45/10/19
الموضوع: القيوم والنوم والموت وبرهان المعاد
مر بنا ان في رؤية الفلاسفة ان عنوان القيوم لا سيما فلاسفة الشيعة عندهم ان عنوان القيوم جامع لجميع الصفات الفعلية او تستطيع ان تقول جامع لجميع الاسماء الفعلية كالرزاق والقهار والجبار كل الاسماء التي ترتبط بالصفات الفعلية حسب دعواهم القيوم اسم جامع لها كما هو في الاسماء الذاتية او الاسماء للصفات الذاتية اسم الجلالة الله جامع لجميع تلك الاسماء طبعا هذا دليل موجود وحياني عقلاني موجود اسمه الله واسم الجلالة اسم مستجمع لجميع الكمالات .
بالنسبة لاسم الجلالة يا ترى القيوم هكذا ام لا? الفلاسفة هذا مدعاهم وربما حتى العرفاء ويحتاج طبعا لدراسة وتتبع في البيانات العقلية الموجودة في الوحي هل القيوم هو بهذه المثابة ام لا؟
في سورة الحشر ظاهرا اسم القيوم لم يؤت به ، فقيمومية الباري تعالى على كل مخلوق هذا هو الدليل الذي ذهب اليه الفلاسفة او جملة من المتكلمين على ان هذا اسم القيوم اسم جامع للاسماء الفعلية او اسماء الصفات الفعلية ولابد من مزيد من الدراسة العقلية الوحيانية لهذا المطلب وكذلك في سورة طه وعنت الوجوه للحي القيوم ويوجد تركيب اقتراني بين الحي والقيوم يعني القيوم بمفردها لم تأتي الا حي قبلها القيوم كل شيء قائم به ، في دعاء جوش كبير يا من كل شيء قائم به .
ثم صفة اخرى لا تأخذه سنة ولا نوم هنا الجملة فعلية بمثابة صفة وليست بقالب اسم وهذا تدل على اشتقاق واحتياج كل مخلوق اليه تعالى ، فقائم به هو الضمير اسم وليس في الاسم استقلالية عن المسمى الان عبارة لا تأخذه سنة ولا نوم عندنا في بيانات اهل البيت ان الروح الامري الذي هو حقيقة القرآن وروح القرآن من اوصافه لا تأخذه سنة ولا نوم فالسنة والنوم انما هو للموجود والمخلوق الجسماني الذي له نفس ، فعدة قيود هنا فما الدليل على هذا الشيء ؟
نلاحظ قوله تعالى كل نفس وليس كل روح حيث النفس تستعمل في دون الروح كل نفس ذائقة الموت وليس كل روح ذائق الموت هذا تعبير انفجاري في العلم وتعبير وحياني معادلة لا يدركها فيلسوف ولا عارف قال تعلى كل نفس وما قال كل انسان او كل حيوان ولا كل نبات ولا كل ملك قال كل نفس فكل مخلوق له نفس هذا سيذوق الموت .
في بيانات القرآن الكريم وبيانات سيد الانبياء الموت والنوم من جنس واحد وسنخ واحد ، الله يتوفى الانفس حين موتها فعبر القرآن عن الموت بالتوفي فلم يقل يتوفى الارواح وانما قال الانفس والتي لم تمت في منامها ويرسل الاخرى ويمسك التي قضى عليها الى اجل مسمى .
فالقرآن الكريم يبين ان الموت والنوم من عالم عقلي واحد وهذا غفل عنه فلاسفة الشيعة فضلا عن غير الشيعة الى يومنا هذا وفي كتاب الرجعة اوضحنا هذا البحث والصدوق لكونه متتبع في النظام العقلي الوحياني ادرك هذا المطلب كما يقول سيد الانبياء كما تنامون تموتون عند الفريقين وكما تستيقظون تبعثون فلاحظ النبي بين ان النوم اخ الموت وسنخ الموت واليقظة من النوم كالبعث من القبر سواء في الرجعة او في القيامة .
