45/08/02
الموضوع: الرزق والنعمة والطعام في القرآن
كنا في قصة داوود وطالوت وجالوت في الامامة الالهية فنبدا ونواصل بقية الايات في سورة البقرة الاية 254 يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون .
طبعا انفقوا مما رزقناكم ليس الرزق منحصر بالاموال كل النعم رزق من الله العلم والخبرة والمهارات نعم سيما اذا كانت مرتبطة بالشان العام المفروض ان الانسان ينفق منها ويربي اجيال من المؤمنين لا ان يموت او يستشهد وتقبر معه ما رزقه الله من مهارات او خبرات او علوم لا سيما المرتبطة بالشان العام المفروض ان ينفقها ويربي اجيال عليها.
فمما رزقناكم الرزق لا ينحصر بالاموال لاحظ كلام النبي يوسف عليه السلام يا صاحبي السجن لا ياتيكما طعام ترزقانه وليس المراد من الطعام يعني الذي يؤكل الطعام يعني المعلومة فاطلق النبي يوسف الطعام على العلم الذي يحصل للانسان من الرؤيا الصادقه .
الرؤيا وان لم تكن علما تصديقيا في غير الانبياء والاوصياء حتى الرؤيا الصادقة لكنها علم تصوري على الاقل تحدث التصور والتصور له ثمرة علمية لان التصور في مقابل الجهل المركب وان لم يكن تصديق فهو علم بسيط فالتصور له قيمة علمية كما في المنطق يقولون العلم اما تصور او تصديق لان الذي لديه تصور لا اقل عنده التفات ليس ما داري وما داري انه ما داري ، يدري انه ما داري الجهل المركب والجهل البسيط .
مثل ما مر بنا فبعث الله غرابا ، فهو ليس نبيا ولا رسولا يعني تصور يعني يكفي ان الغراب يحدث تصور لدى قابيل ليريه كيف يواري سوءة اخيه لان التصور تصل للتصديق من نفس كبد ذات التصور بغض النظر عن الطريق الذي اوصل لك التصور .
وهذا موجود في الروايات الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها يعني حتى لو وجدها في فم الكافر ياخذها وكفر الكافر لا يضر بان تاخذ منه الحكمة لان معيارية الحكمة ليست في الطريق بل في ذاتها هو معيار .
ومن ثم قابيل وما ادراك ما قابيل هو من اصحاب التابوت مع ذلك قال يا ويلتي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي التفت الى المعنى نفسه فالمعنى هو المدار ليس الغراب نبي او رسول فالكلام في المعنى لا في الطريق وانما في التصور نفسه .
لذلك لاحظ في قصة يوسف ملك مصر هو كان كافر بعد ما اسلم قبل ان يتعرف على النبي يوسف وحتى في بداية التعرف على النبي يوسف كان كافرا قال اني ارى في المنام فهو ليس نبي وليس حجة هو كافر ابن كافر والرؤيا ليست حجة لكنه تصور فهل ذات التصور فيه حكم عقلي ام لا او حكم مبدئي فطري .
من ثم اعترض العلماء الوثنيين في زمانه كيف تاخذ برؤيا وتصغي الى هذا الغلام يوسف .
فاجابهم حكيم من مستشاري الملك انه ليس المدار على الطريق ولكن نفس المعنى كاحتياط ضروري للامن الاقتصادي للدولة الاخذ بالاحتياط هذا شيء راجح ان حصل فحصل وان لم يحصل فلسنا متضررين ، ان حصلت المجاعة فنحن مستعدين وان لم تحصل لم نتضرر بشيء ، فالحجة ليست طريق للرؤيا ، التصور درجه من العلم وان لم يكن علم كامل لان الجهل المركب التصور شيء اخر .
لذلك مثلا الاصوليون ومنهم السيد الخوئي في باب تنجيز العلم الاجمالي طبعا حتى السيد محمد الفيشاركي والعراقي وغيره من الكبار قالوا الاحتمال في نفسه درجة من العلم وفيه اقتضاء التنجيز وليس نسبة العلم التصديقي ان يكون فقط حجة ؟ كلا وانما هو نفس الاحتمال منجز .
