الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/05/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الانفعال الشديد والصبر والثبات والنصر

 

وصلنا في ملحمة داوود وجالوت وطالوت في سورة البقرة الى هذه الاية ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا وهو تسلسل منطقي الصبر يوجب الطمأنينة والثبات وبالتالي يوجب السكينة وحسن التدبير

احد صفات القائد المدير المدبر انه لا تزلزله العواصف ولا تقصفه القواصف انت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله العواصف من صفات امير المؤمنين عليه السلام بينما الصحابة ما ان يدلهم حدث جلل بالمسلمين او بدولة النبي الا تراهم هم اول الفارين حي على الفرار هذا يعطي لامير المؤمن قوة في الادارة والتدبير لا يتزلزل ولا يتجلجل ولا يوجل دائما المدير المدبر القائد الزعيم عندما لا يصيبه فزع في الازمات قدرة التفكير افضل عنده تصير وتدبير الامور نظم الامور خاصية في الانسان سواء هو رب الاسرة او انسان زعيم او حاكم سياسي عندما تنوبه الاحداث او الصدمات لا يتزلزل ولا يفزع ولا يضطرب وانما بالسكينة وقوة التفكير يصير سليم وشديد

اذن ثبت اقدامنا وليد الصبر قدم يعني ثابت على المنهج والبرنامج الذي عنده راسخ ، هذه القواصف او العواصف لا تزيله

احد ادلة امامة امير المؤمنين المذكورة في الزيارات وكل زيارة لامير المؤمنين بيان لبرهان من براهين امامة امير المؤمنين ومقتبس من القرآن وهي في الحقيقة بيانات وحيانية عقلية لكفاءة امير المؤمنين للامامة والوصاية كذا في زيارة الغدير دورة عظيمة بينها الامام الهادي في امامة امير المؤمنين تعداد كبير من الايات والاحاديث النبوية المتواترة بنسق واتساق علمي عظيم بينه الامام الهادي

احد المعادلات العلمية التي ذكرها الامام الهادي اللي هي كفاءة امير المؤمنين للامامة الالهية هكذا التعبير الوارد في الرواية ثم لحزمك المشهود او المشهور امرك في المواطن ولم يجعل عليك اميرا

الحزم يعني بالتالي نضج التدبير ففي مواطن امر النبي عليا على ابي بكر وعمر وعثمان وعمر بن العاص وعبدالرحمن بن عوف لكن لا تجد موردا قط امر فيهن النبي ابا بكر على علي او امر احدا من الصحابة على علي وهذا برهان بنفسه فاذن الامام الهادي يستدل ان السيرة النبوية في علي والصحابة ان يؤمر عليا على الصحابة بالدوام فهم رعية لعلي وما يجعلهم قادة على علي

حتى لما تصير مثلا اضطرابات اجتماعية امنية يبعث النبي عليا لادارة تلك الازمة خالد ابن الوليد بعثه النبي على سرية من السرايا في مكة وفتح مكة وسبب قتل قبيلة من القبائل صارت فتنة فلحلحلة هذه الازمة لم يبعث النبي ابا بكر وعمر انما بعث عليا وما فعله اصبح سننا في الاسلام

فبالتالي هذا برهان مهم يشير اليه قوله والسبب هو حزمك المشهور وبصيرتك في الامور امرك في المواطن ولم يجعل عليك اميرا اذن الصبر يولد فكرا وتدبيرا متقنا وقدرة في الانسان وفي فكره وروحه وعواطفه ولذلك من صفات امير المؤمنين هكذا كاظم الغيظ ايضا في زيارة الغدير للامام الهادي لما رأى ان الامة قد انحرفت عن وصية النبي وبرنامج النبي كان امير المؤمنين هائج الغضب كاظم الغيظ كيف يجمع بين هيجان الغضب وكظم الغيظ? واذا كظم الغيظ لماذا يهيج غظبه? ما الفائدة انه يهيج اغضب اكضمه اذا كان غضبي في محله لماذا اكظمه? هل يجتمع الغضب مع الحلم?

في امير المؤمنين اجتمعت الاضداد والكمالات وجمعت في صفاتك الاضداد من الكمالات هاي الغضب مع قمة الحلم هذا عمدة كمال المدير والزعيم القائد المدبر لم الغضب كي يستنكر الباطل والخطأ والخطيئة والانحراف اذا لم يكن الغضب بدرجة الباطل هنا يكون من الانسان نفسانية انحرافية خذلان للحق وهذي مسألة عصبية جدا ان الانسان يجب ان تكون درجة غضبه بقدر درجة الباطل

ولذلك في مصاب سيد الشهداء نحن دوما نعيش الخذلان لان عظمة المصاب ما تناسب درجة الجزع الموجودة لدينا ولمثلهم فليبك الباكون ويضج الضاجون ويعج العاجون ويصرخ الصارخون ومثلا كيف الانسان اذا خسر اعز ابناءه يضطر يهيج هذا هو الابن فكيف ما هو اعظم من الابن? واعظم من الاب مما يدل على ان انفعالنا غير مكافئ وغير مساوي لحجم فداحة المصاب

