45/10/26
الموضوع: الموت باب لمعرف الغيب الاخروي
كنا في ملحمة آية الكرسي وان هذه الآية يعني ثلاث آيات تسمى آية باعتبار ان الايتين او الآيات الاخرى تبع لها من ثم تسمى آية الكرسي هذه الآية الكريمة مطلعها في الاسماء الالهية وكون مطلعها في الاسماء الالهية هو برهان على علو هذه الآية لان الاسماء الالهية هي اعظم العوالم في الذات الالهية وكنا في هذا الوصف لا تأخذه سنة ولا نوم الضمير في لا تأخذه يعود على الاسم او يعود على المسمى ؟ هذا المقطع من الاسماء الالهية في آية الكرسي ومعرفة هذا الوصف ومن ثم مرجع الضمير في هذا الوصف يستدعي كما مر معرفة ما هو النوم وما هو السنة?
النوم في منطق الوحي في القرآن وبيانات النبي واهل البيت من جنس الموت كما مر بنا في الآيات العديدة وفي الروايات وبيانات اهل البيت عليهم السلام فهو من جنس الموت واخ الموت ومن ثم ورد في بياناتهم انه يقال للمؤمن الميت الصالح في القبر نم نومة العروس مثلا ، فكأنما الموت نوم ولكنه ليس نوم عادي ومن ثم ورد لدينا في اصحاب الكهف ان القرآن الكريم استدل على المعاد الجسماني بما جرى على اصحاب الكهف وهذا بيان صارخ من القرآن انه افضل الطرق لاثبات المعاد الجسماني هو حقيقة النوم لكن غفل عنه فلاسفة المسلمين وفلاسفة الشيعة وهم الابرز وكذلك المتكلمون غفلوا عن ذلك فاذا كان الموت نوم فكيف يكون الموت نوم? حيث اهم شيء في النوم ان الروح لا تنقطع عن الجسد فكيف القرآن الكريم والوحي النبوي والولوي يبين ان الموت نوم لا تنقطع فيه الروح عن البدن والحال ان البدن قد يصبح رميما ترابا يستبدل الى الطين والشجر وكذا فكيف يعني? فاي بقاء لارتباط الروح بالبدن? شبيه شبهة الاكل والمأكول وغيرها فكيف اذن يفسر عقليا? والوحي كيف يفسر بقاء ارتباط الروح بالبدن ؟ اي بدن هذا ؟ وهذا هو سبب غفلة الفلاسفة والمتكلمين والعرفاء والمفسرين عن هذا البرهان الوحياني للمعاد الجسماني .
فهذا بيان القرآن الكريم في قصة اصحاب الكهف جدا صارخ ان بين النوم والموت ارتباط لكن هذا النوم لاصحاب الكهف اي نوم? ثلاثمئة وكذا سنة هل هو نوم او موت ؟ فكأنما يبين القرآن الكريم ان هناك درجات وطبقات عديدة من النوم تتلاحم مع الموت ، لماذا يقول الامام الباقر او الصادق ع في زيارة امير المؤمنين تزور عظام ادم وجسد نوح وجسم امير المؤمنين لماذا هذه التفرقة? عظام جسد جسم فما الفرق هو? وهذا مرتبط بهذا البحث .
فاذن النظرية او الحقيقة العلمية التي يفصح عنها الوحي في القرآن وفي بيانات النبي واهل البيت ان الموت من صنف النوم والنوم من صنف الموت صنخ واحد انما هو درجات وطبقات كيف بقاء الروح من البدن .
ورد في الزيارة انه اعلم انك زائر عظام ادم وبدن نوح وجسم علي ابن ابي طالب ولماذا سمي ادم عظام? مع ان ابدان الانبياء لا تبلى ؟ هذه اشارة الى ان روح امير المؤمنين ارتباطها بالجسم الشريف اقوى حتى بعد الموت من ارتباط نوح بجسمه وارتباط نوح اقوى من ارتباط ادم بجسمه حيث العظام مرتبة من الجسم والبدن مرتبة متطورة اكثر والجسم بدن متحسس فيه روح فقد ورد انه يموت الميت منا اهل البيت وليس بميت فهل هذا تناقض? ما المراد منه? وهناك عدة طرق لهذا الحديث الشريف او انك ميت وانهم ميتون ، فكيف يصير ليس بميت ؟
المراد ان انشطتنا في التصرف في ابداننا وفي هذا العالم المادي الدنيوي الاولي لو متنا تصرفاتنا وقدرتنا في التصرفات تبقى على حالها ليس مثل بقية الاصفياء او البشر قدراتهم على حالهم يموت الميت منا وليس ميت مثل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء ، فهم ماتوا كيف لا نحسبهم اموات ؟ فهل هو تناقض في القرآن? حاشاه المعنى هو ان الشهداء حيويتهم وحيوية حياتهم ليس كبقية الاموات ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون .
