45/04/21
الموضوع: تعدد الوسائط والوسيلة لنقص في القابل
مر بنا الايات الواردة في سورة البقرة حول طالوت وداوود وجالوت تبين الشرائط الوحيانية للامامة الالهية وان المعالم الوحيانية كل معلم هو حجة مستقلة قائمة بنفسه ومع ذلك يطالبنا الوحي بمعرفة جميع ومجموع هذه الحجج فلما تكون مستقلة ما الحاجة اذن للتعرف على بقية الحجج ؟
مر ان النقص ليس في الحجج النقص والقصور والحاجة في الانسان نفسه وليس في الحجج والا القرآن كامل لكن لا تستطيع الامة ان تأخذ كل حاجة من القرآن لا لقصور في القرآن وانما لقصور في الامة وعلماء الامة ما يستطيعون ان يستخرجوا كل الوحي بمجرد انفسهم من القرآن لابد ان يستعينوا بالراسخين في العلم الذين اوتوا العلم الذين يمسون الكتاب المكنون الذين نعتهم القرآن بالمطهرين في اية التطهير
كما ان سيد الانبياء هو الكل في الكل فلماذا لا نكتفي به? لماذا ينصب لنا الله عز وجل وصيا له ثم اوصياؤه الى اثني عشر وصيا ؟ لا لنقص في احدهم انما النقص فينا نحن لا نستطيع ان نتلقى كما ان الله لم يجعل بينه وبين عباده رسلا تترا وليس رسول واحد بل قال رسل منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص
سبب ذلك ان البشرية ليس في قابليتها ان تأخذ من واحد وانما تأخذ من مئة وعشرين او مئة واربعين مئة الف نبي ، البشرية ما من قرية الا خلا فيها نذير فطبيعة البشرية وان من امة الا خلا فيها نذير
هذه المغالطة انه اذا ظهر صاحب العصر والزمان سنستغني عن الحوزات العلمية وعن الفقهاء وعن العلماء نحن لا نريد ان نقايس الفقيه العالم بقطرة من محيط المعصوم كلا ولكن هؤلاء اعوام وليسوا معصومين قد يخطئون قد يصيبون لكنهم عوام حتى عند ظهور صاحب الزمان
وعندما بعث سيد الانبياء اعظم المعصومين لكنه لم تكن البشير تستطيع ان تغترف من سيد الرسل ومن سيد المعصومين وهو سيد الانبياء ان تغترف منه كل البشرية مباشرة ما عندها قابلية لا من جهة الفهم ولا من جهة الية الوصول ولا ولا ولكن لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون
هذا النظام التكويني هو نفسه مع كل معصوم حتى في دولة الظهور وحتى في دولة الائمة عليهم السلام طبعا طواقم العلم مع الامام ع و ليس فقط الفقهاء والعلماء ايضا الابدال ايضا الاوتاد ايضا السياح طواقم كثيرة النواب الخاصين والنواب العامين دولة المعصوم لها مجموعات وطواقم و وزارات ووزراء متعددون نفس الانبياء وزراء للائمة عليهم السلام مثلا النبي عيسى النبي ادريس والياس والكثير من الانبياء لم تذكرهم الروايات والايات ولكن يظهر منها انهم لا زالوا احياء لا فقط الانبياء الاربعة احياء قد يستفيد الباحث من الروايات والايات ان هناك جملة من الانبياء على قيد الحياة شبيه عيسى او النبي الياس المصرح المنصوص عليه
فلدولة النبي ودولة ال بيته طواقم عديدة لا انهم طاقم واحد طبعا بموازين وضوابط
اجمالا اذن البشرية لا تستطيع ان تلقي عن الله او عن المعصوم مباشرة دائما وهذا وهذا هو السر ايضا في وجود الدائرة الاصطفائية الثانية من بني هاشم ابو طالب عبدالمطلب عبدالله امنة بنت وهب فاطمة خديجة الكبرى زينب الكبرى المحسن ابراهيم ابن النبي القاسم والطيب ابناء النبي وهلم جرا عبدالله الرضيع وكثيرون القاسم بن الامام الكاظم او اسماعيل او السيد محمد فهم وسطاء
على كل هذا بحث اخر طويل الذيل اجمالا اذن طبيعة المخلوقات طبقات في نيلها لفيض الله والاستفاضة من الله لا ان الفاعل والمفيد قاصر وانما القابل نقص فيه لذلك القرآن الكريم يدحض هذه الفكرة وهو الكفر بالوسائط او الواسطة بل يريد كل منهم ان يؤتى صحفا منشرة يعني كل منهم يصير نبي ما عندكم قابلية كلكم تكونوا انبياء هم الانبياء قابلياتهم متفاوتة وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فكيف بغير الانبياء? انكار القابليات استكبرت ام كنت من العالين?