فارجع الى كلام النبي يوسف قال لا ياتيكما طعام ترزقانه كيف اطلق الطعام على المعلومة الاحتمالية ؟ هل هنا النبي يوسف يريد ان يقول رؤى غير الانبياء حجة ؟ كلا ليس حجة علم تصديقي ولكن لا اقل علم تصوري وهذه حكمة موجودة حتى في الروايات وفي الايات ، الذين يستمعون القول لا القائل فيتبعون احسنه ، فيتبعون القول واحسن القول يعني حسن القول او احسنيته ذاتية فيه لا ربط لها بالقائل .
ربما شخص يقول العلماء ليسوا عدول ، طيب كيف علمهم ؟ افترض الاطباء ليس فيهم سبوح قدوس الاطباء فيهم ما شئت ما شاء الله لكن نفس المعلومات الطبية التي تاخذها منهم فانت تستوثق بنفس المعلومات الطبية التي تاخذها منهم ، حصل بك الوثوق من المعلومات فبها الذين يستمعون القول في الطب ، انت لست طبيب لكن مجموع الخبرات والنتاجات تتبع احسنه ، الارشادات الطبية بطريق عقلي وعقلي بغض النظر عن ان الاطباء سبوح قدوس كذا ام لا .
مثلا المهندسين صنف اخر والفنيين والتقنيين اصناف قد لا تجد فيهم شخصا واحدا مقيم على العداله فهل نترك العلم الذي لديهم ؟ نعم لا نعتمد على وثاقتهم وانما نعتمد على وثاقة المعلومة ورصانة المعلومة فيتبعون احسن القول.
شبيه قول القران الكريم ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ، فلم يقل لا تكترث به واضربه عرض الجدار فتبينوا للنفس المعلومة ، تبينوا هل هذا احدث لك تصور ؟ هذا هو منهج المفيد والمرتضى وابن ادريس وابن حمزه وابن براج والقدامى وابن قبة مبني على ان الميزان ليس في الطريق ، الطريق معاضد و ليس له دور اصلي اساسي وانما للقول نفسه .
دستورية قوانين الوزارات وقوانين البرلمان وقوانين المحافظات وقوانين الشعب الادارية دستوريتها بحسن مطابقتها للقوانين المحكمة الفوقية العليا في الدستور وليس بان يكون الناطق الرسمي مجلة رسمية معترف بها او الناطق معترف به او ثقة المهم ناطق باسم مجلس الوزراء ناطق باسم وزارة كذائية ناطق باسم البرلمان ناطق باسم اللجنة البرلمانية فهذا لا يحقق دستورية القانون انما الذي يحققه ثبوتا مطابقة القانون للاصول القانونية لاالطريق .
فالمعلومات هي المدار اذا تمت الاحاطة باصول محكمات القانون في اي علم لذلك المفيد نقل عنه الشيخ الانصاري في حجية خبر الواحد يقول المدار ليس على الراوي وكذلك السيد المرتضى وانما المدار على انه اعرضه على اصول القران وقواعده وقواعد سنه المعصومين تشريعاتهم او احكامهم باب خلل الصلاة هذا المتن اعرضه على ذلك .
فاذن هذا مبنى القدماء قبل السيد احمد بن طاووس والذي قلب البورصة هو السيد بن الطاووس فهو النبي يوسف وصف واطلق على المعلومة الاتية من الرؤيا بالطعام لانها معلومة تصورية لا ياتيكما طعام ترزقانه الا نباتكما بتاويله .
سورة يوسف سورة عظيمة في القران لاجل هذا المطلب هو فتبينوا لا ان يكون الاتي فاسقا ، الذين يستمعون القول وسمى التصور رزق .
فاذن استعمل في الوحي الطعام والرزق على العلم التصوري وان لم يكن تصديقي فاذن يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة اذن الرزق في القران مطلب عام والانفاق اعم ، اي رزق قد رزقت انت اياه فانفق منه .
