الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/10/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: نظام الأسماء ومعرفة التوحيد

 

كنا في اية وملحمة اية الكرسي ومطلع هذه الاية العظيمة هي طبعا كما قلنا ثلاث ايات مطلعها نظام الاسماء الالهية ومن الواضح ان السر عظمة هذه الاية انها متظمنة لنظام الاسماء الالهية وهذا النظام في الاسماء نظام استعصى على حذاق علم الكلام وعلم الاديان كما في حوارية واحتجاج الامام الرضا مع اهل الاديان والمذاهب من مذاهب المسلمين او حتى مذاهب اليهود والنصارى او الصائبة والملاحدة كعمران الصابئي حيث اصل نظام التوحيد عندهم تعقيد في كيفية حلحلة معرفته .

اجمالا كان في تلك الندوات التي عقدها اللا مأمون العباسي للامام الرضا ع في تلك الندوات الدولية الكل كان يعاني من فهم التوحيد يمين ويسار فضلا عن النبوة فضلا عن الامامة يعني هذه الحواريات والاحتجاجات بحق تستحق الدراسة الطويلة والتكرار والتدبر للانسان فيها لانها وحي صادر من المعصوم يحتاج الى تدبر وتكرار في التدبر وتكرار في الدراسة والمدارسة فمن الامور والانظمة العظيمة الاعجازية التي بينها الامام عليه السلام في حلحلة الغموض لديهم في التوحيد تجنبا من التجسيم والتشبيه والتعطيل والالحاد ووو انه بين عليه السلام قضية نظام المرآة او الايات او التجلي او الظهور هذا النظام شيء عظيم ومر بنا مرارا ان هذا النظام كما في بيانات اهل البيت والقرآن هو محور خطاب التوحيد في القرآن الكريم وبالتالي هو نفسه نظام الاسماء يعني ترادف العقلي وليس اللغوي للاسماء

بالتالي تدخل الايات والكلمات والتجلي والظهور والدلائل والصراط والوجه مفردات قد تبلغ العشرات او المئات في القرآن الكريم هذا النظام نظام الاسماء نفس نظام الايات ونظام الاسماء نظام الكلمات كلمتك التامة التي تمت صدقا وعدلا نفس نظام التجلي نفس نظام الظهور وهلم جرا هذا النظام هو في كل المترادفات عقلا نظام سهل صعب بين خفي يجمع بين جهات عديدة فمعرفته بدقة تحتاج الى ترشيد وتعليم وحياني مع انه تكويني كما بين الامام عليه السلام ان الله خلق الظواهر التكوينية الكثيرة لتفسير هذا التوحيد وليس فقط المرآة .

مثلا شفافية القوارير في قضية النبي سليمان حيث بلقيس عندما رأت شفافية القوارير فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قيل لها انه صرح ممرد فنفس الممرد هو اية ممردة ممحوة الذات وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل محونا يعني مرود لانه لا نرى فيه فيكون شفاف والقوارير شفاف والمورود شفاف فشفافية مسلحة ما يمكن رؤيتها قيل لها انه صرح ممرد من قوارير حصلت لها اليقظة المعرفية ان التفتت الى الايات هكذا ومعرفة الرب هذه طريقتها لا الاكتناء والاحاطة ما يمكن الاحاطة به فبالتالي الان لما المرآة تعكس ذات معينة مثلا ذات زيد وهو من الموجودات فانت ترى زيد او المرآة ؟ او ترى زيدا في المرآة او ماذا? رأيت زيدا بزيد او رأيت الزيد بالمرآة او بكل من الحيثيتين ؟ ولما اقول ارى زيد فزيد موجود في المرآة او المرآة موجودة في زيد او لا زيد في المرآة ولا المرآة في زيد ، فما الذي انسبه لزيد? هل زيد هو المرآة? كلا زيد هو زيد فما هو دور المرآة? وما الذي ينسب لزيد? وما الذي ينسب للمرآة?