فيا ايها الوهابي او يا ايها المادي او يا ايها العلماني اذا كنت لا تشعر بحياة اهل البرزخ لا تقل ان اهل البرزخ اموات يعني مجمدين لا يضرون ولا ينفعون بل هو ينفع ازيد من الاحياء حيث اولئك عندهم شبهة انه انت كيف تتوسل بميت? هو القرآن يقول ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل هم احياء عند ربهم يرزقون طبعا في سورة لا تقولوا وفي سورة لا تحسبن ، يريد القول ان الاموات ليس كلهم على شاكلة واحدة حيث هناك شاكلة بانه يموت وكانه ليس ميت انشطته وفعاليته باقية ولكن لا تشعرون يعني انت ما تشعر لا انه ليس فعال ولكن انتم لا تشعرون .
فمشكلة الوهابيين انهم ماديين من حيث لا يشعرون عندهم صنمية المادة وفي الآية الاخرى في القرآن تصف الذين لا يؤمنون بحياة وفعالية ونشاط اهل البرزخ تصفهم كفار : كما يئس الكفار من اصحاب القبور فاليأس من القبور مذهب الكفار يعني اليأس من اصحاب القبور يأس من الاخرة والكفر بقدرات الموتى كفر بالاخرة يعني انت ما تؤمن بالغيب فربط القرآن الكريم هنا الكفر والجحود والعمى عن الاخرة بالعمى على انشطة اصحاب القبور ، صريح القرآن الكفر باصحاب القبور كفر جحود بالاخرة مر بنا قراءة هذه الآية الكريمة في سورة الانعام آية مئة واحدى عشر : ولو نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله يعني الكفر بالموتى وانشطتهم وفعاليتهم كفر بالغيب .
هذا منطق القرآن هل انت تؤمن بالغيب? تؤمن بان الموتى لهم انشطة اضعاف الاحياء ؟ الان حتى الفلاسفة عندهم هذا الكلام وغير الفلاسفة علوم الروح ان الروح اذا خرجت من الجسد انشط من الروح في البدن ان خير فخير وان شر فشر لا انه اضعف ، ولو اننا نزلنا اليهم وليس عليهم الملائكة يعني يريد يقول الادراكات القلبية تختلف عن الادراكات الفكرية فضلا عن الادراكات البدنية هؤلاء يتكلمون ولكن انت لا تشعر ولو اشعرك الله لسمعته فهذه كلمهم الموتى يعني اشعرهم الله بكلام الموتى وهل الموتى يتكلمون احياء كلا? ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون وحشرنا عليهم كل شيء قبلا مخلوقات اخرى غير البشر وغير الملائكة مخلوقات غير مرئية اخرى جعلناهم يعاينوها ما كانوا ليؤمنوا لانه عندهم مرض في الادراكات القلبية وقلوبهم غلف بل طبع الله على قلوبهم .
فاذن الموت في منطق الوحي ليس انعدام وليس زوال كما يئس الكفار من اصحاب القبور علامة الانسان الكافر انه ييأس من اصحاب القبور فكيف اذا كان اصحاب القبور اعاظم البشر? اذا كان الله يبجل قدرات الشهداء فكيف بمن هو سيد الشهداء ورئيس الشهداء وشاهد الشهداء ؟ اذا كان الله يقول ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا فكيف بمن هو شهيد الشهداء ورئيس الشهداء?
يقال سئل صاحب الكفاية بعد رحيله الى البرزخ : كيف رأيت البرزخ? قال البرزخ هو سلطان دولة الحسين عليه السلام يعني القدرات التي يمنحها الله عز وجل لسيد الشهداء في البرزخ كأنما ترى البرزخ في دولة الحسين ، المقصود اذن لا تحسبن يعني غلط وكذب تقول ذلك لانك لا تشعر لاانهم غير موجودين اذن بمنطق القرآن من علامات ايمان الانسان او شدة ايمانه هو ايمانه بحياة اهل البرزخ واستمداده من اهل البرزخ لا تقم على قبره يعني ماذا ؟ لا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره يعني ماذا? عندنا من احد مواطن استجابة الدعاء دعاء الابن عند قبر ابيه ، فاذا قبر ابيه هكذا فكيف بمن هو الاب الاعظم الاكبر وهو سيد الانبياء وسيد الوصيين انا وانت يا علي ابوا هذه الامة استجابة الدعاء تحت قبة الامام هو الاب الروحي الرؤوف على رعيته .
