الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/10/21

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: وحدة النوم والموت وطبقاتها

 

لا زلنا في ملحمة اية الكرسي ومر بنا ان هذا الوصف لا تأخذه سنة ولا نوم النوم من جنس الموت والموت من جنس النوم يعني هما من باب واحد ولكن الدرجات تختلف في ذلك وكما مر بنا القرآن الكريم جعل نوم اصحاب الكهف برهان ويقظتهم من نومهم ورقادهم الذي استمر مئات السنين برهان على المعاد الجسماني او على الرجعة والرجعة ايضا نوع من المعاد الاوسط مثلا .

فاذن في مدعى القرآن العظيم ولا سيما ان نوم اصحاب الكهف لم يكن نوما عاديا فاذن في مدعى القرآن ان النوم من جنس الموت فكما يستيقظ الانسان من النوم ايضا ينبعث من الموت ولا سيما ان نوم اصحاب الكهف لم يكن نوما عاديا حيث لم يكن نوم ساعات ولا ايام وانما مئات السنين وهذا من نوم عجيب من ثم القرآن الكريم في سور وايات يشاكل ويجانس النوم والموت مع اختلاف درجات النوم واختلاف درجات الموت ، حيث الموت ايضا درجات بحسب بيانات الوحي افان مات او قتل انقلبتم فالقتل موت بالمعنى الاعم لم جعل مباينة ؟ هل لعطف العام على الخاص او لنكتة عقلية اخرى بينها اهل البيت ؟ فبالتالي الموت يختلف عن القتل الموت وهذه كلها مبينة في الايات والروايات فكيف ان الموت درجات وليس درجة واحدة فالذي يقتل غير الذي يموت بدون قتل .

وفعلا هكذا روحيا فسيولوجيا ما شئت فعبر الذي يقتل غير الذي يموت ببطيء تدريجي ، فالموت درجات والنوم درجات وهذا مبحث معرفي عقلي قلبي شهودي افصح عنه الوحي وغفل عن الوقوف على حاق واقعيته الفلاسفة والمتكلمون والمفسرون والعرفاء بينما في الوحي ليس الامر كذلك وبعض العلماء الاعلام تنبه اليه مثل ما مر بنا كالصدوق والحر العاملي وغيرهم ، فهذا باب في المعرفة وينفتح منه الف باب ان النوم والموت من جنس واحد شيء عظيم جدا .

اكثر من ذلك الوحي يبين ان الموت طبقات ودرجات يقول جبرائيل الموت طامة ولكن ما بعد الموت اطم كيف يعني اطعم? ما بعد الموت الاول اطم يعني اكثر هولا وتكوينيا من نزع الروح من هذا البدن الغليظ وما الذي هو بعد الموت اطم فاطم فاطم فاطم الى ان يقول القرآن الكريم فاذا جاءت الطامة الكبرى ، فاذن هناك طامة صغيرة وطامة كبيرة الموت اصغر الطعامات هناك طامات وسطى ودرجات تتصاعد تتصاعد الى طامات كبيرة الى ان تأتي الطامة الكبرى اللي هو نفخ الصور لعالم يوم القيامة لان كلمة طامة يعني موت وطامة كبري يعني الموت الاكبر فالموت درجات وهذا اوضحناه في كتاب الرجعة يعني هذه القضايا ما بحثوها الفلاسفة ولا المتكلمون ولا العرفاء بحثها الوحي ان في يوم القيامة الطامة الكبرى .

وهل هناك نزع للروح وراء هذا النزع للروح عن الجسم الغليظ? نعم كما بين في الوحي الانسان له اجساد عديدة سماوية نزع الجسم السماوي الاول من الانسان اشد على الانسان من نزع الروح من البدن الارضي و نزع الجسد السماوي الثاني اشد اشد اشد على الانسان من نزع البدن ، ونزع الروح من الجسد السماوي الثالث اشد واشد الى ان نصل الى الجسد السماوي السابع ونزع الروح من الجسد السماوي السابع للانسان هي الطامة الكبرى .

