45/10/18
الموضوع: قواعد نظام الأسماء ومقامات المعرفة
لا زلنا في ملحمة اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم والقيوم صيغة مبالغة وكل شيء قائم به او هو قائم مهيمن على كل شيء وفي البحوث العقلية قالوا بان الصفات الفعلية كلها تجتمع في صفة القيوم التي هي صفة ذاتية وهذا بحث عقلي مثلا الرزاق المحيي المميت المبدئ المعيد القابض الباسط المنتقم الجبار كل هذه صفات فعلية تعود الى صفة القيوم التي هي صفة ذاتية طبعا الترتب في الاسماء ايضا هو بعد في الاسماء الالهية .
كثيرا ما في القرآن الكريم مثلا ترى وهو العلي الحكيم ليس علي بمفرده ولا حكيم بمفرده علي حكيم عزيز حكيم لطيف خبير ليس لطيف بمفرده ولا الخبير بمفرده ومن هذا القبيل وظاهر بيانات القرآن ان الاسم المركب له ما ليس للاسم المفرد ، فهناك غلبة كثيرة جدا في الايات وفي السور وفي نهاية مجموعة من الايات او نهاية الاية يذكر القرآن الكريم اسم مركب مزدوج وربما اكثر من اسمين ثلاثة اربعة ولكن هناك ظاهرة كما مرت بنا في بداية هذه الاية في التركيبات الاسمائية وفي الاسماء الالهية الموجودة في السور والايات ظاهرة انه في الاسماء تذكر انه الله لطيف خبير ان المجيء بالاسم الجلالة او بالاسم المستأثر هو ، وهو العلي الحكيم مثلا هذه الظاهرة واضحة كما مر بنا ان نظام الاسماء نظامه اما اسم الا وهو الله او الاسم المستأثر هو .
فنظام وحده نظام الاسماء اما بالاسم المستأثر هو او بالاسم الجلالة ، يسبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم والله ذو الفضل العظيم يعني هل تستطيعون ان تقفوا على اسم مركب في الايات وفي كل السور بدون مجيء اسم الجلالة? او بدون مجيء اسم هو المستأثر ؟ قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى نظام مركز نظام لكل الاسماء اما اسم مستأثر هو او اسم الجلالة الله وبالتالي هذه يشير لهذه القاعدة ان الاسماء كعبتها ومركزها وتوليفها اما اسم الجلالة الله او الاسم المستأثر هو .
فاذن كثرة الاسماء وحدة النظام فيها اسم جلال الله او المستأثر هو ، لا ان هذه الاسماء هي الهة والعياذ بالله انما هي اسماء لـ هو او لله وحدة نظام في الاسماء كما ان الحال في الصفات ايضا هكذا وفي الافعال الالهية هكذا تسند اما الى اسم الله او الى اسم هو ، اذن هذا نظام وحياني تكويني معرفي عظيم ان الصفات او الاسماء او الافعال اذا ورد توصيف الله بها يجب ان نأتي بنقطة مركزية اسم الجلالة الله واسم المستأثر هو ، هنا يكون اقامة للتوحيد في نظام الاسماء .
فهذين اسمين عظيمين كما في بيانات حدوث او خلق الاسماء ولا يكفي ان نذكر لله عز وجل كثرة الاسماء وكثرة الصفات وكثرة الكمالات بدون ان نأتي بنظام الوحدة وطابع التوحيد وهو تمركز لاسم الجلالة او للاسم المستأثر ، فوحدة نظام وطابع التوحيد في الاسماء والكمالات طابع التوحيد لابد من تحميد وتوحيد فلا اله تنزيه والا ايضا تنزيه والله تحميد ، فاذن من ناموس عالم الاسماء حسب بيانات الوحي ان الاسماء يذكر فيها طابع التوحيد كمال الايمان به تعالى توحيد وتحميد والتوحيد يعني تسبيح وتنزيه ، لا اله تنزيه الا الله تحميد كما في بياناتهم التوحيد بالتجريد والشرح والتحميد بالبيان والتأكيد ، في احد زيارات امير المؤمنين الشرح والتجريد تجريد عن النقائص والتحميد بالبيان وبالتأكيد وهذا من المعاجز العلمية لاهل البيت عليهم السلام .
فالتوحيد ايضا صفة اخرى مثبت وفي التحميد مقرر ما الفرق بين المثبت والمقرر? التوحيد فيه تثبيت والتحميد فيه تقرير فرق بين قرر وثبت، فثلاث خواص في التوحيد وثلاث خواص في التحميد .
الفلاسفة على اختلاف مدارسهم والعرفاء عندهم قمة المعرفة هوالتوحيد ولكن عند اهل البيت ع هذه المعرفة ناقصة وانما هو توحيد وتحميد لان التوحيد تسبيح وهذا ان كيف تدركه ان التوحيد ليس معرفة كاملة كما بين امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغه اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وهذا اول الدين معرفته درجة من التوحيد يدخل فيه المشرك ولكنه ضال وكمال معرفته التصديق به الى هنا المشرك لازال داخل وكمال تصديقه توحيده ، اذن الدين ليس التوحيد اول الدين هو المعرفة وهي طبقات ودرجات الى ان تصل للتصديق هذا البيان نوع من المعجزة العقلية في تصوير المعرفة بالله او في منازل ومقامات المعرفة بالله .
