الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/10/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مراتب الأسماء الإلهية

 

كنا في ملحمة اية الكرسي ومرت بنا جهاد عديدة في هذه الملحمة طبعا قد بينت الروايات ان اية الكرسي من الايات الام في القرآن او من المحكمات ومن الايات المحاور المركزية في القرآن هي اية الكرسي واية الملك واية شهد الله وسورة الحمد ، هذه كلمات قرنت بسورة الحمد ثلاث ايات في ثلاث سور وسورة الحمد نزلن من اعالي العرش واية الشهادة ايتان وليست اية واحدة وكذلك اية الكرسي ثلاث ايات لا اية واحدة .

فهذه ملحمة يعني بهذا البيان في الروايات ملحمة فيها جهات عديدة جدا ولا سيما الجهات في الاصول الاعتقادية بعد مر بنا من جهات وبحوث تمهيدية اول جهة متنية تثار امامنا في اية الكرسي هذه الجملة الشريفة التي هي من جمل الاسماء الالهية الله لا اله الا هو فيستدعي البحث ان هنا بدأ باسم الجلالة لا اله الا هو بينما في سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو كذلك سورة التوحيد قل هو الله احد ، هو الله فبدأ باسمه ثم اسم الجلالة ثم في سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو ، اولا بدأ باسم هو فجعل اسم الجلالة عطف على هو او خبر او فصل بالذي لا اله الا هو وفي الاية الثانية في سورة الحشر الاخيرة ايضا كذلك هو الله الذي لا اله الا هو وسورة التوحيد هكذا .

بينما في اية الكرسي الله لا اله الا هو ، في اول سورة الحديد هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي ينزل على عبده ايات فالمقصود في سورة الحديد او بشكل ابرز في سورة الحشر قدم اسم هو على اسم الجلالة يعني اسم هو من الاسماء الالهية مقدم على اسم الجلالة في سورة التوحيد قل هو الله احد ايضا هو قدم على اسم الجلالة بينما هنا بحسب الظاهر قدم اسم الجلالة على هو لكن اذا دققنا في سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو يعني في معاودة لذكر لا اله الا هو وكذلك الله لا اله الا هو الحي القيوم اية الكرسي في ال عمران وهناك موارد في معجم القرآن وفي سورة النساء الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم الدين قدم هذا اسم الجلالة على اسم هو وكذلك في سورة طه مورد رابع .

اذن عندنا قائمة من الايات في عدة سور تقديم اسم الجلالة على اسم هو بينما عندنا قائمة من الايات في قائمة من السور تقديم اسم هو على اسم الجلالة فما وجه بيان التقديم والتأخير? طبعا اذا دققنا النظر لا اله الا هو الذي اخر عن اسم الجلالة هو اله الا هو ولم يؤخر عن اسم الجلالة اسم هو بمفرده ففي اية الكرسي او سور اخرى الذي اخر لا اله الا هو وليس هو بمفرده ، فاذن ليس لدينا اسم هو بمفرده يؤخر عن اسم الجلالة بل في سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو ، فلا اله الا هو يؤخر عن اسم الجلالة نعم اما كلمة هو بمفردها ليس موجودة في ايات القرآن .

فعندنا هو الله لكن لا ليس عندنا الله هو ، فاذن هو بمفرده كاسم لا يؤخر عن اسم الجلالة وانما مقدم فاسم هو بمفرده مقدم دائما نعم اذا اتيت الى لا اله الا هو يمكن ان يؤخر عن اسم الجلالة هو الله الذي لا اله الا هو فيؤخر فهذا الاسم الالهي هو مقدم حسب نظام القرآن الكريم على اسم الجلالة وهكذا الموجود في بيانات روايات اهل البيت في اصول كافي في حدوث الاسماء او خلق الاسماء انه مقدم رتبة على اسم الجلالة وان الاسم المستأثر او الاسم الباطن الذي لا يظهر هو اسم هو وليس اسم الجلالة اذن لا اله الا هو ما هو? حيث عندنا لا اله الا هو جملة وعندنا لا اله الا الله هي جملة ولا اله الا انت هذه جملة اخرى يعني كلمة التوحيد عبر عنها في الايات والسور تارة لا اله الا هو وتارة لا اله الا الله فلا اله الا الله مرتبة دون لا اله الا هو وايضا لا اله الا هو غير لا هو الا هو ، وهو ذكر امير المؤمنين في معركة احد كما ورد في النصوص .

فكلمة التوحيد على مراتب كما يقولون مثلا لا اله الا الله في سورة الصافات وفي سورة النبي محمد فعندنا طبقات من كلمة التوحيد كما يشير الى ذلك امير المؤمنين اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده نفي الصفات عنه ، فالتوحيد له درجات والتصديق له درجات والمعرفة لها درجات والاخلاص له درجات كما في وصف أمير المؤمنين السلام عليك يا اخلص المخلصين فبالتالي التوحيد لا اله الا هو لا ، يا من لا هو الا هو ، لا اله الا هو لا اله الا الله لا اله الا انت عدة طبقات من التوحيد كما انه في نفس اية الكرسي الصيغة الخامسة لكلمة التوحيد فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله جعل الطاغوت الهة ائمة الجور وولاية ائمة الجور شرك بالله وتوليهم شرك وتأليه لهم لانهم ليسوا منصوبين من قبل الله وانما هم دون الله .

