45/11/04
الموضوع: الأسماء الإلهية أعظم الكمالات
كنا في هذا الوصف لا تأخذه سنة ولا نوم هذا الوصف في حين ذكر في الاية الكريمة يعني في سياق وصف الاسماء الالهية او وصف المسمى وسبق ان مر بنا قاعدة مهمة جدا ان كل كمال هو وصف للاسم هذا الكمال مملوك بالاصالة للذات الالهية وهذا بحث جدا مهم كل كمال اذا كانت الاسماء مملوكة لله فكيف بالكمالات فلا يتوهمن واهم من الغلاة او من المقصرة حيث خطأ مشترك عند الغلاة والمقصرة توافقوا في خطأ واحد وان كان هذا الخطأ بلوره الغلاة بطريقه والمقصرة بطريقة اخرى ان الاسماء اذا كانت مملوكة او المخلوق اذا كان مملوك لله فكيف بكمالات المخلوق ايضا مملوكة له تعالى ، فتعاظم توصيف المخلوق بالصفات مع التوكيد على مخلوقيته يعني فيما يعني انه ليس له من الكمال شيء وانما هو من الباري تعالى ومن الذات الالهية وانما هذا فيض من الله تعالى والله املك بالفيض من الموهوب بذلك الفيض وهي تعني فيما تعنيه شيء عظيم ان الذات الالهية املك واولى بنحو الاولوية التعيينية اولى بملكية هذا الفيض من نفس المخلوق فليس للمخلوق من نفسه شيء انما هو من الذات الالهية بينما كلا من الغلاة والمقصرة عندهم هذا الخطأ انه اذا تعاظمت الصفات اذن ليست مملوكة لله اذن هذا تأليه وهذا خطأ مشترك موحد وهو انحراف موحد بين الغلاة والمقصرة ومشترك فهم لا ينظرون للمخلوق وللايات وللكمالات وللاسماء لا ينظرون اليها نظرة طريقية ، طريقية يعني مخلوق وموضوعية يعني كأنما هي مستقلة مستغنية بنفسها ،.
فالانحراف الموجود عند الغلاة بعينه تكوينيا واقعيا موجود في المقصرة والموجود عند المقصرة بعينه موجود عند الغلات يعني لا زايد ولا ناقص يعني الانحراف الموجود عند كل درجات الغلاة بعينه موجود عند كل درجات التقصير والموجود عند درجات التقصير بعينه موجود عند الغلاة ومن ثم مر بنا في الاعوام الماضية الغلاة مقصرة حقيقة والمقصرة غلاة حقيقة يعني ليس يعني اعتبارا او توسعا في التوصيف بل بالدقة الحقيقية لانهم عندهم مبنى مشترك واحد منحرف فلا نجاة من التقصير بالغلو لا نجاة من الغلو بالتقصير النجاة هو ان اللازم لكم لاحق وهذا ليس من باب كما يقال الافراط في توصيف المخلوق .
لذلك في بيان للائمة عليهم السلام للغلاة يقول الامام او للغالي نحن دون ما تقول وفوق ما تظن في نفسك هذي عبارة عظيمة جدا متكررة موجودة في بيانات البيت لان في الحقيقة الغالي في الحقيقة كما مر كالمقصرة يتوهم بان هذه الصفات لما تكون عظيمة اذن هذه تستدعي الوهية الموصوف وهذا خطأ تعاظم هذه الصفات لا يعني انها الوهية وهل هناك كمال اعظم من نفس الاسماء? كلا لا صفات ولا الافعال ، الاعظم كمالا هو الاسماء ولا تتوهم ان هناك كمال اعظم من الاسم هذه الاسماء بعظمتها مملوكة للذات الالهية فله الاسماء الحسنى .
اللهم اني اسألك من بهائك بابهاه وكل بهائك بهي ولكنه مملوك لله اللهم اني اسألك من علمك بانفذه وكل علمك نافذ اللهم اني اسألك بعلمك كله هذه كلها مملوكة لله اللهم اني اسألك من نورك بانوره وكل نورك نيير اللهم اني اسألك بنورك كله يعني لاحظ كلها مملوكة لله عز وجل وربما تعرض في دعاء البهاء الامام الباقر الى ثلاثين او خمسة وعشرين اسم نورك بهائك بمشيئتك ولعلنا عن حفظ صوت الالفاظ عاجزين فكيف بالمعاني?
