45/06/26
الموضوع: السعي المستمر في العوالم و شؤون التكامل
وصلنا الى اية مئتين وثلاثة وخمسين في مجموعة باقة طالوت وداوود وهي في امامة طالوت وامامة داوود
وفي هذه ايات قواعد مهمة في باب الامامة وباب الاصطفاء
ومن تلك المباحث والجهات ان التسابق والتنافس والسعي موجود بين الانبياء
لاذكر قاعدة مهمة يعني لم نذكرها بقالب فيما سبق وهي مأخوذة من بيانات اهل البيت عليهم السلام وان كنت نقلت تطبيقات تلك القاعدة ولكن لم اذكر تلك القاعدة المستفادة من بيانات ال البيت عليهم السلام
هذه القاعدة لها دلائل وبراهين كثيرة هذه القاعدة شؤون الانبياء في دار الدنيا هي شؤون اهل الجنة في الجنان طبعا هذه القاعدة هي متنزلة من قاعدة اخرى كبروية ندعها الى وقت اخر
ما معنى هذه القاعدة? اهل الجنان لا يدخلهم الله المؤمنين والمستضعفين بعد ان يتكاملوا لا يدخلهم الله في الجنة الا بعد ان يطهرهم تطهيرا يعني ما تكون معهم ذنوب وسقاهم ربهم شرابهم طهورا ونزعنا ما في قلوبهم من غل كما في الحور العين هل يرتكب الذنوب? كلا المؤمن اذا دخل الجنة ما يدخل الجنة الا ان يبلغ هذا المبلغ او المسلم او المستضعف ان يصير يؤمن
هناك مؤمن الاخر وهناك مؤمن في دار الدنيا فنزعنا ما في قلوبهم من غل اخوان على سرر متقابلين فغاية الكمال الذي يبلغه المؤمن او المسلم اذا امتحنوا في الاخرة وبلغوا درجة المؤمنين كما الان هناك من المسلمين في دار الدنيا الاولى لم يبلغوا مبالغ المؤمنين هناك من المؤمنين من بلغ درجة الايمان وهو في دار الدنيا الاولى كما ان هناك من المؤمنين من لم يبلغ درجة المتقين في الدنيا الاولى سيبلغها في الرجعة وفي البرزخ كما ان درجة من المتقين لم يبلغوا مبلغ المخلصين او الصديقين او الشهداء الشهداء بالمعنى الوحياني الشاهد على الاعمال
المهم هذه درجات المؤمنين من يبلغها ؟ قالوا للامام الرضا نحن شيعتك قال لا تقولوا شيعتنا قولوا محبين ولا تقولوا شيعة الشيعة مقام عظيم الشيعة بالمعنى الاخص مقام كبير عظيم حتى بين الامام الرضا ان الحسن الحسين شيعة لعلي ولكن تشيع الحسن والحسين لعلي اين من تشيع سلمان? لا قياس كما ان تشيع الدائرة الاصطفائية الاولى لعلي يختلف عن الدائرة الاصطفائية الثانية وتشيع علي ع لرسول الله يختلف عن تشيع غيره لرسول الله ، اطوع الناس على الاطلاق لرسول الله هو امير المؤمنين وحتى اطوع من الانبياء
لذلك لاحظ في زيارة امير المؤمنين اعظم صفة تذكر بها ما هي ؟ التبعية والانقياد والفداء والتضحية لرسول الله، لم يخالف نهجه ولا وتيرته ولا طريقته ولا سنته ولا حكمه ولا قوله ولا ولا ، اعظم كمال في امير المؤمنين هو هذا درجة عظيمة تشيع امير المؤمنين لرسول الله يختلف عن تشيع غيره يحذو حذو الرسول الامام الصادق يقول نحن اهل البيت لم نستطيع ان نتقيد كما تقيد علي برسول الله يعني الدرجة التي وصل اليها علي ابن ابي طالب شيء اخر والى الان والى يوم القيامة والى الجنان فما الذي تكلم عنه الوحي عن شئون الانبياء هنا? لم يرتكبوا معصية ولم يصدر منهم ترك اولى واذا صدر منهم ترك اولى فكذا كذا هذه الحالات الموجودة لشؤون الانبياء بالدقة هي حالات اهل الجنان
هذه القاعدة تؤكد هذا المطلب ان السعي حتى في الجنان موجود لكن صعب
