45/05/21
الموضوع: انواع الاصطفاء الالهي وقانون المجازات
وصل بنا المقام في في اية ملحمة داوود وجالوت فهزموهم باذن الله وقتل داوود جالوت واتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء فليس اتاه الامامة وانما علمه مما يشاء وهذا امر اخر وحياني لدني كل هذه الفيوضات مجازاة اصطفائية من الله على الفداء والبسالة والهمة العظيمة التي كانت للنبي داود بعث نبيا
طبعا عقيدة الامامية ان الانبياء مصطفون منذ ولادتهم اما نبوتهم هذا بحث اخر لا اظن اتفاق بين علماء الامامية على ذلك نعم سيد الانبياء في كل العوالم كنت نبيا وادم بين الماء والطين وطوائف متواترة عديدة من الايات والروايات دالة وحيانية على ان نبوة سيد الانبياء مستمرة اما بقية الانبياء لا سيما اولي العزم منذ ولادته مصطفون وظاهر جملة من الايات والروايات بل في الايات ان موسى من اولي العزم بعث نبيا بعد ذلك رسولا اماما كذا بعد ان فتنه الله فتونا لا يخاف لدي المرسلون وما شابه ذلك نعم اصطفاء الانبياء لدنيا منذ ولادتهم بل وهم في ارحام الامهات هذا صحيح فاصطفاؤهم شيء ووصولهم الى درجة الانباء والنبوة والرسالة والامامة شيء اخر
شبيه الامامة لم تكن لابراهيم ثم جعله الله اماما بعد قدم امتحانات واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما والايات الكثيرة الغفيرة دالة على ان المقامات الاصطفائية لا يعطيها الله للمصطفين مجانا او اجبارا او الجاء بل شرطت عليهم الزهد فعلمت منهم الوفاء به في حين ان الاصطفاء ليس اكتسابيا ولا كسبيا بالمعنى المصطلح لكنه اختياري بالمعنى الاعم يعني يمتحن الله انبياءه و اوصياءه فيحبيهم فيعطيهم المقامات الاصطفائية كما هو نص في قوله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتهمهن قال اني جاعلك للناس اماما
فالاصطفاء رغم انه يفعله الله وليس فعل البشر لكنه لا يؤتيه الله في بشر من البشر الا بعد ان يمتحنه سواء امتحانات سابقة او راهنة او يعلم بنجاحه في امتحانات لاحقة فهي ثلاث صور اما الامتحانات في العوالم السابقة او الامتحانات الراهنة وينجح فيها او امتحانات علمت منهم الوفاء به فقربتهم يعني اعطيتهم الاصطفاء وبنود ملفات الاصطفاء والامامة في امتحانات الله متنوعة كثيرة شبيه السيرة العقلائية الموجودة الان انهم ينتقون الاذكياء او المجدين من بداية السنة في مدارس متميزة لماذا? لانهم يعلمون بان نتائج هؤلاء في الامتحانات ناجحة مثابرة مترقية صاعدة بخلاف من يعلمون انه كسول ملول فتور يجعلون لهم مدارس اخرى يعني ما يستاهل ان تفرط او تعد له امكانيات هو سوف يبددها او يسرف فيها
فهذا نوع من المجازات العقل والعقلاء يحكم بها قبل وقوعها للعلم بنتائجها فاذم امتحانات الله ومجازاته ليس على وتيرة واحدة ونمط واحد ونوع واحد مجازات قبل العمل وهذا احد تفسير قتل الخضر للغلام اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ، طبعا هذا لا يسترخص في الشريعة انما هو محكوم بقوانين عالم القضاء والقدر الالهي ويسمى بعلم الولاية شبيه ان الله يغتنم عمر اجل انسان قبل ان يرتكب لعلم الله به وهذا رحمة من الله لانه اذا ارتكب شيء يجعل ذلك الشخص بسوء العقبة في الدار الابدية اذن هذا النوع من التخفيف عن وقوعه في المهالك فهو رحمة وليس نقمة هذا بحسب قوانين عالم القضاء والقدر التي نحن لا نطلع عليها وليس بحسب قوانين عالم التشريع وهذا مبحث مهم من التفرقة بين عالم القضاء والقدر وعالم التشريع مع ان التشريع متطابق مع التكوين مع ذلك في اختلاف بهذا المعنى
فالحاصل ان النبوة او الامامة او الرسالة او الخلة او اي مقام يحصل عليه المصطفين هذه المقامات لا تعطى لهم مجانا وانما سنة الله
في حديث رواه الشيخ الطوسي في الامالي والحديث مسند يسأل اليهودي امير المؤمنين بما اعطاك الله فقال اشترط الله علي ست امتحانات شديدة مزلزلة فاعطاني امرة وفي هذا الحديث يبين مثلا امتحن من بداية حياته كيف هي وبقي عليه في اواخر عمره امتحان? والحال ان المجازات من الله سبقت الامتحان وهذا ليس مقام وسام لفظي امير المؤمنين وانما يمير امير المؤمنين بالكمالات ان يربيهم ويأخذ بيدهم الى الكمالات ويرتبط بهم روحيا تربويا فاعطي هذا المقام قبل ان يقدم الامتحانات لعلم الله به ولما يعطى هذا المقامات لا ان الله عز وجل يرفع اليد عن الامتحانات يظل يمتحن ذلك الصفي