فالمقصود اذن الاسماء هو اعظم الكمالات وهذه الاسماء مملوكة له تعالى يعني تعاظمها كمالا لا ينفي مملوكيتها للذات وهي ليست الهة لو كانت الاسماء الهة لكانت عندنا الهة كثيرة لان الاسماء كثيرة ، نظام التوحيد في الاسماء نظام عظيم ، فسورة التوحيد في الذات وسورة التوحيد في الاسماء والصفات وسورة التوحيد في الافعال ، التوحيد في الاسماء نظام يعني هذه الاسماء بنظام الاسماء كلها مملوكة لله هذا هو نظام التوحيد . ائتني باية من الايات فيها ذكر الاسماء الحسنى بدون الذات الالهية ، مثلا انه العلي القدير انه العزيز الحكيم يعني هذه الاسماء بكثرتها الكاثرة ترجع الى محور واحد .
سؤال يطرح انه لماذا عندما يأتي القرآن بالاسماء الالهية في الايات لابد ان يقدم المحور التوحيدي والله عزيز حكيم يعني يجب ان يأتي بمحور التوحيد ؟ لانه اذا اخذ الاسماء بما هي كثرة لا يحصد التوحيد هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن ... كثرة الاسماء اذا ما تأتي التوحيد ضاع نظام الاسماء مع ان نظام الاسماء من اعظم العوالم للتوحيد وهذا من اسرار الوحي وبيانات اهل البيت عليهم السلام حتى الفلاسفة ما تنبهوا لهذا الشيء او العرفاء ، فدايما يأتي بمحور التوحيد والله على كل شيء قدير قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فلابد ان توحد اذا ماتوحد صارت الاسماء الهة ، فكل اسماء الصفات اذا اتيت بها يجب ان تأتي بمحور التوحيد للدلالة على انها كمالات كلها مملوكة للذات والا ما يكون توحيد ، والاسماء تؤدي الى التوحيد لا انها تصد عن التوحيد ، كيف هو توحيد ؟ اجعل نظام الاسماء قائم على اسم الجلالة? او اسمه (هو).
هذا نظام احياني معجز لا يلتفت اليه الفلاسفة ولا العرفاء فلا يمكن تصوير كمالات اعظم من الاسماء ، افترض تقول الازلي السرمدي الابدي هو الله الازلي السرمدي الابدي الازلية مملوكة لله والابدية مملوكة للذات الالهية وكذلك السرمدية هو الاول والاخر فالاول مملوك للذات الالهية وكذلك الاخر هنا الانحراف مشترك وموحد عقلا تكوينا بين الغلاة والمقصرة قالوا بان هذه الكمالات المتعاظمة ليست مملوكة لله اذا كانت متعاظمة اذن هي مستقلة ، كلا مهما تعاظمت هي مملوكة لله وليست مستقلة وليست الهة المقصرة حسبوها الهة والغلاة حسبوها الهة بينما تعاظم الصفة وتعاظم الاسم هذا لا يدل على الاستقلال بل قائم بالذات الالهية .
حتى اسم الخالق والرازق والمميت والمحيي ليس الوهية ابدا مملوكة للذات الالهية كل الكمال في كل عوالم مملوكة للذات الالهية اذن التوحيد ليس ان تؤله هذه الاسماء التوحيد ان تقول هذه الاسماء مملوكة له قل ادعو الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو هذه الاسماء فله مملوكة للذات الالهية ، طبعا ليس للبشر ان يدلوا بدلوهم في باب الاسماء وفي باب الصفات الا تبعا للوحي ، الاسماء الالهية هل هي توقيتية? توقيفية ام لا?
كثير من فلاسفة الشيعة اعترفوا واذعنوا بان الاسماء الالهية توقيفية توقيتية يعني البشر بعقله لا يمكن ان يحدد مسيرة التوحيد لا متكلمين ولا فلاسفة ولا عرفاء ولا مفسرين محدثين بل لابد من اتباع الوحي ليس لك ان تسميه بما لم يسم به نفسه ، هذه التوقيفية كثير من كبار اساطين فلاسفة الشيعة وحقا لهم ان يذعنوا ويقروا ان الاسماء الالهية توقيفية توقيتية ، فاذا كانت فروع الشريعة توقيفية فهل اصول الدين ليست توقيفية? يعني العقل ليس بامكانه ان يدرك ذلك وانما يحتاج لمعلم وحياني ، اذا كان دين الله لا يصاب بالعقول فهل دين الله لا يخاطب العقول? كلا وانما دين الله يخاطب العقول ويفهم العقول يعني لا يمكن للعقول بمفردها ان تدرك دين الله لولا تعليم الوحي فدين الله يخاطب العقول لكنه لا يصاب بالعقول منفردة من نفسها لابد ان تكون متعلمة عند معلم الوحي والمخاطب الاصلي للدين هو العقل وليس البطن والشهوة وقوة الغضب والخيال والوهم وانما العقل والقلب.
