45/04/27
الموضوع: حمل الملائكة للوحي ( وأرواح الملكوتية) وساطة لنزول الوحي
مر بنا ان ملحمة طالوت وداوود وجالوت تشترط في معرفة الامام والامام الالهية ان يكون الامام وارث اصطفائي تكويني ملكوتي لكل من قبله من الانبياء والرسل فيرث كل من قبله ... ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت
لا نظن ان هذا التابوت مجرد جسم ارضي كلا فلا يقتصر على ذلك فالحجر الاسعد جسم ارضي جمادي ولكنه ملك عظيم روحه وبعده ملك عظيم يشهد الاولين والاخرين لمن وافاه بالعهد الذي اخذ على البشر في عالم الذر والميثاق او بمن تشهد بالشهادات الثلاث فالصحيح انه جسم ارضي ولكنه مثل عصا موسى من اغصان الجنة ولكن كيف تنزل جسم جناوي يصبح له جسم ارضي
بلا تشبيه كيف ان فاطمة عليها السلام حورية انسية ؟ الاصل فيها انها حورية وفوق ذلك والبعد الاخر النازل فيه انسية نعم في وصف لام سلمة عندها في رواياتهم حتى عندهم في رواياتهم وصفا لفاطمة او يقال هذا لفاطمة وهي الحورية المترددة بين الانس ؟
يعني تلمس ام سلمة في ذات فاطمة نور الجنة فاذا كان التابوت وبقية الاثار قد يلاحظ فيها بعد جسماني ارضي ولكن هذه الاشياء كثير منها كعمامة النبي ودابة النبي وعصا النبي كثيرا من ادوات النبي التي تحيط بسيد الانبياء زوده الله بها من الجنة موجود في روايات الفريقين لا تبلى ولا تبيد الجناوية منه راية النبي احد راياته من الجنة او اكثرها اذا نشرت في الحرب كان الحتم المؤزر لنصر الائمة عليهم السلام
و امر امير المؤمنين بان ينشرها في واقعة الجمل واصر الحسن والحسين وعمار وغيرهم ان ينشرها امير المؤمنين في صفين فابى امير المؤمنين يعني كثير من الادوات التي محتفة بسيد الانبياء ورد في رواية الفريقين انها من الجنة انزله الله على نبيه من الجنة
القميص ايضا قميص النبي ابراهيم الذي لبسه وقاية من نار نمرود ايضا من الجنة وورثه يعقوب ويوسف وكذا
فالمقصود ان سيد الانبياء مزود حتى فرس رسول الله دلدل وغيرها دابة النبي لا زال صاحب العصر والزمان يرثها لان عمرها غير عمر طبيعي لانها هي ادوات زود بها النبي من الجنة يعني لها طاقة تختلف عن طاقات الارض وعن طاقات السماوات فهي من طاقة الجنة تحيط وتهيمن على طاقات سبع سماوات وسبع ارضين للبشر ما اكتشفوه لكن هذه واقعية تكوينية كشف عنها الوحي
فيزياء الجنة غير فيزياء ارجاء السماوات ان صح التعبير يعني حتى علماء الفيزياء يقولون لم نكتشف كل فيزياء الارض مثلا الجن يعيشون في الارض لكن لهم بيئة فيزيائية الى الان لم يكتشفها علم الفيزياء الملائكة لهم فيزياء لم يكتشفها علم الفيزياء وعلم الكيمياء وعلم الاحياء لم تكتشف العلوم التجريبية فضلا عن السماء الاولى والثانية والسابعة والخامسة الى السابعة فضلا عن فيزياء ما وراءها والفيزياء الارضية لكوكب الارض الى الان لما اكتشف كلها
لذلك هل هم اكتشفوا فيزياء ما وراء الغلاف الجوي حسب ادعائهم وهم يدعون اننا عندنا مركبات فضائية صغيرة مهولة كثير من المراكز العلمية كذبت ادعاءهم لانها غير مأهولة لان تتجاوز غلاف الجوي هم يبدون صور وما اكثر الدجل لان الدجل في العلم اكثر من الدجل في السياسة لان الدجل في العلم هو يمهد الطريق للدجل في السياسة وكم من النخب مغلوب على امرها بالدجل العلمي فمسكينة الشعوب مسكينة النخب التي تتمسك بدجليات الدجال العلمي فاذا كانت فيزياء ما فوق الغلاف الجوي ما اكتشفوه او فيزياء الارض فكيف بك بفيزياء السموات? فكيف بك بفيزياء ما فوق السماوات وما دون السماوات
لذلك هناك انعدام لغة فهم بين الوحي والبشر يعني في مساحة من البشر البشر يريد يقرأ الوحي بحدود مستواه العلمي ما يمكن حيث الوحي له مستويات تكوينية لم يصل اليها عقل البشر كيف يقرأ فعلى اي تقدير هذه الملكوت والروح الامري في معاجز الانبياء وكتب الانبياء وما شابه ذلك كما مر بنا لماذا تحمله الملائكة? دور الملائكة ماذا?
