45/05/08
الموضوع: عناوين العلم للدليل أو للإدراك/العامل النفسي اعظم أسباب النصر/
كان الكلام في تعبير القرآن الكريم في هذه الاية من ملحمة طالوت قال الذين يظنون ولم يقل يوقنون ولما في الروايات عنهم عليهم السلام ان المراد يعني ما ييقنون فلما عبر قائلا يظنون
فمر بنا امس ان اليقين او الظن او الشك والريبة او الاحتمال يطلق على معاني ولا سيما معنيين رئيسيين تارة وهذي جدا مهمة في بحوث نظرية المعرفة وفي بحوث المعارف والعقائد والتفسير وسجال المدارس الملل والنحن مهم ان هذه العناوين الادراكية او عناوين المعلومات والعلم تطلق على معنيين رئيسيين
احدهما تطلق على الدليل في نفسه
وهذا الاطلاق موضوعي وليس نسبي مثلا يقال دليل برهان يقيني الدليل هو في نفسه بحسب الموازين ، الدليل ظني يعني الدليل في نفسه ليس لديه قدرة توليد اليقين انت اذا اعتمدت على وثاقة الراوي غاية الامر اطمئنانك ناشئ من ظن من وثاقة وصدق الراوي وسداد الراوي فقد يكون ثقة وعادل لكنه اشتبه نسي و التبس وهاي ما مرتبطة بالعمدة هاي مرتبطة بامور اخرى اشتباه نسيان التباس وما شابه ذلك صدق الراوي قدرة فهم الراوي قدرة سمع الراوي قدرة ضبط سمع الراوي كل هذي امور عوامل كثيرة ترتبط بصدق الراوي وكذبه هو ليس كذبه متعمد المقصود مطابقة الصدق بمعنى مطابقة ما يرويه للواقع
بينما اذا انت تلاحظ المتن في الرواية مع المحكمات من القرآن والمحكمات من احاديث مستفيضة في ذلك الباب في تلك المسألة هذا الاطمئنان الذي يحصل اطمئنان نوعيته معتمد على المحكمات ولو مطابقتك انت بشرية ظنية قد تكون او اطمئنانية او يقينية فهي ارفع مستوى طبعا بالية ملكة العلم والاستنباط في اي علم من العلوم الدينية
اجمالا نرجع فالعلم تارة او الظن او الشك صفة للدليل نفسه ومنشأ النتيجة وتارة العلم او ظن او شك او كذا يعني احتمال صفة درجة جزم الانسان كما مر بنا امس فيجب ان لا نخلط بينهما فهنا عندما يقال ان في القرآن موارد يطلق فيها الظن على اليقين المقصود ماذا? اذا كان المراد هو اليقين لما اسماه القرآن ظن ؟ المراد هكذا ان منشأ هذا الظن هو الدليل اليقيني الا ان الانسان لم يصل جزمه الى درجة اليقين بسبب عدم وعيه الكامل للدليل ، فالدليل ليس فيه قصور وانما القصور في من? في المدرك ، فالمدرك للدليل لم يدرك غور الدليل كثيرا ما البشر ما يقتنع بالدليل لا لضعف في الدليل ضعف في من? في المدرك
يحسب ان هذا الدليل خطابه او مصادرة هو لم يدرك غور الدليل وهو لم يتأنى ولم يتئد وانما قراءة عابرة سريعة للدليل لا يتسنى له ادراك غور الدليل ولا الاحاطة بكل اطرافه كثيرا ما مواد الاستدلال متينة موجودة في المصادر الازمة في الباحث نفسه وليس في المصادر الباحث ليس عنده تثبت تدبر تروي فطنة كياسة مثلا شديدة قوية ليست لديه وانما متوسطة مثلا
من ثم يتفاوتون العلماء في العلم ، هي المواد واحدة والمصادر هي هي لماذا اختلفوا في العلم? وفي درجات العلم? تسمى قدرة الفهم قدرة التدبر قدرة الاحاطة يعني لما راجع المصدر لم يعني يركز على كل المواد والشواهد الموجودة وحسب ان هذا كل ما في المصدر وكل ما في الباب ومن هذا القبيل في كل العلوم كثير كثير فاذن هنا هل يقال على الدليل الذي هو يقيني الا ان الباحث ظن انه ادراك ظني انه ظني او الدليل يقيني ؟ الدليل يقيني