كما تنامون تموتون خروج الروح او النفس في النوم من الجسد هي نوع من عملية الموت سنخ واحد ، ففي بيان الصدوق استفادة من الادلة يعني نفس صريح كلام النبي برهان عقلي على المعاد الجسماني قال كما تستيقظون تبعثون هذا برهان فهنا سيد الانبياء اشار لبرهان العقلي ولكن ابن سينا كان معاصر للشيخ الطوسي شيخ الطائفة يذكر في كتاب الشفاء ان فلاسفة اليونان وفلاسفة المصريين او كذا الى يومه لم يقفوا على برهان عقلي على المعاد الجسماني .
الصدوق توفي قبل وفاة ابن سينا بثمانين عام هو ذكر الصدوق في كتابه الاعتقادات وهذا الكتاب كان مركز تدريس العقائد في الحوزات العلمية الشيعية كتاب عظيم عدا ما غفل عنه الصدوق من القول بسهو النبي ما عدا هذا المقطع كل ما ذكره الصدوق في كتاب الاعتقادات محل تسالم علماء الامامية لان القواعد المعرفية التي ذكرها الصدوق كلها عبارة عن قوالب لفظية وحياناية متواترة او مستفيضة ليس من عنده ، دورة كبيرة عظيمة اعظم من كتاب باب الحادي عشر او شرح التجريد او او او ... بقوالب وحيانية وعليه شروح كثيرة الشيخ المفيد والمجلسي وغيرهم .
فكتاب الاعتقادات كتاب عظيم في المعارف في هذا الكتاب نبه الصدوق على ان البرهان العقلي على المعاد الجسماني هو النوم حيث النوم من سنخ الموت ولان ابن سينا عكف على كلام الفلاسفة هذا البرهان لم يتنبه له رغم بساطته وسهولته ولكنه برهان عظيم من القرآن او الروايات المتواترة على المعاد الجسماني .
الى ان وصلت النوبة الى الحر العاملي في كتاب الايقاظ من الهجعة في اثبات الرجعة بلور هذا البرهان الذي اعتمده الصدوق على الايات والروايات كيف ان النوم والموت برهان عقلي على المعاد الجسماني الى يومنا هذا فلاسفة الشيعة الذين تتلمذنا عليهم غافلون عن هذا البرهان وسببه الانحباس في نتاج البشر وعدم الانفتاح على بحور الوحي اذا صرت مجتهد في العقليات فيكفيك ذلك تعال معي وابحر وغوص في بحور الوحي ولا تخاف الغرق اذا غواص قوي تعال الى بحر الوحي بقدر ما عندك من قدرة قم بالغوص في البحار ترى امواج خطيرة وترجع الى الساحل لكن البحر الوحي شيء اخر .
اثنا عشر قرن علماء الكلامية وعلماء فلاسفة الشيعة هذه غفلة خطيرة عندهم حبستهم عن الوحي طبعا شكر الله سعيهم ولكن هذه الغفلة موجودة ومشكورين بقدر ما خدموا وانجزوا ولكن يبقى الغوص في بحر الوحي شيء اخر سيما اذا كانت عندك صناعة العقل وصناعة اللغة العقلية ولغة القلب وحتى عرفاء الشيعة نفس الكلام حبسوا انفسهم على نتاج البشر انت تعال لمكاشفات سيد الانبياء ولمكاشفات سيد الانبياء ولوحي مكاشفات ائمة الهداة المهديين اين مكاشفاتك منهم? فلا يخدعنك الرياضات الروحية تعال لوحي سيد الانبياء .
ففي كتاب الايقاظ من الهجعة في اثبات الرجعة الحر العاملي اشار الى هذا المطلب وهذا الكتاب كرارا ذكرت انه ارشحه ككتاب عقائدي فوق مستوى الكفاية هو دورة عقائدية وليس رجعة فقط هو اسمه كتاب الرجعة ولكن هو دورة للتوحيد والنبوة والامامة والمعاد ببرهان عقلي والحر العاملي له ذهنية عقلية انفجارية وحيف انه ما كتب دورة في المعارف طبعا هو كتب ثلاث مجلدات الفصول المهمة في اصول الائمة مطالب عقائدية من التوحيد الى المعاد وذكر دورة في قواعد اصول الفقه وفي القواعد الفقهية ودورة في قواعد الطب ودورة في قواعد الاخلاق اربعة خمسة ستة علوم في هذه الثلاث مجلدات للحر العاملي و وفق لجمع اسس وحيانية في هذه العلوم الستة .
