الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/08/03

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: معاني متعددة قرآنية لجملة من العناوين

 

كنا في هذه الاية الكريمة من سورة البقرة الاية 254 يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون .

تساؤلات في بداية ظاهر الاية يمكن ان تثار كيف لا شفاعة في الاخرة؟ ثم هذا هو المقصود منه هل هو يوم او عالم ؟ يعني ياتي عالم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ثم يقول ولا صديق حميم يعني يبين ان الصديق الحميم له دور ومن هو الصديق الحميم ؟

لذلك في بيانات اهل البيت ان الصديق المؤمن الصالح غنيمة دنيوية واخروية فلو كان الصديق الحميم لا فائدة منه كيف يقول ليس لدينا حميم ؟

في بيان اهل البيت اشارة الى هذا الاستدلال اذن اين المراد من لا بيع ولا خلة ولا شفاعة بينما بضرورة المسلمين ان النبي له الشفاعة الكبرى يوم القيامه والشفعاء كثر ،

وهذا التساؤل في هذه الاية الكريمة كالتساؤل في اية اخرى رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها مع اننا نومن بعقيدة الرجعة يوم نبعث من كل امة فوجا هذه غير القيامة هذه الرجعة ،

هناك في بيانات اهل البيت عليهم السلام لما في ظهور هذه الاية المقصود رب ارجعوني انها كلمة هوقائلها هذا مرتبط بموت وذهاب الانسان الى البرزخ كي يرى عمله وليست الاية في صدد نفي الرجعة مطلقا .

فالمقصود انه حين الموت يوقفون عملية الموت ولا تاخذون به الى دهليز البرزخ وعندنا في دعاء العهد لصاحب العصر والزمان ع : وان كتبت علي الموت الذي جعلته المؤمنين حتما مقضيا .

فارجعون يعني اذا ذهبت الى البرزخ تذهب الى دورة برزخية الى متى سيبعث الله الى الدنيا او الاخرة هذا بحث اخر هنا رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت لا ان اهل البرزخ لا يرجعون ، هو اي رجعة يطالب رب ارجعون ؟ هل بعد مئات السنين او الاف السنين او الان يرجع ؟ هو الان يريد ان يرجع ، لا تاخذوني الى البرزخ كلا انها كلمة هو قائلها .

فيجب ان نرى موطن الكلام ولو في بيانات اهل البيت عليهم السلام هناك استفاضة او متواتر ان الشفاعة كقانون عام وهو ليس مسرحها البرزخ طبعا هذا كضابطة عامة ربما استثناء هذا بحث اخر .

فاذا يجب ان يستوفي الانسان من الايمان وعمله الصالح والا في الغالب لا مسرح للشفاعة في القبر او البرزخ الا ربما هناك استثناء شخص عنده علاقة مع اهل البيت .

فاذن هذه الاية الكريمة هل ناظرة الى عالم البرزخ والقبر من قبل ان ياتي يوم يعني عالم الموت او البرزخ لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون .

وقد يحتمل انه عالم القيامة بل ليس فقط عالم القيامة عندنا عالم البرزخ وعالم الرجعة وعالم القبر وعوالم الرجعة بل القيامة عوالم ليس يوم 24 ساعة وامد القيامة اضعاف اضعاف الدنيا لكي تطوى وتخلص كي تصل النوبة الى ما بعد عالم القيامة وهي الاخرة الابدية جنة ونار ، فالمراد من يوم يعني الاخرة التي هي وراء عالم القيامة وهي تطلق في الوحي ان الاخرة تطلق على معاني ثلاثة او اكثر احد معانيها البارزة لاطلاق لفظ الاخرة يعني اخرة الدنيا وهي الرجعة فعالم الرجعة تقال له اخرة لانه رجعة من اخر الدنيا وعوالم الدنيا لكن ليس عالم الدنيا الاولى وانما عالم اخرة الدنيا ، فعالم الدنيا قسم منه اول وقسم منه اخر .

وكثير في الزيارات والايات استعمال الاخرة بمعنى اخرة الدنيا .

معنى اخر للاخرة يعني هو البرزخ وليس الرجعة ، عندما يلقن الميت اعلم افهم يا فلان ان هذا اول يوم من اخرة الدنيا ليس الاخرة الابدية وانما بعد الدنيا البرزخ فالاخرة استعمالاتها تطلق على البرزخ والقبر .

معنى ثالث في الاخرة الوحي يطلقه على عوالم القيامة .

معنى رابع يطلق على ما بعد بعد عوالم القيامة .

فهناك عوالم متعددة والقيامة هي عوالم وليست عالم واحد فضلا عن ان تكون يوم 24 ساعة ، كلمة يوم تستخدم كثيرا ما بمعنى العالم وليس النقطة الزمنية الدورية 24 ساعة ، فاذن هذا معنى ما بعد بعد القيامة لان هناك ارهاصات فاصلة بين القيامة والاخرة الابدية وبين عوالم القيامة .