فاذن النفس كلمة التوحيد او قل التوحيد له طبقات بحسب بيانات القرآن فلماذا اخر لا اله الا هو? الله لا اله الا هو بينما اذا هو بمفرده مقدم اسم هو في نظام الاسماء الالهية مقدمة على اسم الجلالة اسم الله وهو اسم هو بمفرده الاسم المستأثر الذي جعله في باطنه لا يظهر منه الى احد غيره في بياناتهم عليهم السلام لا يخرج منه الى غيره فمن ثم اسم هو اشارة لغائب كانما اسم مستأثر غائب عن بقية المخلوقات ، فاذا انفرد اسم هو مع اسم الله يقدم هو الله فاولا هو ثم الله .

فلماذا اذا اوتي بكلمة التوحيد لا اله الا هو يؤخر عن اسم الجلالة ؟ هو الله الذي لا اله الا هو ؟ وعندنا في سور عديدة جدا كما في ال عمران الله لا اله الا هو فالمقصود اذا ركب من اسم هو ركب معه الله لا اله الا هو يؤخر عن اسم الجلالة ولا اله الا هو كلمة التوحيد نوع من الاسماء وهذا ينبه ان هناك اسماء مفردة ام الاسماء وطبقات الام للاسماء وهناك اسماء مركبة الهية العلي العظيم والسميع البصير الحي القيوم هناك اسماء مفردة الله اسم مفرد ففي الاسماء بانفراد اسم هو في الاسماء الالهية مقدمة على عليها وحتى على اسم الجلالة كل من هذه الاسماء هي ملك للذات الالهية اما اذا ركب لا اله الا هو يؤخر عن اسم الجلالة المفرد لان المركب بالدقة بحكم المفرد ، المركب متأخر رتبة عن الافراد او قل اذا لاحظت اسم هو لاحظته بالاضافة الى المخلوقات او الاشياء الاخرى هنا لم يكن محوة في الاسم الالهي بل كان تركيب الاسم الهي والمقارنة او الاضافة او النسبة الى المخلوقات تقول لا اله يعني نفي شركاء يعني الشركاء مخلوقين يتخذهم البشر شركاء فانك ان لاحظت الشركاء والمخلوقين مثل الشريك ولا حقيقة له يعني هو اتخذه شركاء والعياذ بالله مخلوقات فلانك لاحظت المخلوقات اذن يتأخر هذا التركيب عن اسم الجلالة الذي هو اسم مفرد رتبته تصير متأخرة ، لو لاحظت اسم هو بمفرده يعني ما لاحظت فيه الطريقية المحضة للذات الالهية لم تلحظ فيها المخلوقات حينئذ اسمه مقدم على اسم الجلالة واسم الجلالة مقدم على الاسم المركب من هو وملاحظة المخلوقات? لا اله الا هو .

وهذا وجه يحتمل ان يقال في تفسير التخيير والتقديم عندنا تسعة وعشرون اية قبلها فيها لا اله الا الله لذلك لاحظ لا اله الا الله مؤخر عن الله او عن هو لا اله الا انت ايضا مؤخر في سورة طه او سورة القصص يا موسى اني انا الله لا اله الا انا ، فهنا قدم يا موسى انه انا الله العزيز انه شأن يا موسى انه انا الله انا قدم على اسم الجلالة ففي سورة النمل انه انا الله انا مقدم على الله الضمير مثل هو اسم من اسماءه الحسنى يا موسى انه انا الله العزيز الحكيم وفي سورة القصص اني انا الله فاني ضمير متكلم وانا ضمير متكلم ثم الله اني انا الله رب العالمين رب العالمين هو اسم مركب مؤخر هذا ليس عبط هذا التقديم والتأخير كله ضمن معادلات تكوينية كونية مهولة .

في سورة طه انني انا الله الذي لا اله الا هو وكذلك للشجرة يا موسى اني انا الله رب العالمين فاسم الضمير مقدم على اسم الجلالة مثل هو الله وشبيه الامام الصادق يشرح مقطع من سورة يوسف قوله تعالى على لسان اخوة يوسف ائنك لانت يوسف ، فهذه مرتبتين قال استدلوا بالحاضر الشاهد على الغائب ويقول هذه الكلمة في سورة يوسف رمز واشارة الى المعرفة التوحيدية استدلوا به عليه واستدلوا بالحاضر الشاهد على الغائب كلمة يوسف في اللغة العربية اسم علم اسم علم في اللغة العربية ليس اعرف المعارف اعرف المعارف ضمير المتكلم في سورة طه انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني فاسم الجلالة مؤخر رتبتين لا رتبة واحدة في الاسماء الالهية الحسنى انني انا الله لا اله الا انا ، هنا لان انا اخرت عن اسم الجلالة ، نفس النظام الذي مر بنا اانك لانت يوسف عرفوه به لا بغيره او في تعبير اخر استدلوا بالحاضر الشاهد على الغائب لا انه استدلوا بالغائب على الظاهر، كفى بالله شهيدا على كل شيء .

لذلك هذي تتمة الدعاء عرفة الامام الحسين مطابقا لاصول القرآن كيف نشكك فيها? انى يكون لغيرك من الظهور ما ليس لك وهذا مطابق لنصوص اهل البيت وبيانات اهل البيت في القرآن كفى بالله شهيدا يعني حضورا ظهورا تجليا او اي شيء اكبر شهادة من الله? ومن ثم براهين الملحدين والحاد هي براهين جلية على التوحيد من حيث لا يشعرون لشدة ظهوره تعالى لكن في عين ظهوره في بطونه هنا كسرة عقلية شدة ظهوره في شدة بطونه وشدة بطونه في شدة ظهوره ، هذه كلها معناه لا تعطيل ولا تشبيه .

هذي تحتاج ترجمة عقلية بحث الاسماء الالهية من اصعب واعقد واخطر المباحث العقائدية والتدقيق في نظام الاسماء مهول جدا .