45/10/13
الموضوع: الحي والحياة من الأسماء والصفات
كنا في هذا مقطع من ملحمة اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم ...
اسم الحي او صفة الحي والحياة يعني ابرز شيء في هذه الصفة وفي هذا الاسم انه مجمع للعلم والقدرة لكن اسم الحي والحياة لله تعالى يختلف عن حياة المخلوق طبعا تقوم الحياة بالعلم والشعور ولو الية جسماني ولكن اجمالا ان العلم هذا بمثابة الحياة والعديم للعلم بمثابة الموت او عدم ، فالإرتقاء في العلم تستطيع ان تقول الإرتقاء في طبقات الوجود وعدم العلم عبارة عن عدم التواجد في تلك العوالم او تلك الطبقات من الوجود فاذن العلم بالدقة ليس شيء عرضي كما نتخيل الكمالات في الاصل بعد جوهري في المخلوقات والاصل في الكمالات في الحقيقة ليست فقط جوهرية علم قائم في نفسه ولنفسه وانما اصلها وجوبية ازلية يعني قائمة بنفسها في نفسها لنفسها وكل ما بالعرض يرجع الى ما بالذات يعني اذا كانت هذه الكمالات في المخلوقات ليست هي لهم من انفسهم اذن لا بد ان تكون من طرف له هذه الكمالات بنفسه في نفسه او بذاته في ذاته لذاته فالاصل في كل كمال ان يكون كمال الوهيا كما في الوجود ما يمكن ان يكون وجود الجوهر هو الاصل لان وجود الجوهر وان كان في نفسه لنفسه لكن ليس بنفسه فلابد ان سلسلة الوجودات او سلسلة الموجودات تنتهي الى الذات الازلية .
هذا الكلام الذي يذكر في الوجود او في المخلوقات بعينه يجري في كل كمال ليس فقط في الوجود وانما في العلم في الحياة هذي نقطة جدا مهمة في بعض الاسماء او بعض الصفات والمعارف ان الكمالات الاصل فيها ليست انها ليست عرضية بل جوهرية بل ما فوق الجوهر ازلي ذاتي غاية الامر هذه الكمالات ليست كما يتخيله الاشاعرة او غيرهم ازليات كثيرة شركاء لذات الباري وانما هي اسماء لواحد احد له الاسماء وله الازلية وله .
اذن ما يقرر عقليا في الوجود هذا لا يختص بالوجود بل يعم كل كمال ، فما يمكن ان يكون الكمال نفترضه بدون جوهر او جوهري بدون ازلي ، ما يمكن منبع كل كمال لا بد ان يكون هو الذات الازلية ومجمع كل الكمالات ، الاصل في كل كمال ان يرجع الى كمال واحد الوهي ازلي ذاتي ما شئت فعبر يخلق وينشأ منه كل شيء وكل كمال وكل درجة من درجات الكمال ونفس الكلام يأتي في الحياة وسلسلة الحياة لابد ان تكون لحي لم يأخذ الحياة من حي يا حيا حين لا حي يا حيا قبل كل حي ويا حيا بعد كل حي .
هناك تعبير لطيف ذكره سيد الانبياء في المعراج ورواية المعراج روايات عظيمة جدا دورة معارف كاملة من التوحيد الى النبوة الى المعاد ، يعني بعض الابواب كانها باب في قبال الابواب العقائدية الاخرى ولكنها دورة كاملة كالمعراج كالرجعة مثلا الرجعة اسمها باب ملحقة بالمعاد او بالامامة ولكن بالدقة اذا ندقق نرى ان الرجعة دورة كاملة في العقائد كتاب الرجعة للحر العاملي اسمه الايقاظ من الهجعة في اثبات الرجعة كتاب قيم جدا انا شخصيا درسته مرتين ونصف ولا زلت اشتاق ان ادرسه مواده قرآنية وروائية مفعمة جدا انصافا كتاب دراسي اما بمستوى الكفاية او حتى البحث الخارج ذكر فيها العاملي ستمائة ونيف رواية في الرجعة وذكر فيها قريب سبعين اية وهو يقول في مقدمة الكتاب اني لم اورد في هذا الكتاب كل روايات الرجعة التي بيدي من المصادر يقول لان في هذه الروايات ما لا تحتمله العقول سامحه الله .