نحن نظن عالم القيامة هو يوم ، عالم القيامة ايضا ممر وليس مستقر لكنه اطول امدا من الرجعة ، والرجعة اطول امدا من البرزخ والبرزخ اطول امدا من الدنيا ، كل ما نسير في عوالم مقبلة الامد الزمني يمتد ويطول اكثر فاكثر .

فهناك حد فاصل بين عوالم القيامة والاخرة والابدية الجنة والنار هذا ورد في استعمالات الوحي كما ان في استعمالات الوحي الجنة والنار قد تطلق القبر حفرة من حفر النيران او روضة من رياض الجنة وقد يطلق الجنة والنار على القبر او على البرزخ او على الرجعة دار الدنيا ، يعني هناك جنان ونيران جنة ونار في القبر وجنة ونار في البرزخ وجنة ونار في الرجعة وعوالم الرجعة وجنة ونار في عوالم القيامة ثم نصل الى الجنة والنار الابدية .

بل في جملة من الايات والروايات ان نفس هذه الدار الدنيا فيها جنة ونار كجنة ادم جنة دنيوية فهي لا برزخ ولا قبر قلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة اي جنة ؟ هي جنة دار الدنيا الاولى ، دار الدنيا الاولى فيها جنان ونيران لن نكتشفها او لا نستطيع ان نراها الا ان يشاء الله .

من دونهما جنتان مدهامتان يعدون الجنة الابدية وكذا وكذا الجنة في دار الدنيا مدهامتان ، انظر دنيا القبر او انزل ولذلك في بيانات اهل البيت الاعجازية العلمية يبينون ان الجنتان المدهامتان طرفي المسجد الكوفة وستظهر للبشر في دولة الظهور او دولة الائمة ، يعني هذه النشات الارضية الان هناك نشاءات في ارضنا هذه في دنيانا الاولى هذه نشئات لا نراها ومحجوبة عنا .

البرزخ نشاة ارضية لكن الجنتان المدهامتان ليست برزخية اذن في استعمالات الواحدة الجنان والنيران يستعمل في عوالم عديدة حتى عالم دار الدنيا الاولى فيها جنان ونيران غير مرئية يعني بدون تعليم غيبي علمي من اهل البيت علماء المسلمين لا يمكنهم اكتشاف هذه النكات في معاني القران .

نعم فالجنان اذا جنتان مدهامتان حتى في الايات انه نهر من عسل ومن لبن مصفى وهذه كما بينت في بيانات اهل البيت هي في دار الدنيا الاولى وستظهر في الرجعة لكل البشر اما اطلاق الجنة على البساتين المحسوسة هذا بحث اخر واستعمال اخر .

فاذن الجنة والنار في بيانات الوحي على طبقات ومراتب ومواطن ، فاي موطن يراد من الاية الكريمة ؟ قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ، اي عالم يراد به ؟.

في بيانات اهل البيت ان البشر قبل النبي ابراهيم كانوا يرون الملائكة ويرون الجن لكن لحكمة من زمن النبي ابراهيم حجب البشر عن رؤية الملائكة الارضيين لاالملائكة السماوية او عند النزول الملائكة الى الارض وحجب رؤية البشر عن الجن وسيعود الامر في دولة الظهور او دول الائمة يتمكن البشر من رؤية الجن او الملك الارضي،

كما ان الكملين الان يرون الجن ويرون الملائكة الابدال واهل اليقين وهم في دار الدنيا الاولى ، يوم ياتي امر ربك لا ينفع نفس ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا .

هنا المراد حتى الدار الدنيا اذا حصل الظهور او حصلت دولة الرجعة يغلق باب التوبة عند الظهور او عند الرجعة هذا الغلق معنى نسبي وليس معناه مطلق ، وهذا ذكرناه في كتاب الرجعة ليس هو غلق مطلق وانما غلق نسبي .

شبيه ما ورد اذا اتى سن الاربعين يغلق باب التوبة هذا باي معنى ؟ يعني المقصود تكون التوبة ثقيلة او صعبة او كالممتنعة كانما مغلقة واذا بلغ سن 60 كذا وبلغ قريب احتضار الروح .... الان وقد عصيت من قبل ايضا انغلاق نسبي يوم ياتي بعض ايات ربك والرجعة هذا غلق اخر يعني ان التوبة الان في دار الدنيا الاولى اسهل ما يكون كلما نقترب الى نهايات عالم الدنيا الاولى تصعب التوبة وفي البرزخ اصعب وفي القبر اصعب وفي الرجعة اصعب فاصعب وفي عالم القيامة اصعب واصعب واصعب وكذا وفي نفخ الصور نفس الكلام لاانها ممتنعة لكنها كالممتنعة تشتد واذا ادخل جهنم يعني البعض ينجى من النار بعد احقاب كثيرة كثيرة كثيرة كل حقبة 80 سنة .

فالمقصود عن الامتناع بقول المطلق ليس المراد لكن صعب كالممتنع كمن يعتاد المخدرات في البداية يمكنه بسهولة وقبل ان يرتكب اسهل لديه لا انه ممتنع من البداية لكن كلما يدمن يصير كالممتنع ولو اراد قطعها لاختلط عنده المزاج لا انه ممتنع .

وهناك مباحث اخرى في الاية سنواصلها .