45/08/22
الموضوع: أمومة آية الكرسي في المحكمات
كنا في ملحمة آية الكرسي وهذه الملحمة سبق ان مر بنا ان آية الكرسي فيها الفاظ القراءات ومن مقدار ما تقدم وربما سبع جلسات كافي فيما استعرضناه عن قضية القراءات الان تصل النوبة للمعنى.
بداية الاية العظيمة كما ورد في الروايات عن العترة وهم ادرى بما في القرآن ونور القرآن هذه من الآيات الاربع العظيمة بحيث تقرن مثلا بسورة الحمد ام الكتاب فاذن الاية جدا خطيرة المعنى فيها يعني من امهات محكمات الكتاب آية الكرسي كما في آية الشهادة كذلك كما في آية الملك كما في آيات اخر سورة الحشر او آية او آيات اول التوحيد هذه من الآيات التي لها هيمنة على بقية السور وبقية الآيات نعم اوائل سورة الحديد وسورة التوحيد سورة الحمد آيات اخيرة من الحشر هذه تعتبر من الامهات المحكمات وامهات الكتاب يعني لها هيمنة على البقية .
الهيمنة يعني انها اصول تعبر تشريعية واصول معارف يجب ان يتطابق ما دونها معها شبيه بالقوانين الدستورية القوانين الدستورية هذه الطبقات لا تنحصر بفقه الفروع هذه الطبقات تشمل المعارف فعندنا اصول في المعارف وعندنا تفاصيل فاصول اسس المعارف مهيمنة على تفاصيل المعارف يعني ان المعارف يجب ان تتطابق معها .
لاحظ هنا في هذه الامومة للمحكمات الخاص يفسر بالعام والعام يفسر بالخاص ، العام الذي يفسر بالخاص اذا كان العام رتبته متقاربة او في عرض الخاص فيقدم الخاص على العام اما العام الفوقي بدرجات والذي هو من اصول التشريع واصول المعارف هذه العمومات ليس شأنها سواء في الفقه او في علم الكلام او في علم التفسير او في اي علم من العلوم الدينية ليس شأنه كشأن البقية العمومات المتعارفة .
مثلا لاحظوا في القوانين الدستورية لا يتوهم قانوني فقيه ان يخصص القانون الدستوري بقانون برلماني الا اذا كان هناك تقنين وصلاحية لمن يغير في القانون هذا بحث الدستور هذا يعني بحث اخر والا بقية الجهات التي ليست لها صلاحية تغيير القانون الدستوري قوانينها ولو كانت خاصة لا تقدم على عموم القانون الدستوري .
قانون برلماني عام يخصص بقانون برلماني في عرضه وقريب منه نعم ، وقانون دستوري عام يخصص بقانون دستوري خاص قد يكون متقارب اما اذا بعدت المسافة الدليل الخاص النازل ليس له قدرة وقوة ان يخصص العام بل ينضوي ويتبع ويكون تحت لواء ذلك العام ، بل العام هو الذي يفسره ويحدده يعني على العكس .
كذلك الحال في القانون الوزاري ولو كان خاص وتفصيلي لكنه لا يخصص به العموم القانون البرلماني لان هذا الخاص ليس من شأنه ان يتصرف في العمومات الفوقية البعيدة بالعكس القوانين العامة البرلمانية تتحكم وتفسر وتحكم على تفسير الخاص لاالعكس .
كيف هذا في القوانين العملية وما شابه ذلك وفقه الفروع ، الحال كذلك في اصول المعارف وطبقات المعارف ان العمومات الفوقية تهيمن و ام يعني تتصرف في ما دونها .
اذن آية الكرسي واية الملك واية الشهادة وسورة التوحيد وسورة الحشر وسورة الحمد هذه الآيات من الآيات الام في المحكمات وطبعا في منطق علوم اهل البيت ان المحكمات درجات وفوق كل محكم محكم درجات ليست درجة واحدة ولذلك في منطق علوم اهل البيت عليهم السلام المتشابه له تأويل بالمحكم والمحكم يؤول بمحكم فوقه ترامي التأويل حتى في المحكمات .