فهذا كتاب جدا قيم هو اسمه رجعة لكن بالدقة فيه توحيد ونبوة وامامة ومعاد وحتى ان الحر العاملي وهو كان معاصر للمجلسي يعني بالقرن الحادي عشر الهجري يعني بعد ملا صدرا بيسير وهو معاصر الفيض الكاشاني صهر ملا صدرا هذا الحر العاملي في هذا الكتاب ذكر برهانا عقليا مأخوذ من القرآن والروايات على المعاد الجسماني ، برهان عقلي وليس تعبدي برهان عقلي سلس وسهل جدا غفل عنها فلاسفة الشيعة قبل الحر العاملي والذي التفت الى هذا المعاد الجسماني المذكور في القرآن فئات عديدة وليس هذا برهان اني وانما برهان لمي على المعاد الجسماني تفصيلي عقلي تعبدي ، الى الان فلاسفة الشيعة بسبب غفلتهم عن كتاب اعتقادات الصدوق وعن كتاب الرجعة للعاملي حيث الصدوق اشار في كتاب الاعتقاد الى هذا البرهان وبين الصدوق وابن سينا مئة عام حيث الصدوق متقدم عليه ، فابن سينا في كتابه يقول الى الان الفلاسفة عموما لم يقفوا على دليل عقلي على المعاد الجسماني ونحن نتدين بدين سيد الانبياء وكفى به برهان اجمالي .
لا بأس انظر عدم اطلاع فلاسفة الشيعة على الروايات والايات سببه كذا وكذا فارجع الى نفس البحث ان المعراج او الرجعة او بعض الابواب في المعارف اسمها باب لكن هي بالدقة تشتمل على دورة كاملة في المعارف مثلا في المعراج هناك رواية مرتبطة بالبحث الذي نحن فيه وهو بحث الحياة ان النبي لما عرج به الى ما لم يستطع جبرائيل ان يعرج معه وتوقف قال لو اقتربت انملة لاحترقت لكن النبي واصل العروج وحتى توقف واتى مخلوق ملكوتي اعظم من البراق اسمه الرفرف عرج بالنبي الى ما فوقه وايضا سيد الانبياء عرج الى ما فوق رفرف والمعراج شيء عظيم اذا كان ما فوق الجنة وما فوق الجنان وما وراء الجنان حيث بقية البشر باللتيا والتي يدخلون الجنة اما سيد الانبياء في حياته عرج الى ما فوق الجنان وجبرائيل قابليته لا تتحمل يقول لو اقتربت انملة لاحترقت هذه القابلية في سيد الانبياء التي لا تتوفر عند جبرائيل .
البعض يقول بانه بشر عادي كيف لا تلتفت الى ان له قابليات حتى جبرائيل ما عنده ؟ جبريل الذي بشيء من جناحه يقلب سبعة قرى ويخسف بها جبرائيل الذي خط الماء للنبي موسى وهو ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين هذا هو خادم رسول الله ولا يتحمل ما يتحمله سيد الانبياء وهذا متفق عليه بين المسلمين فانت تستكثر على النبي شؤون معينة هذه قصور في المعرفة .
فهناك بيان لسيد الانبي يقول رفع بي وعرج قريب بهذا الالفاظ وقال ذاك الموضع الذي عرج بي رأيت الاشياء كلها ماتت او ليست بحية او ليست موجودة فرأيت كانما اهل السماوات ماتوا والملائكة المقربين ماتوا فضلا عن اهل الارضين اصلا هذه العوالم كلها لا وجود لها وهذا معنى عظيم تصوره العقلي يحتاج له تدبر فهذا هو بحث الحياة يا حيا قبل كل حي ويا حيا بعد كل حي ويا حيا حين لا حي يا محي الموتى ومميت الاحياء .
البعض يقول دعاء جوشن اختراع بشري ! كلا هو فيلسوف لا يمكن ان يركب جملة منها ولا عارف هذا الاعجاز العلمي المعنوي الاسمائي الادبي اللفظي معاجز مع بعضها البعض فهو لا يدرك المعجزات ان يروا كل اية يقولوا سحر مستمر فانظر هي معجزة ولكن ينظر لها انها خرافات فهذه نقطة يجب ان تلتفت اليها انها امور معجزة ولكن لا يسمح لنفسه ان يتدبر فيها فيدرك المعجزة فيقول عنها خرافات ، ان هي الا شعر البشر لا اقل هذا الذي يقول سحر لمس شيء فيه لكن هذا الذي يقول اساطير اتعس من الذي يقول سحر? لان هذا الذي يقول عنه سحر ادرك جانب منه وانبهر به ولكن عزاه الى الجن والشياطين ولكن هذا الذي يقول خرافة واسطورة هذا اتعس اصلا ما يسمح لنفسه ان يدرك الشيء المدهش المبهر في هذه الاية .
