الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/07/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تأصيل تفضيل النبي والإل على الأنبياء

مر بنا اذن ان هناك اصل قرآني في سور عديدة يؤكد فيها القرآن على ان الاعتقاد بالانبياء والايمان بهم جملة ومجموعة لازم ولكنه ليس بكاف وكذلك الاصفياء ولكن من اللازم في الايمان بهم الايمان بالمفاضلة بينهم ولسان المفاضلة بين الانبياء والاوصياء او الاوصياء مع اوصياء خاتم النبيين مع بقية الانبياء لسان المفاضلة ليس فقط في ثلاث اربع ايات فضلنا النبيين فضلنا الرسل هناك السنة اخرى كثيرة فيها مفاضلة كاية واحد وثمانين من سورة ال عمران اذ اخذ الله من النبيين ميثاقهم لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنون به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا بلى قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين

هذه الاية من ضمن ايات المفاضلة للنبي وال النبي على الانبياء هناك روايات عديدة لاهل البيت ليست تأويلية بل هي معالجة لظاهر الاية الكريمة تبين كيف فيها تفضيل لخاتم النبيين واوصيائه وعلامة على بقية جميع النبيين

ومن بقية الايات وانزلنا عليك من الكتاب مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه

هذه الحقيقة ان القرآن مهيمن ومتطابق مع التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم موسى الا انه مع ذلك القرآن مهيمن ومستعلي هذا مقتضى افضلية سيد الانبياء على كل الانبياء ان الله اتاه كتابا وعلما لم يؤت بقية الانبياء ومقتضى هذه الحقيقة ليس فقط تفضيل خاتم النبيين على الانبياء بل تفضيل اوصياءه الخزنة للعلم الملكوتي للقرآن بنص القرآن ان اوصياء النبي خزنة لملكوت علم النبي في ايات عديدة مقتضى ذلك ان اهله يفوقون كل بقية الانبياء

فالتفضيل الموجود في القرآن الكريم للنبي والنبي على سائر الانبياء والاوصياء ليس بلسان واحد او لسانين او اربعة او او او فاذا كان ال سيد الانبياء يعاظمهم القرآن على بقية الانبياء هل هي كفريضة الصلاة والصيام ؟ ابدا لان النبوة في الانبياء مقدمة على كل فرائض الدين واذا كان ال النبي يفضلهم ويفاضلهم ويعاظمهم القرآن على الانبياء اولي العزم الاربعة البقية فضلا عن بقية الانبياء فكيف اذن مقامهم في الولاية ؟

فاذا لسان المفاضلة في نظام المعرفة في القرآن له السن متعددة ومن اكبر الاخطاء ان يبحث المفسر او الباحث في العلوم الدينية يبحث عن موضوع ومحور معين بلفظ واحد او بلفظين هذا اكبر عجز في الاستنباط العلمي بل لابد ان يبحث بتعدد الفاظ متحدة المعنى وان لم يكن ترادفا لغويا ولكن ترادف عقلي ومر بنا الفرق بين الترادف العقلي والترادف اللغوي

البعض ربما لا يعنى ولا يجهد نفسه في تتبع المبحث الواحد من الفاظ مترادفة لغويا فضلا عن ان يوسع دائرة البحث في الترادف العقلي ولذلك علماء العلوم الدينية بين الفريقين قالوا التواتر المعنوي والاستفاضة المعنوية يفترق عن التواتر والاستفاضة اللفظية لا تجمد على اللفظ تجمد عن المعنى ، المعنى ايضا له طبقات المعنى السطحي المعنى الورائي وهلم جرة فاذن هناك طبقات من المعاني فالمبحث يجب ان يلتفت اليه الانسان

كثير ممن لا يهتدي الى الامور الحقة في الاعتقادات او حتى في الفروع بسبب انه جمودي على اللفظ الواحد فلا يهتدي الى الطريق في المعنى ، المعنى افق واسع اوسع من اللفظ نعم بموازين وبضوابط وليس بهلوسة ولا استحسان واستذواق ولكنه باب واسع

