الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/05/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: اليقين و الظن و الاحتمال للإذعان أو الدليل

 

لا زلنا في ملحمة طالوت داوود جالوت وهي ملحمة في الامامة كما مر بنا لا زلنا في هذه الملحمة تتمة الاية الثانية من هذه الملحمة قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله ...

لما عبر عن الايمان لهؤلاء كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين

الذين لهم موالاة لامامهم طالوت لماذا عبر عنهم القران الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ؟

في جملة من الروايات عنهم عليهم السلام ينبهون ويشيرون الى ان استعمال الظن بمعنى اليقين او الرجاء الذين يرجون لقاءنا بمعنى اليقين فاذن لم عبر القرآن بالظن او بالرجاء الظن ؟ دون اليقين والرجاء ايضا دون الظن مع انه ورد عنهم عليهم السلام ان الايمان بدرجة الرجاء الضعيف والاحتمال الضعيف كاحتياط هو منجي ،

في جملة من احتجاجات النبي وامير المؤمنين والائمة والامام الصادق ان العاقل لا اقل يحتاط في العقائد يحتاط ماذا يعني? يعني يحذر من احتمال وجود رب عظيم له جنة ونار ، يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه يعني حتى معرفة الله والاخرة وو ومعرفة النبي صلى الله عليه واله وسلم ومعرفة الامام و لو بدرجة الاحتمال والاحتياط منجية

هذا كيف يجمع وياه روايات اخرى وبيانات اخرى ان هذا كله يقين كيف يجمع?

طائفة ثالثة من الايات والروايات و فتوى من المتكلمين قالوا بان تحصيل العلم واليقين بمعرفة الله ورسوله واوصياء الرسول والمعاد تحصيل العلم واليقين هو واجب فريضة عظمى فكيف اذا كان اليقين والعلم فريضة في المعارف كيف الظن يجزي او الرجاء يجزي ؟ يعني في هذه ثلاث طوائف من الايات والروايات كانها في النظرة الاولي متدافعة متناقضة وربما هناك طوائف اخرى بعد فكيف الجمع الصناعي في صناعة الكلام او صناعة التفسير وصناعة المعارف كيف يجمع بين هذه المفادات والطوائف? كيف يجمع?

هناك اصطلاح لغوي وهو وحياني ايضا هذا الاصطلاح كالتالي انه يطلق العلم وعنوان العلم او عنوان اليقين يطلق على الدليل مثل لفظة البرهان ايضا علم يقين برهان ما شابه ذلك يطلق على الدليل والدليل في نفسه بغض النظر عن الانسان او الجن او الملك الدليل في نفسه يقال دليل يقيني ودليل برهاني دليل بديهي دليل ظني نعم فيطلق على الدليل ولعل اكثر استعمال القرآن لهذه العناوين ويقال دليل ظني وتارة العلم واليقين و ما شابه ذلك والظن يطلق على الحالة النفسية ودرجة الحالة النفسانية او القلبية التي لدى الانسان او الملاك او الجن او اي مخلوق اخر يعني الجزم ودرجة التصديق ،

هل بين هذين الموردين اختلاف? نعم في اختلاف بينهما لماذا?? يعني ربما دليل يكون هو في نفسه تام الا ان الانسان بسبب موانع مختلفة والعياذ بالله لا يحصل لديه اليقين فباليقين اقطع ، اقطع يعني الجزم اليقين من الصفة للدليل فباليقين اقطع الان في الاصول عندما يقول علماء الاصول المتأخرين ان حجية القطع ذاتية هذا التعبير مسامحة لماذا? يعني ليس مرادهم القطع كالصفة نفسانية والجزم ودرجة الجزم ، فدرجة جزم الانسان ليس حجيتها ذاتية في الحقيقة الدليل الذي هو يقيني حجيته ذاتية لا درجة الجزم في الانسان

ومن ثم ناقش الاصوليون في حجية قطع القطاع او القطع العقلي الحاصل من الظنون في العقائد قال الاصوليون في تنبيهات القطع ان القطع الحاصل من الظنون العقلية في المعارف ليس بمعذر وان تجزم به الانسان ، ملحد تجزم مثلا بامور و تزندق بتجزم مثلا وهلم جرة هذا ليس معذور العذر ليس لدرجة الجزم لدى الانسان والتنجيز ليس لدرجة جزم للانسان ، فتعبير الاصوليين المتأخرين ان القطع حجيته ذاتية تعبير مسامحي جدا صارخ بحسب نفس ارتكاز هؤلاء الاعلام وهم لا يريدون هذا ، مثل ما يقول خانهم التعبير ، الدليل اليقيني هو في نفسه حجته ذاتية لا درجة جزم الانسان