مر بنا امس تكامل القلب ها هنا دار الدنيا ها هنا تسكب العبرات ها هنا اسهل عالم للتكامل في بيان حديث قدسي وحديث عن امير المؤمنين ان تكامل المؤمن هنا في دار الدنيا الاولى سرعة تكامل المؤمن هنا اعظم من تكامل المؤمن في الجنة واعظم عالم عبد الله فيه هي دار الدنيا وليس الجنان حديث قدسي موجود ان جلوس المؤمن في دار الدنيا الاولى في المسجد احب الى الله من جلوسه بالجنة يعني المؤمن الذي في دار الدنيا اقرب الى الله من المؤمن الذي في الجنان وهذا شيء عجيب عالم الوحي النظام في الوهلة الاولى كانه غامض معقد ونظام خطير قرب المؤمن في دار الدنيا دار القاذورات دار الشرور كيف باشد من قربه في الجنان ؟
هنا الامتحان كثير والجزاء اعظم من السعي في الجنان وفي حديث نظيره لامير المؤمنين ان جلوسي في المسجد في دار الدنيا احب الي من جلوسي في الجنان وهذه سر برزخي ذكره امير المؤمنين اذا تتفطنون عليه جلوسي في المسجد في دار الدنيا احب الي من جلوسي في الجنان هنا رضا ربي هناك رضاي
اذن القرب الى الله وانت في دار الدنيا سرعة القرب وسرعة الجزاء اعظم منها يعني معارف عجيبة غريبة بالنسبة لنا السعي موجود ولكن السعي هنا اعظم واثمر فهنا يستطيع الانسان ان يكون اقرب الى الله من الجنة معناه التوجه هاهنا في الصلاة كم هو عظيم
فالتعبير في القرآن والروايات والذاكرين والذاكرات قال ان تذكر الله حين المعصية قال ما هو الذكر مثلا? قال ان تذكر الله حين المعصية او تحجم عن المعصية يعني دواما تعيش القرب ، هذا جزاء هو كمال وهو درجته اعظم عند الله من الكون في الجنة مع انه الجنة دار نور الله ودار قرب الله ودار المتقين حسنت مرتفقا كل هذه الايات المادحة للجنة ضعها في جانب وطاعة الله في دار في دار الدنيا جانب اعلى
اذن لن نستغرب ان جبرائيل وهو في السماء السابعة يستأذن ويطلب ويلح على الله ان يكون تحت الكساء مع اصحاب الكساء لان ارتباطهم بما فوق العرش وهم في دار الدنيا اعظم من ارتباط جبرائيل في السماء السابعة مع ما فوق العرش سبحان الله يعني طرق الوصول الى الملكوت الاعلى والاعلى ليس بالضرورة ان يمر عبر الجنان والقيامة والبرزخ في طريق انت في دار الدنيا يمكن ان تبلغ مبالغ او سعي كبير
ويقولون من عظمة سيد الانبياء ان شريعته ومنهاجه وطريقه اقصر واسرع واعظم الطرق من دون كمالات ما فوق العرش من بقية الانبياء بل بقية الانبياء اذا ارادوا ان يتكاملوا لا بد الان حتى في البرزخ ومنذ بعثة النبي وهم في البرزخ يتقيدوا بسيد الانبياء ومنهاجه وطريقته لكي يسرعوا في التكامل ويبلغوا ويتكاملوا مبالغ اعلى فاعلى في التكامل
وما قيل من ان البرزخ ليس فيه شريعة في كتب المتكلمين او الفقهاء هذا لا صحة له بل في بيانات اهل البيت الشريعة مستمرة حتى في البرزخ يعني البرزخ في الارض كما يقول الامام الصادق فالشريعة مستمرة في البرزخ وفي الرجعة ونبه الشيخ المفيد على استمرار اللشريعة في الرجعة والسيد مرتضى والطوسي الى يوم القيامة اما الدين وهو اعظم من الشريعة بالدرجة وبالمستوى الذي بعث به النبي وان كان الدين موحد بين الانبياء ولكن بالدرجة الذي بعث به سيد الانبياء فهذا شمولي عمومي لكل العوالم ليس هناك عالم من العوالم ليس به دين كلها فيها دين ويتدين به كل المخلوقات حتى الملائكة وانما الشريعة مخصوصة بالجن والانس فقط اما الدين عام للكل
