الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/08/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ملحمة آية الكرسي

 

كان الكلام في الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون .

ففي الاية الكريمة بيان ان الكفر ظلم ، كما في سوره لقمان يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم لانه اعظم الحقوق التي يتطاول عليها الانسان هي حق الله لاسيما في الساحة الالهية ، فالكفر تطاول بحق عظيم وسمي في اللغة الكفر كفر لانه تغطية للحقيقة وغطاء له واسدال الستر عن اعظم حقيقة ومن ثم هو ظلم كبير .

الاية اللاحقة اية الكرسي في سورة البقرة وهذه الاية في عدة من طرق الروايات المسندة الى اهل البيت ان اية الكرسي ثلاث ايات وليست اربعة يعني الله لا اله الا هو الحي القيوم والتي بعدها لا اكراه في والتي بعدها الله ولي الذين امنوا يعني 255 و 256 و 257 ثلاث ايات بحسب الرسم القراني يشار اليها بالاية الكرسي .

فما المراد في بياناتهم ان اية الكرسي ثلاث ؟ يعني من الله لا اله الا هو الى هم فيها خالدون ، ما المراد بانها اية واحدة ؟ يعني هل كعدد وان كان في الرسم القراني انها ثلاث ايات لكن الصحيح في الاحتمال انها اية واحدة عددا .

كما هناك بين القراء اختلاف عدد الايات ليس في متن الايات بعض اختلاف القراءات ليس الاختلاف في المتن والجمل وانما الاختلاف في الترقيم والتجزئة ، مثلا بعض القراء يجعل المتن هذا المحفوظ من سورة التوحيد او سورة الحمد مثلا سبع ايات وبعضهم ست ايات ، فتجزئة الايات والفواصل بين الايات يختلف من قارئ لقارئ ، مثلا قراءة ورش وحفص وابي وووو ، فالاختلاف والعدد الناشئ من الاختلاف في تجزئة وتقسيم ايات القران .

شبيه تجزئة القران الى 30 جزء هل التجزئة كانت في عهد النبي ام بعده ؟ ونظرية ثالثة ان منشأ التجزئة ب 30 جزء مستشم من الاحاديث النبوية او المعصومية ، مثلا اقرا سوره من السور المفصلة السور الطوال طبعا في تقسيم القران بعد اكثر من هذا موجود ، رباعية وخماسية والان التقسيم الى كل جزء و الى احزاب ولعل هذا التقسيم الى احزاب او اجزاء ايضا منشاه كما في روايات اهل البيت ان المصحف المكتوب في زمن النبي كان مجزأ يعني شخصيا كان يستنسخ هذا القران المجموع و كان وراء منبر رسول الله وهذه الروايات واردة من طرقنا مسندة دالة على ان القران جمع في عهد النبي وانتقل الى يد امير المؤمنين .

وهذا هو احد المصاحف التي جمعها امير المؤمنين جملة من الروايات تدل على ان امير المؤمنين جمع القران على سبعة انحاء فله سبعة مصاحف بامر من النبي وهذا مروي في كلا الطريقين وان غفل عنه الكل او الجل من الفريقين لم يكن جمع امير المؤمنين للمصحف بجمع واحد ومصحف واحد ، كان عند امير المؤمنين على اقل تقدير سبعة انحاء من المصاحف احدها هذا المصحف الذي كتب باملاء رسول الله وخط علي وجعل خلف منبر رسول الله وفي طرقنا كان المسلمون ياتون ويستنسخ سورة او مجموعة سور ويذهب .

والظاهر ان كل المصاحف لم يعرضها النبي على القوم فامير المؤمنين جمع كما حسب النص النبوي الظاهر بامر من النبي على سبعة انحاء وسره سر علمي وحياني ، بل لكل امام من الاثني عشر وفاطمة جمع خاص للقران خاص بذلك المعصوم.

عندنا قاعة اعتقادية وقرانية ان الامام لا يترشح ويتسلم الامامة الا بشرط ان يجمع القران وحيانا فكل امام جمع القران وعندنا نصوص متواترة في كتاب البصائر الدرجات والكافي ومحاسن البرقي فيد ذلك .

مثلا الامام الصادق يريد ان يشير الى امامة الكاظم يقول الامام من بعدي هو لانه جمع القران ، كانما هو شرط وحياني في نيل الامام للامامة بان يجمع القران وحيانيا .

فمصحف امير المؤمنين مصاحف وليس مصحف واحد بامر وتخطيط وبرنامج رسمه النبي لعلي دون الامة ودون الصحابة وانفرد به امير المؤمنين وخص به ، موجود هناك مصحف لصاحب العصر والزمان ع يخرجه غير الذي جمعه عثمان .