الوحي وحتى المدارس البشرية الاخرى تقر بهذا الذي يذكره الوحي ربما الانسان يبتلى برذائل نفسانية تمانع حصول اليقين لدى الانسان من الادلة اليقينية ، هل هذا يعني ان الدليل ليس يقينيا ؟ كلا الدليل يقيني وليس الدليل غير يقيني الدليل يقيني ولكن هناك موانع تمنع الانسان من اليقين ، الرذائل او امور اخرى مثل واحد ليس عنده توازن في قواه الروحية بين الشك والاطمئنان مثل الوسواسي فالوسواسي شكه ليس ميزان ، انسان عنده داء التردد او العكس قد الانسان عنده تسرع بسرعة يجزم بسرعة بدون ان يتثبت ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا في قراءة من القراءات لهذه الاية فتثبتوا لا يتثبت يندفع يسترسل سرعة الاسترسال عثرة لا تقال او لا تستقال او لا تقال لا تستقال لا تقال لا تستقال

فلاحظ تارة على عكس تارة ما يشكك تارة يتجزم بسرعة ، الميزان والاعتدال ان ماذا ؟ ان الانسان لا يكون متسرع ولا يكون متباطئ ، سيره في الجزم او الفحص سير معتدل موزون ، فاذن جزم الانسان لا يؤثر فيه الفكر فقط بل يؤثر فيه طهارة الانسان وظلمانية الانسان وطاعات الانسان وذنوب الانسان وهلم جرا كل هذه يمكن ان تكون حجب او قد تكون ممهدات مؤيدة او قد تكون بالعكس موانع بحسب الرذائل والفضائل

ومن ثم الانسان لا يكفي فيه الرياضة الفكرية لابد من الرياضة القلبية والرياضة الروحية ومن اخطر اخطاء الانسان ان يكتفي بالفكر ولا يكتفى ايضا برياضة القلب لا بل لا بد منهما معا ، و طبيعة الانسان هذي

مواد فكرية سليمة تامة ما يحصل لديه اليقين بسبب ماذا? بسبب موانع نفسانية ابليس ما الذي مانعه? هل لقصور في الدلائل الفكرية على نبوة ادم وحجية ادم? لا الحسد او الانانية او الاستكبار او او او او .... جحدوا بها واستيقنتها انفسهم

اذن التصديق والجزم يؤثر فيه مؤثرات و عوامل كثيرة جدا عندنا في الفقه هكذا موجودة ان القاضي حينما يريد ان يقضي يستحب ان لا يكون محصورا متوازيا لقضاء الحاجة يقضي حاجته مثلا في الخلاء او شيء وبعدين يجي يقضي ، لاحظ اضطراب البدن قد يؤثر على حكم الانسان و رأي الانسان ، الانسان تؤثر فيه عوامل كثيرة جدا

هو احد اخطاء الفلاسفة هي هذه انهم يعتنون بالجانب الفكري ويهملون بقية الجوانب كما ان العرفاء يعتنون بجانب القلب ويتركون بقية الجوانب كله خطأ بينما الوحي يلاحظ مجموع المؤثرات على الانسان اذن نخرج بهذه النتيجة بشكل موجز ان الظن القلبي يختلف عن ظن صفة الدليل ، قد تختلف وقد ما يكون حيث هو الدليل ظني لكن هذا يتجزم الدليل قد يكون احتمالي لكن هذا يتجزم بسرعة ويقطع بدل ان يكون باليقين اقطع بالاحتمال يقطع بالظن يقطع

اذن المدار ليس على صفة جزم الانسان المدار على من? وانما هو على الدليل في نفسه الجانب الموضوعي في الدليل لذلك يجب ان يحذر المؤمن من نفسه وكل انسان من نفسه وحتى الملك وحتى الجن لماذا? لان النفس ليس من الضروري ان تكون على ميزان الدليل ، نتيجة ما يعتور ويعرض على النفس من امور كثيرة