ومن ثم القرآن للكل قسم الدين فيه فالشاهد ان السعي والامتحان مستمر لكن اعظم فرصة للسعي لنتائج الوحي هو في دار الدنيا وهذا يحمل في طياته اسرار عجيبة عن البرزخ حتى في اهل البيت ان المؤمنين والمحبين والشيعة الذين لم يبلغوا مرتبة الابدال والاوتاد وكذا سيبلغون هذه في الرجعة
فعندنا طريق تكامل والذي بلغ هذا الحد هنا في الرجعة يتكامل اسرع واكثر فاكثر يعني هنا تطوي المراحل في البرزخ وفي الرجعة ستطوي ما هو اكثر واكبر واكبر هنا تتخلف وتتقاعد وتتقاعس سيكون وصولنا لتلك المقامات في البرزخ او في الرجعة اصعب واصعب واشد واشد لا محيص من يوم خط بالقلم ،
اذا يستطيع الانسان هنا ان يصنع نفسه كذا كذا فنعمة غنيمة اصحاب اليقين واليقين غير التقوى وغير الاخلاص وان كان الاخلاص هي درجات وبالتالي علامة اليقين في علامة قلبية ملكوتية ذكرها القرآن يعني هل ايمانه بلغت درجة يقين او درجة غير اليقين? يعني درجة اليقين يذكره الله كضابطة قلبية ما تقبل الغلط كلا لو تعلمون علم اليقين بالغيب الملكوت لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ، كلا لو تعلمون علم اليقين بما فوق جهنم لترون العرش لكن جهنم نموذج مصغر بالملكوت ودواليك تطبق على الملكوت ودرجاته بحسب درجة اليقين
ولو عندكم علم اليقين بالبرزخ لترون البرزخ والجحيم من بعد ، كلا لو تعلمون عمل البرزخ علم اليقين ستشاهدون البرزخ عين اليقين كلا لو تعلمون البرزخ تؤمنون بالبرزخ حق اليقين لتتواجدون في البرزخ وتتصرفون في البرزخ حق اليقين كل ملكوت هكذا معادلة قلبية تكاملية وجهنم نموذجا ليس حصرا يعني هناك تلازم بين بلوغ الانسان ايمانه باي شيء في الغيب
وللعلم ليس من الضروري ايمان الانسان يكون على درجة واحدة ففي بعض عنده يقين وفي بعض عنده ظن ويقينه درجات ، فهذه ضابطة وحيانية عظيمة شبيه يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين هذه علامة قلبية عندكم ما موجودة يستأنس بالبرزخ ولا يأنسون به ولا يتمنونه، ولا يتمنونه ابدا بما قدمت ايديهم فهنا يبين القرآن الكريم ان سبب الوحشة عندهم من الغيب هي الذنوب يعني معادلات قلبية روحية
من اراد الاخرة وسعى لها سعيها فيعني هو يحب الاخرة ما الفرق بين احب وشاء واستقوى وسارع ؟ درجة الارادة ليس بامانيكم لا تطلبوا الجنة بالاماني وانما السعي لا يبلغ الكمال بالتمني بل يجب ان تبلغ الارادة الى درجة التأثير في العمل المستمر
ما الفرق بين السعي والمضي? لماذا سمي المسعى مسعى? السعي سرعة فيه قال سارعوا الى مغفرة السعي فيه سرعة يعني لا يكفي العمل وعلاوة عليه السرعة لذلك يستحب في المسعى مقطع منه ان تهرول بينما الطواف يكره فيه السعي يعني هرولة انما امر به رسول الله بظرف خاص
ولذلك في قراءة ال البيت اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا لان الحركة السريعة للمسجد مكروهة لان كل خطوة بطيئة تكتب لك ثوابه وترويض لدخول المسجد هذه القراءة يخطئها اهل البيت فاسعوا الى ذكر الله ، هذه حركة بدنية اما السرعة والمسارعة الى مغفرة ليست حركة بدنية تدبير بلا تلكؤ ولا تمجمج بلا تباطؤ وبلا تكاسل وجد ومثابرة هذا المراد والا في الجانب البدني مستحب الرفق لا العنف
حديث نبوي ان المنبت لا طريق قطع ولا ظهر ابقى ان الدين متين فاوغل فيه برفق وصية النبي لعلي ع الرفق غير مراد السرعة في التدبير في الارادة بلا تلكؤ وبلا تمجمج لذلك الذين ارتابوا بالتالي توقفوا قال الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وارتبتم اذا ترتاب تقف