فعملية جمع القران وترتيبه وتجزئته القران هو وحياني وليس بشري ظني لكن طريقة جمع القران الذي يقدم المكي ثم المدني لان المكي اول نزولا هذا بحث اخر ، الترتيب بين السور هذا ليس باملاء من النبي ولا من القران انما قام به من جمع القران لكن الترتيب لا يضر بعظمة القران لانه نتعلم حقائق القران من العترة لانهم يدلوك على خارطة الطريق .

وهذا هو ضرورة تعليم اهل البيت للقران يعني ان الذين جمعوا القران لم يكونوا على مستوى علمي واحد ، مستوى القران ما يعلم تاويله الا الله ، من ثم يقدم المدني على المكي بل داخل السور ايات كل سورة عند الفريقين ان الترتيب الذي اعتمده الاول او الثاني او الثالث في جمع القران هذا الترتيب ليس مستندا الى الوحي بل بقدر مستواهم .

مثلا في جملة من السور جعلوا الناسخ في ترتيب الاية اي اية السورة الواحدة الناس قبل المنسوخ مع ان الناسخ متاخر نزولا فكيف تجعل متقدما ؟ مما ينبه على انه لم يكن لديهم المام وحياني بترتيب ايات السور لا كل الترتيبات ولكن جملة منها لم يكن على مستوى القدرة ورواياتهم تدل بهذا الشيء وانما استعانوا بزيد بن ثابت وابي بن كعب الذي يعبر عنه عبد الله بن مسعود عن زيد بن ثابت كان يلعب وصغير السن في زمن رسول الله ، فكان عبد الله بن مسعود يطعن على تنصيبهم لزيد بن ثابت في لجنة القران .

فالتريب بين السور ليس هو بحسب الوحي ، كذلك ترتيب الايات في السورة الواحدة ايضا هو ليس بتعلم هذا الشيء من النبي بل هم عجزوا عن ذلك يعني يبقى اصل متن القران مصونا عنه من التلاعب .

فاية الكرسي انها ثلاث ايات او كذا ليس بالضرورة ان يكون تنزيلا واحيانيا استند الى النبي ، هم في رواياتهم المتواترة ان الذين تصدوا لجمع القران ما كانوا على دراية بما بينه النبي في جمع القران اعلمهم بالقران هو علي وقد تركوه وابتعدوا عنه وهو الذي اهله النبي ليكون خزينة الوحي دون بقية الصحابة ، انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي .

فهذا التجزئة ليس بالضرورة في جل الاية على انه على تنزيل الوحي وسياتي شواهد من الفريقين على ذلك بل القليل من الايات هي اية قرانية مثلا في سورة الدهر وليس في سورة الشورى او بالعكس هذا لا يقل على وفق التنزيل وليس بالضرورة .

فترتيب السور وترتيب الايات في داخل السور بحثان .

المقام الثالث ان الايات التي في سورة البقرة وليست في سورة الانسان وليس في سورة كذا هذا مذكور لان هذه الايات بعض القراء كعبد الله بن مسعود ادرج الاية في سورة كذا ، و احد موارد اختلاف القراء ادراج الاية في هذه السورة دون تلك السورة لان كل القراءات اختلافها في القران عظيم لا تتجاوز 3% من متن القران لكن هذا الترتيب ليس هين .

من الامور العظيمة التي يبينها اهل البيت عن ترتيب القران ان الترتيب لو كان حسب ما انزل لما التبس الحق عن احد من هذه الامة ، مثلا انت خذ كتابا علميا وبدل ابوابه والفصول ومقالات الفصول بل فقرات منه اهل القران وهم اهل البيت لا يغيب عنهم شيء لانهم يعلمون الترتيب والتنزيل ، بالنسبة للاخرين هذا حجب معنوي يعني يحجبك عن المعاني العظيمة الحقيقية التي تريد ان تصل اليها في القران .

ككتاب الفيزياء له ابواب وله فصول ومقالات اذا تذهب للمقالات وتؤخرها وتغير الفقرات تصير مختلة ، فالمبتدئين والمتوسطين او حتى من بلغ النهاية في الفيزياء يصير عنده ارباك ، نعم اهل البيت لا يصير عندهم ذلك لان الخارطة الاصلية عندهم بالترتيب .

فالترتيب ليس تحريف لفظي ولا تغيير لفظي هو مصون لكن الترتيب كانما تحريف معنوي مثل التحريف الباطل للاية وهذه مباحث اثرناه في قواعد علم التفسير قبل اكثر من عشر سنين ، فعندنا الترتيب في السور والايات داخل السور وهناك الترتيب للايات في هذه السورة عن تلك وفي ترتيب في داخل الاية الواحدة عما بين الجمل ، اربع انواع في الترتيب لم يكن لدى القوم قدرة عليها الا علي بن ابي طالب .

كما ان في قراءة اهل البيت لاية الكرسي ان بعض الجمل هي من سورة اخرى وجعلت في سورة اخرى ولكن اندرجت في اية الكرسي سنذكرها .