الموضوع: التفاضل بين الأنبياء أساس اعتقادي في الدين الموحد

وصل بنا المقام في ملحمة طالوت وداوود وجالوت الى نهاية الايات في هذه المجموعة وفي هذه الباقة من سورة البقرة : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض

هذا البيان من القرآن الكريم ليس اخبار تاريخي ولا استعراض ادبي بل في مقام بيان حقائق تكوينية طابعها ديني في حين هي تكوينية لكن غيبية لها طوابع غيبية فالله عز وجل لم يبعث الرسل لتؤمن الامم واقوام الرسل بتلك الرسل فقط بل بعث الرسل والانبياء علاوة على ذلك ان يؤمن اممهم واقوامهم بالرسل والانبياء وبالتوحيد و زيادة على ذلك ان يؤمنوا بالتفاضل بين الرسل والانبياء فمن هو الاعلى رتبة في الانبياء? ومن هو اوسط? ومن هو الادنى? ومن هو وسط الوسط? ومن هو دون الوسط? ومن فوق الوسط

فالتفاضل بين الانبياء عقيدة قرآنية او وحيانية بعث بها جميع الرسل لا يكفي ان يؤمن المؤمن بالوحي ويقول لا نفرق بين احد من رسله في اصل الرسالة لا يكفي ان يؤمن المؤمن بالوحي ويقول لا نفرق بين احد من رسله في اصل الرسالة في اصل انهم مبتعثون من قبل الله هذا ضروري ولازم وعظيم ولكن هذا بمجرده لا يكفي في كل بعثات الانبياء بل يطالب الوحي في كل الكتب السماوية وكل البعثات النبوية من ادم الى الخاتم يطالب بالتفضيل والمفاضلة بين الرسل والانبياء يجب ان تعرف سيدهم ورئيسهم ومر بنا نفس المظمون لاحظوا كلمة فضلنا في القرآن كم ورد فيها? بحيث القرآن يؤكد سبع موارد منها سورة البقرة تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض

الامام الهادي العسكري في زيارة الغدير وهي زيارة جامعة عظيمة ولا تقرأ حصرا في يوم الغدير رأيت من العلماء من يقرأها يوميا لانه يتدبر فيها يوميا الامام الهادي احد ادواره انه رسخ سنة الزيارة لاهل البيت وفي الظروف الخطيرة ممن اقام شعيرة الزيارة في ظروف المخاطر والخطيرة ممن جذر وسن هذه الشعيرة واهميتها في ظروف الخطر والخوف بالنفس هو الامام الهادي لانه كان يحث على زيارة سيد الشهداء في زمن المتوكل وكان الاخير يقطع الايدي ويقتل ويبطش ويسجن

في كامل الزيارات لابن قولويه و باسانيد معتبرة كانت الدولة الاموية والعباسية تعاقب الزائرين لسيد الشهداء بالسجن او التنكيل باعضاء بدنهم وكانت هناك نقاط سيطرة مسلحة يعبر عنها في الروايات بمسالح الدولة لمنع الزوار ورغم ذلك الامام الباقر والصادق حثا باكيد الحث والامر فقهاء تلاميذهما لا عموم المؤمنين على الزيارة في المخاطر

كذلك فعل الامام الهادي اسوة بجده الباقر والصادق بل باشد ، وباسانيد معتبرو الامام الباقر والصادق يحث سبعة او ثمانية او اكثر من فقهاء تلاميذهما بل من زعماء فقهاء وزعماء تلاميذهما ممن لا يخاطر به يحثونهم على زيارة الحسين عند المخاطر

رحمة الله عليه الشيخ محمد حسين كاشف يقول يستفاد من هذه الرواية المستفيضة المتواترة ان رجحان وعظمة الزيارة في الخوف على النفس وليس شرعيتها وانما عظمتها وقال استفاد علماؤنا من هذه الروايات عظمة الحسين في ظروف الخوف على النفس