جبرائيل واسرافيل وميكائيل وعزرائيل الملائكة المقربين اجسادهم من السماء السابعة يموتون يعني تنزع ارواحهم من الجسد السماوي السابع وهذا في يوم القيامة ، نزع روح عزرائيل من جسده السماوي اشد نزعا على الاطلاق وهذا بيان الوحي لاالعرفاء يدركونه ولا المتكلمين ولا الفلاسفة وانما النبي وال بيته اشد المخلوقات نزعا لروحه من جسده السماوي السابع على الاطلاق هو عزرائيل هذا النزع هوله يزلزل السماوات والارض ، طبعا جبرائيل وميكائيل واسرافيل يموتون قبل عزرائيل في بيانات الوحي ومن يدرك هذا الشيء? ومن يدركه الا الوحي? ما الفرق بين الوحي وعلم الكلام? والفرق بين الوحي والعرفان البشري ؟ والفرق بين الوحي والفلسفة البشرية ؟

ففي بياناتهم انه لو سمع ضجيج عزرائيل عندما تنزع روحه لزهقت ارواح الملائكة المقربين او الكروبين او اهل السماوات والارض يعني نزع روحه صاعقة عجيبة في كل السماوات والارض صعق من في السماوات والارض ما هو التركيب? الله اعلم مع انه في بيانات الوحي اول من يبعث روحه بعد ذلك اسرافيل وليس عزرائيل لانه ينفخ في الصور يعني صور الارواح كما ان النبي عيسى ينفخ في الطين الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل ونفخت فيه من روحي النافخ في صور كل الارواح هو اسرافيل .

فهناك قابض للارواح وهناك نافخ الارواح اذن من الذي يقبض روح عزرائيل? ومن الذي ينفخ في اسرافيل كي ينفخ اسرافيل في الصور للارواح ؟ فمن الذي ينفخ في روح عزرائيل? ومن الذي ينفق في روح اسرافيل في جسده السماوي السابع كي ينفخ اسرافيل في كل الارواح؟

اذن هذي نكتة مهمة للبحث ان الموت طبقات وما بعد الموت اطم فاطم وهذا كله افعل تفضيل اشد واشد حتى تأتي يوم القيامة الكبرى . اذن عالم الدنيا بمعنى اخرة ابدية وعندنا عالم القيامة وعندنا في بيانات الوحي في الايات والروايات اخرة الدنيا حيث الدنيا لها اولى ولها اخرة يعني برزخ من الدنيا في بيانات امير المؤمنين وبيانات الامام الصادق اهل السماوات والارض بمعنى هم من اخرة الدنيا لا اخرة الاخرة ، اهل السماوات كما يقول سيد الشهداء للعقيلة زينب : ان اهل الارض يموتون واهل السماء لا يبقون ، فالموت يطرا على اهل السماء الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة اذن هناك نظرية نسميها نظرية قرآنية او وحيانية وكذا ان النوم والموت كل منهما طبقات .

وانا احرض الاخوان ان يتبحروا في علم الحديث وروايات المعارف اما اذا كان الانسان يعزل نفسه طول العمر عن قراءة الحديث وقراءة القرآن فيصير محبوس في نتاج البشر افة كبيرة ، يستحب ختم القرآن هل هو ختم الفاظ القرآن او ختم المعاني او معاني المعاني او حقائق القرآن ؟ بالتالي اذن يعلمهم الكتاب وليس فقط يتلوه عليهم يتلوه عليهم في محله ولكن متى ستتعلم الكتاب ؟ في البرزخ او يوم القيامة? فبالتالي ان الانسان الباحث يعزل نفسه طول عمره عن بحور معاني القرآن والروايات هذه خسارة عظمى ، نعم الانسان يتدرب على صناعة اللغة العقلية علم الكلام او الفلسفة او اللغة القلبية في كتب البشر التي تتعرض لرياضة القلوب هذا صحيح لكنه لابد انه يقوم بالسباحة في بحور الوحي سواء في بعد الايات القرآنية او الروايات واللي يحبس نفسه مع نتاج البشر فاين الثرى من الثريا? فهذا يسبب حرمان الانسان نفسه من هذه العوالم اللامحدودة في الوحي وافاق لا محدودة كالافق المبين والافق الاعلى .