قضية ضرورة الوساطة هذا امر سبق وان ذكرناه ان العجز في الانسان ليس العجز في الباري تعالى ولا سلسلة الرسل والعياذ بالله جملة من الفلاسفة يقولون ما نحتاج الى رسول الله نحن واصلين اللي يحتاج للرسل الناقصين وهكذا من العرفاء انت لو تبلغ ما تبلغ وتصل في العرفان مضطر لاتباع الوحي النبوي وظل سيد الانبياء صلى الله عليه واله وهو يقول النبي موسى والنبي عيسى يحتاجون الى الوحي الذي نزل على سيد الانبياء هو ليست لديهم رادار لاقط يستوعب ما استوعبه النبي كما قال سيد الانبياء لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما الا اتباعي
فاذا كان هكذا الانبياء فكيف بغير الانبياء? فاذن العجز ليس في الله العجز في القوم
ففي مغالطة دائما ابليسية وهابية سلفية عرفانية ولابد ان نعلم ان السقيفة موجودة في العرفان تعبير بعض الكبار السقيفة موجودة العرفان اخطر من السقيفة الموجودة في الخلافة السياسية او السقيفة في الفلسفة اخطر من السقيفة السياسية واعظم خطورة فالسقيفة عبارة ان تجعل غير الخلافة الوحيانية لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك هذا اخطر فالقيادة الوحيانية المعنوية الروح الدينية غصب هذا المقام اخطر من غصب الخلافة السياسية غصب المنصب الديني انه خليفة رسول الله حيث رسول الله اعظم شيء في نبوته ورسالته وامامته الالهية وليس فقط حاكمية السياسة لسيد الانبياء والامامة الالهية
لذلك اليهود كانوا يأتون ويمتحنون الاول والثاني والثالث في معارف النبوات يرون الطرف لا شيء عنده يقولون فكيف تدعي انك خليفة النبي لذلك تعبير الزعامة الوحيانية الدينية الملكوتية تقمصها اخطر من الزعامة وغصب الزعامة السياسية ومن ثم هم اضطروا ان يجعلوا الشهادة الثالثة في الايمان
بتعبير السيد الخميني استاذ الشاه ابادي وغيره حرمان الامة من العلوم الوحيانية لاهل البيت اعظم خسارة فادحة من خسارة الامة من العدل السياسي لاهل البيت او العدل الاقتصادي او العدل القضائي لان العلوم الوحيانية والدينية اعظم من حاجات البدن
فاذن السقيفة لن تكون اغتصاب للمقام السياسي لامير المؤمنين فقط وانما اعظم شيء هو في المنصب المعنوي الوحياني الديني عند ال البيت تقمص هذا المقام
لذلك هم قد لقلقة لسان يقولون الاول اجتهد الثاني اجتهد ولكنهم يتلقون افعالهم وما يتلقونه تلاعب في الكلمات في اللسان فالزعامة الدينية في الدين الوحياني اخطر من الزعامة السياسية من ثم جعلوا مصدر الدين ومعرفة الدين والمعارف جعلهم البشر دون الكتاب والعترة هذا هو السقيفة ، فخطر السقيفة في العلم اخطر من السياسة
من هو الزعيم الديني? زعيم الوحي وخازن الوحي اعظم من الزعامة السياسية زعيم العلم والدين
على كل المشكلة انه من هو الزعيم ومن هو المرجع الوحياني للدين? مرجعية الوحي غير المرجعية الاجتهادية الظنية غصب الخلافة في السقيفة هذا المواقع اخطر من اي تداعيات سياسية نعم لها خطورة لكن اقل شأنا من الزعامة الدينية والزعامة العلمية للوحي