بحث الاسماء والايات صعوبته في هذا الجانب مثلا تقول زيد طويل هل المرآة طويلة ام زيد او زيد ضخم هل المرآة ام زيد? نعم رؤيتك لزيد في المرآة قد تحدث لك هول ان زيد صورته فيه هول معين فالهول من صورة زيد او من المرآة او كليهما بنحو الطول ام ماذا? لذلك مبحث الاسماء والايات مهم اليوم مرت ربي آية لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ان عذاب الاخرة اشد .

هذه اشارة الى الرجعة لان فيه وعيد بعذاب الاخرة اشد يعني هذا لما حشرتي هذي في الرجعة وقد ورد نص في ذلك وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربنا ، ما هو معنى الايمان بالايات? انا اؤمن بالمرآة او بما يتجلى في المرآة ؟ وبما تحكيه المرآة ؟ او قد اعرض عن المرآة يعني اعرض عنها ولا اؤمن بان المرآة ستوصلني الى رؤية زيد? فلا اؤمن بدور المرآة .

من ثم القرآن الكريم في بيان نظام التوحيد ومعرفة التوحيد شدد على الجحود بالايات والتكذيب بها لان الايات لها دور في ايصال المعرفة بالتوحيد ونظام الايات نظام حساس كذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن باياتنا يعني هو لا يؤمن بان هذه الايات تحكي عن غيب ورائها او لها دور في معرفة الغيب او معرفة التوحيد ساريكم اياتي فتعرفونها فكيف تعرفونها? يعني مرت بكم ولكن اعرضتم عنها وكذبتم بها وجحدتموها ما كنتم تتوقعون ان هذه الايات هي الموصلة اليه تعالى هي السبيل بينك وبين الله كذلك اتتك اياتي فنسيتها او اياتنا فنسيتها ليس النسيان يعني النسيان لم تكترث بها ولم تتحفظ بالعناية والرعاية لها النسيان في الاصل يستعمل في اللغة بمعنى عدم الاكتراث وعدم الرعاية وعدم التحفظ وانما اهمال ، فنسيتها يعني اهملتها .

الايات عندما تأتيك او تستعرض لست كما انت تستذوق وانما الله كما يريد يريكها فالايات ليست بذوق الانسان وهوسه او هواه يبين الله عز وجل الحقيقة كما هو حكيم في ذلك.

قوله تعالى ام يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرة يعني اذا نحن لا نصير انبياء لا نؤمن بالله فهل هي اذواق واستئناس? هذا المقدار من اراءة الله للمعاجز على يد الانبياء والاوصياء هذا المقدار يراه الله كافيا في الاتباع فلماذا تتمرد? اولم يعرفوا رسوله فهم له منكرون ، هو عاش دهرا بينكم رأيتم الايات الاعجازية في سيد الرسل رأيتم هذه النموذجية العليا فيه التي ليست بقدرة البشر اليس بكاف ان تصدقوه على الغيب ؟ هذا الرصيد الاعجازي في شخصية سيد الرسل اليست بكافية ان تكون معتمد في الغيبيات فمقدار ما كشف لك بالمعجزات عن الغيب يجب ان تتبع نفس الدليل وهو كافي.

فاذن الايات والاسماء والكلمات مرادفات عقلية وكيفية كاشفيتها محط نظر هذا ليس للانسان ان يعرض عنها لو نجعل قائمة مما استعرضه القرآن الكريم سواء بلفظ اعرض او جحد او لم يؤمن او كذب بالايات من التوتر او الموقف الذي يبديه الكافرين او المنافقين او العاصين او الفاسقين مع الايات الالهية والايات ليست كلها صامتة جملة من الايات ناطقة وجعلنا ابن مريم وامه اية ، الانسان كلمة الله والكلمة ليست بجامدة حجج ناطقة كلمها الله كلمة الله هي العليا نعم هم خلفاء الله في ارضه لسان الله وجه الله عين الله يد الله الا تؤمن بان علي بن ابي طالب وجه الله ؟هل تعرض عن هذا? اما تؤمن انه لسان الله جنب الله فاذا لم تؤمن فسبيلك الى جحود ايات الله وصراط الله .