فالامام الهادي احد الادوار المهمة المغفول عنها هو تجذير وتشييد نظام الزيارة في الدين زيارة اهل البيت في ظروف الخوف الى درجة سبق ان نبهنا عليه الى درجة يدور الامر ليس بين النفس والزيارة هذا امر رخيص في النفس الى درجة الامام الهادي اذا دار الامر بين قبر الحسين و الزيارة ولا نتذرع بهدم قبر الحسين ان لا نزور ، والزيارة تظل هذه سنة الامام الهادي وهذه سيرة الامام الهادي انه يحث ويؤكد على زيارة الامام الحسين

بل دققوا وصلت الدرجة الى زيارة الحسين او نبش قبر الحسين ، نبش قبر المعصوم هذه موبقة وزلزال لبيضة الدين يقول الهادي وتولي المؤمنين للحسين بالزيارة اعظم فايماننا بالحسين اعظم من صيانة جسد الحسين الشريف هو سيد الشهداء استشهد وقطع اربا اربا لاجل ان الدين يحيى وهو نفسه دين ، فليس يكون ذلك ذريعة لان نقطع الايمان بسيد الشهداء في منطق الامام الهادي

وعلى اثر هذه السنة الصدوق وابن قولويه والمفيد والمرتضى وابن براج وجمهرة من تلاميذ المفيد وتلاميذ المرتضى من فقهاء المراجع ومن تلاميذ الشيخ الطوسي لم يردعوا الشيعة والمؤمنين في بغداد عن الاجهار بالشهادة الثالثة ولو استلزم ذلك نسف الدماء والاعراض واموالهم ونفوسهم لمدة قرنين كنت اظنها قرن ونصف اصبحت قرنين بدءا من سنة ثلاثمئة وخمسة وخمسين هجرية في بغداد الى ما بعد الخمسمائة طوال قرنين فقهاء الشيعة لم يردعوا المؤمنين عن الاجهار بالشهادة الثالثة في الاذان ولو استلزم ذلك زهوق ارواحهم واموالهم واعراضهم ودورهم اقرأوا كتب التاريخ كلها سجلت هذه الاحداث بل استلزم الحال في سنة اربعمائة وثلاثة واربعين هدم قبر الكاظم والجواد في ظل مرجعية الشيخ الطوسي بعد وفاة السيد المرتضى بل ونبش بعد ذلك قبرهما ولم يفت الشيخ الطوسي ولم يردع المؤمنين في بغداد عن الاجهار بالشهادة الثالثة فهل الشيخ الطوسي يرى الشهادة الثالثة في الاذان ليست جزءا مستحبا فهل الجزء المستحب ينبش به قبر الامام? وتهتك به الدماء والانفس حتى الجزء الواجب ، الجزء الواجب مقابل قبر المعصوم

لاحظ الشيخ الطوسي لو لم يكن مبناه وقبله السيد المرتضى وقبله الصدوق والمفيد لو لم يروا الشهادة الثالثة بيضة الدين لما استرخصوا دماء المؤمنين في بغداد واعراضهم ونفوسهم لاحظوا يعني طيلة قرنين جهاد وثبات على الشهادة الثالثة استلزمت ضريبة دماء واعراض بل اعظم من ذلك استلزمت هدم قبر الجوادين سنة اربع مئة وثلاثة واربعين ارجعوا لكل مصادر الفريقين هذه ملحمة في كبد التاريخ ما بال العلماء لم يردعوا ولم يمنعوا المؤمنين عن الاصرار والثبات على هذا اقتداء بما فعله الامام الهادي ان الشهادة الثالثة اصل الدين واساس الدين عندهم

فتاوى الشيخ الطوسي تقية في المبسوط والنهاية فتاوى الصدوق تقية وليست جدية ابدا اصلا حتى لو رأوا ان الوجوب عادي هذا لا يزاحم بحفظ قبر المعصوم وجسد المعصوم اذا نرجع الى كلام الامام الهادي عليه السلام اذن السياسة في امامة وتربية نهج الايمان ان الزيارة بيضة الدين ليست مستحبة او واجبة بل بيضة الدين الاجهار بالشهادة الثالثة عند علماء الغيبة الكبرى الطاقم الاول عندهم بيضة الدين لا تقل لي مشروع او مستحبة وجزء واجب عندهم بيضة الدين اساس الدين به تسفك وتسترسخ فيه الدماء والاعراض وكذا الشهادتين تفدى فيه النفوس بل حتى يخاطر بقبر المعصوم في مقابل الثبات على راية الايمان بين ان تبقى راية الايمان او يهدم قبر المعصوم بل نبش قبر المعصوم

