الموضوع: حقيقة معنى النبوة في لسان الوحي

مر بنا انه في ملحمة طالوت وداوود وجالوت استعراض لشؤون الامام المنصوب المنصوص من قبل الوحي وان هذه الملحمة الطالوتية تبين وتستعرض انه لا يكتفى المؤمن في وظيفته على مجرد النص الوحياني وان كان هذا لا بد منه بل لا بد ايضا ان يتعرف على حجج ودلائل اخرى على الامام المنصوب كيف تستتم للمؤمن معرفته بالامام المنصوب وحيانيا ومن تلك المعالم الوحيانية التي يشترطها الوحي في الامامة الالهية ان يكون وارثا لجميع من قبله من الانبياء علمهم وقدراتهم الغيبية التكوينية

ومن ثم علوم الانبياء كالكتب السماوية مثلا او قدراتهم ليست معلومات عرضية وخواطر ذهنية احد الازمات عند البشر في معرفة الانبياء والرسل والائمة انهم يظنون ان علم الانبياء وعلم الاوصياء و علم خليفة الله كعلم الفقهاء علم عرضي ذهني وخواطر ذهنية وعلوم حصولية يكتسبها وما شابه ذلك وهذه ازمة لدى البشر في فهم حقيقة النبوات وحقيقة الامامة الالهية بل العمدة في علم الانبياء وعلم الاوصياء ان في ذواتهم ارواح امرية مهولة ملكوتية حية شاعرة اخطبوطية في الملكوت كيف مثلا ميكائيل يحيط بكل فرد من البشر? هو ابليس في رتبته مع انه من الملكوت النازل فسح الله له بعض هذه القدرات والمجالات فكيف انبياء الله? او كيف مثلا عزرائيل? فرد من افراد البشر وكل فرد من افراد الجن وكل فرد من افراد الحيوانات والنباتات كل ذي روح له احاطة تكوينية روحي شمولي

عزرائيل على نبينا واله وعليه السلام يعني شمولية قدرته التكوينية على هذه الكائنات ذات الروح في الارض كالدرهم في كفه هكذا سيطرة فكيف بمن هو اعظم من عزرائيل? بمن هو خليفة لعزرائيل وامام لعزرائيل اسرافيل هكذا له قدرة شمولية تكوينية في نفخ الارواح وحياة الاجساد في الصور وغيرها فكيف بمن هو امام لاسرائيل وهلم جرا?

فعلوم الانبياء والكلام في الطبقة العليا من الانبياء وان كان تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض الطبقة العليا من الانبياء والطبقة العليا من الاوصياء لا سيما سيد الانبياء واوصيائه علومهم ليس كعلوم الفقهاء او العلماء عبارة عن معلومات تصورية في الذهن تقل وتزيد تصيب وتخطئ كلا علومهم عبارة عن وجود ارواح امرية كما بين في كتاب الاصول الكافي وبصائر الدرجات ذلك وعمدة العقائد يجب ان يتزود بها الانسان ليس من كتب المتكلمين من علماء الامامية رحمة الله عليهم لانه هذه الكتب لا تشتمل على كل الوحي فالوحي لا يحيط به العلماء بينما كتب الحديث والقرآن بضميمة كتب العلماء نعم يقتدر المؤمن المكلف حينئذ على الاحاطة بما هو واجب

ومرارا كرارا مر بنا تعريف النبوة في القرآن وفي كتب وبيانات العقلية في الحديث اعظم من تعريف النبوة الذي اختزله واوجزه بشكل مختزل ومخل كتب الكلام او علماء الكلام من علماء الامامية رحمة الله عليهم فهو لا يشكل تمام حقيقة النبوة والامامة والبحث العقائدي ليس فيه تقليد نعم ليس فيه انقطاع عن جهود العلماء ولكن لابد ايضا من مراجعة جهود العلماء كي لا ينقطع الفئة المكلفة عن المصادر وعن العلماء لكن لا يكتفي بذلك بل لابد عليه اولا بجميع العلماء وليس عالم واحد الاموات والاحياء ليس فقط الاحياء ولا يكتفي بذلك و ايضا مصادر الوحي القرآن وكتب الحديث وبالتالي بقدر مكنته ودربته وفطنته يتوصل الى الضروريات والى المسائل العقائدية

فعلى اي تقدير تعريف النبوة والامامة الموجود في القرآن وفي بيانات الوحي المستفيض اعظم شأنا من التعريف الذي ذكره علماء الكلام او الفلاسفة او العرفاء للوحي الوحي قالب فوقاني عظيم

ثم امس ذكرنا في العقائد ان اعتبار كتب الحديث ليس تقصد الرواية معتبرة او اي درجة من الاعتبار له لا يسوغ العامي العادي ان يقلد فيه عالم من العلماء لان مصادر الحديث دخيلة في استنتاج العقائد والمفروض ان العقائد والضروريات لا تقليد فيها فكيف بما هو سبب لها ومصدر لها?