اذا كان امير المؤمنين يقول في نهب خلخال الذمية من قبل جيش معاوية ولو ان امرأ مات على هذا كمدا هل هنا شاعر امير المؤمنين ام متكلم بحقيقة? فكيف بك فقد اعظم الناس وهم المعصومين الاربعة عشر ؟

لذلك بالدقة نحن ما عندنا تفاعل بدرجة المصاب ولا غضب بدرجة الانحراف التي عاشته وتعيشه اليوم الامة الى يومنا هذا تداعيات السقيفة فاحتلبوا ملء القاع بدم عبيطا الى الان ازمة الحكام في الدول الاسلامية هي الازمة العظيمة لفشل الامة وسيرت غب ما اسسه الاولون الان نحن نرى ذلك فحجم الخسارة نحن ما جايين ندركها فبالتالي هذي اما قلة معرفة الباطل ومعرفة الشر او قلة مسؤولية فلما ما يجي غضبنا او ما يجي وكان بدرجة مساوية والا لماذا زين العابد ين يغشى عليه? ثلاثين سنة اربعين سنة يبكي على قضية عاشوراء ؟ لان مستوى معرفته بالخسارة تختلف عن البقية

لما فاطمة سلام الله عليها اشد الناس بكاء على رسول الله ؟ لانها تعلم بمدى عظمة خسارة النبي ومن ثم كانت مدرسة فاطمة في هذا المجال يعني هي سلام الله عليها فضلت الذهاب ولو هي قتلت هذا كله صحيح لكن هذا الحزن الشديد لرسول الله بالتالي هو ايضا احد الاسباب انكم قتلى ومصارعكم شتى ان هذا مستفيض متواتر بين الفريقين خطابا خطاب النبي لفاطمة وعلي والحسن والحسين لكن احد اسباب الذي بعد فاطمة هو شدة الكمد على ابيها بحيث ما تستقر روح في البدن

فمن يدرك عظمة النبي محال ان يستقر به الانسان امير المؤمنين هكذا قال قال لولا ما فرض الله علي من المسؤوليات لجعلت نفسي تزهق لمصاب النبي ومصابي فاطمة موجود في كلمة امير المؤمنين يعني تفعل بها الدرجة فعدم التفاعل بهذه الدرجة يدل على قلة المعرفة عندنا من جانب ومن جانب ثاني قلة الانجذاب هذا الانجذاب الفاطمي يراه الطرف الاخر من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات بينما ترى فاطمة قمة معرفة وعظمة سيد الانبياء

انظر النظرة المختلفة فاذا هائج الغضب فاذا كان الامام الصادق وفيما يقول صادق كل يوم يذكر في الحسين ذلك اليوم لا يتهنى والامام الصادق لا يشرب ولا يأكل كيف وزين العابدين نفس الكلام? يعني شدة مصاب سيد الشهداء لم يهنئ زين العابدين طيلة حياته لا في اكله ولا في شربه المقصود هذا شدة المعرفة

فاذا هائج الغضب هذا ليس انفلات روحي هذا هو عبارة عن مسؤولية ان يكون الانسان درجة المزود تجاه الانحراف من جانب اخر لا يكون فلتان وانفلات كاظم الغيظ هذي عنصر الادارة اذن هائج الغضب يدرك فداحة الخطأ والخطيئة والانحراف كاظم الغيظ يدبر لعلاج هذا بعد ان ابصره كما ان صاحب العصر والزمان يحمل تراث هذه المصائب طيلة السنين ومع ذلك يكظم الغيظ يعني لا ينفرد في الادارة كي تصل البشرية الى المستوى التي ترتقي فيه للظهور وقيادة دولته

فالصبر اذا جمع بين هيجان الغضب والعاطفة وبين كظم الغيظ وكظم هذه العاطفة الهائجة والا يكون هذا هيجان العاطفة

ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا كي يكونون متأهبين مستعدين ومن جهة اخرى الصبر يؤهل الى رباطة الجيش لم ار مكثورا قط قد قتل كذا كذا اربط جاشا منه ان وجهه كان يتهلل يعني جمع بين امرين في سيد الشهداء

ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فالصبر يقظة بخطورة الموقف وتجرعها بثبات اذن الصبر ينطوي على المرارة وخطورة الموقف ويتضمن الحل فينتج الثبات وينتج

الامر الرابع وهو النصر والنجاح اربعة عوامل تبين الاية في الادارة الناجحة سواء على صعيد سياسي عام واجتماعي او على صعيد عسكري على حد تصعيد اسري او صعيد فردي الاداري من ناحية ناجحة مقومات هذه الزعامة الناجحة انصرنا على القوم الكافرين الذين يكفرون بمنهاج الله عز وجل حينئذ