فالامام الهادي له سنن عظيمة من ضمنها زيارات الامام الهادي عظيمة احداها زيارة الغدير ثانيها الجامعة ثالثها زيارة الناحية معروفة منسوبة للامام الثاني عشر صحيح انا ما اريد انفيها لكن كلمة الناحية في عرف علماء المتقدمين من الامامية في الرجال في التراجم في التاريخ اول من اطلق عليه الناحية المقدسة الامام الهادي ثم الحسن العسكري ثم صاحب العصر والزمان وصدور الزيارة الناحية تلائم انها صدرت من الامام الهادي ولا ينافي انها صدرت ايضا من صاحب العصر والزمان فهو صدوران ولا منافاة

فالامام الهادي اذن اسس زيارة عظيمة وشيد زيارات عظيمة وزيادة على ذلك في زيارة الغدير الامام الهادي ذكر قواعد عقائدية مهمة كثيرة جدا لعله مئتين قاعدة يجب ان تحصى جملة جملة من زيارة الغدير الامام الهادي قواعد دينية قواعد تفسيرية قواعد فقهية بالذات عقائدية وتفسيرية وبالذات عقائدية

ذكرت لكم كثير من الاكابر يقرأها يوميا للتزود من هذه العلوم الموجودة والقواعد الموجودة فيها كلام معصوم وليس كلام بشر مجتهد عادي هذا كلام المعصوم كما ان كثير من العلماء كان يحفظ خطبة الزهراء ويتزود منها يوميا خطبة فدك وكذلك خطب امير المؤمنين وهلم جرا

ففي زيارة الامام الهادي يبين الامام الهادي ان القرآن يصر على التفاضل بين الصحابة ومن لا يفاضل بين الصحابة ينكر القرآن فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما او درجة او القرآن الكريم يقول لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ولم يقرن احد علم علي والصحابة كلهم اجمعون بعلم علي من لا يدري كيف يجمع القرآن هذا عنده علم بالقرآن ؟ من يستعين في جمع القرآن بزيد وبعمرو بكر وفلان وبين من عنده علم القرآن والدين فهل يساوي احد عليا في علم القرآن ؟ حاشاه اقضاكم علي لا ابقاني الله لمسألة ليس فيها ابو الحسن ، هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون?

فمن الامور التي يؤكد عليها الامام الهادي في زيارة الاربعين ان القرآن يستنكر التسوية بين الصحابة ويجب ان تفاضل وتميز تقدم الفاضل على المفضول اذا تدينت بالمفضول على الفاضل قمت بالتدين بغير دين الله وبغير القرآن هذه من النكات التي يؤكد على بيانها والتنبيه عليها وتبيانها من القرآن الامام الهادي فهو مبدأ قرآني كيف بين الصحابة وكيف بين الانبياء المفاضلة هناك تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ما يعقل ان يبعث نبي من انبياء وليس في بنود وحيه التفضيل بين الانبياء

اذن دعاة الوحدة بين الاديان لا يمكن ان نقول هناك مساواة بين الاديان اعوذ بالله وننكر المفاضلة بين الانبياء من اي ملة او اي دين ادعوا ان نبيهم لم يفاضل بين الانبياء هذا خلاف ضروري الوحي ان هناك مفاضلة بين الانبياء اوليس موسى عليه السلام امر في اخر حياته بالتعلم من الخضر قال للخضر هل اتبعك على ان تعلمني? اليس هذه المفاضلة? مفاضلة مقيدة ليست مطلقة فقضية المفاضلة بين الانبياء