وكذلك دعاء الصباح ودعاء الندبة من يمكنه انشاؤه? يا من دل على ذاته بذاته تحير فيها فلاسفة الشيعة كيف يضبطوها عقلا? فهناك مشكلة في عدم المنهج العلمي في تدبر مصادر الوحي او دعاء الندبة هل يلتفت الى انه ما قيل فيه من مطالب علمية عقائدية نصوص فلسفة التشريع? ونسق الكلامي الذي يتبع النسق الاعجازي العلمي الموجود فيه واذا قيل لهم ما انزل ربكم قالوا اساطير الاولين ، فيصفوها بالخرافات ولا يسمحون لانفسهم ان يتدبروا فيها لا لفظا ولا معنى .
ففي هذا المقطع من روايات المعراج موجود هذا التعبير ان النبي وجد كل الخلائق قد ماتوا لا وجود لهم وهو نفسه مع بند دعاء جوشن يا حيا قبل كل حي ويا حيا بعد كل حي هذه معادلات منظومة عقلية مبهرة الان هذه ليس كمثله شيء شبيه وفوق كل ذي علم عليم وفوق كل ذي كمال كمال وفوق كل ذي حي حي وفوق كل ذي قدرة قدرة ، فهذه ليس مقصود بالعلم هذه معادلات فتحها القرآن وفوق كل ذي علم عليم يعني فوق كل كمال علم وقدرة وحياة وفوق كل اول اول وفوق كل اخر اخر .
كذلك في ليس كمثله شيء ، ليس يعني كمثله شيء في العلم وفي الحياة والقدرة والقدم والاولية والاخرية وانما ليس كمثله شيء في كل كمال هذه قاعدة عامة عظيمة فالحي كصفة كمالية هذه الصفة هي قبل كل حي وبعد كل حي وحين لا حي ، يعني ان تصعد صفة الحي او اسم الحي الى الساحة الالوهية الاسمائية فهذا مشهد شهده كل الاشياء والمخلوقات والخلائق قبل ايجادها في المعراج .
هناك حديث في كتاب المحاسن للبرقي اشار اليه العلامة الطباطبائي وتلاميذه ايضا في مصدرين اخرين نسيتهما كان الله ولم يكن معه شيء ولا يزال الله كائن وليس معه شيء ما معنى هذا? لاانه هذه قضية وحدة الوجود وكذا كلا لا ربط لها بهذا لانه في المعراج النبي يقول في العوالم النازلة موجودة الملائكة واهل السماوات وانما اذا عرجت الى الفوق لا وجود للاشياء فكيف نصوره عقلا?
لم اقل هذا مثل كان الله ولم يكن معه شيء ولا زال الله كائن وليس معه شيء ، العلامة الطبطبائي وقف على هذا الحديث في ثلاثة طرق وثلاثة مصادر ولعله اكثر فتصوير هذا الحديث بشكل اجمالي ان مقام الالوهية لحياة الرب ليس هناك حياة وليس كمثله حي في الحياة فاذا هو وحده لا شريك له في الحياة ليس كمثله شيء في العلم فهو عالم والكل غير عالم بهذا المعنى يا حيا حين لا حي يا حيا قبل كل حي ولم يرث الحياة من حي في دعاء جوشن بينما كل المخلوقات ورثت الحياة منه وهذا ليس منحصر في الحي وانما في كل الكمالات هكذا ليس كمثله شيء في القدرة وليس كمثله شيء في النور وفي البهاء وليس كمثله شيء في كل الكمالات وفي مقام كينونته اصلا ما موجود شيء ، هذه ليست مرتبطة بقضية الوحدة الشخصية ، نحن في وجود في مقامات ناقصة من الكمالات في المقام اللامتناهي ما شئت فعبر من الكمالات اصلا لاوجود لها وهذا معنى اخر بين في المعراج.