كذلك سبيل الله فقاتلوا في سبيل الله يعني في ولاية وراية علي بن ابي طالب هو السبيل الى الله وليس سبيل الشيطان ، فايا ما كان اذن هذه الاسماء نظام دقيق من جهة طريقيتها ، فهي من جهة طريقية والاصوليين عندهم هذا المبحث في القطع حيث عندنا قطع طريقي وقطع موضوعي هل الموضوعي على نحو الطريقية? كيف يصير موضوعي وهو على نحو الطريقية? او طريقية محضة وكيف هذا المزج يكون? مبحث صعب حتى هم عقليا متل المرحوم الكمباني ناقش انه كيف يصير الموضوع بنحو الطريقية موضوعيا له دور والطريق يعني المهم ما وراءه كيف يجمع بين الموضوعية والطريق ؟ مبحث عقلي اثاره علماء الاصول في مبحث القطع وليست فقط ثلاثة واربع اقسام بعضهم اوصلها الى اقسام عديدة هو نفس نقطة القطع هو طريق لادراك الواقع والحقيقة والعلم له موضوعية واليقين له موضوعية .

احد المرادفات العقلية للاية والكلمة والاسم هو العلم او العلم ، العلم المنصوب يعني علامة مع الدليل مع الاية مع الاسم مع الكلمة مر بنا الترادف العقلي لعناوين عديدة جدا فهل الحجج للواقع ام للطريق? والمؤاخذة على الطريق او الواقع ؟ والطريقة له بديل ام لا? في حين ليس له بديل لكن المدار على الواقع وفي حين المدار على الواقع لكن هو الطريق له دور هذه المباحث اذا يطبقها الانسان في المعارف والعقائد يجد لها مجالات تطبيقية عظيمة جدا .

السيد الروحاني استاذنا يعتبر عبقري من عباقرة الاصول يقول المعنى الحرفي من يتقنه يتقن التوحيد والمعنى الحرفي بعثه الاصوليون اكثر من الفلاسفة ومن المتكلمين واكثر من النحاة وعلماء البلاغة ، احد رجالات الحوزة النجفية قبل سبعين ستين سنة دعي الى الازهر ، سال السيد الروحاني ماذا القي لهم? قال المعنى الحرفي قال هم في علم الادب واللغة اقوياء قال هذه المباحث التي نحن نثيرها في المعنى الحرفي ما سمعوا بها فقام بمراودة السيد عدة ليالي لكي يلخصها ثم القاها هناك عندهم في الازهر فاعطاه دكتوراة فخرية قال هذه المباحث ما مرت علينا من المعنى الحرفي .

فانظر هذا المعنى الحرفي مرتبط بالتوحيد ومن اصعب المباحث في علم الاصول والمعنى الحرفي هو نفسه هو مبحث الاسماء ومبحث الايات والكلمات والدلالات نفسه المعنى الحرفي يعني الحرف ما انبا عن معنى ليس في نفسه وانما في غيره يعني نفس الطريقية لذلك يقول امام الرضا ان مثل المرآة امثلة كثيرة خلقها الله لبيان نظام التوحيد من دون تشبيه ولا تجسيم ولا تعطيل ، بكم عرف هذا صحيح يا من دل على ذاته بذاته صحيح لكن كيف يتفقه?

اذن نظام الاسماء هو هذا المعنى الحرفي تحير في تصويره علماء عباقرة يعني حتى كثير من فلاسفة الشيعة حتى ملا صدرا استعان بانجاز الشيعة في علم الاصول في المعنى الحرفي واستفاد منه في الاسفار وحتى بقية فلاسفة الشيعة والعلامة وغيرهم فالمعنى الحرفي هو اسمه حرفي لكن هو بالدقة نفس التوحيد وكثير من خاض في المعنى الحرفي يتحير في ذلك سبع نظريات عشرة اقل ازيد كيف? فهذا هو عالم الاسماء نفسه سواء سميت الاسماء اسماء ام حروف ام كلمات او دلائل او وجه او سبيل او وسيلة وان كانت هذه التسميات المترادفات عقلا بينها طبقات ومراتب متى تسمى اسم وكلمة واية وهي نكتة واحدة لكن ليس بنحو انه الانسان او المخلوق يتذوق من نفسه وانما نظام وحياني معقد جدا .