من ثم لاحظ البيان القرآني افي الله شك فاطر السماوات ؟ انت تتدبر برهان الصديقين لا يمكن احتمال الخلاف لا يمكن تصور احتمال خلاف مو لا يمكن خلاف يعني في بعض المحالات يعني يمكن تتصور لكنها ممتنعة وقوعه بعض المحالات ما هي? اصلا ممتنعة تصوره فضلا عن الوقوع
فاذن اطلاق الظن على موارد اليقين لا ان الدليل ليس بيقين ، الدليل يقين والنتيجة يقينية والمواد يقينية الباحث المدرك هو درجة ادراكه ظنيه ولا تلازم بين درجة ادراك الباحث ودرجة الدليل في نفسه وهذه نكتة مهمة
وقد العكس ان هذا الباحث نتيجة سذاجته الدليل الظني يولد لديه جزم كانما قطعي وهذا افراط من جانب وقطع القطاع كما بحثه الاصوليون وقد وسواس حتى الظن ما يحصل له وانما دائما حالة ريبة وشك والقرآن يشخص هذه حالة مرضية في القوة الادراكية للانسان بل هم في ريبهم يترددون ، فالتردد لاجل استقصاء الادلة نعم استقاء موازين منضبطة في الادلة نعمة به ونعمة اما التردد لاجل التردد والتردد لاجل التردد والتردد لاجل عدم الاستنتاج والاستنباط والاستقراء هذا مرض هذا يصد عن العلم في الحقيقة فلا الافراط كالوسواس وذو الشك ولا سريع الجزم بل التثبت والادعاء والابتعاد والتروي والتباطؤ المفرط مرض السرعة المفرطة مرض فكري الابتعاد والتروي هو يعني منهاج قوي
فاذن القرآن انما يذم الريب والريبة لا لاجل ان الاحتمال يمنعه القرآن كلا ما يمنع الفحص والاحتمال وانما يمنع الوقوف عن الفحص والمكوث بشكل مستدام في منطقة الاحتمال من دون الاستقراء واستقصاء للادلة والحقائق والمصادر كانما نفس الوقوف له موضوعية وهذا ليس له موضوعية
فمن ثم منهجة المشككين لغاية التشكيك او لغاية المنع من التصديق لغاية الجحود والنفي بمجرد التشكيك هذا منهج ليس علمي مغالطة انه علم
فمجرد ابداء الاحتمال من دون استقصاء المواد هاي حالة مكوث ووقوف الريبة والتردد يعني انسان نفسه يوقع نفسه في حظيرة الريبة وما يحرر نفسه بل كذبوا بما لم يحيطوا به
فمن جهة لا تقف ما ليس لك به علم يعني لا تسارع في التصديق ومن جهة لا تسارع في الاثبات ومن جهة ايضا لا تسارع في النفي بل كذبوا بما لم يحيطوا بل ادارك علمهم في الاخرة بل هم عنها عمون
فاذن التردد الاحتمالي كبادرة للاستقصاء وللفحص هذا شعار علمي اما الوقوف في التردد بما هو تردد هو مرض فكري
فاذن في فرق بين الباحث العلمي وبين مصادر والدليل نفسه و كثيرا ما يشتبه حال المصادر والدليل بحال الباحث او العكس هذا شبه ما يقولون الفرق بين الوجود الذهني وبين خارج فالذهن كثيرا ما يلون خارج بلونه شبيه ما يقال كل اناء بالذي فيه ينضح او كل يرى الناس بعينه
فلابد نفرق بين شوائب الادراك وبين المدرك في نفسه والدليل في نفسه مجردا عن الشوائب المهم هذه جدلية في المعرفة خطيرة ومهمة يجب الانسان يلتفت اليها
فالقرآن اذن تارة يذكر درجات العلم بلحاظ الباحث والادراك وتارة بلحاظ الدليل في نفسه
قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة .... فعنده ظن الانسان بس العمل بالظن منجي ومنشأ الظن هو يقين لكن لم يحصل له من الدليل يقين هذا يمكن قد حتى ما يحصل له ظن نتيجة عوامل مشاغبة مانعة من ذلك يرجون لقاء الله حتى هذا يسبب نجاة لا ان الدليل اعتمد عليه ، طبعا الشيخ الطوسي عنده هاي الفتوى من اعتقد الحق سواء الدليل اللي اعتمد عليه خربان او هو ادراكه خربان ، هذي الفتوى من اعتقد الحق واصاب اعتقاد الحق ولو اعتمد على دليل فاشل او على درجة ادراك غير تامة ما دام اصاب الحق فهو ناجي وان اثم في التقصير في المقدمات في تحصين الايمان والعقيدة يقول الشيخ الطوسي يفترض في الايمان ليس ان تعتقد الحق فقط بل تعتقد الحق مستندا انت في اعتقاد الحق الى دليل حق شبيه القضاة اربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة رجل قضى بالحق وهو لا يعلم اما اذا قضى بالحق وهو يعلم ففي الجنة
الشيخ الطوسي يقول هذا الذي يصيب الحق في الاعتقاد والمعرفة ناجي لكنه مأثوم في عدم تحصين اعتقاده بالدليل انه اليقين فالاعتماد على الادلة الرصينة يعني مثلا الايمان اذا اصاب الواقع فهو حق ومنجي ولكن التفريط في الدليل هذا نوع من التفريط في مسئولية تحصين الايمان
هذي خلاصة رأي الشيخ الطوسي رحمة الله وذكر ذلك عنه الشيخ الانصاري في تنبيهات الانسداد تنبيهات الانسداد بحث حول المنهج الاعتقادي
على اي تقدير اذن عندنا عدة مقامات اصل الحق او الباطل الدليل على الحق والحقيقة و الباحث الذي يدرك هذا الشيء ثلاث نقاط
اجمالا لابد ان نلتفت الى ان استعمال القرآن الكريم للظن او اليقين او الشك او الاحتمال بلحظ اي مقام من المقامات
بعد ذلك يؤسس القرآن الكريم في صراع دولة الحق الدولة الالهية التي يقودها الامام المنصوب من قبل الله مع دولة الشر والدول الشر ودول الباطل يؤسس قاعدة مهمة كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين
فمكمن النصر الصبر نعم الله هو الناصر لكن نصرة الله بسبب الصبر
الصبر في مواجهة اهل الحق لاهل الباطل الصبر يعني عدم الرعب والخوف وعدم الوجل فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا
الحرب النفسية والموقف النفسي اعظم شيء في منازلة جبهة الحق مع جبهة الباطل الرعب والخوف الذي ينتاب اي طرف هو مهزوم نفسيا والهزيمة على كل عسكرية او الهزيمة المادية الاقتصادية او اي هزيمة من الهزائم ، فالاصل هي حسب مدعى القرآن الكريم في الاصل هي منشأها وسببها الهزيمة النفسية اذا كان هناك الصبر وجبل من الصبر فهذا يمهد للانتصار وللغلبة كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله
فمما ينبه على ان عدم الصبر من اين يأتي? بسبب تزلزل نفسي والخوف النفسي والرعب النفسي لذلك الاعلام و الحرب النفسية من الاسلحة الخطيرة جدا في الحروب والمواجهات اشد تأثيرا من السلاح الفتاك