اذن هذا بحث التفضيل ذكره القرآن التفضيل بين من شهد القرآن لهم بالعصمة والطهارة سواء انبياء او اوصياء هذا التفضيل مذكور كثير

القرآن الكريم مثلا يبين ان لمريم مع انها ليست بنبي ولا امام ولا رسول لكن مريم تحفة ملكويتية اعطاها الله اياها ولم يعطها النبي زكريا ، لمريم ارتباط بالملكوت وبجبرائيل لم يطلع عليه النبي زكريا وهذه ظواهر قرآنية يجب التدبر فيها اي نوع من المفاضلة لمريم و ولاية في التشريع ، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين يعني يمكن ان تقلد المرأة في الجماعة بجماعة الرجال مع ان هذا لم يكن مشرعا في بني اسرائيل و لم يأت به زكريا وحسب السياق لعله لم يأت به النبي موسى مع انه مريم هي عبرة لمن هو اعظم من مريم يعني مثلا ضربه الله لفاطمة

فلاحظ اذن البحوث وحقائق المعارف في القرآن ليست بالجمود انما بالموازين اذن بحث التفضيل مهم تلك الرسل فضلنا يؤكد القرآن الكريم على اصل معرفة الانبياء والرسل والاوصياء والحجج المصطفين المعصومين ولكنه ايضا يؤكد على معرفة المفاضلة بينهم لئلا تقدم المفضول منهم على الفاضل

اذن نظام الدين والوحي ليس فقط ان كل الانبياء حجج هذا صح لكن يجب ان نقف على هذه المعرفة ونؤمن بها وانظر الى قوله من كلم الله يعني حتى الانبياء بينهم في المواهب اللدنية الاصطفائية تفاوت ولكن هذه الهدايا والمواهب اللدنية التي تفرقت في الانبياء جمعت لخاتم النبين ولاله بتوسط علم القرآن وامور اخرى ذكرت في القرآن تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه كذا كذا

ومع ذلك يقول القرآن الكريم علاوة على التفضيل ورفع بعضهم درجات يعني بعضهم ارفع من بعض كالاصطفاء في درجات

اذا التفضيل والمفاضلة بين من عصمهم الله ومن اصطفاهم الله هذا مبدأ قرآني اعتقادي اصيل يجب الايمان به والوقوف على ادلته ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات يعني هناك دلائل اعجازية متعددة لعيسى ابن مريم مثل تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيكون طيرا وابرأ الاكمه والابرص باذني

فجملة من هذه البينات معاجز على نبوة النبي عيسى هذا ايضا اختص به النبي عيسى عليه السلام وايدناه بروح القدس هذا ايضا امتياز اذن هذه منظومة الاصطفاء هناك درجات وهناك ايدناهم بروح القدس وجعلني مباركا اينما كنت يعني حبى الله النبي عيسى على نبينا واله عليه وعليه السلام بمواهب لدنية مختصة لكن مختصة في قبال بقية الانبياء اما في قبال خاتم الانبياء جمعت فيه كل مواهب الله عز وجل وهذه رؤية قرآنية اصيلة في خاتم الانبياء جمعت فيه كل المواهب اللدنية التي وهبها الله لانبيائه متفرقة وبدرجة

وكذلك في هنا تعبير القرآن الكريم وايدناه بروح القدس ليس في التعبير واعطيناه روح القدس وانما ايدناه ما الفرق بين التأييد والاعطاء? سبق مر بنا ورفع بعضهم درجات الدرجات الاصطفائية ، درجات الجنة ايضا اصطفائية ولكن التفاوت بين درجات الانبياء الاصطفائية تبرز حتى في دار الدنيا

