45/04/26
الموضوع: الوراثة الاصطفائية و الإمامة الإلهية
لا زلنا في ملحمة طالوت وداوود وجالوت وهذه الملحمة مر بنا مرارا ان القرآن يطالب المؤمنين بالتعرف على امامة الامام من وجوه اعجازية متعددة مختلفة كما انه يطالب المؤمن بان يذعن بحجج متعددة لا نفرق بين احد من رسله لماذا مجموع الرسل? لماذا الرسل يصدق بعضهم بعضا لماذا لا يكفي سيد الرسل او اولي العزم
انه لا يكفي لا لنقص في سيد الرسل هو مهيمن على الاولين والاخرين حسب ما بين القرآن الكريم سيد الرسل مهيمن على اولين والاخرين رغم ذلك يحتاجون الى وسطاء بين سيد الرسل وبين البشر نعم هناك من يتلقى من سيد الرسل يتلقى من الله وهلم جرى? ولكن هذا التلقي من الله كما ان الله عز وجل لما جعل بينه وبين خلقه الرسل والانبياء والاوصياء فليس النقص في الله النقص في القابل وليس في الفاعل كما يقولون في المفيض فلسفة الحجج تكثر الحجج هي وجود نقص في البين كذلك في نفس الامام المعصوم الواحد ايضا يلزم ان نتعرف عليه من جهات عديدة وان لا يكفي النص ، هل لنقص ؟ لا لنقص في المعرفة ، في معرفة الامام يجب ان نتعرف من جهات عديدة
لذلك ورد في معرفة الله في دعاء عرفة لسيد الشهداء ان فلسفة تصفح معرفة ايات الله لكي لا نجهل الله في مقام وفي شيء كما يقول امير المؤمنين ما رايت شيئا الا ورأيت الله قبله ومعه وبعده يعني قد لاحظت يعني رؤيا الله لا تغيب اني ارى المخلوق يجب الا تحجبك رؤيا المخلوق عن رؤيا الخالق لكن ليس من باب الحلول ولا من باب التناسخ ولا من باب كذا لكن من باب ان الخالق يتجلى في كل مخلوقاته
امرتنا بالرجوع الى الاثار لكن هذا الرجوع الى الاثار كي يعلمنا الله انه لا يخفى في شيء ولا يحجب عنه شيء حينئذ تكون معرفة الله تماما
فنحن مطالبون بالمعرفة التامة كذلك الحال في الامام قد الانسان يعرف النبي واهل البيت في بعدهم الدنيوي ولكن يجهلهم في عالم القيامة او في عالم الجنة لان معرفته كانت ناقصة بهم فلا يتعرف عليه ويحرم من معرفته
فمعرفة النبي واهل بيته في العوالم معرفة كاملة ومن ثم هناك بيانات عديدة منهم عليهم السلام وحتى في القرآن ان معرفة سيد الانبياء لا يكفي ان تعرفه انه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم هذا لا يكفي بل لا بد ان تعرفه انه رسول الله في كل العوالم ولكل المخلوقات ولجميع خلائقه في كل عوالم اللطيف القرآن الكريم يقول عن النبي ابراهيم انه في الاخرة لمن الصالحين ان النبي ابراهيم من الصالحين في الاخر نبوته دققوا اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين يعني وساطة سيد الانبياء مع الغيب في كل عوالم بعض الانبياء وساطتهم في حدود بعض العوالم وليس جميع العوالم
كلامنا الان في اصل سيد الرسل انه سفير الله بين الله وجميع خلقه في كل عوالم من ثم اكد في بيانات لاهل البيت لابد علينا ان وصف سيد الرسل برسول الله ووصفه الله بهذا الوصف في كل مواطنه وفي كل العوالم ووصف القرآن سيد الانبياء بالرسالة في كل مواطن وفي كل عوالم وهذا هل تجدونه في غير سيد الرسل? في الاخرة مثلا في الابدية
فهذه معرفة الرسول او معرفة الامامة على هذا النمط
وصلنا الى هذا المقطع الى هذا المحل المحط او هذه المرحلة انه ما دور احد الحجج والصفات للامام كما تبينه ملحمة طالوت ؟ هو كون الامام وارث لجميع معاجز وكتب الانبياء والاوصياء السابقين ان اية ملكه لاحظ هذي معادلة كلية ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة وبقية مما ترك ال موسى وال هارون فالتابوت مخزن مثل مخزن مثل صندوق احد اوصاف امير المؤمنين خازن وحي الله كلمة وارث تساوي خازن بس خزانة ليست جسمانية انما روحية ملكوتية اصطفائية كالمخزن الالكتروني مثلا تمثيل
فاذن الامام وارث لكل ما سبق فليس من الصدفة اذن في كل زيارة ائمة اهل البيت وصف الائمة بالوارث وارث ادم وارث نوح ابراهيم موسى عيسى كما انه ورد في زيارة الحسين انه وارث فاطمة وارث سيد الانبياء امير المؤمنين وارث فاطمة وهذا واضح يعني فاطمة سلام الله عليها لها اصطفائية وموقعية كما ورد في زيارة الرضا ان وارث فاطمة ايضا نفس الكلام وارث الانبياء وسيد الرسل وامير المؤمنين والحسن والحسين ووارث فاطمة لا منافاة ان الارض يورثها من يشاء من عباده يعني ليست عزلة في الله وليس توريث ان الارض لله يورثها