فهذه المباحث مهمة وحيف للانسان ان يحبس نفسه عن بحور الوحي طبعا بلغة عقلية وموازين عقلية وموازين قلبية لكنه لا بد من الغوص في بحور الوحي ، اذن هذه نظرية مهمة القرآن يربط بين النوم والموت كانما ترادف تكويني عقلي والترادف الوجودي يختلف عن الترادف العقلي والترادف العقلي يختلف عن الترادف اللغوي ثلاث انواع من الترادف وفي السنة الاولى من بحوث اصول كافي هنا في النجف الاشرف تم التطرق الى هذا المبحث الترادف في المعارف الوحيانية والعقلية هناك ثلاث انماط من الترادف كما ان حالة الاشتقاق اللغوي وعلم الصرف يختلف لغة عن علم الاشتقاق وعلم الاشتقاق نفسه خمسة علوم دع عنك علم الصرف نفس علم الاشتقاق خمسة علوم خمسة انظمة ، الاشتقاق اللي في ذهننا اللي هو فقط علم الصرف كلا هذا نوع واحد وعلم واحد فلماذا اشتقاق خمسة علوم ؟ كي يبين لك ان هناك ترادف لغوي وهناك ترادف عقلي وهناك ترادف وجودي لكن علم الاشتقاق الان مهجور هو النحو ايضا بدأوا يهجرونه وعلم الصرف هجروه هذا هجرة التعرب .

اذا تقررت هذه النظرية العقلية الوحيانية الروحية اذن نلتفت الى ان الموت خلافا للفلاسفة وللمتكلمين وللمفسرين وللعرفاء ليس انقطاع الروح عن البدن تماما وانما خيط من الخيوط يبقى بين الروح والبدن هنا يصعب على المتكلمين والفلاسفة كيف يعني مثلا قال من يحيي العظام وهي رميم يعني صارت تراب كيف تتعلق الروح به? متعلقة بالبدن كيف ان ارواح اهل البيت متعلقة بتربة مراقدهم? كيف ان سيد الانبياء تبقى روحه العظيمة المقدسة متعلقة بتربة الارض ؟ حتى ان في بيانات اهل البيت يا ايها المدثر بتراب قبر سيد الانبياء وهذا ليس في اول بعثة الرسالة وانما في الرجعة .

ايضا ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد ان نبيكم سيرجع الى دار الدنيا في سورة القصص ان الذي فرض عليك القرآن لردك الى معاد من ايات الرجعة، يقول الامام الصادق او الباقر بلغ علم جابر بن عبدالله الانصاري ان امن وعرف الرجعة من هذه الاية ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد وفي رجعة سيد الانبياء يخاطب مرة اخرى النبي يا ايها المدثر بتراب القبر قم الى الرجعة فانذر النذارة الكبرى ، حيث ما تقدم من نذارة النبي وبشارته مرحلة ابتدائية للبشرية فالنبي لم يفصح النذارة الوسطى ولا الكبرى هذه من النذر الاولى وهذه لاحدى الكبر وهذه ارجعها سيد الانبياء و اولت بفاطمة لان حجيتها فوق حجية الاحد عشر و اولت برجعة سيد الانبياء هذا تأويل عقلي قرآني يبرهن عليه اهل البيت لمن يتدبر .