فاذن المحكمات طبقات مثلا القانون الدستوري طبقات والبرلماني طبقته تختلف عن الدستور ونفس البرلمان ايضا طبقات ثم الوزاري والوزاري طبقات فوق كل طبقة طبقة ، من ثم في صفة اهل البيت وعلومهم انهم يعلمون تأويل المتشابه وتاويل المحكم ، المحكم له تأويل يعني ماذا? يعني هو مآل لمحكم اخر وراءه فوقه مهيمن عليه مثل السلطة اهم طبقات سلطة سلطة المحافظة سلطة البلدية سلطة الوزارة الحكومة والحكومة المركزية وفوق كل طبقة طبقة .
فاذا ليس عبطا ان يرد في بيانات الوحي ان مقام آية الكرسي مقام خاص هذا ليس من باب الترف المعرفي هذا لاجل ان تلتفت ان القرآن تفسيره عند الثقلين وعند القرآن وعند العترة طبيعتها نظم فوق بعضها البعض وهيمن بعضه على بعض لا انها في عرض واحد وطبقة واحدة والا اذن اخطأت القرآن وتفسير القرآن او تأويله .
كما ان الوحي المتصل بين الانبياء والكتب السماوية يصدق بعضها بعضا مر بنا بمعنى تصديق العقل النظري لا انه فقط يصدق معنى ويوثق العقل العملي يصدق معناه يعني يطابق ويتطابق .
هذا برهان على انه هذا وحي صدر من الوحي فكيف الكتب السماوية يصدق بعضها بعضا? هو الذي في سورة المائدة هو الذي انزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ، يتطابق لكنه مهيمن لا انه فقط متطابق ، فالكتب السماوية وان كانت متطابقة لكن بعضها مهيمن على بعض فالقرآن مهيمن والقرآن الذي هو مصدر وحي لسيد الانبياء علمه مهيمن على علم النبي ابراهيم وموسى وعيسى ونوح يعني كتابه مهيمن ، وانزلنا اليك الكتاب مصدقا لما بين يديه ومهيمن فهو في حين مصدق هو مهيمن يعني لا تفكر انه متطابق يعني في عرضه احفظ هذه الهندسة العلمية في علم التفسير وعلم الكلام والعلوم الدينية كلها انها ايضا طبقات هرمية كي ينتظم الاستنتاج الصناعي .
نظير البحث في القرآن ، القرآن منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فهي طبقات وليست طبقة واحدة فهناك محكمات هن ام الكتاب وهناك ام الكتاب فالكتاب شيء وام الكتاب شيء انظر الطبقات .
مثال ثالث الانبياء لا نفرق بين احد من رسله صحيح لا نفرق ولكن مع ذلك تلك الرسل فضلنا النبيين يعني تلتفت انهم ليسوا في صف واحد وفي عرض واحد كلا هيمنة نظام هرمي ومن ثم سيد الانبياء وصف بعض الصحابة الذين يريدون ان يجعلوا من التوراة ومن النبي موسى في عرض القرآن وعرض النبي قال امتوهكون انتم? هذا حديث المتهوكون حديث مستفيض ان لم يكن متواتر معروف عند الفريقين وفلان وفلان كذا فخاطبهم النبي صحيح انه يصدق بعضه بعضا لكن لا تجعله في عرض واحد ، التهوك يعني حيرة وضلالة وانما اجعل من سيد الانبياء مركز .
من ثم ورد عندنا كما ورد في الاحاديث في الآيات ان الانبياء تابعون لسيد الانبياء صحيح لا نفرق ولكن من التابع من المتبوع? من المهيمن? ومن التابع النازل? اما تجعله في عرض واحد وتنظر بعين ولا سمح الله تتعامل بعين اخرى يجب بكل البعدين ان تنظر .