فالوراثة الاصطفائية تختلف عن الوراثة المادية ويعتبر اقحام فاطمة تنبيه على ان فاطمة سلام الله عليها لها مقام الولاية اذن هذه بصمة وحيانية مهمة ان المتأخر يحوي على ما عليه المتقدم وزيادة يعني صاحب العصر والزمان مثلا سيظهر على يديه ما لم يظهر على يد سيد الانبياء فهذه بصمة وحيانية مهمة مع ان سيد الانبياء اعظم وكذا سيظهر ما لم يظهر على يد امير المؤمنين مع انه اعظم غاية الامر كما مر انه ان هذه الفيوض المتجددة من الله عندما تتنزل على الامام الثاني عشر اولا تتنزل على سيد الرسل ثم امير المؤمنين ثم فاطمة ثم الحسن والحسين الى ان تصل الى الامام المهدي وهذا يدل على ان هذه الامور لم تتنزل على سيد الرسل قبل ذلك والان تتنزل لذلك من صفات المهدي انه تتوقد وتتفتق جيوب النور منه يعني قدرات ملكوتية من الارواح الامرية فتظهر على يد المهدي امور غيبية ملكوتية لم تظهر على احد قبله قط لا لانه اعظم من سيد الانبياء بل ما يتنزل عليه في الملكوت اولا يتنازل على سيد الانبياء ثم تصل اليه ثم يوحيه رسول الله الى صاحب العصر والزمان وبالتالي في دار الدنيا لم يظهر في زمن سيد الانبياء
وليس هذا الذي يتنزل يخالف ثوابت القرآن او ثوابت السنة كلا وانما هي التفاصيل التابعة وهذه التفاصيل التابعة لم تبرز على يد سيد الانبياء في زمانه انما ستبرز على يد المهدي ولذلك احد الفتن لكل البشر انه ستظهر على يد صاحب الزمان معجزات وغيبيات وقدرات مهولة لم تظهر على احد من قبله فملحمة المهدي ملحمة عظيمة وفي بيانات اهل البيت وبيانات العقائد في المعارف اشاد باضعاف من الفتنة المعرفية بمعرفة سيد الرسل
فالفتنة في معرفة الامام المهدي اعظم خطبا من كل من سبقه هذه قاعدة ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة وبقية مما ترك ال موسى وال هارون وحتى ال محمد حتى وزياد لانه يفضل اهل بيته ولم ينزلها الله من قبل على النبي في هذا الاوان ثم على امير المؤمنين ثم الى ان يصلها الى المهدي من دون ان تخالف الثوابت
هل ما تنزل على رسول الله في سنة ثلاثة وعشرين يناقض ما تنزل عليه في اول البعثة? كلا لا يناقض يتنزل على رسول الله من وحي مدني يناقض ما تنزل عليه من وحي مكي ؟ كلا هي سلسلة واحدة هل ما تنزل على النبي يناقض ما تنزل على موسى وعيسى وابراهيم? حيث يصدق بعضهم بعضا ؟
فاذن الملحمة العظيمة في الامام المهدي انه ستظهر على يديه ما لم يبرز من قبل على يد جده المصطفى والمرتضى او الصديقة الطاهرة ولكن بدون ان يتناقض ويتنافى بدون ذلك بل يسند بعضه بعضا
وهذا المبحث ينفتح منه مباحث كثيرة ان اية ملكه هذه ملحمة عظيمة في القرآن وليست خاصة بطالوت فمنطق الوراثة بين الانبياء والاوصياء كما قالت البضعة الصديقة الطاهرة في الخطبة الفدكية هذا نظام دائم ودؤوب ومستمر رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب فالوراثة موجودة و ورث سليمان داود
عدة نكات نبهت عليها الصديقة في هذه الخطبة العصماء في المعارف الالهية وفي فلسفة التشريع ان الوراثة موجودة في النبيين والاوصياء فموارد عديدة استشهدت بعدة سور ولا سيما ان خطبة فاطمة لها عدة نسخ احد المحققين في خمس مئة صفحة درس نسخة واحدة وشرحها وهي اقل تقدير اربع خطب لها وليس خطبة واحدة اربع خطب فهذه نكتة موجودة وهي يعني ثبتت ان نظام الامامة والانبياء والاوصياء وارث بعد دواليك من ثم هي كانت تطالب بوراثتها الاصطفائية يعني لاحظ هي وعلي وارثا النبي معا
ايا ما كان محط الكلام لنا كان في انه ما دخل الملائكة انها تحمل هذه الجواهر الملكوتية الغيبية للارواح الامرية فاذا لماذا قيل القرآن تحمله الملائكة? يعني كل هذه الطريقة الملكوتية لال يعقوب الملائكة تحمله فما دور الملائكة في الوراثة الاصطفائية وفي تنزل الوحي? الذين يحملون العرش ومن حوله لماذا يحملون? وحمل الملائكة للغيوب والغيب لماذا? فما دور الملائكة? بحث مهم ولماذا تنزل الملائكة والروح? ما دورها? اي سورة من القرآن عندما تتنزل يزفها الملائكة قبائل منه سورة البقرة سورة الانعام بعض الايات العظيمة تتنزل مع الملائكة فدور الملائكة بتنزيل الوحي ما هو او في الوراثة الاصطفائية الملكوتية للاوصياء ؟