مر بنا ان ملحمة طالوت وجالوت وداوود في سورة البقرة تشتمل على مباحث من شؤون الامامة الالهية شؤون عظيمة وهذا منبه على ان الامامة الالهية من فعل الله ومن اختيار الله وخيرته ومن ثم اوصاف الامام ايضا من شؤون الله

وهذه القاعدة مهمة اذ يبين اهل البيت في طوائف عديدة متواترة وبعضها مستفيضة ان اوصاف الامام يا علي لا يعرف الله الا انا وانت ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرفك الا الله وانا

معرفة امير المؤمنين او معرفة الائمة لايعرفها بقية البشر وليست لديهم القدرة اذن لابد ان يستعينوا بالوحي مثال نموذج من الطوائف الدالة على ذلك ما ورد في كتاب الكافي من حديث الرضا طبعا الفلاسفة يقرون بهذا الشيء ان المخلوق الاخس لا يستطيع ان يحيط بكون مخلوق الاشرف يعبرون عن هذه القاعدة في الفلسفة قاعدة عقلية مطابقة للوحي ان الاخس لا يحيط بالاشرف وهذا صحيح يعني بيان عقدي في بيان عقلي للامام جعفر بن محمد الصادق وحتى في بيانات بقية الائمة ان من وصف شيئا بكنهه فهو اكبر منه الواصف اكبر من الموصوف لماذا يا جعفر بن محمد? باي بيان? باي برهان تذكر هذا المطلب? يقول لانه لابد ان يكون الواصف محيط بالموصوف والمحيط اكبر من المحاط هذه الاحاطة ليس المراد بها جسمانية حتى لو كانت احاطة عقلية مجردة والا اذا لم يكن لديه احاطة ولو احاطة عقلية كالاحاطة الجسمانية كيف يصفه بكونه هكذا ؟

فمن ثم من بديهيات قواعد معارف اهل البيت ان الله لا يوصف بكنهه ومن ادعى انه يصفه بكنهه فقد اشرك فاذن يوصف الله ؟ بل يوصف الله باياته وبكمالاته وبافعاله ويوصف الله باسمائه وكل هذه مخلوقات يوصف بها المعنى

اذن هل هناك تعطيل في معرفة الله? كلا لا تعطيل ولا تشبيه اعظم تشبيه واخطر تشبيه واخفى تشبيه واغمض تشبيه ان تريد ان تصف الله بكنهه ليس التجسيم ، التجسيم هذا شرك مبتذل وانما تتجنب من الشرك الخفي صعب نعم تجنبه من الشرك الجلي سهل على الجميع اما تجنبه من الشرك الخفي صعب

الشرك ان تدعي ان هذه الاوصاف كنه الذات الشرك الخفي اعظم يعني اخطر انه ما احد يستطيع وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فالشرك الخفي انه تجعل الكلمات لا تؤدي الى الله والطريق المؤدي الى الله ان تقول هناك بيني وبين الله ما تنعدم فيه الوسائط العرفاء اكثرهم يدعون ويقولون هذا عين التوحيد وهذا عين التعطيل واعظم ما ورد في بيانات الائمة بانه من عبد الاسم دون الله فقد الحد ومن عبد الاسم والمسمى فقد اشرك ومن عبد المسمى دون الاسم فقد وحد

ولكن المراد دون الاسم من يستطيع ان يعبد المسمى بغير الاسم ما يمكن يعني اجعل اسم فاني في المسمى لا انك تستطيع ان تصل للمسمى بدون الاسم

ذكرت لكم العلامة الطبطبائي في الميزان في سورة الشورى في اخر اية ايتين من سورة الشورى ما كان لبشر ان يكلمه الله يقرر العلامة ان بدون واسطة ممتنعة فمن المراد بدون واسطة? يعني تجعل الواسطة ثانية في ذي الواسطة مثلا الان ترى المرآة ولا ترى المرآة وانما ترى بالمرآة انت ذهنك يركز على وجهك في المرآة او افترض انت تنظر في مرآة الى طعام شهي جدا فانت تنظر للمرآة او تنظر الى الطعام فاصلا ذهنك لا ينظر الى المرآة ولكن يمتنع عليك ان ترى الحقيقة بدون المرآة

بيانات عقلية عديدة في القرآن وفي بيانات اهل البيت ان الوصول اليه تعالى لابد عبر الاسماء ولكن الاسماء بما هي طريق لا الاسماء بما هي نهاية ليست هي النهاية ولكن النهاية هي الذات الالهية ولكن الذات الالهية لا تصل اليها الا عبر الاسماء يسبح لله ما في السماوات وما في الارض لذلك اول اية في القرآن اعظم اية في القرآن الاستعانة بالاسماء يذكر بيانات اهل البيت لذلك في الميزان مع انه يعترف بهذا الشيء ولكن في موارد اخرى يغفل عنه يعني يبني على مبنى العرفاء ان الانسان له طريق مع الوسائط وفي طريق بدون وسائط وهذا غير صحيح او مثلا فلما رأته حسبته لجة يعني رأت به ولم تر تنظر اليه نظرت به الى اللجة الى الماء فكشفت عن ساقيها قيل لها انه صرح ممرد يؤدي الى الماء يعني ذاته فانية وممرودة

هاي الكلمات كلها توحيدية من الايات التوحيدية تشرح قصة التوحيد بلسان قصصي فلا يمكن لها ان تنظر الى اللجة الاحدية والواحدية الا عبر الصرح الممرد صرح طريق جسر ممرد شفاف الى درجة لا يرى نفسه يرى اللج