فالانبياء في الكتب السماوية بل في داخل القرآن الكريم والا فلن تنضبط حقائق الوحي من ثم جعلنا هذا المنهج اساس لنظام التفسير الذي وقفنا عليه عند العترة ولا اقول عند العترة هذا النظام هو الوحيد الحصري عندهم عليهم السلام نظم كثيرة هذا ما استطعنا ان نقف عليه يعني غير التفسير الموضوعي وغير التفسير التجزيئي وانما تفسير وفق نظام الامومة ، امومة الولاية لمحكمات القرآن وامومة محكمات القرآن اللي هي متشابهة لمتشابه القرآن ، وهذا بحث طويل لا اريد ان اخوض فيه نظام التفسير ومنهج التفسير والا فلن ينضبط لدى المفسر التفسير الموزون للايات والسور
الكثيرين من المفسرين الامامية المعاصرين عندهم ان مثلا بحث الولاية في القرآن ابرز المصاديق كثير من الآيات مصداق وهذا تصوير صناعي خاطئ الولاية ليس مصداق الولاية مهيمنة على المعنى و ام للمعنى مئال للمعنى ومئال للمحكمات طبعا من ضمن نظام آيات كثيرة نبه عليها اهل البيت جعل الله ولايتنا اهل البيت قطب القرآن وقطب المنزلة وقطب الشرائع فكلمة قطب موجود بمعنى محور ام والا فلن تتسق عندك نظام معاني الآيات والسور اما ان تجعل الولاية مصداق بعيدة عن بنية الظهور اخطأت المسير هي في كبد المعنى لا انه براني عن المعنى ومجرد مصداق يعني براني على المعنى ينطبق عليه المعنى كلا هي بنية البنى في بنية الظهور واساس بنية الظهور وهذا هو معنى قاعدة الجري لا ان معنى قاعدة الجري نفسر قاعدة الجري التي كشف عنها ائمة اهل البيت نفسرها بالتطبيق هذه تفسير المعاصرين وليس تفسير السليم فالبحث طويل .
فاذن هذا نظام الامومة اذا تعاطينا مع آية الكرسي قلنا لها هيمنة دستورية في العقائد والمعارف وبقية علوم الدين هكذا يجب ان نتعاطى مع آية الكرسي بحسب تنبيه المعلمين الالهيين من اهل البيت انه لهم دور محوري حاكم تفسيري على كل بقية المحكمات هذه المحكمات اجمالا الان التفتنا اليها ، هذه المحكمات في هذه الآيات الخاصة والسور الخاصة لب لباب القرآن هذه المحكمات والاحكام والامومة نشاهد ظاهرة فيها ان فيها الاسماء الالهية آية الملك اسماء الهية آية الشهادة اسماء الهية آية الكرسي اسماء الهية سورة التوحيد اسماء الهية التركيز على الاسماء سورة الحمد اسماء الهية بسم الله الرحمن الرحيم البسملة برمتها اسماء الهية .
اعظم آية في هذا الكتاب عندنا اعظم الاعظم اعظم اعظم عند اعظم الاعظم سورة الحمد هي ام الكتاب ولكن البسملة في الحمد ام للحمد وفوق كل محكم محكم وفوق كل ام ام من ثم هناك بيانات كثيرة ، طبعا البسملة ليست فقط اسماء الهية آية البسملة تبدأ بالتوسل اتوسل بسم الله ، استعين اياك نعبد واياك نستعين استعين بسم الله شيء او استعين بسم الله هو شيء واحد بينما وجوه الاعراب التي ذكرت في البسملة تقدر استعين واتبرك ، فتتبرك بالاسم وتستعين بالاسم وتتوسل بالاسم وتبتدئ بالاسم وتستشفع بالاسم وتستغيث بسم الله وتتوجه بسم الله ، كما يقول الشيخ جعفر كاشف الغطاء ثمان ابواب .
فلاحظ في اعظم آية في اعظم سورة في القرآن على الاطلاق في اعظم آية في تلك السورة الولاية والاسماء ثم هن ام الكتاب وامومة الولاية للمحكمات وامومة الولاية والمحكمات في تفسير القرآن هذا ليس ترانيم خيالية فكرية هذا النظم في الآيات هذه الظاهرة موجودة في هذه الآيات الام او التركيز فيه على الاسماء الالهية وفعلا الاسماء الالهية هي اعظم عوالم ما بعد الذات الالهية .