فهزموهم باذن الله وقتل داود وجعلوت واتاه الله الملك والحكمة وعلمهم مما يشاء

هذه الاية ايضا هي الاخرى فيها ملاحم من شؤون الامامة الالهية فهزموهم باذن الله يعني نعلم ان النصر ليس الا من عند الله نعم يجب المثابرة المادية والتدبير لكن لنغطي انفسنا ان انه دائما العامل الغيبي انما نحن نعد الارضية للعامل الغيبي العامل الغيبي هو الاول والاخر لكن الاعداد لابد منه والا لا ينزل الامر الغيبي مجانا واتقوا الله ما استطعتم افراغ الوسع فهزموهم باذن الله مع ان دولة عظمى لاحظ وفئات قليلة وسلاحهم اقل مع ذلك هزموهم وسر النصر وهزيمة الدولة العظمى مع ان داود يبين القرآن الكريم الذي كان فقير قصير القوم حافي راعي قصير القامة راعي غنم الة السلاح لديه ليس كجيوش امام معصوم طالوت ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا فضلا عن ان يكون درجة السلاح الذي لدى داوود في درجة السلاح لدى الدولة العظمى لجالوت

ومن ثم كانوا جنود طالوت يستهزؤون بهذا السلاح لا نستطيع ان نواجه جالوت انت تريد بسلاح ضعيف تريد ان تشارك في الحرب همة داوود كانت اعظم من همة كافة جيش طالوت فقدر الله هذا الانقلاب الاستراتيجي ان يكون في تاريخ الدول الانبياء يقع على همة داود بالية مادية ضعيفة جدا وهذا ما يبين ان الله عز وجل في ادارة الاستراتيجية لا تتأثر بالقوة المادية وضعف المادي ربما يجعل الله تغيير حضاري عظيم بآلية مادية ضعيفة جدا سنن الله هكذا

مملكة ازالها الله بفأرة في سد مأرب جيوش ابرهة ازالها الله بطير ربما كثير من الطواغيت ربما يزيلهم الله ببعوضة اضعف المخلوقات لماذا الله عز وجل ابى الله الا ان يديم هذه السنن كي يبين لنا لا تنبهروا نعم استعدوا واعدوا اعظم الاهلية المادية لكن لا تظنوا ان الاليات المادية هي الاول والاخر في النجاح

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة كل ما تتمكنون منه وتستطيعون منه ولا تقفوا عند حد في الجانب المادي لكن بعد ذلك يقول لا تتوكلوا على تعدادكم وللقوة اتكلوا على الجانب الغيبي دوما ليكن حينما مسؤولية في اي حرب في حرب عسكرية ثقافية اخلاقية في حرب ابليس لا تستقيم ولا تسكن ولا تهن ولا تضعف بل نشاط منفجرة لكن لا تجعلوا توكلكم على نشاطكم المنفجر او نشاطكم المتعاظم توكلكم على الغيب لان الجانب الغيبي لا يعجزه ضعف الالية المادية او قوتها قوة الاعدادات المادية ليست هي الفيصل في قضاء الله وقدره ربما الله عز وجل يجعل ظفر عظيم في الية حقيرة جدا لاحظ النبي موسى والنبي ابراهيم ويوسف لم يستطعوا ان يقيموا دولة ومر بنا في بداية ملحمة طالوت وداوود من ادم الى داوود الانبياء ان لم تعينهم الامم لاقامة دولة معلنة الالهية اول دولة معلنة اما ذو القرنين او نبي داود وانكسرت الدولة العظمى في تعلل بني اسرائيل على مناصرة النبي موسى قال ان فيها قوما جبارين هم جماعة جالوت

فلاحظ هذه الدولة اقيمت بالية لا يعني ذلك اننا نغفل الجانب المادي ولا نتعمق ماديا في كل البيئات المادية هذا النشاط البركاني يحث عليه القرآن باقصى حد اعدوا لهم ما استطعتم من قوة بدون اي السقف الصلاة والصوم والحج كله محدود اما هذا الاعداد ليس محدود بهذا الحجم يحث عليه الوحي على الاليات المادية مع ذلك يقول لا تجعلوا هذا النشاط اللازم الضروري توكلكم ليكون على جانب الله كن لما لا ترجو ارجى منك لما ترجو لان الله عز وجل في حين يلزمنا بالبركان في النشاط المادي الى حد بلا سقف بلا امد بلا قيد لكن يقول ان قضاء وقدر الله ربما بفأرة يجعل تغيير استراتيجي كبير وبعوضة تغيير استراتيجي كبير فالتغيير الان استراتيجي لسنن الارض وحضارات الارض ليس قائم على جانب المال قائم على قضاء الله وقدره

من ثم ورد في رواية ال البيت في الحث ان نصرتي لكم معدة كذا كذا لكن لو اراد الله ان يصلح شأن المهدي اصلحه في ليلة كسلسلة الخرز.