45/07/08
الموضوع: التفاضل بين المصطفين من اصول الدين الكبرى
كان الكلام في هذه الاية الكريمة من مجموعة باقة ملحمة طالوت وداوود وجالوت تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض وهذا التفضيل في ثلاث سور اربع اكثر انه من ضمن الاعتقادية القرآنية في الاعتقاد بالرسل والانبياء التفضيل يعني كما اصل الاعتقاد بهم عقيدة راسخة كذلك الحال في التفضيل فيما بينهم فهل هذا خاص بالقرآن الكريم? وببعثة سيد الانبياء?
كلا بدليل انه ما كان من الدين فهو موحد بين الانبياء ، كل الانبياء بعثوا بدين واحد انما حرف دين الانبياء اممهم من بعدهم والا دين النبي موسى هو الاسلام وليس اليهودية وبدل دين النبي موسى بعد موسى الى اليهودية كيف ان النبي موسى عندما ذهب الى ميقات ربه جملة من بني اسرائيل عبدوا العجل مع ادعائهم انهم ينتحلون دين النبي موسى لكن النبي هارون قال لما سأله النبي موسى قال خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل
المقصود انه عبدوا وثن لكن ظلوا ينتحلون النسبة للنبي موسى فهذه ظاهرة عجيبة في امم الانبياء ان ينتسبون جزافا الى نبي من الانبياء ومع انهم قد بدلوا دينهم الى اخر ينتحلون ويعتقدون به ويبجلونه ولكنه يغيرون دينه
من ثم هذه توصية سيد الانبياء انه من اسلم معه وكذا فلان فلان الا من بدل او احدث يعني بدل الدين الذي يبدل الدين بعد النبي لا يبقى على ملة النبي ينتحلها ينتسب اليها فهذه
نكتة مهمة اليهود ينتسبون للنبي موسى النصارى ينتسبون للنبي عيسى المجوس ينتسبون الى نبي لهم من انبياء الله لكن بدلوا دين الانبياء كل الانبياء بعثوا بدين الاسلام ولكن اممهم بدلوا ذلك الدين فلم يبقوا على دين ذلك النبي وانما ينتسبون ويلتصقون اليه جزافا انتحالا
فاذن هناك انتساب للنبي انتحالا تبديلا تغييرا وهناك بقاء ، الصابئة حتى ربما البوذيين ربما يكون بوذا نبي من الانبياء ولكن ما من قرية الا خلا فيها نذير ولكن امم تلك بتسول من الشياطين وابليس حرفوا الدين الموحد للانبياء ولا سيما اذا ضممنا هذه الظاهرة التي هي موجودة في اليهود والنصارى ضممناها الى ان هذه الظواهر تقع في هذه الامة والعياذ بالله لتركبن طبقا عن طبق ولو دخلوا جحر ضب لاتبعتموه انما هي سنن تتكرر
من ثم اصول الايمان هي الدين الواقعي وليس الاصول الظاهرية هذا الدين الظاهري شيء والدين الواقعي هو الايمان واصول الايمان
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا دينهم تبديلا نعم فاذن الدين موحد الذي به جميع الانبياء الشرائع مختلفة لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا اصل وجوب الصلاة ليس من الشرائع وكذا الزكاة وكذا الحج وكذا الصيام وكذا الجهاد ولذلك يعبرون عنه باركان الفروع
وجوب الصلاة ليس من الفروع وانما من الاصول الاعتقادية في الدين فلا نخلط بين اركان الفروع مع الفروع تقول اعمدة البناية اعمدة هي اعمدة لبقية اجزاء المبنى لا انها ليست اعمدة وجزء عادي كلا ، فاركان الفروع مثلا يقولون عشرة او كذا اركان وليست فروع مثلا تقول اصول الفروع ولكن هي اصول وليست فروع، فلابد ان لا نخلط بين اركان الفروع والفروع