فطابق ما في القرآن النظام طابق التكوين من ثم مر بنا ان التفقه المعرفي الكلامي المعنوي بالاسماء الالهية اعظم المعارف وهو نظام معرفي صعب معقد لا نجاة فيه من الزلل والخطأ الا بالتقيد بسفينة النص من ثم حتى فلاسفة الشيعة كثير منهم قبل ان الاسماء الالهية توقيفية يعني ليس للعقول قدرة انت فوق ما نقول وكما تقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، فمعرفة عالم الاسماء من اشرف العلوم المعرفية على الاطلاق ولا نجاة عن الانحراف او الانزلاق فيه ، دين الله لا يصاب بالعقول في فروع افعال النشأة الارضية ، كيف بما هو عوالم لا شأن للارض وما على الارض بطريق اولى بما لا يحصى من المراتب يكون دين الله في الاسماء توقيفية لا يهربد فيها البشر ولا يهلوسون .
فاذن عالم معقد جدا ولا نجاة فيه الا بسفينة النجاة ما ان تمسكتم بهما يعني الوحي فلن تضلوا والضلال في المعارف اخطر من الضلال في غير المعارف وليس توقيفية الوحي وتنصيصية الوحي لا يتخيل متخيل انه بمعنى غلق باب العقل او القلب كلا الذي يخاطب بهذه المعارف الوحيانية العقل والقلب لا غيرهما ، بك اثيب بك واعاقب يعني دوركمتعلم فاللغة لغته والخطاب خطابه وليس خطاب الحس خطاب القلب لكن هو متلقي متعلم واللغة التصورية لغته انما يعرف القرآن من خطب به والعقل هو خوطب وليس الحس ، الحس كثيرا ما ابكم اخرس ليس مسلح الحس ولا الخيال ولا الوهم المسلح هو القلب او العقل لكنه كمخاطب .
فتوقيفية المعارف لا تعني الغاء العقل كما قد يتخيل عند الحشوية من الاخباريين او من متكلمي الاصوليين توقيفية المعارف العقل هو الاساس كمتعلم لا كمعلم كلغة لا كتصديق .
فاذن هذه ميزة هذه الآيات العظيمة فاذن ما يوجد في آية الكرسي بنود فوقية في المعارف ومن ثم سيأتي نقول هذه الكلمة ونختم ان الشهادة الاولى في آية الكرسي فسرت بالشهادة الثالثة والثانية حقيقة البواب والباب الحصري الوحيد للشهادة الاولى هي الشهادة الثانية والثالثة اما الشهادة الاولى من دون الشهادة الثانية والشهادة الثالثة فلا سبيل للشهادة الاولى لا اله الا الله حصني حديث قدسي فمن دخل حصني من دخل من يدخل ؟ اين باب الدخول? ليس لقلقة ، انا مدينة العلم وعلي بابها والنبي باب الله الاعظم فمن دخل حصني امن من عذابي ، كيف هو يدخل ؟ بشرطها وشروطها?
فمن اعظم الامور في آية الكرسي انها تبين ان الشهادة الاولى لب حقيقتها والباب لها والوصول لها بالشهادة الثانية والثالثة لا سبيل غير ذلك شيء عظيم في آية الكرسي فيها اسرار من الولاية شيء عجيب غريب في بنية الظاهر بينه اهل البيت عليهم السلام آية عظيمة جدا الولاية والتوحيد والنبوة وان عمدة التوحيد ان تقول انما وليكم الله اذا قالت يد الله مغلولة هل هذه توحيد؟ غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا اي توحيد هذا ؟ انما وليكم الغرائز الانسانية والشهوات الحيوانية انما وليكم الافكار والتشاور البشري وليس الله ، اي توحيد هذا? فاية الكرسي عظيمة آية الولاية والتوحيد والنبوة والولاية.