الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/08/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: عقيدة التوحيد الطيبة أو الخبيثة والعبادة الطاهرة أو الخبيثة

 

كان الكلام في هذه الاية الكريمة من سورة البقرة : يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوم شبية سورة واية اخرى : ليسوا سواء من امن وانفق قبل الفتح ويا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها .

الان كله تجد قبل من قبل و قبل هذا الحث على الانفاق قبل فوات الفرصة وتلك السورة الاخرى اولم نعمركم كذا كذا اذن المعلم ما شاء الله ولكن عدم استثمار المهلة ايضا ما شاء الله .

فهذه النعمة التي ينعم بها الله عز وجل على الانسان سواء مال او امور اخرى كلها نعم ، هذه النعم في حث اكيد من القران على الانفاق منها والانفاق رصيد كبير كما ورد في الروايات لا تتكل على الوصية لانه بعدك لا تعلم يلتزمون بالوصية او يضربون بها عرض الجدار كن وصي نفسك .

طبعا لا افراط ولا تفريط لا تحرم كل العيال والاولاد وتجعلهم يستجدون او يتكففون الاخرين هذا الانسان مغضوب عليه اذا هكذا صنع مع الاولاد لكن لا تنس نصيبك كذلك ، ليس كله للاولاد وللزوجة فعملك الذي سيكون انصح الناصحين بالانسان من الاولاد ومن الازواج ومن الارحام من من من انصح يعني لا يغش وهو فيه .

اشهد انك بالغت في النصيحة ادنى درجة غش او تخاذل او غدر لا يوجد ، ابلغ ناصح للانسان من الاولاد ومن الزوجة ومن الارحام هوعمل الانسان وهذا العمل ليس موجود من الاعراض التي تتبدل وتتبخر العمل جوهر ملكوتي اما نوراني او ظلماني والانسان مصنع يومي لانتاج جواهر ملكوتية اما نورانية او ظلمانية او رمادية وبين ذلك درجات متفاوتة الى ما شاء الله .

فالانسان مصنع عين تنبع بجواهر ، هذه الجواهر اذا كانت ظلمانية تلازم الانسان منذ يوم موته الى يوم ينفخ في الصور بل الى عوالم القيامة كلها وان كانت نورانية فستسر الانسان سرورا كثيرا يعني الاقتران بالعمل ليس مدته 100 سنة او 40 سنة او عشر سنوات الاقتران بالعمل ابدي ابدي .

فوجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا انما هي اعمالكم ترد عليكم ، فالعمل امره عجيب جدا العمل يتكلم في القبر مع الانسان كما ان الصلاة تتكلم لانها عمل الانسان وكذا الصوم والحج والصدقة كل هذه الامور تتكلم مع الانسان تولي الانسان ولاية اهل البيت كعمل قلبي او فكري او بدني ايضا يتكلم مع الانسان وتحضر هذه الاعمال ،

وليس العمل كله كجوهر واحد وانما الصلاة جوهر والولاية قبلها جوهر والحج والصوم كلها جواهر لا ان العمل جوهر واحد وانما جواهر متعددة بحسب اعمال الانسان .

الراوي يقول للامام الباقر : يا ابن رسول الله او تريد ان تقول ان الصلاة تتكلم ؟ يعني الائمة بينوا اذا الصلاة اوتي بها في اول وقتها مع التوجه القلبي كذا كذا هي تتكلم الصلاه حفظتني الله فحفظك الله وضيعتني ضيعك الله ، فاذا ضيع حدودها الانسان الصلاة بدل ان تكون رحمة تكون نقمة .

في بيان الروايات عن الصلاة اذا لم يات الانسان بها بشروطها واعظم شرط في الصلاه الولاية هذه الصلاة اذا لم يات باعظم شرط فيها تتبدل من رحمة الى نقمة الهية والرواية في الوسائل موجودة في ابواب مقدمات العبادة اعظم طهور الصلاة للولاية وليس الغسل والوضوء يعني طهور معنوي ، يعني الصلاة لها طهور معنوي وطهور مادي لا تخلص ، طهور خبثي لباسك نظيف او لا ، طهور معنوي الوضوء والغسل طهور ، الطهور لب اللباب في المعنى الولاية فالصلاة طبقات وطهورها طبقات والمتمرد على امر الله بالولاية عمله نجس .

انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ، هم لماذا يقربون المسجد الحرام هؤلاء قبائل العرب قبل الاسلام تؤمن بالنبي ابراهيم تؤمن بان الذي وضع الحج هوالنبي ابراهيم ويصلون صلاة الطواف وياتون بثوبي الاحرام وياتون بالبيت سبعا ويسعون سبعا بين الصفا والمروة ويقفون في عرفات وينزعون المخيط من البسهم ثوبي الاحرام وكذا ويقفون في مزدلفة ثم يفيضون الى منى ويرمون الجمرات ويقدمون القرابين في منى يوم العاشر فمراسم حج النبي ابراهيم اجمالا ياتون بها مع ذلك الله يقول انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا لانهم تمردوا على ولاية سيد الانبياء هم يتبعون ابراهيم ويتبعون الله .

فانظر كيف ان الله يجعل الايمان والمعرفة به وحتى من النبي ابراهيم من دون نبوة سيد الانبياء يصبح الحج وصلاة الحج نجس وليس بطاهر .

اذن صدقوا اهل البيت عندما يقولون الولاية اعظم طهور للعبادات وبدون هذه العبادات بنص القران نجس تتحول الصلاة من رحمة الى نقمة ، وفي الرواية الموجودة واصولها قرانية تتبدل الصلاة الى اللعنة ، الصلاة مع انها غفران ورحمة لكن اذا صارت نجس تتبدل الى اللعنة يعني يبعدك عن الله .

العبادة من دون الولاية بنص القران سورة البراءة تصير العبادة مبعدة عن الساحة الالهية وغير مقربة ، شرط القبول يعني شرط الصحة اذا كانت مبعدة هذه الصلاة ليست بصحيحة ، عبادة توجب اللعنة كيف تكون صحيحة ؟ يعني عبادة التمرد فلا يمكن التفكيك بين القبول والصحة بين العبادة ان لم تكن مقربة فتصير مبعدة ولعنة فيها والباري يبغضها ويسقطها فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ، المشركون نجس .

هذا النجس كيف يصلي ويطوف ؟ كما لو اراد ان يصلي بدون غسل و وضوء ؟ الا يخاف ان تخسف به الارض؟ فهي تصير منشا العذاب ، وما الذي فعله المشركون هو تمرد على الشهادة الثانية لاالاولى حيث قالوا النبي مخلوق بشر لما هذا الخطب العظيم لموقعية هذا المخلوق وهذا البشر بحيث يقلب عبادة الاخرين الى نقمة بدل يكون نعمة ما شان هذا البشر ؟

فلماذا هذا الموضوعية لهذا البشر الخاص لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين ان الذين كذبوا باياتنا والنبي من اعظم الايات في سورة الاعراف كلمة جمع لا ان الذين كذبوا بالله كذبوا باياتنا مخلوقة هذه الايات فلماذا هذا الشان العظيم لها ؟

لا تفتح لهم ابواب السماء لا لارتفاع عقيدتهم بالله وايمانهم بالله ، اليه يصعد الكلم الطيب يعني ايمان بالله كلمة طيب لو باطل ؟ لو كان طيب يصعد لو كان طيب لصعد ايمانهم ، فايمانهم بالله ليس ايمان لكي يلجوا في باب الايمان بالله لا مجال الا بالايمان بالنبي اي باب عظيم هذا ؟

لماذا هذا الشان والخطب العظيم لغير الله فبالتالي اذن صح انما انا بشر مثلكم لكن يوحى الي شان اخر فليس فقط عبادته لم تصح وانما ايمان الانسان لم يصح ، فكيف تصح العبادة لا تفتح لهم ابواب السماء .

اذن الخلل في طيبة الكلام كلامهم لا اله الا الله ليس بطيب لا يطيب الا بشهادة الثانية والثالثة انت تاتي في الصلاة بتشهد الطيب او غير الطيب ؟ الطيب يجب ان يكون ثلاثي لا احادي ولا ثنائي لانه قال ان الذين كذبوا باياتنا ايات جمع وليس مفرد اذن غير الشهادة بالله هناك ايات تؤمن بها جميعا حينئذ يكون كلمك طيب وايمانك طيب وعملك يكون صالح والا سيكون طالح فكيف طالع يكون يصلي صحيح ؟ لاالكلم طيب ولا العمل صالح كلها بسبب التكذيب بامور مخلوقة تسمى الايات .

وجعلنا ابن مريم وامه اية، مريم صدقت بكلمات ربها عيسى كلمة الله كلمات هي الحجج الناطقة التي اصطفاها الله وفي يحيى كذلك مصدقا بكلمة ، فالقران اطلق على النبي عيسى كلمة واطلق عليه اية .