والا جيش طالوت كما سيذكر القرآن الكريم في قبال جيش جالوت لا يسوى ويعني لا يقاوم جبارين يعني دولة عظمى يعني اليات السلاح لديهم تفوق طالوت وجيشه وجنوده لكن الصبر الذي وجد في جيش طالوت ولو لفئة من الجيش هو الذي حقق النصر كما يبين القرآن الكريم في ايات الله القادمة ومن ثم يتحسس القرآن الكريم من المرجفين الرجفة هي الزلزلة مرجف يزلزل النفوس والهمم والايرادات اما بالشائعات الكاذبة او او او بكذا احد اسباب خذلان المؤمنين في واقعة الطف فيهم في الكوفة او المحبين لاهل بيت هو تصديقهم بالشائعات الكاذبة التي يبثها عبيد الله بن زياد من جهة ان جيش الشام اتى وهاي التعبيرات ارجاف خوف الذعر
فاذن الصبر عامل نفسي والتزلزل الضعف النفسي الاستكانة النفسية لوهن النفسي اشهد انك لم تهن ولم تنكل نكول كل الجوانب نفسية هذا الجانب النفسي اذا لم يفشل يكتمل الظفر الغلبة وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرون ثم وهنوا وما استكانوا لما اصابهم في سبيل الله والله يحب الصابرين
اللطيف هنا يبين انه الصبر هو الذي يسبب عدم الضعف النفسي وعدم الاستكانة النفسية عدم الوهن النفسي وليدة ماذا? الصبر اي نعم فاذا الصبر يوجب القوة ربما انسان ذو اسلحة وسلاح ولكنه هاي الاسلحة والسلاح ولكن ارادة المقاتل ضعيفة مهزوزة وربما سلاح عادي ضعيف لكن المقاتل ذو ارادة حديدية هذه الالية توجب النصر
وهنا ملحمة في ملحمة طالوت داوود ان الله عز وجل يقول ليس الظفر والغنم مرهون باليات السلاح او بالكثرة كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والعامل ماذا يفسره القرآن الكريم? الصبر القوة الروحية
الان في ملحمة طالوت داوود ان السلاح الذي لا يملأ العين حصيات صغيرة اخذها داوود مع الة المقلاع اي قتل داوود جالوت لا السيوف ولا الرماح ولا ولا المنجنيق قتله ماذا? حصيات ، وجالوت قلب الجيش لما هو قتل انهزم الجيش
فهذا مما يدل على العامل النفسي والاعتقادي في الحروب والمنازعات بالغ التأثير وبالغ القوة الاشاعة والشائعات الخبرية الاعلامية ممكنة ان تحقق النصر ويمكنها ان تحقق هزيمة بسبب ماذا? الارجاف النفسي يصيب القائد او يصيب المقاتل جندي
التهديدات ما ما دورها تهديدات عبارة عن حرب نفسية زوبعة التهديدات زوبعة الرعب شوفوا القرآن يشير حتى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخير ترهبون اي الهدف من السلاح ليس استخدام السلاح الهدف ماذا? الارهاب في السياحة وما شابه
على اية حال هذا باب عظيم يبين القرآن الكريم ان الاسباب النصر المادي او الغلبة المادية ليست دوما سببها مادي بل سببها معنوي لا لكثرة الجيش ولا قوة السلاح في بدر هكذا في حنين هكذا بمعنى فيه مواطن كثيرة هو الذي نصركم في بدر وكنتم اذلة بلحاظ الجانب المادي ضعف لكن الصبر والارادة لا
وهاي نكتة جدا مهمة يعني اي دولة في مواجهة العدو العامل النفساني اهم لا يقل اهمية عن العالم اللوجستي والعامل الاسلحة العسكرية من اقوى الاسلحة الصمود النفسي القوة النفسانية في معترك الحياة الانسان نفسه تواجه صعوبات وكذا وكذا هي ترى الصعوبات ليست معناتها عقبات تكوينية هي قضية ارادة تفاءلوا بالخير تجدوه تفاءلوا بالشر تجدوه
عامل النفس عامل جدا ما هو عامل غير مادي وهو عامل غير مادي عامل لكنه مؤثر جدا واصبروا وصابروا ورابطوا تتمة شنو? واصبروا وصابر ورابط المهم النتيجة حسنة في عاقبتهم