45/11/05
الموضوع: نظام الصفات والاسماء – النوم والموت والإدراك القلبي
كان الكلام في ملحمة اية الكرسي وفي مطلع الاية الكريمة من التعرض للاسماء الالهية ومنها هذه الصفة لا تأخذه سنة ولا نوم وابحاث الصفات والاسماء ليس بالهين ومبحث حساس وعدم اتقانه لنظام ومنظومة وموازين وقواعد خطيرة للغاية ، فلابد من اتقان هذه الضوابط ومر بنا ان الالتزام في المعارف والعقائد بقوالب نتاج بشري لها تداعيات سلبية وقد تتمادى السلبية في التداعيات الى انحرافات وفرق او على احسن التقادير هو نتاج بشري ضيق بخلاف ما اذا التزم بقوالب الوحي في المعارف سواء في اصل قالب المعارف والمعتقد به ربما يسمى بالتنزيل او في التوسع وهذا التوسع معرفي لهذا القالب المعتقد ، يعني ما يسمى بالتأويل فكما نلزم بالتنزيل من الوحي نلزم بالتأويل الوحياني من الوحي فتفسير الوحي بالوحي .
وهذا دور عقلي وليس جانب شؤون الرواة هذا من شؤون الفهم وفقهاء العلوم الدينية فيتفهم فيحتاج الى فهم فتفسير الوحي بالوحي والالتزام بالقالب الوحياني وهذا شيء عظيم يمانع عن الانحراف كما ان تفسير هذا القالب الوحياني تفسيره بقالب وحياني او بقوالب وحيانية ايضا عاصم لمسير ومسار التاويل العلمي عن الانحراف ، فكون باب المعرفة فيه غوص وفيه ابحار وترامي للمعاني هذا لا بأس به ولا كلام فيه وكذلك فيه دور لفهم العقل واستنطاق واستنتاج العقل وهذا كله لا كلام فيه ولا ضير فيه انما اذا استعان العقل في فهم الوحي بالوحي اكثر استقامة وضمانة من ان يستعين بنتاج البشر مهما كان .
من ثم نقول ان معجزة القرآن ليس في البلاغة في الجانب اللغوي فقط والعلوم اللغوية وانما البلاغة في المعنى وفي المعلومات وفي العلوم فاذن الاستعانة بالوحي وتفسير الوحي اكثر اقتدارا علميا كما ان الاستعانة بالوحي لتفسير الوحي ولتأويل الوحي بالوحي اكثر متانة من الاستعانة بمعلم وحياني بشري في هذا المجال وهذا لا يعني منهج اخباري كما قد يتوهم وانما هو استنباط في تحليل عقلي ولا يعني هذا انه سد لباب الاجتهاد ولا سد للاستفادة والاستثمار من جهود العلماء في العلوم المختلفة لكن لا يقتصر عليها او لا تجعل ميزانا اكبر ، الميزان هو نفس الوحي بالاستعانة بمعلم وحياني واما الاستعانة والانفتاح على نتاج العلماء هذا دور اعداد وتهيئة وترويض للوصول الى هذا المركز السديد وهو تفسير الوحي بالوحي بالاستعانة بمعلم وحياني اي الراسخون في العلم او تأويل الله وما يعلم تأويله الا الله اما في القرآن او في الحديث القدسي او او او فيؤول القرآن بالقرآن لكن تحت اشراف راسخين في العلم ومعلمين الهيين وذاك بلا شك منهج رصين قويم عاصم من نشوء الانحرافات والفرق المنحرفة في حين هو منهج حيوي منبثق متدفق للغوص في معرفة معارف الدين .
فنرجع الى هذا المطلب وهو انه لا تأخذه سنة ولا نوم صحيح هو وصف لكن هذه الاوصاف في القرآن ان جعلت للاسماء فهذا لا يعني ان هذه الكمالات ليست مملوكة لله فلا تأخذه سنة ولا نوم الوارد في اية الكرسي كيف يرد في بيانات اهل البيت بنحو مستفيض ان هذا الوصف ايضا من اوصاف الروح الامري الذي هو حقيقة الغيبية الملكوتية للقرآن ، لا مانع في ذلك لان هذا الوصف ليس تأليه ، فاذا انا اصف الله عز وجل بانه عليم بالعلم يعني هذا الوصف لا ننسبه الى مكرمين في خلقة الله ؟ ولكل المخلوقات يمكن ولكن بتفاوت الدرجات ليست سواسيا .