فدين الله يخاطب العقول ويخاطب القلوب لكن لا يمكن ان يدرك ويوصل للدين من قبل العقول بمفردها من دون معلم الوحي اذا كان دين الله لا يصاب بالعقول وان كان يخاطب العقول في الفروع فكيف بك بالعقائد? وايهما اخطر غموضا وصعوبة الاصول او الفروع? خلل الصلاة انعم واكرم خلل الطهارة خلل الحج فروعه الصناعية كلها صحيحة الشريعة هذه امر مهم ولكن اعظم منه ابواب المعارف الا من امن وعمل صالحا من اعظم ؟ آمن او عمل صالحا ؟ ثانيا من عمل صالحا هو مؤمن وفي الايمان واساس الامور هوالنية فاذا كان الدين توقيتي توقيتي فهل نحن نكون اسراء اصطلاحات المتكلمين ؟ كلا ولا لاصطلاحات الفلاسفة ولا لإصطلاحات العرفاء ولا اصطلاحات المفسرين بل نأخذها من الوحي وهو يفصل المجمل افضل من ان يفصل المجمل باختراعات البشر وهل ما يعلم تأويله الا اختراعات البشر ؟
فاذا تريد تأويل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو بالوحي ودور العقل ان يعرف الهندسة بين الوحي وان علاقات الوحي ما هي? وكيف حلقات الوحي? لذلك عندنا العقل كاشف وليس منشئ هو يدرك وليس ينشئ ، يدرك الحقيقة التكوينية العظيمة فالعقل يلتقط الوحي ويتفهم ويدرك ويعرف المنظومة حلقاتها وترتيبها نظامها لا انه العقل يؤول فالتنزيل وحياني والتأويل وحياني ، هذا سبيل النجاة في العقائد واي ضابطة مخترعة من المتكلمين او الفلاسفة او العرفاء او اي علم من العلوم نتاج البشر لا تقوى ولا تنضبط ولا تستقيم كاستقامة الوحي .
عظمة الفقيه في العقائد ان يأتي بتفسير من الوحي الحديث يفسر بعضه بعضا والقرآن يفسر بعضه بعضا والقرآن يفسر بالحديث والحديث يفسر بالقرآن وهي اربع شقوق ، من الذي يتنبه لهذا التفسير? هنا دور التلميذ للعقل الان في العلوم الحديثة وحضارة العلوم الحديثة تسمى ثورة المعلومات وليست ثورة الاسلحة والصواريخ ، هذه ثورة المعلومات يعني كم هائل من المعلومات ولكن متى تستثمر هذا الكم من المعلومات ؟ عندما يكون هناك علم منظم للمعلومات وهنا دور العقل في معلومات الوحي يكتشف النظام فالتنزيل بالوحي والتأويل بالوحي سيما في العقائد وفي المعارف العقل دوره يكتشف النظام لا انه بشكل مسلك الرواة والاخبارية ولا مسلك الفلاسفة ولا مسلك العرفاء ولا المتكلمين وانما فهم عقلاني قلبي لنظام الوحي ومعلومات الوحي ، هو اجتهاد ولكن ليس اجتهاد فلسفي ولا اجتهاد كلامي .
الملا شريف الفتوني هو جد صاحب الجواهر من الام ومتضلع في المعارف وعنده كتاب في الامامة طبع منه ثمان مجلدات ضياء العالمين من جبل عامل وعنده كتاب اخر في التفسير اسمه مرآة الانوار هذا فقيه متبحر ومحدث متبحر ومتكلم ومتبحر يعني جمع عدة امور ، يقول الاميني واغابزرك ايضا وغيره من الاعلام ان كتابه في الامامة لم يكتب مثله طبعا العصمة لاهلها وليس لملا شريف الفتوني.
