة ونسبة وجودية بين الروح والبدن التي تتصرف الروح فيه هذه الحيثية جوهرية وليست عرضية ، الفلاسفة القدماء كانوا يظنون انها علاقة عرضية وهذا خطأ وبين ملا صدرا انها علاقة جوهرية وهو استند الى بيانات عقلية في الوحي وهذا صحيح .
فاذن النفس هي الاضافة التكوينية الجوهرية التي في الروح ، فالعلاقة الجوهرية بين الروح والبدن ليس كما يظن قدماء الفلاسفة ان العلاقة بين الروح والجسد علاقة عرضية كما ان علاقة الخاتم بالاصبع علاقة عرضية ولكن علاقة الروح بالجسد علاقة جوهرية وليست عرضية ، الان نطفة الرجل وبويضة المرأة اذا ركبا يحصل الجنين، والمضغة التي هي بعد النطفة هل هي تركيب عرضي او تركيب جوهري ؟ هو تركيب جوهري ، فالتركيب بين جوهرين والعلاقة جوهرية والعلاقة يعني اضافة وارتباط ، فليس كل علاقة او ارتباط او نسبة وجودية نسميها عرض ، وهذا كان تخيل قدماء الفلاسفة وملا صدرا رد عليهم ببيانات الوحي لان النفس جوهر وليس عرض ، فاذا كانت النفس جوهر فالنفس تمثل النسبة الوجودية والعلاقة الوجودية بين الروح والبدن فجوهرة الروح شيء وارتباط الجوهري بين الروح والبدن حيثية وجودية اخرى .
اذن هذا الجوهر وهو الروح هو بنفسه الروح الواحد هي وجودها طبقتين او طبقات طبقة الروح في نفسها طبقة نازلة في هذه الروح مضافة اضافة جوهرية للبدن ، فاذن ليست كل اضافة في اللفظ او في المعنى هي اضافة عرضية قد تكون اضافة جوهرية ، مثلا تقول حويمن وبويضة المرأة مثلا الحيمن يلقح البويضة هذه ليست اضافة عرضية وانما نسبة جوهرية فنفس الاضافة الجوهرية بين الروح والبدن هذي هي النفس كل نفس ذائقة الموت .
اذن كما مر بنا في بيانات الوحي وغيرها من البراهين ان الروح طبقات فبالتالي ابدان الانسان طبقات فكل روح ارفع تتعلق ببدن انزل فيها جهة نفسانية وجهة روح ، اذن الانسان سيكون ذو طبقات من الانفس وليس نفس واحدة فاذا كان للانسان انفس سيكون للانسان عدة موتات لان القرآن قال كل نفس واذا كان للانسان عدة نفوس سيكون الانسان له عدة موتات كما ورد في الوحي في الروايات وفي نهج البلاغة ان هناك موتات في الاخرة فالاخرة فيها موتات وليس موتة واحدة لان انفصال كل روح عن البدن موت يعني انفصال الروح السماوية للانسان في السماء الثانية عن البدن السماوي الاول موت اخر وكذلك انفصال الروح في السماء الثالثة عن البدن السماوي الثاني موت اخر ومن ثم مر بنا هذا الانفصال اللاحق اشد بكثير من انفصال الروح عن هذا البدن .
ومن ثم ورد في المستفيض من بياناتهم عليهم السلام ان اشد من يتجرع مرارة الموت هوعزرائيل ومر بنا ان اجسام الملائكة المقربين جبرائيل وميكائيل وعزرائيل واسرافيل اجسامهم من السماء السابعة ، عندنا اذن ارواح في الملائكة وفي الانسان وفي الجن وفي كثير من المخلوقات ارواح وابدان ليست سبعة فقط بعدد السماوات بل اكثر صاعدة اذن كل نفس ذائقة الموت يعني هي انفس .
هنا وقفة عقلية في التدبر في بيانات الوحي كل نفس ذائقة الموت هل اطلاق النفس في بيانات الوحي على الروح من حيث اضافتها البدن النازل لها? هل اضافة النفس يقف عند السماء السابعة او لا بلحاظ العوالم الاعلى فالاعلى فالاعلى ؟.