من ثم ذكرنا للاخوان ان اعتبار كتب الحديث ليست مسألة فرعية بل هي مسألة اعتقادية لا يجوز التقليد فيها لان تراث الحديث مصدر العقيدة ومصدر اكتساب معرفة الضروريات ومصدر التعرف والمعرفة العقائدية اذا كانت العقائد والضروريات لا يجوز التقليد فيها فكيف بما هو مصدرها ما يمكن التقليد فيها
لذلك اعتبار الكتب الحديثة على كل مكلف بان لا يكون امعة في هذا المجال هو بنفسه يبحث طبعا ليس معناه انه ينقطع عن العلماء لكنه لا يسوغ له الاعتماد على عالم واحد ولا يسوغ له الاعتماد على جيل واحد ولا الاعتماد على الاحياء دون الاموات وانما يجب ان يجمع وينفتح على الاولين والاخرين بقدر وسعه معنى حرمة التقليد ليس الانقطاع عن العلماء يعني لا يكتفي بعالم واحد دائما معنى حرمة التقليد ليس الانقطاع عن العلماء والانقطاع عن العلماء اجتهاد خاطئ غير سديد غير مجزي يعني يجب ان يعاد معنى حرمة التقليد ان يبقى الاجتهاد والاحتياط كله والاحتياط ينفتح على كل العلماء لا ان تقتصر على العلماء بعالم او عالمين او بالاحياء دون الاموات يعني ان تراعى الاولين والاخرين بقدر وسعك كما ان الاجتهاد تنفتح على الاولين والاخرين بقدر وسعك
فمعنى حرمة التقليد في العقائد ليس ان تنقطع عن الحوزات ولا عن الاحياء ولا ان تصغي الى عالم واحد بل حاول ان تصغي لكل العلماء وللاولين والاخرين ثم ترجح ثم تدرس وتوازي بين الاقوال في الادلة فاذن في مسائل عقائد الفتاوى مجرد الارشاد ليس لنا مجزي التقليد فيها وانما تضم الى بقية اراء العلماء الاحياء منهم طبعا هذا معناه الاحتياط في العقائد او الاجتهاد في العقائد مزيد من الانفتاح لا مزيد من الانقطاع
لا تكتفي بالمرجع الاعلى او المراجع العليا او كذا لا لا ولا الاحياء دون الاموات الكل في الكل حتى لو كان واحد اعلم في العقائد او في الفقه ما يكفي لازم تنفتح مع الجميع ان تتعدد الاعلمية لكن لا تكفي يجب الانفتاح على الجميع هكذا الحال تقول لي هذا الكتاب الحديث كتاب معتبر وغير معتبر
السيد الخوئي رحمة الله عليه اعتبره او ما يعتبره هذا قول من الاقوال لا ان تحصر مسيرة الدين بعالم ابدا ما يجزي ما يجزيك بينك وبين الله يجب ان تنفتح على الكل
ابرز من خاض في هذا المجال السيد محسن الامين خاض في هذا الجانب والسيد حسن الصدر في تأسيس الشيعة وميرزا عبد الله الافندي في رياض العلماء والخوانساري صاحب روضات الجنات وكثير من الاعلام و الطهراني لكن لا يكفي ان اعكف على احد دون البقية لان اعتبار كتب الحديث مصدر للدين مصدر للمعرفة مصدر للضروريات كيف انا اتكأ على عالم واحد? لا يجزي ولا انفتح على الكل
مثلا في مبحث الغلو اعتمد على كلام الصدوق فقط شوف المفيد ماذا قال وكلمات البقية اموات واحياء كما ان المجتهد يتفحص ينبش ويغوص في كلمات الاولين والاخرين الموت والحياة ليس له مجال هنا في كل مبحث عقائدي ومنها اعتبار كتب الحديث اعتبار كتب مصادر يا اخوان لان المصدرية لعلوم الدين امر عقائدي ديني الزعامة العلمية امر عقائدي والسقيفة فيها اخطر من السقيفة في السياسة او الخداع فيها اخطر من الخداع في السياسة والمصير فيها اخطر من المسير في السياسة فلينظر الانسان الى جعفر ابن محمد الصادق يفسر القرآن بالقرآن ولكنه ليس بمفسر نفس ما قال النبي يوسف ما لا يأتياكما الرزق العلمي