منهم من كلم الله تكليم الله فعل من افعال الله التي يوجدها الله عز وجل ويحبيه بها موهبة بعض انبيائه كالنبي عيسى وهناك ايضا مفاضلة في القرآن وفي بيانات العترة على تكليم الله لخاتم النبيين اعظم مما كلم به النبي موسى هذه المفاضلة بان كان تكليم الله لخاتم النبيين في المعراج تحت العرش ذاك موطن اعظم من التكليم واقدس من تكليم في دار الاخرة وان كان المعراج وقع لسيد الانبياء في حياته في دار الدنيا

المقصود لاحظ هنا وايدناه بروح القدس بينما في النبيين ولقد اوحينا اليك روحا من امرنا واوحينا اليك يعني هذا الوحي يدخل في ذات النبي يعني وصفه القرآن ان هو الا وحي يوحى يعني جوهر النبي وحي فلما يقول اوحينا اليك روحا من امرنا يعني غرز هذا الروح الامري في سيد الانبياء كاحد قواه الروحية هذا الروح الامري في كتاب الامامة الالهية الجزء الثاني والثالث استعرضنا طوائف من الايات والروايات حول ذلك انه الله غرز في روح النبي وفي اوصيائه لاحظ هذه الاية الكريمة في سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب وما الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا

يعني يقصد من ذلك ان الاوصياء بقرينة سورة غافر وسورة النحل وسور اخرى التي تعرضت للروح الامري يلقي الروح يلقي مثلا يلقي مثل يوحي احد معاني الوحي الغاز وكذلك اوحينا اليك روحا في سورة غافر يلقي الروح على من يشاء من عباده

فاذا في سيد الانبياء في سور عديدة بين القرآن ان الروح الامرية غرزت في النبي والال جعلت قوة من قواهم الروحية الخادمة اصطلاح صحيح ان القوة النازلة في الانسان خادمة للقوى العالية والقوى النازلة جواهر وليست اعراض فهذه الجواهر يعني ارواح جوهرية خادمة لروح اعلى في الانسان بتعبير ملاصدرا في تصويرها داخت العقول

اجمالا هذا التأييد الذي ايد به عيسى بروح الامر بينما في سيد الانبياء واوصيائه زرع هذا الروح الامري فيهم بينما في النبي عيسى ايدناه شيء من ايدنا الروح الامري يؤيد به النبي روح القدس كتعبير وحياني في القرآن وفي موارد اخرى يستعمل بمعنى عام ويستعمل بمعنى خاص ويستعمل بمعنى اخص تارة يراد منه روح القدس جبرائيل على نبينا واله وعليه السلام وتارة يراد الروح الامري الذي من عالم الامر وهو اعظم خلقة بنص القرآن وبنص الاحاديث من جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل

فروح القدس تطلع على هذا الروح يعني القدس يعني مطهر ومقدس جبرئيل انه ايضا مقدس وتارة يطلق باطلاق ايا ما كان شبيه ما مر بنا ان الروح يطلق على الجسم اللطيف بلحاظ الجسم الغليظ وان كان هذا الجسم اللطيف بلحاظ ما هو فوقه الطف يكون جسما وليس روح يعني نفوذ تصرف الجسم اللطيف في الجسم الغليظ يعبر عنه روح ، روح الانسان روح الكائن الحي وهلم جرا

المهم ان الروح ايضا لها اطلاقات متعددة نسبية تارة بلحاظ ما دونها وتارة بلحاظ ما فوقها بلحاظ ما فوقها تصير جسم ما تصير روح بلحاظ ما دونها تصير روح يعني الجسم اللطيف كروح جسم الغليظ وان كان هذه الروح اللطيفة هي بالقياس الى ما هو اعلى منها والطف منها هذه الروح تكون جسم ايضا يعني هي جسم وروح بلحاظين

هذه الاستعمالات الوحيانية يجب ان يلتفت اليها الانسان لئلا يختلط عليها الامر فالروح القدس باطلاقات الروح الامري وهو الروح اصلا في نفسه عنوان له اطلاقات عديدة بتعبير ملاصدرا في كتابه الاسفار يقول النفس لها خمسة عشر استعمال في الوحي وفي كلمات البحوث العقلية