هذا ايضا ضابط مهمة مرت بنا في الاوصاف هو وصف واحد للخالق وللمخلوق ولكن درجته تختلف كما ان نقول المخلوق حي والله حي ولكن حياة المخلوق غير حياة الخالق وكون الحي وصف للمخلوق لا ينفي كونه وصفا بنحو اعظم واعظم واعظم للخالق وكونه وصف للخالق لا ينفي كونه وصف متنزل للمخلوق كما هو صريح سورة الرحمن كمثال وامثلة السور في هذا المجال كثيرة ان نلجأ لاجلاله ولاكرامه جل وعز ، اجلال يعني جل وان كان الافضل بعد التقييد بهذا التعبير القرآني ذو الجلال والاكرام كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ، بينما في اخر السورة تبارك اسم ربك ذي ال ، فهو وصف للرب وليس وصف للاسم .
فاذن نلاحظ في القرآن الكريم في الاوصاف والاسماء تارة يجعلها اوصاف للاسم وتارة اوصاف للمسمى ولا مانع في ذلك حتى هي اوصاف الاسم مملوكة للمسمى هو الاسم برمته مملوك للمسمى فكيف باوصافه? وتعاظم هذه الصفات كما مر بنا لا يخل بكونه كذا ، هذا على كل اجمال اصل التوصيف ونكتفي بهذا المقدار من بحث منظومة الاسماء لنأخذ تتمة في نفس هذا الوصف ان النوم والسنة هي من اوصاف المخلوقات النفسانية ، كل نفس ذائقة الموت .
وصف القرآن الكريم اهل جهنم بانه لا يموت فيها ولا يحيى يعني هل هناك شق ثالث? كما في بيان القرآن فاذا هم بالساهرة ما معنى الساهرة? ورد في بيانات اهل البيت ان الساهرة ارواح لا تنام ولا تموت ولا تحيا هذه الساهرة منطقة فاصلة بين الرجعة والقيامة من العوالم التكوينية فالمقصود ان كل نفس ذائقة الموت هناك تسائل مطروح ان هذه كل نفس ذائقة الموت ذكرت في ال عمران والانبياء وفي العنكبوت والتركيب للجملة فيها واحد كل نفس ذائقة الموت .
لاحظوا ان عظمة اعجاز القرآن الكريم ان الموت لما يبدأ حيث الموت وملكوته يستوحش منه الانسان فما ان يبدأ الملكوت فالبيان القرآني في الادراك يقول الادراك القلبي هنا يظل سيد الموقف وليس فقط لادراك الفكر العقلي ، هو في دار الدنيا يقول لعلهم يعقلون يتعقلون يتفكرون يتدبرون اما لما يأتي للملكوت يقول كل نفس ذائقة الموت يعني ادراك القلب هو سيد الموقف والذوق اسم لفعالية ونشاط وادراك القلب كما انه في عالم القيامة او في النار هو ملكوت وراء ملكوت ذق انك انت العزيز الكريم ما قال تفكر وتدبر واعتبر وانما قال ذق فهنا يبدأ راية الادراك القلبي كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ، ما الفرق بين رؤية اليقين عن علم اليقين عن عين اليقين ؟
عين اليقين هي معاينة قلبية وادراك قلبي واما علم اليقين مشترك وليس فقط فكري مثلا القرآن يقول : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، فالقرآن يقول العلوم الفكرية بمجردها لا تثمر فالموت لانه ادراك قلبي سماه يقين اما ما دام هو يتعقلون ويتفكرون لم يسمه القرآن يقين فندقق في الاستعمال القرآني كيف يصنف الادراكات? وكيف يصنف نشاط الانسان? لقد كان في قصصهم عبرة ، اعتبار عبرة يتعقلون ويتفكرون ويتدبرون هذه القوى للعلم الحصولي مهمة ولكن اوجه اليقين هو الادراك القلبي .
من عظمة زبدة الصلاة هي تفعيل الادراك القلبي وتفعيل المشاعر القلبية مثلا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى يقولون هذه سكر النوم قال رسول الله الصلاة معراج المؤمن يعني ادراك قلبي وسير قلبي وروحي في الصلاة ، فالصلاة من احد عظمة جهاتها ان تفتح لنا الادراك القلبي وتفتح لنا الملكوت والغيب ، لما يلتذ النبي في الصلاة انه حالة عروج وحالة رؤية الملكوت ؟ حيث هناك انبساط وشرح للصدر يقول النبي ارحنا يا بلال هل يمكن احد ان يقطع صلاة رسول الله? كلا لا زوجات النبي ولا الصحابة ولا المسلمين ولا غيرهم يعني هناك مراجعات كثيرة ضاغطة على رسول الله بخلاف لما يقبل يتنفس الصعداء ، فيقول رسول الله حبب اليكم وكذلك قرة عيني الصلاة يعني حالة سكينة واطمئنان وراحة فالصلاة تخلق لك دورة مختصرة يوميا لفتح باب الادراك القلبي لا تجعل الفكر يشاغبك وانما انت سخر الفكر للقلب .