اذن لم يبعث الانبياء فقط بان يأمروا اممهم بان يؤمنوا بالله والمعاد والانبياء كلا وانما يأمروا بالمفاضلة ويؤمن بسيد الانبياء هذا ومعنى ليؤمنوا بسيد الانبياء السيد الذي بعث اليهم ويؤمنوا باوصياء سيد الانبياء علمهم اعلى واعظم واكبر من علم نبيهم الذي بعث اليهم بنص القرآن ، نص القرآن ان سيد الانبياء علم كتابه مهيمن يبلع علم كل الامم فاوصيائه الذين هم خزنة علمه اذا مرتبتهم تفوق نبيهم الذي بعث اليهم

اذن ولاية سيد الانبياء وولاية هال بيته بنص الوحي وبضرورة الوحي بعث بها ابراهيم وادم نوح موسى عيسى وتكذيب اممهم هذا المطلب لانبيائهم حاشا اولئك الانبياء ان يتكتموا على اسس للوحي من اسس الوحي فضلنا النبيين بعضهم على بعض معنى فضلنا لابد ان يتعرفوا على تفضيل سيد الانبياء

العجيب من بعض المذاهب وكثير منها تنكر سؤدة سيدالانبياء على الانبياء وهذا خلاف نص القرآن هو الذي انزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه او انزلنا اليك الكتاب مصدقا بالحق مصدقا لما بين يديه مهيمنا عليه هو كتابه يعني بدرجة علمه وهذا عجيب حتى تمرد على مقام النبي ومقامات الانبياء يقول سيد الانبياء كيف ما تعترفون بانه سيد الانبياء بنص القرآن? اوليس القرآن يقول اليوم نبعث من كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ؟ هذا على استعلاء تنكرون هذه الايات في القرآن الكريم عشرات الايات مئات الملفات التي تبين سؤدة سيد الانبياء على كل الانبياء فكيف نتنكر لذلك والقرآن يقول تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض هذا اساس في الاعتقاد

لا نقل وحدة الاديان يعني الانبياء متساوون لا نفرق بينهم في كونهم انبياء لا في مقاماتهم فلا نفرق بانهم انبياء لا انه لا نفرق بين مقاماتهم يجب ان نحكم شريعة سيد الانبياء على شرائعهم وبالقرآن على كتبهم

لذلك سيد الانبياء يعتبر جملة من الصحابة الذين ان الذين ارادوا ان يساووا بين التوراة والقرآن قال لهم امتهوكون انتم يعني في حيرة وضلالة وزيغ انظر التساوي بين القرآن والتوراة يراه زيغ مع انه كتاب سماوي

اذن التفاضل بين الحجج اساس العقيدة بين الكتب السماوية اساس في العقيدة وفي الوحي لا انه فقط اصل النبوة او اصل الامامة يجب ايضا ان نؤمن بتفاضل طبقات الحجج والا من لم يتفطن ويبصر تفاضل الحجج يكون في عمايا ضلال بنص النبي متهوكون انتم يعني في حيرة

اذن الايمان بطبقات ومراتب الحجج الاصطفائية ضرورة في الانبياء والرسل والائمة والائمة والكتب السماوية شبيه كلام علماء الاصول من لا يميز بين الدليل الاجتهادي ودليل الاصل العملي فيخربط ويخبط فكيف بالعقائد?

نعم فهذا مبدأ قرآني تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض معادلة عقلية وحيانية ضرورية

فنعم ندعوا لوحدة الانبياء لكن لا تقل عيسى يساوي سيد الانبياء ابدا لا تقل موسى ابراهيم نوح ادم اعظم بهم واعظم لكن لا درجة سيد الانبياء ولا درجة اوصيائه لان اوصياؤه قد خزنوا علمه ومن يكون اعلم فهو افضل هل يستوي الذين يعلمون? علم سيد الانبياء والذين لا يعلمون كل علم سيد الانبياء والقرآن يأمرنا بالتفاضل هذي لا تجري فقط في الصحابة تجري في بين اهل البيت وبقية الانبياء هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.