45/10/20
الموضوع: الصفات الفعلية وأوصاف الأسماء
كنا في اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم السنة والنوم مر بنا من اثار المخلوق النفساني الذي تعتوره السنة ويعتوره النوم ، لماذا هذا التحديد والتقييد? فذلك لما مر بنا كل نفس ذائقة الموت وليس التعبير في القرآن الكريم كل روح ذائقة الموت وكل نفس يختلف عن كل روح ، والنوم اخو الموت كما مر النوم موت صغير والموت نوم كبير مثلا تنام عيني ولا ينام قلبي ، فالموت نوع من النوم والنوم نوع من الموت .
هذا البيت القصيد الذي مر بنا ان الفلاسفة والمتكلمون غفلوا عنه ومن ثم غفلوا عن البرهان الوحياني العقلي على المعاد الجسماني الذي هو سلس السهل ، اذن قاعدة كل نفس ذائقة الموت تدل على ان كل نفس تنام ، فهل الملائكة المقربين تعتورهم السنة? نعم ان كان لهم نفس فتعتورهم السنة والنوم وان لم يكن نوم فسنة حيث السنة نوم خفيف ولذلك ورد في روايات مستفيضة ان ملائكة السماوات بما فيهم المقربين والكروبيين واعلى درجاتهم في السماء السابعة هؤلاء يعتورهم الموت قبل نفخ الصور حتى ان ملك الموت يعتوره الموت فاذا كان يعتوره الموت لا محالة السنة تعتورهم .
ومن ثم ورد ان الملائكة طعامهم التسبيح او التهليل يعني يحتاجون لمدد وطاقة لكن لم يرد في الروح الامري الذي هو حقيقة القرآن وروحه لم يرد فيه انه يموت ، القرآن وجه الله الذي لا يموت كل من عليها فان ويبقى وجه ربك والقرآن ليس المقصود منه المصحف وانما القرآن انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح هذا الروح الذي لا يعتوره الموت وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب، ونفس الكتاب هو الروح الامري فوصف الوحي حقيقة القرآن بالروح ولم يصفه بالنفس .
ومن ثم ورد في بياناتهم عليهم السلام ان الروح الامري هو القرآن لا تأخذه سنة ولا نوم ولا يعتوره الموت ، اذن هذه لا تأخذه سنة ولا نوم يعني لا موت كل من عليها فان ولكن هناك استثناء ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فاذت هذه لا تأخذه سنة ولا نوم هو من اوصاف المخلوقات العظيمة الكريمة عند الله لا نفس لها ولكن لها روح فضلا عن المخلوقات التي لا روح لها وفوق الروح ، النور بالمعنى الاخص لا بالمعنى الاعم والنور الذي انزل معه هذا روح وان سمي نور .
اذن لا تأخذه سنة ولا نوم هذه من اوصاف الاسماء او قل من اوصاف ما دون الاسماء من عالم الامر الروح الامري كما ورد في روايات وبيانات اهل البيت ليس خبر واحد وانما في عدة بيانات ان الروح الامري لا تأخذه سنة ولا نوم ولا سهو ولا لهو فاربعة امور لا تأخذه .
فلا يتوهم ان هذه الصفة للذات الالهية كلا الذات الالهية اعلى شأنا من هذه ، فهنا هذه التسمية لا تأخذه يعني الاسم الالهي فاذا كان قدسية الاسم الالهي هكذا فكيف بالمسمى واعظم? فهناك جملة من الاوصاف في السور القرآنية ذكر فيها الاسماء الالهية اذا ندقق هي اوصاف الاسماء واما المسمى فهو اعظم من هذه اوصاف يعني الذات الالهية اعظم كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو ولم يقل ذي ، ذو وصف للوجه لا للذات الذات اعظم ، مثل ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها هل هذه لا تناهي للنعمة المخلوقة او لله? هو للنعمة الله فوق ذلك .
لذلك الفلاسفة عندهم هذا البيان ان الله فوق ما لا يتناهى عدة ومدة وشدة والا اذا اردت ان تصف الله باللا تناهيه هذا تحديد لله بعض الاوصاف الانسانية اللي الانسان يمر بها يقول هذه اوصاف الهية كلا هي اوصاف للاسماء الالهية والباري فوق ذلك طبعا عظمة الاسم تجلي لعظمة الذات وان قدس الاسم فقدست الذات بالاعظم اصلا الصفات الفعلية لله عز وجل يعني هذا الباب موجود عند المتكلمين وعند الفلاسفة وعند العرفاء الصفات الفعلية ، كيف يعني صفات فعلية في حين هي فعل لكنها وصف مآلها للذات الالهية كيف يصير الوصف بالذات الالهية? يعني عظمة الفعل تكشف عن عظمة الذات وهذه الصفة الفعلية تكرر القرآن او حشد القرآن ذكره ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قل لو كان البحر مدادا لنفذ بحر قبل ان تنفذ كلمات الله فاللا تناهي وصف للمخلوقات الالهية .