انت لما تقرأ كتاب الرجعة تقول كيف الحر العاملي اخباري? ذهنيته العقلية وقادة لا ابالغ اقوى من كثير من فلاسفة الشيعة ومتكلميهم لكن للاسف لم يؤسس دورة مبسوطة عقائدية يا ليته الف لنا كما الف الوسائل اعظم واعظم بها طبعا كتاب الوسائل ليس كتاب فروع فقط كتاب معارف كتاب فقه الاخلاق وفقه القلوب كما ان الكتب الاربعة ذكر الاكابر ليست كتب فروع فقط انما كتب اصول الدين مملوءة بالعقائد بل عقائد قممية وليس عقائد متوسطة.
فهذا البرهان الذي بلوره غفل عنه فلاسفة الشيعة ومتكلميهم فضلا عن غيرهم وفي سبات عميق عظيم والغفلة عن هذا البرهان الوحياني في المعاد الجسماني سبب ان متكلمي علماء الكلام والفلاسفة والعرفاء يظنون بان الموت انقطاع ، هنا هذا بيت القصيد للصناعة العقلية يظنون بان الموت انقطاع بين الروح والبدن انقطاع تام حيث بلي البدن وصار تراب هذا الذي اغفلهم بينما سيد الانبياء والقرآن يقول الموت نوم والموت ليس فيه انقطاع تام فهنا الغفلة التكوينية المعرفية غاية الامر الموت نوم لذلك لاحظ القرآن الكريم يبرهن على المعاد الجسماني بنوم اصحاب الكهف فهذه الاية صارخة في الدلالة والبيان وغفل عنها الفلاسفة والمتكلمون نتيجة عدم انفتاحهم العميق على الوحي وانحباسهم في نتاج البشر الاية في سورة الكهف وضربنا على اذانهم سنين عددا فالقرآن يقول هذا نوم ثلاث مئة سنة تحسبهم اموات وهم ايقاظا ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملأت منهم رعبا وضربنا على اذانهم....
وهذا فيه بيان اعجاز عقلي لحقيقة النوم كما قال ائمة اهل البيت بيان اعجازي اذا نام عينك ولم ينم اذنك لا يبطل الوضوء يعني اذا نامت الاذن يعني كل شيء سوف ينام لاحظ البيان العظيم العقلي يقولون لنا لماذا تعظمون اهل البيت ؟ كل كلماتهم واحكامهم اعجاز يبينون لك ان الاعضاء تنام تدريجيا كما ان زهوق الروح في الموت تدريجي حيث قال الائمة قد تنام العين ولا ينام الاذن فلا يبطل الوضوء .
فالقرآن الكريم في موارد عديدة بين هذا البرهان المسانخة بين النوم والموت تستطيع تقول الموت نوم عميق وتستطيع ان تقول الموت نوم خفيف النوم موت خفيف فهذه كلمة موجزة بينها من جوامع الحق سيد الانبياء كما تنامون تموتون وكما تستيقظون تبعثون فقد يتسائل عن ان في الموت يبلى ويترب البدن فاين يتعلق الروح وباي بدن? وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم فاي بدن باقي كي تتعلق الروح به?
وهذا غفل عنه الفلاسفة والمتكلمون والعرفاء بينما موجود في بيانات الوحي برهان سلس سهل على المعاد الجسماني والى يومنا هذا متكلمي فلاسفة والعرفاء غافلين عما ذكره الصدوق والحر العاملي وقد بلورناه في كتاب الرجعة وهذا تمهيد لمعرفة قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم هذا الوصف لمن في اية الكرسي?