هنا في سورة الاعراف يقول اياتنا اذ قالت الملائكة لمريم ان الله يبشرك بكلمة منه فاذن الانبياء كلمات الله ايات الله ، التي من يكذبها عمله ليس بصالح وكلامه بالتهليل لا اله الا الله ليس طيب .

قالوا ابعث لنا ملكا نقاتل معه قال ان الله بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك ونحن احق بالملك منه قال ان الله اصطفاه وليس يصطفى الانبياء والرسل فقط يصطفي الائمة ، فايات الله شاملة وكلماته ،

ادم تلقى من ربه كلمات ، واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن ، الكلمات حجج الله بنص القران ايات الله التي تصدق وتكذب حجج الله الذين اصطفاهم الله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا بعد النبي فهذه الايات يجب التصديق بها ويجب الخضوع التواضع لها الخضوع لحجج الله امر قراني.

طاطا كل شريف لشرفكم يعني اخضع تواضع لا ترفع الصوت تادب ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون لا تجعلوا دعاء الرسول كدعاء بعضكم بعضا احتشموا تادبوا وقروا عظموا عزروا لا تستكبر .

وهذا وحده لا يكفي ايضا كن على وصال مستدام لا تستبدر ولا تدبر القطيعة ادبار والصلة والوصال كمال ، الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ، هذا غير التواضع وغير الانقياد وغير الايمان هو الصلة والمواصلة والتواصل المستدام .

هذا الحديث كامل الزيارات من لم يكن زوارا للحسين وليس زائرا يعني من لم يكن كثير الزيارة للحسين كان ناقص الايمان يكثر يعني متواصل صلة مستدامة ، من وصلك فقد وصل رسول الله ومن قطعك فقد قطع رسول الله ومن جفاك فقد جفا رسول الله لانك بضعة منه وروحه التي بين جنبي .

صلة النبي بدون صلة فاطمة كيف يكون ؟ كذب من زعم انه على وصال قلبي مع النبي وليس على وصال قلبي مع فاطمة كذب من زعم انه يحب النبي ولا يحب عليا كيف يصير ؟ كذب من زعم حب النبي ولايحب الحسنين هذه نفس معنى اية المودة .

فالقران في سورة الاعراف يشترط ثلاث شروط لكي تكون عقيدة الانسان طيبة والا تصير خبيثة .

فتوحيد الله يكون خبيث الا اذا :

اولا يجب ان لا يكذب ايات الله .

وثانيا انما يتواضع لها وينقاد لها.

وثالثا : يكون على وصال دائم ، ولا يدبر عنهم ،

يقول علي بن موسى الرضا من اقبل علينا اقبلنا عليه ومن ادبر عنا ادبرنا عنه ، ثلاث امور اذا حققناها في سورة الاعراف وهذه ليست فقط في سورة الاعراف في سورة المنافقين واذا قيل لهم تعالوا الى رحمة الله تعالى ويستغفر لكم رسول الله لوو رؤوسهم ورايتهم يصدون وهم مستكبرون يعني لوو رؤوسهم واحد ويصدون اثنين ويستغفرون ثلاثة ، نفس الثلاثي ذكرت في سورة الاعراف انه اول اول الايات سيد الانبياء .

المشكلة في ابليس ابى واستكبر ولم يسجد ولم ينقاد ولم يعظم آدم واستهزا بادم بدل ان يحب خليفة الله نصب العداء لخليفة الله وتكبر على خليفة الله وشتم خليفة الله واستهزا به وتطاول عليه فاصبح رجيما وايمانه اصبح خبيثا .

فكانما الله يقول التوحيد الصوري منه ما هو خبيث ومنه ما هو طيب ، التوحيد الخبيث لا يصعد ليس طيب ولا يصعد الى الله ولا العباد الطيبة ، العبادة الطالحة تكون ، فكيف الطالح تكون صحيحة ؟

انذارات خطيرة في القران هناك تعبير في القران الكريم وانفقوا طيبات ما عندكم ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ، انت تريد تهدي حج الى احد او تنوب عنه اذا حجك خبيث وصلاتك خبيثة هذه صلاتك ملعونة كيف تهديها ؟ كيف تصير عبادة صحيحة ؟

انما المشركون يعني في حجهم وصلاتهم وعباداتهم التي ياتون بها في المشاعر المكية نجس فلا يقربوا هذه العباده الصحيحة فلا يقربوا المسجد الحرام فكيف هذا العبادة تصير صحيحة ؟ والصلاة صحيحة ؟

فالقران يبين مصير العبادة بولاية مخلوقات تسمى ايات وكلمات عند الله .