45/10/28
الموضوع: شؤون الأسماء و طبقات الموت والنوم
كنا في ملحمة اية الكرسي كما مر بنا التعرض الى الاسماء الالهية ومن ضمن الصفات التي ذكرت في مطلع الاية الكريمة لا تأخذه سنة ولا نوم ... هذا الوصف اللي في نفي السنة والنوم هل هو للاسم والاسماء او للمسمى ؟ مع الالتفات الى ان كل كمالات الاسماء هي ملك للمسمى شبيه لما يقال العبد وما يملك ملك لمولاه فحتى لو جعل الوصف للاسم لكنها بالتالي كلها ترجع الى الله والى المسمى .
شبيه ما لدينا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وايضا في مورد اخر قل لله العزة جميعا حيث يقول ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وفي مورد اخر يقول العزة لله جميعا يعني الامور لله جميعا فلا يتوهمن متوهم انه اذا حرر البحث عن ان هذه الصفات او الشؤون للاسماء اذا ليست لله كلا وانما قل لله الشفاعة جميعا اثبات الشفاعة لسيد الانبياء وللال او لبقية الانبياء او الاوصياء لا ينفي نفي الشفاعة انها ملك لله في حين ان نسند الشفاعة لسيد الانبياء لكن المآل واسناد كل شيء للذات الاهية .
كما يقول امير المؤمنين في نهج البلاغة هو اقدرهم يعني اقدر المخلوقات او الكرام من المخلوقات وهو اقدر منهم فيما اقدرهم عليهم ، فاقدرية الله في القدرة التي وهبها للمخلوقات ليست هبة عزلية ينعزل فيه الله وذكرنا ان المقصرة مع الغلاة متحدين في انحراف واحد فالانحراف الذي وقع فيه الغلاة بعينه وقع فيه المقصرة المناوئين للغلات هذا الانحراف هو هذا المطلب ان الغلاة والعياذ بالله يرون ان القدرات الهائلة للمخلوق تؤله المخلوق لانها يرونها للمخلوق ولا تؤول للخالق والمقصرة ايضا يقولون هذه الشؤون المهولة اذا اسندت للمخلوق هذه الشؤون توجب استقلال المخلوق عن الخالق يعني نفس الخطأ والانحراف واساس الانحراف في الغلات هو بعينه عند المقصرة غاية الامر المقصرة ينفون ولكن عندهم هذه النظرية والغلات يثبتون وعندهم نفس النظرية الخاطئة فهي نظرية باطلة .
فانت مهما قررت واسندت للمخلوق من شؤون ما دامت غير مستقلة هي فهل له او للذات الالهية? هي للذات الالهية فاي استغناء واستقلال للمخلوق والالوهية للمخلوق ؟ المتقدم لكم وهم الغلاة والمتأخر عنكم وهم المقصرة ذاك زائغ وهذا مارق فالاثنين هم خارجين وهذي نكتة جدا مهمة وقع فيها الغلاة بنفسها وقع فيها المقصرة يعني بعض الشؤون يتعاظمها المقصرة فيقولون بانها لا يمكن ان تسند الى المخلوق والحال ان الله عز وجل فوق ذلك كل الامور طرا ايها المقصر انت لو اسندت حبة عدس الى المخلوق استقلالا عن الخالق لكان هذا شرك ولو اسندت كل شيء للمخلوق لا على نحو الاستقلال الاسناد للمخلوق وللخالق .
المقصرة كالغلات يتعاظمهم هول الشؤون فالقضية ليست في الشؤون صغرت ام كبرت القضية في الاستقلال وعدم الاستقلال هذا هو الذي توصل اليه فلاسفة الشيعة بدقة جيدة عدم الاستقلال يعني ليس الله اقدر ووهب لمخلوقاته ما وهب عزليا منعزلا عنه هذا الانعزال ولو في حبة يعني اذا تقول ان الله قدرته انحسرت ولو في حبة خردل هذا قصور وان لم تقل ان الله انعزل وليس ينحسر كبرت هذه العطية او صغرت لا يوجد فرق .
لذلك بالدقة الغالي والمقصر من المشبهة وهذه هي مشكلة الازمة في كلا الطرفين مع ان الازمة هي واحدة من ثم امير المؤمنين يقول في نهج البلاغة هو اقدرهم وهو اقدر منهم فيما اقدرهم عليه يعني هنا هو بيت القصيد وهنا بيت الحل .