فكل النعم الالهية رزق سواء معنوية او مادية او اعتبارية كلها رزق ويستحب للانسان ان ينفق منها فانفقوا هل يقصد انها زكاة الواجبة او الاعم ؟ واضح فيه انه الاعم .
هذا امر وجوبي او استحبابي ؟ هناك ربما من يدعي انه وجوب كفائي الزكاة وجوب عيني وكذا الخمس اما مطلق الانفاق لاغاثة المعدمين قد يقال انه واجب كفائي .
ان الله جعل للفقراء حق في اموال الاغنياء هذا غير الزكاة والخمس هناك من يذهب الى هذا ، يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم وعندنا في الروايات ان العالم الذي يكتم علمه يدخل جهنم ويؤذي نتنه اصحاب النار لكتمانه العلم .
ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى فكل نعمة ورزق بحسبها لا تنحصر بالنعم المادية انظر كيف شبكة القران شبكة منظومية هائلة اطلقت النعمة ايضا في القران على الوحي ، الوحي لمن يوحيه الله هو اكبر النعم واستعمل القران النعمة فيه نعمة معنوية عظيمة .
اصطفاء الله للمصطفين نعمة عظيمة من الله ، النعمة اطلقها القران على الاصطفاء والوحي لقول النبي موسى لبني اسرائيل واذكروا اذ جعل فيكم ملوكا وانبياء ، اذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم هنا ليست النعمة مادية العالم الثالث هو العالم الاول في البشر هل هو في المادي او المعنوي ؟
دار الاسلام هي العالم الاول وفي الحضارة الروحية والنور الروحي دار الايمان ودار الاسلام هي العالم الاول ، اما تلك البلدان هي عالم عاشر لان النعم ليست كلها مادية مع انه في النعم المادية شعوب دار الاسلام ارفه مادية من شعوب العالم الاول وطبعا هو عند الاغنياء والاقطاعيين .
بركات سيد الانبياء الى الان في دار الاسلام ودار الايمان في البعد المادي اثرى من شعوب دول العالم الاول شعوبها مغلوب على امرها نصفهم لا يمتلكون بيوت سكن ان لم يكن اكثر كله بايجار او او او او او او .
نعم في عصابات الحكم اولئك العالم الاول انظر هذا مصطلح القران ان النعمة ما هي ؟ لا تكفر بنعم الله النعمة ليست هي مادية فقط واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعلكم انبياء وجعلكم ملوكا يعني ائمه .
فالوحي هو اعظم النعم التي يمتن الله بها على عباده مع انه ليس كل بني اسرائيل انبياء وائمة لكن فيهم انبياء وائمة بالتالي ترشحات الوحي وامواج الوحي تصل اليهم فاعتبرها القران نعمة عظيمة .
اذن يومئذ يسالون عن النعيم اي نعيم ؟ هل النعيم الخسيس او نعيم النعمة العظيمة ؟ يسالون عن الذين اصطفاهم الله في الامة الاسلامية والامة الاسلامية تركتهم واعرضت عنهم ولتسالن عن النعيم في سورة التكاثر واتفاقا التكاثر المادي لا يابه به القران ويقول النعيم ستسالون عنه فكيف يصير هو مادي لا يابه به القران ولكن يسال عنه .
الهاكم متاع الدنيا قليل اذن اي نعيم يكترث به القران ؟ الاوصياء الذين اصطفاهم الله انتم اعرضتم عنهم هذه اصطلاحات نفس القران كما يقول اهل البيت يفسر بعضه بعضا بهداية المعلم الالهي اهل البيت .
فالنعم التي يجب ان تنفق منها ما هي ؟ رزق عظيم هي تلك لا غيرها .
فالقران له نظام معاني ونظام الفاظ ونظام حقائق يجب التعرف على النظام القراني بالاستعانة بالمعلم الالهي وهم اهل البيت.