هذا لم استطيع ان انقحه بشكل تام ويحتاج الى مزيد من التتبع العقلي والبحث في بيانات القرآن العقلية والبحث طويل انا فقط اردت ان اشير الى فهرسة قائمة البحث لكي يتابع الاخوان بانفسهم ميدانيا علميا عمليا البحث .
مثلا ورد في الجنة حياة لا موت فهل اهل الجنة ينامون ام لا? اذا كانوا ينامون فيموتون واذا كانوا لا ينامون يعني لا يموتون وفي كتاب الرجعة بسطناه اكثر ومع ذلك البحث لا ينتهي الى حد .
واجمالا فوق هذه المباحث يبقى نقطة فهرسية اجمالية اخيرة نستعرضها وننتقل الى فقرة اخرى من اية الكرسي هذه النقطة الحساسة ان الانسان كما ورد في بيانات الوحي في تراث الحديث مستفيضا او متواترا الانسان بدنه الدنيوي اثنان وليس واحد بل بدن الدنيا ليس اثنان وانما متعدد طولي وليس عرضي .
وقد ورد في رشيد الهجري انه عنده قدرة على انشاء وادارة ابدان عرضية بل عند عدة من اصحاب امير المؤمنين ورد في شأنهم هذه القدرة .
كلامنا ليس في الابدان العرضية وانما في الابدان الطولية الابدان الدنيوية للانسان ايضا متعددة غير الابدان السماوية في متواتر الروايات التي اقر بها الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الصدوق من كبار العلماء قالوا عوالم الطينة والطينات للانسان ... ما معنى عوالم الطينة? يعني ما قبل الدنيا يعني عوالم الاشباح وكذلك عوالم الميثاق وفيها ابدان وعوالم الاظلة وهذا متواتر وان كان تأويل المفيد والمرتضى والطوسي وفلاسفة الشيعة والعلامة طباطبائي لا نرتضيه وبينا شواهد لدفع دعوى تأويل هؤلاء الاعلام رحمة الله عليهم ، والمفيد والطوسي يقولون بتواتر الروايات فيها ويأتيك بعض اصحاب العلم واطفال العلم يشكك في ذلك وهذه اصول قرآنية اصلا وكذلك عوالم الذر.
فهناك خمسة اقسام من العوالم فعوالم الطينات تستطيع ان تقول مهيمن بعده يأتي عوالم الميثاق والاظلة بعدها عوالم الاشباح ، في رواية المعراج ورد مستفيضا عندنا وربما حتى عند الجمهور ان النبي رأى اشباح نور اجسام من اشباح نور اولهم علي وفاطمة والحسن والحسين ولماذا يذكر فاطمة ؟ هل هي حجة من الحجج? لان فاطمة ضمن المجموع الاربعة عشر من شاء فليؤمن ومن شاء فليجحد .
المهم فورد الاشباح والنور ، اذن عالم الاشباح رقم اربعة وعوالم الذر فخمسة اقسام وكل قسم عالم وفي بيانات اهل البيت تأصيل قرآني لهذه المعارف يعني اصلها قرآني في الايات ونحن نستشهد باعتراف زعماء الطائفة بتواتر هذه العوالم دع عنك الملتصقين بالعلم الذين لايبحثون في التراث .
اذن الانسان له اجسام وفي دار الدنيا انسان ايضا له اجسام لا اقل جسمين حتى الجسم البرزخي في منطق الوحي اسمه دنيوي ولكن من آخرة الدنيا وهذا الجسم البرزخي للانسان كما اعترف بذلك فلاسفة الشيعة ينشأ للانسان وهو في رحم امه وليس ينشأ عند الموت فالبدن البرزخي بدن دنيوي لكن ليس من اولى دنيا الانسان وانما من اخرة الدنيا يعني القسم الثاني من الدنيا لان الدنيا في بيانات الوحي تقسم الى الاولى يعني السابقة والى اخرة الدنيا يعني القسم الثاني والقسم ثاني اقسام والقسم الاول اقسام ، اولى واخرة ليس فقط اثنين بل اقسام .