اذن نرجع الى هذا المطلب نفسه انه اذا قيل ان بعض الشؤون المذكورة في القرآن وفي الوحي هي من شئون الاسماء لا يعني ذلك انها مآلا ليست مملوكة لله تعالى هي الاسماء مملوكة لله فلله الحسنى فكيف بما هو تبع للاسماء? اذن البحث معقد غامض في الاسماء .
هذا الذي مر بنا الان جدا مهم نرجع الى الاية لا تأخذه سنة ولا نوم مر بنا ان النوم والموت صنفان من حقيقة واحدة للموت درجات وللنوم درجات وليست درجة واحدة ومن ثم هناك طبقات متوسطة ومن ثم استدل القرآن كما مر بنا اصحاب الكهف وضربنا على اذانهم سنين عددا برهان على المعاد الجسماني او على الرجعة برهان لما هو مقرر من وحدة النوم والموت .
امس مرت بنا خمسة قواعد ان الموت للنفس لا للروح وان الانسان ذو طبقات من الاجسام وان الموت ليس انقطاع بين الروح والجسد ومن جانب اخر ان الروح بدن لطيف وقاعدة خامسة ان الابدان الغليظة بيوت او البسة للابدان اللطيفة لم تلبسك الجاهلية بمدلهمات ثيابها فالهيئات الاخلاقية اثوبة لانها مثل اللباس للروح العالية ولباس التقوى خير ، لماذا سمى التقوى لباس ؟.
ومن ثم مراد القرآن الكريم من وثيابك فطهر ليس فقط ثياب البدن وليس البدن فقط بل طبقات الابدان البسة وثياب لما يفوقها من ارواح ، فثيابك فطهر يشمل ابدان الانسان كلها والبسة فيشملها هذا الثياب وطبقات من الثياب وهذا ليس مجاز بل حقيقة عقلية كما في القرآن الكريم في سورة الانعام لولا انزل عليه ملك ويقول القرآن الكريم لو جعلناه ملكا لجعلناه رجل وللبسنا عليه ما يلبسون فجعل الكريم ان الانسانية لباس تارة نسميه لباس واخرى بيت في بيوت اذن الله ان ترفع يسميه بيت وهذا ليس تسمية مجازية بل حقيقية تكوينية .
هنا نأتي لهذا السؤال كيف يكون للروح اتصال بالبدن بعد الموت ؟
الفلاسفة قالوا ينقطع والمتكلمون قالوا ينقطع والعرفاء قالوا ينقطع بينما الوحي يقل له كالنوم النوم يعني اتصال موجود لكن اتصال اضعف فكيف هو موت ولكن فيه اتصال ؟ مر بنا ان النوم طبقات يعني اتصال الروح بالبدن طبقات يعني قدرة اتصال الروح بالبدن درجات وليست درجة واحدة هذا معنى ان النوم طبقات فكل نفس ذائقة الموت يعني كل نفس ذائقة النوم والنوم فيه اتصال ، الذي خلق الموت الحياة الموت كيف يخلق؟ مما يدل على ان الموت نشأة وجودية يعني نوع اتصال .
هناك اثارة تصب في توضيح المطلب ايضا لا زلنا فيه لان القرآن يبين ان النوم واليقظة برهان على الميعاد وعلى الرجعة ، اثارة تصب في توضيح هذا المطلب وهي ان القرآن الكريم يبين ان في الموت توفي ، الله يتوفى الانفس حين موتها التوفي يعني ماذا? او يتوفاهم ملك الموت ، قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ، او توفته رسلنا التوفي ما هو? اشهد انك وفيت واوفيت يعني تمام الشيء ، اوفوا الكيل يعني اعطيه الكيل الوافي .