اذن اية الكرسي ملحمة هذه الاية مطلعها بحث نظام الاسماء من اولها لاخرها كلها بحث الاسماء فيها الله اسم الجلالة ، لا اله الا هو مر هذا بحث اجمالا الحي القيوم هل هو وصف للاسم او للمسمى او لكليهما بنحو طولي او ماذا? هنا تجد الصعوبة

مثلا في سورة النور الله نور السماوات والارض هل النور اسم له او للمسمى او كليهما? مثلا نوره انظر هنا اضيف النور ليس لعين الذات نوره اضيف للذات مخلوق لله الله نور وهذه احد المباحث في السنين الماضية مرت بنا متى اميز ان الاستعمال طريقي مثل صوم للرؤية وافطر للرؤية صم للرؤية الرؤية طريق محض او لها موضوعية ؟

احد تلاميذ السيد الخوئي عنده مراسلة في اثبات الهلال ذلك التلميذ ما استوضح بالدقة الرؤية الان موضوعية ؟ هل يجب ان تقع الرؤية او الرؤية طريقية اثباتي? اثباتي يعني ماذا يعني طريق محضة? ام انه لو لم تقع الرؤية قطعا ولكننا على يقين انه لو لم يكن الغيم لرأينا الهلال ام لا .

يعني شوف هذا مبحث فقهي نفس البحث في طريقية محضة موضوعية والموضوع بنحو الطريقية ؟ او طريقية بنحو الموضوعية ؟ خيارات متعددة صم للرؤية وافطر للرؤية هل الرؤية مسلحة غير مسلحة? الحادة غير الحادة والرؤية لها دور ام لا? فهذه الترديدات كلها موجودة وهل رؤية واحدة كافية بالعالم او الكل يجب ان يرونه? والاية كمثل المعجزة مثلا انت لازم ترى مجموع المعجزات لسيد الانبياء او معجزة واحدة تكفيك ، نفس المبحث قضية الطريقية والحكاية والحاكوية نفسها مرادف للاسماء والكشف والكاشف مرادف عقلي ايضا للاسماء والايات والاثبات مرادف عقلي للاسماء والله يعلم كم مرادف عقلي ؟

شبيه ما مر بنا يظن ان الامامة ليس لها مرادفات عقلية ، كلا مرادفات لغوية في مبعث العقائد والمعارف لابد ان يكون المدار على الترادف العقلي ليس الترادف اللغوي اللفظي.

مثال اخر هناك تواتر لفظي وهناك تواتر معنوي ما هو الفرق بينهما? فاللفظ طريق للمعنى فهل المدار على المعنى او اللفظ? اثبات ظاهري او واقعي ؟ الواقعي يحكي الحقيقة والواقعية ظاهري طريقي مع ان الشرع فند السحر والجن والشعبذة والكهنة وفند القياس والتنجيم نعم الاخبار والروايات لا يحصر بالعقل ولا باستذواق العقل دين الله لا يصاب بالعقول هو لم يفلت العقل لكن يقول الانحسار في العقل الحسي المادي العلماني انحراف لابد ان تجعل العقل يتعلم من الوحي ولا ان يتعلم من نتاج البشر الماديين والمدرسة المادية خلي عقلك يتربى على الوحي ومع الغيب والغيبيات .

فهذا مبحث واحد في ابواب وعلوم عديدة طريقية موضوعية كاشفية كما قال الامام الرضا ع وللمرآة نظائر كثيرة خلقها الله في خلقته اشارة لنفس التوحيد والاسماء ونظام الاسماء فالاوصاف والاسماء اذا نريد ان نجردها في السور والايات هل وصف لذي الطريق او للطريق او لكليهما? الله اعلم ، فهذا مبحث وعر لا ينجى منه الا باتباع النص الوحياني وهو ليس فقط الفاظ يعني قوالب الوحي سواء معنى او الفاظه .