ليس كلامنا الان في هذا ، طبعا هذه المباحث التي بينها القرآن واهل البيت عليهم السلام الان العلوم الروحية النفسانية الغربية او الاكاديمية وصلت الى مشاهدات للبشر لهذه الاجسام وهي تقر بذلك وعندهم اكاديميات بعضها قرن من الزمن بعضها قرن ونصف وبعضها قرنين وبعضها اكثر من قرنين اكاديميات العالم في العلوم الروحية يقرون عندهم مشاهدات حتى عوالم الذر ولكنهم لا يسموها ذر عوالم اجسام الانسان ما قبل الرحم توصلوا اليها من مشاهدات لكن ليس بالعقل الفكري وانما بادراكات القلب والروح .
وبين قوسين العلوم الروحية الاكاديمية العصرية تعتمد على الادراكات القلبية والروحية من تجارب يمتنع فيها الخطأ لان تجارب الملايين من دون معرفة مسبقة بين هذا العدد من البشر مع اتحاد النتائج فيمتنع عندهم الصدفة بل هؤلاء الذين حصلت لديهم تجارب هذه المكاشفات طبعا مكاشفاتهم هومكاشفات الموت وبين قوسين اخرى الموت انواع عديدة جدا الموت هو في الحقيقة سواء النوم او الموت ، الموت هو تكامل للروح وان كان الانسان يبغضه ويكرهه لكنه تكامل والتمدد لقدرة الروح الموت الاختياري ان تموت وترجع اما الانتحار فما ترجع .
فالموت انواع كما ان النوم انواع ، انت تراه نائم ولكنه يتكلم معك يعني سمعه يشتغل ولكن عينه نائمة وبدنه هامد كل اعضاؤنا هكذا الا السمع واللسان وحالات النوم عجيبة وتعكس انواع الموت العجيبة ، والموت سبق ان بينا في العقائد الموت بدايات بوابة تفعيل ادراكات القلب وبوابة تفعيل المكاشفات القلبية حتى سماه القرآن يقين لان ادراكه ليس فكري وانما قلبي واعبد ربك حتى يأتيك اليقين .
هذه التسمية من القرآن للموت بانه يقين مدح كمالي من الوحي للموت يعني هذا البحث حتى من ضمن المكاشفات الموت للاكاديميين بملايين الناس حتى بالمكاشفات الموتية لهم اكتشفوا عوالم الذر ولكن لا يعرفون انها اسمها ذر يعني عوالم روحية اسبق وموجود في الدراسات والكتب عندهم ، كلامي فقط في هذه البقعة من ابدان الانسان الدنيوية دع عنك بقية الابدان الدنيوية للانسان وما قبل يوم القيامة كلها ابدان دنيوية البدن البرزخي حتى بدن دنيوي وجملة من التفاصيل طبعناها في كتاب الرجعة خمس مجلدات خاصة الثلاث مجلدات الاخيرة وهذا بداية للبحث وليست نهاية .
فنحن نريد ان نركز على بدنين للانسان بدنين دنيويين قريبين للانسان اولا هوهذا البدن الغليظ وبدن اخر للانسان اقرب ما يكون لبدن الجن بدن الطاقة وهذا في العلوم الروحية عندهم اجهزة مسلحة تكنولوجية تعطي صورة هذا البدن كما يكتشف بها طبقة نازلة من الجن ومن الملائكة بتوسط هذه الاجهزة وهي متداولة قسم منه متداول في علم الطب الحديث هم الان في العلم الاكاديمي يسمونه ويعبرون عنهم بالاكتوبلازما وهي طاقة .
قديما العلماء والفلاسفة المسلمين او غير المسلمين يعبرون عنه بالجسم البخاري وكلامهم صحيح لان لونه كلون البخار سحابة بيضاء بشكل انسان وعند اليقظة الانسان لما ينام يدخل ذلك البدن اللطيف البخاري يدخل في هذا البدن فيجلسه وعند النوم ينفصل ، وقد بين في بيانات القرآن وبيانات العترة في التركيز على هذين البدنين بمناسبة النوم او الموت نتعرض ونختم البحث في هذا المقطع او هذه المحطة من ملحمة اية الكرسي ان شاء الله.