فالتوفي في الانفس يعني اهتمام حقيقة الانسان يقبضه الله في الموت فاذن لا يوجد اتصال ربما البعض يسأل هذا السؤال الجواب :
ان هذا التعبير الوحياني العقلي في القرآن استعمله القرآن الكريم حتى في النوم الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت كذا كذا فهذا معناه انه شامل للموت وليس فقط للنوم فقط ففي النوم ايضا توفي يطلق على النوم توفي موت ويطلق على الموت نوم اذن كيف يعبر عن القرآن الكريم بانه توفي? وافى يعني تمام حقيقة الشيء ففي النوم حبل من احبال الروح تبقى وخيط من خيوط الروح تبقى متصلة بالبدن ومر بنا ان النوم طبقات يعني خيوط اتصال الروح بالبدن درجات ومن ثم بعض الموتى يحيون وبعضهم لا يحيون ، يعني يمكن يرجعون للحياة يعني يموت يومين ثلاثة لا قلب يشتغل ولا عقل ويشتغل يعني ليس موت سريري وانما هو اعظم من الموت السريري مع ذلك تجده يرجع ولماذا يرجع الى هذا البدن ولم يرجع لبدن اخر? لان التناسخ باطل فالمقصود ان الموت كيف هو اتصال?
احد الحلول لكشف ابهام هذا البحث هو بلحاظ طبقات البدن مع ان الروح بدن وفوق كل روح روح وفوق كل بدن لطيف بدن لطيف الطف وهذا بحث اخر لسنا الان في صدده .
فبالتالي روح الارواح وروح الروح ماذا معناه? اذا تعلق الروح الالطف بالروح اللي هو بدن لطيف الطف تعلقه بالبدن الطيف يكون الروح الالطف بالبدن روح البدن اللطيف والبدن اللطيف تعلقه بالبدن الغليظ يكون روحه للبدن الغليظ الابدان السماوية السبعة التي لدينا تتصاعد وتتفاوت في اللطافة وفي التعلق ببعضها البعض من ثم سيكون لنا موتات متعددة موت على البدن الارضي وموت على البدن البرزخي ولكن متى يحصل هذا بحث اخر? ربما بعد الرجعة موت عن البدن السماوي الاول وموت سنلاقيه عن البدن السماوي الثاني الى ان نصل الى انفصال الروح عن البدن السماوي السابع هذا يحصل قبيل نفخة الصور يوم القيامة وهو من اشد الموتات مرارة وشدة وفضاعة فصعق يعني صعق هو ويسميها القرآن الطامة الكبرى لا الطامة الكبيرة يعني هذا الموت الذي ينقلنا من الدنيا ومن الارض الى البرزخ الارضي شيء مختصر اما ذاك هول عظيم .
الان موتوا قبل ان تموتوا ليس فقط نموت عن البدن الارضي وانما يعني تعود الموت والرياضة عن البدن السماوي الاول والثاني والثالث يعني كأنما خطاب من سيد الانبياء اعرجوا الى ما فوق السماوات السبع هناك بيان مستفيض او متواتر في بيانات اهل البيت ان هناك موتات وليس موت واحد يعني الدنيا يقول الدنيا فيها موتات وليست موتة واحدة موتات الدنيا اهون علي من موتات الاخرة اي اخرة هذه? ليست الابدية وانما المراد اخرة الدنيا وما بعد الرجعة الاولى والاخرة من الدنيا غير الاخرة الابدية.
استاذنا الميرزا هاشم الاملي لا ادري هل ادرك اغا رضا الهمداني ام لم يدركه لكن ينقل عجيبة لهذا الفقيه المدفون في العتبة العسكرية تحت رجلي الضريح الشريف وهو خرج تلاميذ احدهم السيد محسن الامين واحدهم السيد حسين القمي فتلاميذه كلهم زعماء ولم يرزق ولدا ذكرا وانما رزق اربع بنات وعاش طول حياته في سامراء والحياة التي عاشها انا التقيت باسباطه هم نجفيون في قم فهذا الفقيه عاش عيشة فقر مدقع جدا شديدة فالمهم بعد ان توفي يقول رؤي اغا رضا الهمداني بعد شهور فسئل كيف وضعيتك الان في البرزخ? وكيف كان الموت? قال اصلا لم اشعر بالموت نمت فاستيقظت فقيدة لي هذه المفاتيح لهذا القصر خذها واسكن فيه فسكنت به بعد مدة طويلة تنبهت الى اني في الموت فهو لا قبر ولا برزخ ولا سؤال لانه كان عنده موتات الدنيا يعني هذه العقبات التي كابدها في حياته هي في نفسها موت وهو موت للشهوة وموت للغرائز وموت بطيء طول حياته عاشها فلما توفي بعد هذه العقبات تجاوزها .
فكانت موتات الدنيا اهون علي من موتات الاخرة يدل كلام امير المؤمنين ان الانسان شاء ام ابى الموت عروج ودرجة درجة وطبقة طبقة.