اداء الصلاة من الفروع ولكن بخلاف وجوب الصلاة من الاصول فوجوب الصلاة امر اعتقادي لا يكفي فيه عمل البدني لابد من الالتزام القلبي لان العقائد عمدة امتثالها بالتسليم واذعان القلب ففرق بين وجوب الصلاة واداء الصلاة هل تريد ان تمثل الولاية بالصلاة ؟ نعم اي بعد في الصلاة ؟ وجوب الصلاة اعتقادية الولاية ايضا اعتقادية فهذه نكتة يجب ان لا نغفل عليها
لذلك لم يبعث نبي بدون وجوب الصلاة انما اختلفوا في تفاصيل الصلاة هي من الشريعة ام لا ؟ اربع ركعات ركعتين ثلاثة هيئة ركوع وكيفية هذا بحث اخر تفاصيل الصلاة من الشريعة وليست من الدين وكذلك تفاصيل الزكاة والحج
ومن ثم يقول الامام الصادق اصول المحرمات حرمة شرب الخمر كل الانبياء بحثوا بحرمة شرب الخمر وحرمة الفجور وهذا من اصول الدين ومن الدين وليست من الفروع والدين ، الدين حسب بيانات الوحي لا يختص بالجن والانس الملائكة الحور الولدان المخلدون مخلوقات اخرى لا نعرفها كلها مخاطبة بالدين ان كل آتى الرحمن عبدا فالدين ليس مخصوص بالجن والانس ، وله اسلم من في السماوات والارض والجنة اسلمت ومن في الجنة وجهنم واسلمت
فالدين ليس مخصوص بالانس والجن كما بعث سيد الانبياء بالدين للجن والانس بعث سيد الانبياء بالدين لجبرائيل
يقول جعفر الصادق بان الدين لم يكن لجبرائيل وساطة وحي فيها فالشريعة وان كان له وساطة هذا يقوله الامام في بحث تشريع الاذان في كتاب الكافي او غيره ان الدين ليس من صلاحية جبرائيل في الوساطة الدين اوحي للنبي بوسائط اعظم اعظم اعظم وكما يبين ايضا حتى في رواية عن سيد الشهداء ان الدين ليس من مستوى صلاحية وساطة جبرائيل في الوحي فكيف يتخيل العرفاء او الصوفية ان المكاشفات ترتبط بالدين مثلا يتلقاها هذا الصوفي او العارف الدين انما يؤخذ عن النبي وال النبي نعم جبريل عارف بالدين لكنه في وساطة الوحي
من ثم شيء عجيب عظيم اني تارك فيكم هل قال جبرائيل ميكائيل واسرافيل وعزرائيل وانما قال كتاب الله وعترتي اهل بيتي لم يقل تارك فيكم المكاشفات والرياضيات والعقول الكاسدة نعم العقل يدرك به خطاب الوحي ولكن الدين يؤخذ عن الكتاب والعترة
ومن ثم القيصري حتى في شرحه على فصوص ابن العربي ينقل هناك ان العرفاء والصوفية يذعنون بان الميزان القرآن وسنة المعصومين ليس الميزان شيء اخر لم يقل اني تارك فيكم اليقين نعم حارث ابن زيد الذي شهد الجنة والنار هل هذا يكفي في الدين ؟ كلا ، الدين يجب ان يؤخذ من الكتاب والعترة لا من شيء اخر
نعم جبريل امين الله على وحيه كله صحيح ولكن الوحي مراتب في وحي للدين وفي وحي للشريعة كل له اختصاصه ومن ثم عزرائيل لا يتدخل في صلاحيات جبرائيل ولاالعكس
وما منا الا له مقام معلوم ، صلاحيات وبنود وليست قضية انفلات فاذن كل الانبياء بعثوا في الدين والدين خطير ، تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض من الدين لا الشريعة اذن اليوم اكملت لكم دينكم او شريعتكم ؟ لم يقل شريعتكم لما قال الله من صلاحيات النبي ابراهيم ملة ابراهيم ما قال دين ابراهيم مع ان ابراهيم من اولي العزم كذا وكذا لكن الملة مساحة دون الدين كما يبين ائمة الدين ائمة العرش ملة شريعة دين حكمة طريقة حقيقة هناك الولاية لله الحق حكمة سنة عناوين عديدة
فبالتالي اسندت الملة للنبي ابراهيم لا الدين ومن ثم في الصلاة نقول على دين محمد وهدي علي او ملة ابراهيم وهدي ابراهيم فالمقصود هذه النكتة مهمة اذن النبي بعثته في الدين غير مختصة بالجن والانس النبي بعثته وبعثة الدين حتى لجبرائيل ما كشفه سيد الانبياء من باطن الدين لم يكن على علم به جبرائيل