فمن ثم اعتبار كتب الحديث يجب ان ينفتح فيه المكلف فضلا عن الفضلاء وطلاب العلم يجب ان ينفتحوا فيها على جميع العلماء ولا يصغوا لعالم واحد مهما بلغ شأن ذلك العالم الواحد ينفتحون على جميع العلماء وجميع المدارس بل كما مر بنا قبل قليل يجب ان يتحروا بقدر وسعة المواد الموجودة باعتبار كل كتاب

فتعريف النبوة وتعريف الامامة في الوحي ليست تعريف في كتب علم الكلام كانما النبي والعياذ بالله مسجل صوت او خازن صور او مسجل صور كما هو موجود لدى كتب الكلامية في المذاهب الاخرى نعم ورد فيه انه يسمع الصوت لكن هذه طرق نازلة والوحي الذي موجود لدى الانبياء فوق ذلك

مطلب لطيف مرتبط بهذا البحث يذكره امير المؤمنين عليه السلام في رواية الاحتجاج رواية من عدة صفحات يجيب فيه على اسئلة الراوي وان كان الراوي يسمونه زنديق وليس بزنديق الاسئلة اسئلة هو يثيرها ويذكرها كي يستحصل على الجواب لا ان هذا الراوي زنديق وان كان كتب الحديث تذكر ان هذا الراوي زنديق المهم هي رواية عظيمة فيها يمكن ان يقال تلك الرواية مشتملة على جل قواعد علم التفسير بغض النظر عن هذا المطلب في تلك الرواية يقول امير المؤمنين ان احد اسباب جهل الامم والاقوام البشرية والعلماء الجاهلين بالانبياء والرسل الاوصياء احد اسبابها الكبرى جهلهم بانواع الوحي الالهي يظنون ان الوحي الالهي وتيرته ونمطيته وشاكلته واحدة او اثنتين او ثلاثة وهذه جهل بحقيقة الانبياء والرسل وحقيقة الاوصياء بينما انواع الوحي لا تعد ولا تحصى

شبيه كلام الامام الصادق حفيد امير المؤمنين عندما قالوا له وحتى الباقر والسجاد في رده على العامة ان الاذان كيف تم تشريعه عند العامة انه تم تشريعه بكذا وكذا الامام عليه السلام اجاب بان تشريع الاذان اجل شأنا من ان يكون بهذا النمط من رؤيا احد البشر بل يقول الائمة عليهم السلام تشريع الاذان اعظم شأن من ان يكون واسطة الوحي فيه جبرائيل الاذان تلقاه سيد الانبياء في المعراج وفي المعراج طبقات اعظم من جبرائيل
وح القدس الامرية الذي هو حقيقة القرآن اعظم خلقا كما يقول امير المؤمنين من جبرائيل فجبرائيل مع قوته انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين اوصاف عظيمة لجبريل لكن مع هذه الاوصاف القرآنية له لا يعدل قطرة في الاوصاف القرآنية للروح الامري

فالوحي انواع وانماط عديدة جدا وان لم نتعرف عليها ولو سطحيا من بعيد سنقع في جهالات كثيرة في معرفة حقيقة النبوات وحقيقة الارتباط العلمي الوحياني لدى الامام انواع العلم الوحياني

فاذن تأكيد من القرآن الكريم ان الامام بالامام الوحيانية الالهي يجب ان يكون فيها خصائص ملكوتية تكوينية كثيرة فلما تكون انت ايها المؤمن على معرفة كاملة تامة بصيرة من هذا الامام من ثم تنقاد له وتسترشد وتستهدي به كل السبل والبينات والمجالات

اذن احد خواص هذه الامامة ان اية ملكه يعني وارد لكل علوم الروحية الامرية للانبياء السابقين هذه الارواح الامرية تحمله الملائكة هنا حمل الملائكة ليس حملا جسمانية هي ارواح امرية ليس التابوت شيء جسماني نعم له بعد جسماني لا انفي لكن هو ليس مثل الان حجر الاسعد بضرورة المسلمين ملك عظيم يشهد للاولين والاخرين بمن وفى بالعهد ولم يف وهو جزء الكعبة والمسلمين يقبلون الحجر الاسعد ويرفعون يدهم كأنما عند الحجر يخاطبونه ميثاق تعاهدته وامانة اديته لتشهد كذا ، فضرورة من ضروريات المسلمين لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة نخاطب من? حجر جامد لا روح فيه لا شعور فيه ؟ قاله ذلك قال انك لا تضر ولا تنفع فاسكته علي بن ابي طالب قال له انه ينفع ويضر ويشهد على من وافاه