اذن درجة جزم الانسان ليس من الضروري ان توازي وتضاهي وتسانخ وتطابق صفة الدليل ودرجة الدليل ، الدليل قد يكون يقيني لكنه النفس تجحده و الدليل ظني والنفس تقطع والدليل احتمالي لكن النفس تتجزم احد معاني لزوم الاخذ بالظاهر كذب سمعك وبصرك من حمل المؤمن اخيك على احسن المحامل لما? لانه الواقع اوسع لا تتجزم من بعض الاحتمالات والظنون ، واجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم هناك كثير وهنا بعض واذا كان البعض موجود في الكثير يصير علم اجمالي واحتياط ينجز اجتناب واجتنبوا كثيرا من الظن اجتنبوا ليس فقط اجتنبوا كثيرا من الظن اي نعم صحيح اجتنبوا كثيرا من الظن لماذا? ان بعض الظن الدليل مثلا تنجيز العلم الاجمالي

التعبير موجود لا تحقق الظن تحقق الظن يعني تجعل الظن حق مطلق ويقين مطلق ،

الذي لا يعمل بالظواهر ويسوء الظن بالاخرين ما يقدر يعيش معاهم يعني يرتب على الظن كانه حق وواقع وهذا خطأ لذلك العمل بالظاهر ناموس في الشريعة والسبب في الشبهات الموضوعية

اذن ذي انظمة مهمة بعض الحداثويين او غيرهم يظنون انه الانسان يجب ان يعمل فقط باليقين اليقين نعم لابد من الانطلاق والغطاء الاصلي او النهائي لليقين لكن لكل منظومة يقين البشر حتى الموحدين حتى الملحدين لا يمكنهم ان يدعون النظام المعيشي البشري قائم كله على اليقين ، اليقين اقل شيء اندر شيء

اذن فرق بين الظن كدرجة جزم الانسان هذا حتى علماء المنطق يشيرون اليه وبين الظن كصفة للدليل بين اليقين كدرجة للاذعان وبين اليقين كصفة للدليل الاحتمال في درجة الجزم وبين الاحتمال في درجة الدليل شبيه هذا يعبرون فرق بين الاحتمال والمحتمل مقصودهم درجة الجزم حيث هو المحتمل الدليل في نفسه

هنا في موارد الطائفة الاولى التي يبين فيها اهل البيت عليهم السلام الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم قال استعمل الظن في اليقين يعني في مورد الدليل اليقيني وان كان نفس المكلف درجة جزمه ليست يقين وانما ظن لكن منشأ الظن هذا له دليل يقيني نتيجة موانع كذا لدى هذا المكلف او لدى هذا المؤمن لم يحصل لديه اليقين وليكن ، لكن معتمده على الدليل اليقيني

او الذين يرجون لقاءنا الدليل يقيني لكن هو بسبب موانع نفسانية وراثية تربوية ما شابه ذلك لا يحصل لديه اليقين فهل لا يراعي الدليل الذي هو في نفسه يقين ؟ نعم يراعيه

كما الحال في الاحتياط في العقائد ، الاحتياط في العقائد باي معنى? يعني تحذر من وجود المحتمل حيث وجود الله لا اقل محتمل و وجود الاخرة لااقل محتمل هذا المحتمل خطير جدا العاقل لا بد يراعي هذا المحتمل والاحتمال وهذا بنفسه يشكل ايمان كما بين في الوحي

رجاء الله هو في نفسه ايمان ولو درجة من درجات الايمان فاذا هنا اطلاق الظن على اليقين بهذا اللحاظ يعني الدليل يقيني لكنه درجة الادراك لدى الانسان ظن او رجاء او ما شابه ذلك نتيجة عوامل او موانع وبغض النظر عن الدليل حتى لو لم يفترض الدليل مع ذلك الاحتياط صرف الاحتياط في العقائد اذا طبعا تمكن من ادراك الانسان صرف الاحتياط اذا كان احتياط هو ايضا سبيل للنجاة

الان هذه الوظيفة الطائفة الثالثة التي تؤكد على فريضية تحصيل العلم واليقين ايها ؟ هي بلحاظ الدليل? الشيخ الطوسي لديه فتوى غدا نتعرض له في هالبحث