المشبهة قالوا وجه الله عين الذات الالهية يعني وجه الله لم يعتبروه وصفا لفعل الله وانما وصف لذات الله فصفات ذاتية لا صفات فعلية لماذا تعاظم عندهم هذا الوصف? حيث وجه الله مضاف الى الذات الالهية واذا اضيفت للذات الالهية اذن هو عين الذات الالهية المشبهة الازمة العلمية اللي عندهم ما ان يروا صفة عظيمة يقولون هي عين الله ولا يلتفتون الى ان هذه الصفة العظيمة هي عظيمة وتجلي لعظمة الله لكن ليست الذات .
فهذا البحث في وجه الله وعين الله ويد الله ، مثلا المشبهة قالوا بيده ملكوت كل شيء هو وصف عظيم سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون هل هذه باوصاف فعلية او اوصاف ذاتية ؟ هم قالوا ان هذه عين الله هوجزء الله طبعا الصفات الفعلية مآلها ترجع الى الصفات الذاتية لكن هذا ليس معناه انها هي حقيقة صفة ذاتية ، التشبيه ليس فقط في التجسيم تشبيه الله بخلقه درجات في مقابل التشبيه والتنزيه لان التشبيه درجات فالتنزيل صارت درجات .
عندما يقول زين العابدين في الصحيفة السجادية هناك تسبيح اعظم لله لا يقف عليه الا المعصوم يعني اكثر المؤمنين مبتلون بالتشبيه الخفي ولا يسبح الله حق تسبيحه الا المعصوم اما المشبهة يقولون نحن نسبح الله حق تسبيحه فيقعون في التشبيه ولكنه تشبيه خفي فالتشبيه درجات ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون والشرك درجات ، في الحديث النبوي المروي عند الفريقين ان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل يعني صوت حركة النمل اخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء هذا خفاء في خفاء في خفاء اربعة خفاء دبيب وخفاء النمل الاسود في الليلة دهماء ظلماء على الصخرة السوداء بل خمسة لانه الحجر ايضا لا صوت له فالنبي يبين ان الشرك درجات ولا يتنزه عن كل الشرك الا المصطفون .
فالشرك درجات والتشبيه درجات والتعطيل درجات والجبر درجات والمقالات الباطلة درجات خفية واخفى واخفى لذلك انظر بيان القرآن ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وما قال هو عنده الشرك خفي يزعم انه وحي ولذلك امير المؤمنين يقول وكمال التصديق به توحيده ، نحن عندما نقول تشبيه نظن انه فقط تجسيم كلا التشبيه درجات الفلاسفة القدامى كانوا يشبهون الله عز وجل بانه روح المخلوقات الروح ايضا تحتاج الى جسم مادي ، فهناك مشبهة جسمانية وهناك مشبهة روحانية ، فلو شبه الانسان المسمى بالاسم هل هو تشبيه ام لا? ولكن من يدرك هذا التشبيه? ومن يتنزه عن هذا التشبيه؟ فقط النبي واله وهناك ادلة قرآنية على ذلك .
فنحن فقط نتكلم بلقلقة اللسان لذلك الامام زين العابدين يقول لسعد ابن المسيب حيث انبهر من تسبيح زين العابدين قال هذا التسبيح الاعظم سيما بعد هناك بيان حقائق للتسبيح الاعظم في بياناتهم بالتسبيح الاعظم الاعظم الاعظم عظيم اعظم اعظم اعظم اعظم فاذن ممتنع على المخلوقات ان يتكاملوا بدون الوحي الوحي سفينة النجاة قوالب الوحي ونص الوحي لفظا ونص الوحي معنى ونص الوحي تأويلا ونص الوحي حتى في سبعين بطن كله وحي ، حبل الله الممدود ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا وليس ما ان تفرطتم .
فالتشبيه درجات والشرك درجات والتعطيل درجات احد معاني التعطيل التي بينها قالوا يد الله مغلولة ولم يقل الله مغلول ما الفرق بينهما كثير في القرآن الكريم ان التمرد على ايات الله الكذب والجحود والاستكبار وعدم الخضوع هذه اية مخلوقة وهي عبارة اخرى عن ما لكم لا ترجون لله وقارا ، فتوقير وتعظيم الله بتعظيم الايات ، نعم عدم هذا التعظيم شرك هو وقع في الشرك والتشبيه من حيث لا يشعر يظن انه اذا استنقص ايات الله هذا موحد كلا هو مشرك ولماذا يريد النبي ان يقول الشرك فيه درجات لا يكتشفها احد الا الوحي يعني يقول انتم في وسط الطريق ولا تدعوا انكم بلغتم نهاية الطريق بل انتم في اوائل الطريق قال طرف منه عند الناس وليس بعض منه عند الناس ما الفرق بين الطرف والبعض? حيث اخر شيء هو طرفه حتى الناس ما متعلقين بقطع منه ، وهناك طرف اخر عند الله اللي هو غير متناهي واللامتناهي مخلوق لله المشكلة ان الباحث يصيبه الغرور يقول احطت بكل شيء انا الدين القيم وما اريكم الا ما ارى وليس الوحي والنبي ص.