فبالتالي هذا الملك المهول الذي جسمه جعل حجر كانه لكنه ليس جامد روح ملك عظيم يشهد الاولين والاخرين ولا يضيع عليه حسبان احد هذه الترسانة ملكوتية مرتبطة بجسم جامد هكذا حجمه كجسد

لذلك الملك مع انه ملك جسمه كانه جامد ولكنه ليس بجامد جزء الكعبة الكلام نعم التابوت قد يكون ايضا جسم جامد ولكن هذا الذي تحمله الملائكة تابوت بعد الملكوت السكينة بعد ملكوتي بقية مما ترك ال موسى وال هارون والملائكة ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين لماذا تحمله الملائكة? مر بنا تحمله الملائكة مثل حمل العلم اذا كان الامام الامام والاوصياء اللاحقين الارواح الامرية الملكوتية من الانبياء السابقين يرثون وراثة اصطفائية ما دور الملائكة في حمل هذا الشيء? حمل هذه الارواح هي عندما يقال مر بنا عندما يقال ان الملائكة تحمل العرش هنا من هو اعظم? المحمول ام الحامل مر بنا المحمول اعظم من الحامل? حملة العلم ليسوا اعظم من العلم او حملة العرش يعني يرتبطون به علما هنا الحمل بمعنى ماذا ؟

كل فرد بشري يحمل العقل والعقل اعظم او البشر ؟ العقل يكون اعظم خلق الله لكن ليس كل فرد بشري يستطيع ان يحوي ويحتوي على العقل الكلي نعم شعاع من العقل نعم مثل ما مر بنا مثالا بلا قياس المخزن الاصلي لمعلومات الانترنت كل حاسوب كل بلد يرتبط بهذا المخزن لكن ليس الكل يطلع على كل ما في هذا المخزن الا حواسيب خاصة فكل يرتبط بمقدار من هذه المواد

المهم فاذا في حمل العلم الحاسوب لعلم المعلومات في الانترنت لكن من هو اعظم المخزن اعظم او الحاسوب? المخزن اعظم

الملائكة تحمل اشياء هذه مقدمة كي نصل الى انه ما دور الملائكة في الروح الامرية ، الارواح الامرية عند نزول القرآن لماذا تتنزل الملائكة معه تنزل الملائكة والروح لماذا? عندما تنزل سورة من القرآن شيعة سبعون الف كذا ملك لماذا? مع ان الملائكة المحمولة الحاملة هي اقل شأنا من الحاملة اقل شأنا من المحمول والمحمول اعظم اذن دور الملائكة روح الامر هو حقيقة القرآن يتنزل في ليلة القدر بل في كل ليلة جمعة في كل اية يتنزل على الامام المعصوم لكن تتنزل معه الملائكة تحمل هذا الروح يعني ماذا دور الملائكة في حمل الارواح? حمل هي ليست محمول بمعنى مفعول يعني اقل شانا ،

اقرب المطلب بمثال اكثر والمثال يقرب من جهة ويبعد مثلا لو حملت ثروة وكنز عظيم على اكتافهم فايهم اخطر الكنز ام الحملة? الكنز اخطر مثلا معلومات سرية جدا خطيرة لدول يحمل منها بعض امناء الحاسوب وهم ما يدرون ماذا فيها كاملا لا يعلمون فمن هو اخطر على الدولة وعلى مستقبل البلد والشعب والوطن? المعلومات او هؤلاء الحملة الامناء ؟

المقصود انه فما هو دور الملائكة? فلماذا في مواطن عديدة و موارد عديدة القرآن يبين دور حمل الملائكة لما هو اعظم منها في سورة النحل غير سورة القدر ينزل الملائكة بالروح فالروح اعظم ولكن تتنزل الملائكة معه لكن لماذا تتنزل الملائكة معه? ويقال تحمله يعني تتحمله يعني تتحمل درجة

من هنا الحمل بمعنى التحمل لا بمعنى الحامل يعني هل يعني هناك علم خطير هل تتحمله? وانت نعم تتحمل درجة منه يقال انك حامل يعني عندك درجة تحمل لا انك انت اعظم من المحمول يعني متحملها يعني تصبر وتستطيع ان تتحملها النبي موسى هل تحمل علم الخضر? تحمله يعني تصبر انك لن تستطيع معي صبرا قال هل تعلمني بما علمت رشدا? قال انك لن تستطيع معي صبرا يعني التعلم وكيف تصبر على ما لم تحط به علما

فهنا تحمله الملائكة يعني تتحمله وتتعلمه وتصبر عليه ولكن هناك ابعاد اخرى في معنى حمل الملائكة وغير الملائكة