الامام الصادق يقول رح الصلاة ان تلتذ قلبيا ايها المصلي ، اذا التذذذت هنا روح الصلاة تكون نابضة عندك يقول الامام الصادق من لم يعانق الصلاة كذا لماذا قال من لم يعانق? لماذا ما قال من لم يحب ومن لم يأنس ؟ ما معنى المعانقة هل هذا تعبير غزل من الامام الصادق? كما ان تعبير جده المصطفى مع جذع النخلة قال لو لم اعانق هذه الجذعة المعانقة شدة حب بين المتعانقين هذا تعبير معنوي روحي قلبي متواتر من سيد الانبياء وليس متواتر بل هو ممارسة خارجية امام ملئ المسلمين
مثلا لو فعل النبي هكذا انه وضع يده على الجذع ومسح عليه كالحجر الاسود مثلا فالنبي يقبله مثلا ويمسح عليه ولا يعانقه هذه القضايا الروحية متواترة في الدين والتشريع فلماذا القبلة? لماذا يقبلي النبي الحجر? يعني مشاعر قلبية روحية عاطفة جياشة ، يعني الصلاة والحجر الاسعد والجذع هذي تريد تفعيل نشاط قلبي وروحي ، يقول الامام الصادق من لم يعانق الصلاة يعني ما عنده عواطف جياشة في الصلاة يلتذ بالصلاة فهذا ما ادرك الصلاة . التعبير في الرواية طوبى لمن عانق الصلاة لماذا هذا التعبير? فالامام يقول ليس فقط عقل فكري وليس فقط تعقل وتفكر وتدبر ولا اعتبار وعبرة ، وانما عبرة وعبرة كما ورد في الحسين عبرة وعبرة في الزيارة يعني عبرة عواطف جياشة هذا الجيشان والغليان وتنشيط المشاعر القلبية ضروري في الصلاة وفي الزيارة وفي طواف الحج ليس خشب مسندة ،
واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم كانهم خشب يعني روح ليست موجودة فكيف ان سيد الانبياء سيد الاولين والاخرين واصل الدين يقوم بعملية فيها ثوران العواطف والروح والمحبة والشدة والغرام مع جماد جذع النخلة ؟ يعني هو كان الجذع يابس حسب ما ورد في روايات الفريقين وهذه معانقة محبة غير معانقة الزوج والزوجة قال والله لو لم اعانقه ما هدأ اذن هذا الروح الموجود في الجذع الجامد روح تنبض ويقول رسول الله لكنكم انتم المسلمين والمؤمنين روحكم ما تنبض بعد ولا تنبض بالمشاعر .
كيف عندنا ان العقل اذا كان في سبات الموت وليس الحياة فكيف بك اذا القلب كان في سبات ؟ موته اشد ، سبات وجمود القلب ويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ، اذن هذا القلب اذا ما يتنشط في المشاعر في الصلاة يوميا طوبا لمن عنده شوق مشتعل للصلاة ويلتذ بالصلاة يجب ان نروض ارواحنا وقلوبنا في كل صلاة ، الهي كيف التذ بالصلاة ؟ ساعدني يا الله اقرأ مفاهيم الصلاة وفلسفات الصلاة في الروايات وفي الايات كي اتدبر و ارى هل ينفتح لي باب لكي التذ بالصلاة ام لا?
كما ان زيارة المعصومين ان لم تلتذ بها لم تكن زيارة حيوية ، فتحت باب فهمي لكن المآل والغاية بلذيذ مناجاتهم يعني تتكلم مع المعصوم مع انك ما تسمع ولا انت نبي ولا وصي ولا نائب خاص ولا نائب عام انما انت مؤمن عادي وليكن عندك مناجاة قلبية في الزيارة تتكلم مع المعصوم فلا تكون زيارتك زيارة الاخرس والابكم بل ورد لدينا ان الصلاة نجوى من العبد المصلي مع الله يعني هذه ادراكات قلبية ايها المصلي ايها الزائر .
فالان النوم ماذا هو? النوم مرتبط بالقلب لا تاخذه سنة ولا نوم وهذا بحث مرتبط بالقلب والادراكات القلبية الغيب والغيوب والملكوت الصلاة ملكوت والزيارة ملكوت والعبادة ملكوت اذا صارت ملكوت يجب ان تفعل الادراكات القلبية والرادار القلبي يجب ان تفعله واذا هناك خراب يجب ان تصلحه.