مر بنا تحمله الملائكة لصورة معينة للعرش للكتب السماوية ولمعاجز حمل الملائكة يعني تحملها مثل حمل المتعلم للعلم يعني وعاءه يعني كما يقول امير المؤمنين كل وعاء بالذي فيه يضيق الا وعاء العلم فانه يتسع
فالنفس او ايا ما كان الروح او البشر او او غيره وعاء لتحمل وعائه فحملة العلم نوع من التحمل لا انه حامل محمول جسماني فالملائكة في بيانات كثيرة لم تستطع ان تحمل العرش يعني تتحمل العرش مثل ما انت تقول حاسوب من الكمبيوتر يرتبط بالمخزن الاصلي كل المعلومات بس هذا الكمبيوتر والحاسوب ما يستطيع ان يتحمل كل المعلومات الموجودة في مخازن السايبر والمخازن الانترنت ما يستطيع اذن يرتبط هذا الحاسوب القوي الكذا انما يرتبط ببعض الملفات والمخازن الالكترونية السايبرية مخازن الالكترونية فلما نقول الكمبيوتر او هذا ارتبط بالمخازن الالكترونية لا انه تحملها واحتملها كلها يعني حملها لانه اشرف من المحمول هو دون المحمول ارتبط بها وتحملها
فالشخص الوحيد الذي يتحمل كل ما في العرش وكل ما في العقل وما كل ما في الغيوب هو فقط سيد الانبياء ومن بعده اهل بيته مع اختلاف في الدرجات اما بقية البشر وبقية الملائكة وبقية الجن لا يستطيعون ان يتحملوا كل ما هو موجود في العرش او الكرسي او البحر المسجور او الكتاب المبين هذه كلها مخلوقات ملكوتية حية شاعرة مهولة
لاحظوا الوحي يتعامل مع الجنة هذا لمن يؤمن بالدين الذين يؤمنون بالكتاب كله في بيانات الوحي لواء لاحظوا سواء في الكتاب او في الفريقين التعامل مع الجنة مخلوق شاعر حي كل الجنة لا انه فقط ظرف جامد وعالم جامد ايضا في بيانات الوحي في روايات الفريقين وحتى في بيانات القرآن ان جهنم حي شاعر عاقل تغتاض في بيانات القرآن
فهذه الموجودات لاحظ كلها موجودات حية شاعرة شكلها جنة وظرف لكن هي تنطق وتتكلم وهلم جرا هذه الموجودات الملكوتية الارتباط بها من قبل الملائكة يعبر عنه التحمل حمل تحمله الملائكة الاية الكريمة الذين يحملون العرش هنا يحملون يعني يتحملون وليس يحملون يعني ثقل ثم حمل الملائكة كالحاسوب الكمبيوتري ليس معناه انه يستطيع ان يتحمل كل العرش لماذا? كانوا ثمانية وقد يكون واحد لان الواحد لا يتحمل كل ذلك فالحمل عن ارتباط وتحمل بدرجات وليسوا بدرجة واحدة
او مثلا مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها حملة القرآن فتعلم القرآن حمل للقرآن من ختم القرآن فكأنما اودع النبوة بين جنبيه نعم فحملة العلم بهذا المعنى فليسوا بدرجة واحدة يتحملون او يرتبطون
هذا اجمال الحمل والتحمل ما هو معنى ان الملائكة لها دور وساطة? لاحظ حقيقة القرآن كما يبينه واهل البيت ليس قراطيس ونقوش حقيقة القرآن روح من عالم الامر مهول جبرائيل بمكانته العظيمة كقطرة في محيطه بالنسبة الى الروح الامرية قدرة الروح الامر الذي هو القرآن والقرآن هو هو وليس القرآن معاني ولا الفاظ انما هذا تنزيل القرآن الفاظ ومعاني والا حقيقة القرآن حقيقة شخص القرآن روح من عالم الامر والتوراة هكذا والانجيل هكذا والكتب السماوية هكذا
مر بنا المعاجز هكذا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب في سورة الشورى هذا الروح الامري ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها يعني احد الارواح التي تضبط كل اعمال الانسان وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا
فيطلق القرآن على النفس انها كتاب فالنفس كتاب من الكتب فالكتب ليس اسماء اجسام جامدة هذه كتب ملكوت هي ارواح قل الروح من امر ربي يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا يسميه كتاب لانه يسطر فيها كل شيء تكوينا فهي ليست لاقطة فوتوغرافية بل النفس عبارة عن عوالم الاعمال
اجمالا فحمل الملائكة لهذه الارواح الامرية في القرآن حملها يعني تحملها وارتباطها لماذا هناك دور في الملائكة في نزول الروح الامري على النبي وهو نزول القرآن جملة عندما يقول نزول القرآن جملة ليس المراد الفاظ القرآن ومعاني القرآن المراد هو الروح الامرية والالفاظ تعبير عنه ومعنى عنه كأن نقول زيد له اربع وجودات وجودان تكوينيان و وجودان اعتباريان
وفي بحث المنطق ذكروا هذا الشيء وجود الحقيقة العينية لزيد هذا وجود و وجود معنى مفهوم زيد تكويني فهذان موجودان تكوينية ولكن الاول غير الثاني ووجود صوتي للزيد ووجود نقش كتبي فرعه اثنان اعتباريان واثنان تكوينيان الاعظم هو الوجود الاول فالان اذا كتاب مكتوب عن زيد علوم زيد وكذا هذا ليس زيد هذا تنزيل من وجود تنزيلي جزئي سواء بالنقش او بالصوت حتى المعنى ، فالمعنى صورة فوتوغرافية عن زيد اما حقيقة زيد هو غير المعنى
القرآن هكذا له حقيقة وهو الروح الامري وله معاني الان لسنا في صورة هذا البحث اصل البحث كيف حمل الملائكة? ما هو دورها في النزول? لماذا الامور الغيبية المهولة? لابد ان يتوسط الملائكة في نزوله على الانبياء والرسل لماذا?