اذن حقيقة الموت باب في منطق القرآن باب للغيب ومعرفة الغيب وهو الموت فمعرفة الموت والتوسع في معرفة الموت من ابواب المعرفة المهمة للغيب كلما تتوسع في الموت بالعكس ينفتح لك ابواب الغيب اكثر فاكثر ، القرآن الكريم يقول الجحودي المتبرم من الموت ومن الايمان بالموت وحقائق الموت هذا هو كافر بالاخرة وبالغيب كما يئس الكفار من اصحاب القبور مقابل اليأس والرجاء ، فالرجاء لاصحاب القبور الصالحين فضلا عن ائمة الصالحين هو علامة الايمان في منطق القرآن.
طبعا الدعاء والتوكل والتوسل وليس التواكل عن العمل هو عمل ودعاء والتوسل عمل وليس فقط بلا عمل ولكن ليس فقط مجرد عمل ومعروف عن كثير من العلماء منهم ابن سينا اذا استعصت عليه مسألة فكرية يذهب يصلي ركعتين كي يأخذ مدد لحل تلك المعضلة العلمية فليس كله بالفكر فقط وانما لابد من الاستمداد من الغيب وابن سينا له عبارة جيدة في الهيات الشفاء ان الذين يستهزئون بالتوسل والاستغاثة والدعاء هؤلاء ليسوا فلاسفة هؤلاء متفلسفة جهلة يعني هو يبين برهان على حقيقة التوسل في الهيات الشفاء والاستغاثة واللواذ والاستشفاع ومقالته بلغة عقلية فلسفية وهي نكتة جدا مهمة.
اذن باب النوم والموت باب عظيم لمعرفة كل اصول الدين وقضايا غيبية باب جدا مهم باب تكاملي الان في عالم البشر هناك جامعات اكاديميات في اغلب الدول لرصد ظاهرة الموت في العلوم الروحية وفي العلوم الانسانية وفي العلوم الفيزيائية رصد ظاهرة الموت ومن ضمن هذه الدراسات العصرية البشرية الحديثة لرصد ظاهرة الموت رصد بيانات من خاضوا الموت ورجعوا وهم بالالاف هي مراكز دراسية بحثية الفت موسوعات في بيانات هؤلاء وتجري على كل البحوث اكاديمية الطويلة في هذه الابحاث والعجيب ان من يخوض في هذه المواد يقوده الى الايمان بالغيب وبالله وبالاخرة وبالمعاني وتتهذب لديه الاخلاق .
فانظر الى منطق القرآن ان الموت نافذة من نوافذ الايمان بالاخرة والايمان بالاخرة يصلح الانسان ، كلام سيد الانبياء اكثركم ورعا اكثركم ذكرا للموت في بيان سيد الانبياء خواص معرفة الموت باستمرار ومسيرة تكامل الانسان ويحجز الانسان عن الشهوة وعن الافراط في الشهوة وفي الغضب وفي المعاصي وفي الرذائل ذكر الموت هدام للشهوات هادم للذات وفي بيان سيد الانبياء اكثركم كذا اكثركم ذكرا للموت واكيس الناس اكثرهم ذكرا للموت .
اذن اصرار المادية والعلمانية والوهابية على القطيعة بين الاحياء والموت صد عن سبيل الاخرة وصد عن سبيل الايمان بالغيب وبالدين ، اذن احد الفلسفات العظيمة للمراقد المطهرة ربط الناس بالغيب وبالاخرة يعني بالدين وبالتوحيد فلا زالت هذه المراقد الشريفة مضخات للنور ومضخات لتهذيب النفوس ومدارس واندية روحية لانتشال البشر من رذائل بهيمية ولذلك بينوا عليهم السلام ان قبر كل واحد منهم معراج الملائكة ومختلف الملائكة يعني مدرسة نورية روحية مركز منتدى نادي روحي.
لماذا البيتوتة عند امير المؤمنين ولو ساعة في الليل بلا عمل افضل من تسع ليالي قدر ؟ هي ليست جزاف لانه تمسكه عن البهيمية فالموت باب واسع وظاهرة روحية ولم ندخل الى الان في بيان الصلة انه كيف الموت ليس انقطاع عن الروح?