من ثم في رواية المعراج يسأل جبرائيل عما اوحي اليه مما لم يرتق جبرائيل اليه لو اقتربت انملة لاحترقت فقال الامام الصادق انما اخبر النبي جبرائيل ببعض ما اوحي اليه المخبر سيد الانبياء والمخبر هو جبرائيل
فاذن هذا نظام الهي منظم وليس فلتان مع انه جبرائيل وسيط في الوحيد الالهي لكن في الوحي النازل لا الصاعد فالنبي بعث للملائكة وبعث للمخلوقات الاخرى يعلمهم دينهم الدين متين فاوغل فيه برفق ، مقدار ما اظهر من الدين على يد ادم نوح ابراهيم موسى وعيسى ليس بالمقدار الذي اوضحه سيد الانبياء والاعظم حسب القرآن الكريم وبيانات امير المؤمنين ان الذي انذر وبشر به النبي من الدين مستوى المرحلة الابتدائية اما المستوى النهائي سيبينه النبي في اواخر الرجعة ان هذا نذير من النذر الاولى يا ايها المدثر قم فانذر تلك النذارة الكبرى في الرجعة في اية يستفاد منها النذارة الصغرى والكبرى ما قام به سيد الانبياء الى الان نذارة وبشارة صغرى اما الكبرى يقوم به سيد الانبياء ويبشر بشيء عظيم اعظم مما قد بشر به من قبل وسينذر النبي عباد الله من الملائكة ومن الجن والانس سينذرهم بانذار اعظم مما قد انذرهم به
فاذن هي مرحلة تمهيدية المقصود يجب ان نميز بين بنود الوحي ودوائر الوحي دائرة الدين والشريعة ولولا بيانات الائمة اصل العلماء في غفلة ساهون فاذن يجب ان نميز في الخطاب القرآني بين ما هو دين وبين ما هو شريعة اذن الدين يخاطب به حتى جبرائيل ويخاطب به اسرافيل وميكائيل وعزرائيل والكروبيين
ومر ان الدين في الجنة لا يرفع ولا ينسخ الدين هو في الاخرة وفوق الجنة كله دين بل حتى في عالم الاسماء الدين مقرر شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة ، الملائكة لماذا تشهد? لانه دين واولى العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام فعالم الاسماء اعظم العوالم خلقة الشريعة منتهاها اواخر الرجعة الى بدء القيامة الشريعة بلغة عصرية يعني ابتدائية ، انتهاء الشريعة ليس في البرزخ ولا في الموت ولا الرجعة وانما هو يوم ينفخ في الصور فحينئذ ليس مرحلة ابتدائية مرحلة شديدة تبدأ معها واخطر من الشريعة يوم عظيم تبلى السرائر ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد تبدأ عوامل اخرى ليست عوالم لعب ولا سهو واما اذا نفخ في صور يوم القيامة فهي الطامة الكبيرة الموت طامة صغرى ما بعد الموت اتم فاطم
فاذن تلك الرسل فضلناه من الدين وليس من الشريعة كي يتوهم فمن ثم ولاية علي من الدين وليست من الشريعة ولاية ال البيت كذلك فبعث به جميع الانبياء بها بنص القرآن اذا ميزنا في المعارف القرآنية بين الدين والشريعة اما نخبط خبط كلا
اخذت ولايتنا من عالم الملائكة لانها دين نعم مكلفون بالدين وان لم يكونوا مكلفون بالشريعة الحور العين اخذت عليهم التوحيد الله ونبوة النبي وولاية اهل البيت فتلك الرسل فضلنا يعني هذا من الدين وليست من الشريعة واذا فضل القرآن آل النبي على بقية الانبياء هو من الدين لا من الشريعة ، نصوص قرآنية بفضل سيد الانبياء على غيره ايمانا حجة علما هديا يعني هذا من الدين لا من الشريعة وما معقول يبعث نبي بدون ولاية سيد الانبياء وال سيد الانبياء كم الخطب العظيم نقول ولاية اهل البيت ليست من اصول الدين اي اصول الدين ؟ هي فوق اصول الاصول.