السبب في ذلك والسر في ذلك ان ذات كل نبي لا سيما سيد الانبياء او ذات كل وصي لا سيما سيد الاوصياء ذات سيد الانبياء كما يبين القرآن في موارد عديدة هي طبقات ليست طبقة واحدة وهذا امر مرارا كررناه بيانات اهل البيت مأخوذة من تفاصيل القرآن فاذا كانت ذات النبي طبقات فبلا شك ان الطبقات النازلة من النبي ليس كقابلية الطبقات العليا منه فلما تختلف قابليات طبقات ذات النبي عن نور النبي طبقاته حتى قبل العرش خلق من العرش وطبقات فيها العرش وطبقات خلقت من العرش نور النبي فضلا عن نور ذات سيد الاوصياء وهلم جرا وبقية الامور
فاذن النبي طبقته ليست قابلية طبقات النازلة للنبي كطبقاته العليا بل ليست طبقة الوسطى النبي كبقية الطبقات وكل طبقة اعلى طبقة من التي دونها ليست قابليتها كطبقية الاعلى وكقابلية الطبقة الاولى والاعلى
اذن هذا واضح كبيانات عقلية في القرآن وبيانات في الروايات
اذا اتضح هذا حينئذ قابلية الطبقات النازلة الملائكة لها وساطة الاعداد كيف نزول جبرائيل مثلا على النبي? فهل جبرائيل افضل من النبي? كلا يقينا بالضرورة سيد الانبياء افضل من جبرائيل فكيف يصير جبريل معلم للنبي? هو ليس معلم للطبقات العليا للنبي? وانما معلم للطبقات الدنيا النبي والا فجبرائيل يستمد علمه من الطبقات العليا والا فجبرائيل يستمد علمه من الطبقات العليا من سيد الانبياء
جملة من انواع الوحي تنزل على النبي جبريل ما يدري بها يعني مثلا مبنى ذو الف طبقة تارة النزول داخلي تارة النزول من الخارج من الطبقة العليا الى السفلى جبرائيل كان واسطة في الخارج مثلا وما جعلنا الرؤية التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن في سورة الاسراء واذ قلنا ان ربك احاط بالناس وما جعلنا الرؤية التي اريناك الا فتنة للناس نزل جبرائيل ولم يعلم بهذا الوحي والنبي عالم بهذا الوحي فنمط من الوحي ينزل على النبي نسميه من طبقات الداخل كما ان في المعراج وحي اختص به النبي لم يكن لجبريل قابلية تحمل هذا التنوع في الوحي
يقول امير المؤمنين في كتاب الاحتجاج لبيان ان انواع الوحي كثيرة كثيرة كثيرة وما يكون عند العلماء والفقهاء والمتكلمون والعرفاء والفلاسفة والمفسرون اجهل ما يكون انهم يجهلون كثرة هذا انواع الوحي فبعض انواع الوحي كما مر بنا كانما مثل مبنى ينزل من المبنى العالي الطبقة العالية الى النازلة من خارج المبنى من باب المثال
اجمالا فاذن دور الملائكة تتنزل مع هذه الارواح لانها تعد الارضية كوساطة جبرائيل في الوحي هذه بلحاظ طبقات الدنيا للنبي لاالطبقات العليا والا انه يختلف من الطبقات العليا وهذا ليس من باب الشعر والخيال ان النبي له طبقات عليا طبقات سفلى هذا امر بديهي في القرآن وفي الروايات وتعرضنا اليه مرارا فلما يكون النبي ذو طبقات ؟
الفارق الكبير بينها هذا واضح من شؤون طبقات النبي النازلة منه غير طبقات الوسطى وغير الطبقات العليا وبينهما ما لا يحصيه الا الله من طبقات ذاته
هنا تأتي دور الملائكة تحمل يعني هي تتحمل واذا الجبرائيل يحمل الوحي من اسرافيل واسرافيل يحمل الوحي من اللوح الله! واللوح يحمل الوحي من القلم والقلم يحمل الوحي من العرش فلاحظ كيفية نزول الوحي موجود في روايات الفريقين لذلك احد الاوصاف الذي يحملها من اهل البيت كلها معارف
جبرائيل الحامل لوحي الله شبيه قوله تعالى انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين فتحمل الملائكة وساطة اعداد الايصال للطبقات النازلة للانبياء الاوصياء لاالطبقات العليا