فاذن رجعت سيد الانبياء لان روحه المقدسة العظيمة مرتبطة بتراب قبره الشريف لماذا الروح لا تنقطع وتبقى متصلة؟

لو كان الفلاسفة والمتكلمون تنبهوا لهذا لوقفوا على البرهان السلس السهل للمعاد الجسماني ، فاذا الروح ما انقطعت فالمعاد جسماني لانه من قبيل تجمع النفس البدن وبالروح ولم تنقطع عنه كيف في النوم هناك يقظة كذلك في الموت انبعاث لما قد اتصل به .

احد الاشكاليات التي صعبت على الفلاسفة في المعاد الجسماني وحتى على المتكلمين يتعرض لها الشيخ الصدوق وغفل عنه الشيخ المفيد ، طبعا لغة المعارف للمفيد لغة كلامية جدلية ولغة الصدوق في المعارف كلامية شيئا ما ولكن كثير لغة اسرار المعارف فيه ، فكتاب الاعتقادات ليس كتاب جدل كلامي كتاب معارف غيبيات لغة كتاب اعتقادات الصدوق ليست لغة كلامية جدلية ولا لغة كلامية انما معارفية، فرق بين كتابات المفيد والصدوق يعني الصدوق في كتابه اكمال الدين في نقاشه في الملل والنحل والمذاهب عظيم جدا لغة كلامية وليست لغة معارف ، فالصدوق يختلف من كتاب لكتاب والمفيد مع تعظيمنا له واجلالنا العظيم له اكثر كتبا الا كتاب واحد كلها لغة كلامية جدلية .

لغة المعارف لغة مفتوحة مع البرهان والحقيقة سواء فهم الطرف الاخر ام لا عقل ام لا ، المهم انت تدعو الى رب سبيل ربك بالحكمة ، انما كتاب واحد للمفيد اللي لغته لغة معارف وهو كتاب الاختصاص مع انه هذا الكتاب رتبه الشيخ المفيد في الاصل هذا الكتاب لابي جعفر المؤدب واغا بزرك الطهراني عنده تحقيق رائع حول كتاب الاختصاص لاالسيد الخوئي ، فتتبع وتبحر الميرزا النوري او اغا بزرك تبحرهم وتوسعهم في هذا الابحاث في الكتب اوسع بكثير من السيد الخوئي مع احترامنا العظيم ، له نعم في الاصول وفي الفقه مجال السيد الخوئي بخلاف علم الرجال او علم كتب الحديث فان هذا من تبحر الميرزا النوري بغض النظر عن اراء الميرزا النوري واغا بزرك .

المهم ان علماء الكلام وعلماء الفلسفة غفلوا عن هذه الحقيقة التي يذكرها القرآن الكريم ان الموت ليس انقطاع من ثم باختصار اذن مبنى الفلاسفة ان المعادي الجسماني تنشئه الروح لا ان الجسم باقي ولم تنقطع الروح عنه وهذا ليس المعاد الجسماني ، لذلك هذا المعاد الجسماني الذي يثبته ملا صدرا بالدقة ليس معاد جسماني وانما شيء اخر ولذلك اشكلوا حتى الفلاسفة عليه فلاسفة المشاء ، فهناك غفلة موجودة عند المتكلمين وعند الفلاسفة وعند عرفاء الشيعة بخلاف مثل الصدوق لانه غواص في الروايات بلغة عقلية او الحر العاملي او امثالهم والشريف الفتوني هؤلاء الذين عندهم كلا الجناحين .

فهذه حقيقة عجيبة الان حتى في فلاسفة الشيعة الشيخ حسن زادة املي او اخرون لا زال هذا الفكر عندهم ان بالموت انقطاع وهذي اذا لم تتبدل نظريتهم غفلة ، فاذن في بيانات القرآن الموت اخ النوم وللموت درجات النوم وللنوم درجات والحديد طويل شيئا ما بسطنا الحديث فيه في كتاب الرجعة خمس مجلدات.