فالنظام عظيم من التدبير الالهي هنا كذلك لاحظ فقتل داوود جالوت اتاه الله فهزموهم وقتلة داوود واتاه الله الملك والحكمة وعلمه كما في النبي يوسف اتاه الله الامام والحكم والولاية انه كان من المحسنين او كذلك نجزي المحسنين هذي مجازاة المحسنين بدرجة الجزاء الاصطفائي لذلك يقول احد الكبار المحققين امتحانات الله التي امتحن الله بها سيد الانبياء لو يجعلها على عاتق النبي ابراهيم لصعق موتا او لو علم سلمان بما في قلب ابي ذر لكفره ولو علم ابراهيم بما في قلب سيد الانبياء لكفر او لقتل بانباء النبي ابراهيم نوح موسى وابراهيم اللي عند الامتحان يختلف لا يتحمل الا سيد الانبياء من ثم خصص الله عز وجل سيد الانبياء واله خصصهم بولايات مستقبلية في الارض و لم يفوضها الله عز وجل ويبيحها الى ابراهيم ونوح موسى وعيسى فضلا عن بقية النبيين لان التحمل يختلف والتحمل في الحالة الاصطفائية من الله قطرة قطرة كيل كيل لا ان القضية عبط او جزاف قضية موازين ومعايير
وقتل داوود جالوت وهذه قضية صعبة لان الجيش كان في حالة فزع وخوف مع هذا الزلزال النبي داود كان رابط الجأش وهمة وعزم وعدم خوف وعدم ذعر
بالغت في النصيحة لا انه فقط لم ينكل ابو الفضل العباس ولم يهن بل اكثر من ذلك بالغت في النصيحة فهذه درجات من ثم خصصها الله عز وجل ابو الفضل العباس من بين الشهداء بان جعل له جناحين يطير بهما كعمه جعفر ليس عند الله مجاملات او جزاف وان ليس للانسان الا ما سعى ما اصابكم من حسنة فمن الله ومع ذلك ليس الانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ولا يخرج عن هذا باب الاصطفاء الالهي شيء محكم
ولذلك في الحقيقة الذين يصطفيهم الله اشد امتحانا من الذين لا يصطفيهم الله واقل امتحانا اذن ليس بالصدفة يقول سيد الانبياء ما اوذي نبي مثلما اوذيت لان سؤدد النبوة يعطى لها ليس مجانا فهل يعطى الله عز وجل ال بيت النبي انهم يرثوا كتاب النبي وعلم النبي? ولم يرث موسى ونوح وعيسى جزافا ؟ حاشاه
المحن يعني الامتحانات التي ابتلي بها علي ع لم يبتل بها الائمة الاحدى عشر حتى الامتحانات اللي امتحن بها الصديقة والامام الحسن ثم الحسين بحسب مراتب المعصومين الاربعة عشر والامتحانات
صاحب العصر والزمان الف سنة يمتحن باهوال الامتحانات لان المقام يتصدر فيه تسعة من ولد الحسين وهذا ليس سهل انت لاحظ في دعاء الندبة من المواساة لصاحب العصر والزمان لشدة المحن التي يمر بها فهو يصطفيه الله لكن لابد ان يمر بها يعني تصبر امير المؤمنين لقتل ابن ملجم له هذه محنة وامتحان يعلم بهذا الامتحان وكيف تقع وكذا مع ذلك يستقيم جلدا لتجري المقادير وغيرها
صبرت في السقيفة وفي العين قذى وفي الحلق شجى وعلى اعز من كذا يعني كأنما شخص بالع موس كما ذب المحنة وفي الحلق شجع ليست مبالغة الالام التي عاشها امير المؤمنين نتيجة انحراف الامة هكذا كانت والا الله عز وجل كيف يبسط له من العلوم الغيبية والقدرات التكوينية وكذا وان ليس للانسان في الدنيا في الاصطفاء والاصطفاء الا ما سعى وان سعيه سوف يرى
اتيناه علما وحكمنا وكذلك نجزي المحسنين
لما الله اعطى ابليس مقدرة ولم يعطنا ابليس رجيم ملعون لكن قبل ان يعصي صنع عبادات فجزي عليها وان كان هذه العبادات في علم الله منخور بالسرطان ولكن هذا الجسم الصوري لعبادة ابليس جوزي عليها ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فكيف اذا يعمل مجرة خير
بلعم بن باعورا لماذا اعطاه الله هذا الملكوت العظيم ثم سلبه منه لانه ما دام يعمل على الموازين يعطى واذا انحرف ينسلب من عدل الله ، الله عدل لا يجور بالمحسن فوق الاحسان فلا يخرج اذن باب الاصطفاء والامامة والنبوة والرسالة وبقية الانواع من الاصطفاء لا تخرج عن هذا الباب ابو الفضل العباس لم يعط ما اعطي وكذا علي الاكبر لم يعط ما اعطي والعترة في كربلاء والانصار لم يعطوا ما اعطوا مجانا كل اهل عصرهم في هذا الزلزال فشلوا الا هم ، فهو زلزال من الامتحان فبالتالي اذن مجازاة الله عز وجل حتى الاصطفائية خاضعة لقانون المجازات غاية الامر يفعل الله ذلك بافعال البشر