مثلا الوهابية مثلا متكلمين الفلاسفة عندهم التوحيد هو القمة مع انه ما قبل التوحيد هناك درجات والتصديق درجات هذا دين اما ان الدين مع الضلالة مع عدم الهداية هذا بحث اخر لكن درجات وطبقات للدين ، فاول الدين معرفته وكماله هذي طبقات وتصديق وبين التصديق والمعرفة درجات ، فمعرفة ناقصة معرفة متوسطة معرفة عالية ، ايضا بين التصديق والتوحيد درجات وطبقات ومر بنا ذلك مرارا .
بعد ذلك يأتي بالتصديق وهو به متوسط وداني وعالي فعلو التصديق في التوحيد والا ليس هو يقسم سلام الله عليه خمسة اقسام يعني كل قسم فيه اقسام لم يذكر تفاصيلها الا بنحو الاجمال في هذا البيان ، وكمال التوحيد الاخلاص له ما الفرق بين الاخلاص والتوحيد? فالتوحيد درجات .
عند الفلاسفة او العرفاء اعلى مقام هو التوحيد بينما عند امير المؤمنين يقول اشتبهتم اعلى من التوحيد هوالاخلاص اين يلتفتون الى ذلك وينتبهون? وما معنى الاخلاص? فلك ان تقول التوحيد لغة العقل الفكري والاخلاص لغة القلب ، لانسبن الاسلام نسبة يعجز عنها من بعدي .
وكمال الاخلاص فالاخلاص ايضا درجات داني متوسط عالي ما لا يحصى من المتوسطات نفي الصفات عنه ، فلاحظ هنا الاخلاص لغة قلبية ونفي الصفات لغة فكرية قلبية المعرفة هي لغة فكرية عمل فكري التصديق فعل مشترك فكري وقلبي ثم يعود الى العقل الفكري لاحظ جناحان بينهما مقامات ومنازل مثل الشكل اللولبي يتصاعد .
وكمال الاخلاص تعبير في اوصاف امير المؤمنين في الزيارة السلام على امام المخلصين يعني قوالب عقلية في درجات الاخلاص كمال الاخلاص يعني كمال الدين ان تعبر وتتجاوز كثرة الصفات وكثرة الاسماء وان لم تعبر لم تصل لقمة الاخلاص كما ورد : علي ممسوس في ذات الله ما الفرق بين ان يقال ممسوس في اسماء الله او ممسوس في ذات الله ؟
الان لاحظ التوحيد الذي جعله الفلاسفة والمتكلمون والعرفاء قمة المعرفة اين وبين القسم الاخرى التي ذكرها امير المؤمنين ؟ هم نسوها كمنازل ومقامات وشبيه هذا البيان في نهج البلاغة عين النظام العقلي في حديث امير المؤمنين لكميل ابن زياد الذي يسمى بالحقيقة ولكن بقوالب اخرى فبدايته ذكر ست معادلات محو الموهوب وصحو المعلوم هذه القواعد العقلية لانكاد اتصورها لا ان نصدقها او كشف سبحات الجمال من غير اشارة فبالدقة هناك تطابق عقلي بين الحديثين تقول لي الحديث ما هو سنده? اولا سنده متنه وليس سنده الرواة المغلوب على امرهم لان الثقات مستضعفون بالقياس الى المعصوم هل انت تجعل العيار المستضعف ام المعصوم? نعم هذا من باب جمع القراءن اما تجعل هذا الراوي المستضعف هو الاول والاخر وهو الظاهر وهو الباطن وهو بكل شيء محيط لا يمكن .
طبعا عندما نقرأ الاحاديث يجب ان نفصح في الحروف وفي الكلمات لا ان نقرأها بشكل سريع ، في رسالة منسوب العلامة الحلي يشرح هذا الحديث الشريف وفي رسالة لابن سينا يشرح هذا الحديث وكثير من الكبار شرحوا هذا الحديث الشريف لو تجمع الرسائل لكثير من العلماء ممن شرحوا هذا الحديث الشريف موسوعة تصير ممتازة ثم يقول جذب الاحدية ونور يلمع من صبح الازل فيظهر على هياكل التوحيد اثاره .
فالمقصود هذا النظام المعرفة الذي يذكره امير المؤمنين في اول خطبة في نهج البلاغة هذا لم يتنبه له في نظام المعارف العرفاء في العرفان النظري او العرفان العملي ولا الفلاسفة يعني بالمطابقة بين كتاب الاشارات والشفاء والاسفار مع هذه المقامات تقسيمات اخرى او كتب اخرى او كتب افلاطون وسقراط وارسطو وغيرها .
المقصود ان هنا يتبين كيف مدى الاعجاز والعجز عند البشر عن الاحاطة بمقامات المعرفة والدين? حيث البشر في التوحيد وقف ولم يصل الى التوحيد ولو من باب لقلقة لسان فقفلوا في التوحيد بينما في بيانات اهل البيت شيء اخر ، فما هو الارتباط بين الاخلاص والتوحيد شيء عظيم.