لاحظ كتاب الرجعة للحر العاملي في العقائد يؤول الوحي بالوحي ، الوحي يفسر بعضه بعضا يعني هذا كتاب الرجعة للحر العاملي انفجار يعني روائع بدائع نبوغ عقلي في العقائد اصلا ليس قضية سطحية رواة وانما دقيق عقلي جدا في المعارف وهو ذكر برهان عقلي على المعاد الجسماني لم يلتفت اليه ملا صدرا مع انه قبل الحر بخمسين عاما والى الان فلاسفة الشيعة غافلون عن هذا البرهان برهان سلس ونحن ذكرنا في اية الكرسي اللي هو مرتبط بالسنة والموت والنوم هو سنخ واحد هذا غفل عنه الفلاسفة والعرفاء .
الحر العاملي عنده كتاب في العقائد ايضا الفصول الفصول المهمة وهو تكميل الوسائل الفصول المهمة في اصول الائمة ثلاث مجلدات عقائد ودورة في قواعد علم الاصول وقواعد الفقهية وفي الاداب خمسة او ستة علوم المجلد الاول منه دورة معرفية لم يأت الحر العاملي بكلمة من نفسه وليس اخباري وانما اتى بدقة عقلية لقواعد المعارف جعل الوحي يؤول الوحي عقليا ، فهو اجتهاد لكن استعان بالوحي عن الوحي كل ما اتى به من معادلات عقائدية كلها مأخوذة من القرآن او تواتر او استفاضة الروايات معادلاتها كيف يشبك ويربط بعضها ببعض هذا اجتهاد عقلي من دون ان يتكلف اصطلاح بشري .
المجلسي صاحب البحار هناك خمس مجلدات من البحار من مجلد ثلاثة وعشرين الى سبعة وعشرين هذه المجلدات الخمسة كلها منظومة وموسوعة معجم للامامة لا يتكلم عن امام خاص من الائمة الاثني عشر يتكلم عن الامام الالهية عموما والمجلسي في هذه الخمس مجلدات احصى مائة وثمانية واربعين باب كل باب يشتمل على قواعد في الامامة نفس الباب قاعدة ام ينشعب منها قواعد وكل هذه القواعد قالبا ولفظا وحيانية ليس اصطلاحات المتكلمين ولا اصطلاحات الفلاسفة ولا اصطلاحات العرفاء ولا اصطلاحات المفسرين الوحي يفسر بعضه بعضا باجتهاد وبجهود عقلي وبادراك عقلي يعني مئة وثمانية واربعين باب يعني مئة وثمانية واربعين قاعدة في معرفة الامامة النبي وال النبي تحت كل باب اقل تقدير قاعدتان او ثلاث او خمس او عشر او خمسة عشر قاعدة يعني معدل سبع مئة قاعدة .
المجلسي من علماء الامامية المستأسد في علم الكلام كالشيخ المفيدي والسيد المرتضى والطوسي وكالعلامة الحلي تحت سلسلة نجوم اسود علماء الامامية في علم الكلام هو المجلسي الابن مستأسد في علم الكلام ، واما في فقه القلوب والرياضات الروحية فالمجلسي الأب الأعلى من الابن وهو اكثر متضلع من ابنه فالإبن في العقل الفكري اما في الإدراكات القلبية والرياضات الروحية الأب هو المتميز وكل عالم عنده تألق يسبق البقية .
المهم ان المجلسي الابن في علم الكلام مستأسد لا اقول معصوم العصمة لاهلها كل عالم يناقش والدليل هو المدار فالمجلسي كتب هذا الكتاب وليس هو انسان براني وعشوائي هذا اسد علم الكلام شرحه على مرآة العقول وعلى الكافي الان لسنا نحن في صدد تاليه المجلسي وتقديسه ولكن كمجتهد عالم ليس الا فهو في هذه الخمس مجلدات المجلسي فسر الوحي واستخلص قواعد الوحي من لسان الوحي من الثقلين في الامامة الخاصة بال البيت بدءا بسيد الانبياء قريب سبع مئة وخمسين قاعدة وحيانية بلغة عقلية وهو اجتهاد ليس سطحية حشوية اخبارية وانما عمق عقلي لكن يستعين بالوحي لتفسير الوحي ، هذا منهج لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه رغم انه اجتهاد يعني لا يحيط بالوحي الا الوحي لكن البشر بقدر وسعهم يحاولون ان يحيطوا بطرف منه الذي عند الناس.