الاسماء هذه طبيعتها لماذا الاسماء رغم انها مخلوقات لا يقال لها اسماء? ما هي هوية الاسماء? اسماء وما هي الاسماء? فناء في المسمى العالم القادر السميع البصير مخلوقات مهولة اكبر مخلوقات اعظم مخلوقات مهولة هي الاسماء كل ما دون الاسماء لا شيء في عظمة الاسماء مع ذلك الاسماء ما هي هويتكم? هويتنا فانية في المسمى لا تشموا منها رائحة المخلوق هذه من عظمة طهارة هذا المخلوق لا يريك ولا يشممك ولا يحسسك ولا يشعرك بالمخلوق وهو اعظم مخلوق بريء من الشرك والجبت والطاغوت اعظم مخلوق على الاطلاق اجمالا كما في الباري تعالى اذا لا يدرك كله افعال الله مخلوقات الله لا تدرك كنهوها ولو هي انزل مرتبة من الباري

فادعاء ان صفات الامام المختار من الله يمكن ان ندركه بالصفات وبالعلامات نعم ان اية ملكه دققوا ما قال ان كنه ملكه ان اية ملكه هذا الامام له ايات امام هو امام ، هو الله له ايات نعم لكن الامام له ايات ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة لذلك مر بنا امس هذه الضابطة اعظم ضابطة في الاستقامة في معرفة النبي والائمة ان يكون اوصافهم توقيفية توقيتية بقوالب وحياناية من الوحي ولا نحن نتشدق بهذا هذا اعظم طريق ينفي الغلو وينفي التقصير والا بدون التوقيف الوحياني والتوقيت الوحياني سوف يسبب اما الى الغلو او التقصير والنجاة من الغلو والتقصير هو بالتوقيت الوحياني انت كما تقول وفوق ما نقول

لذلك امام الائمة عليه السلام قال هؤلاء الغلاة نحن دون ما يقولون من الالوهية ولكن فوق ما يتصورون في قلوبهم يعني حتى في قرارات قلوبهم يجتنبون ويعجزون عن معرفة كنه الائمة ورغم انهم يغالون بلسانهم الا انهم مقصرون بقلوبهم واللازم لهم لاحق

فاذن اية ملكه ان يأتيكم التابوت ولا يكتفي في معرفة الامام بالنص الوحياني حسب هذه الملحمة طالوت لا وانما معرفة الامام بوجوه متعددة وحيانية ان غاية ملكه لذلك مع ان المجلسي مستأسد في علم الكلام وصاحب البحار جدا متضلع في علم الكلام بتعبير الشيخ المظفر محمد رضا المظفر يقول ملا صدرا قبل ان يصبح فيلسوفا كان رئيس كرسي الكلام في حوزة اسفهان لسنين عديدة ربما ذكر اربع سنين صاحب البحار رحمة الله عليه مع انه فقيه في العقائد رغم انه مجتهد اعلم مما بعده في علم الكلام هناك مؤاخذات انتقادات لان المجتهد يخطئ ويصيب لكنه بحق اعلم في علم الكلام من اجيال تقدمت وهو صيرفي المجلسي فيها في علم الكلام بقرون قبله او بعده ويستعين به الشيخ الانصاري ويخضع له وكثير من المجتهدين كالشاه ابادي استاذ السيد الخميني وهو عارف وفيلسوف وفقيه واصولي يخضع له فالمجلسي طود من الاطواد هذا المجلسي عندما يريد ان يبين حقيقة الامامة في خمس مجلدات من البحار يقتصر على القالب الوحياني من مجلد ثلاثة وعشرين خمس مجلدات لماذا اقتصر على التوقيف? لانه قالب بالوحي فوق عقل البشر فوق كتاب التجريد فوق كتاب الاسفار او فوق كتاب ابن عربي فهو يسير في ظل الوحي الالهي كما ان كتاب بصائر الدرجات محمد بن الحسن بن فروخ الاشعري القمي من تلاميذ الامام الهادي والحسن العسكري هذا كتاب موسوعة الامامة توقيتية وحيانية فالمجلسي ليس هو سطحي اخبار محدث وانما هذه جنبة اجتهاد لكن رأى ان القالب الوحياني اعظم من القالب البشري في وصف الامام فذكر خمس مجلدات

كذلك الحر العاملي لديه نبوغ في العقليات يا ليته الف كتاب الوسائل في المعارف كما الف في الفروع وله كتاب ايضا فصول مهمة في اصول الائمة المجلد الاول صاحب الوسائل لا تظن انه اخباري كلا في كتاب الرجعة هذا كتاب يأتي بلغة عقلية على المعادن الجسماني لم يكتشفه الا لا ملة صدرا ولا ولا تلاميذه ولا نصير الدين الطوسي ولا ابن سينا ولا الفارابي ولا ارسطو ولا سقراط ولا افلاطون اكتشفه الحر من الصدوق والصدوق اكتشفه من براهين عقلية على المعاد الجسماني والصدوق كان حيا قبل ابن سينا بمائة عام الصدوق توفي عام ثلاثمائة وثمانين وابن سينا توفي ثلاثمائة وسبعين

فذكر الصدوق في كتابه الاعتقادات برهان عقلي سهل المنال غفل عنه فلاسفة الشيعة الصدوق ليس اخباري او محدث اعظم في العقليات وادق المجتهدين الصدوق شيء رهيب لمن تفطن فصدوق اكتشف برهانا على المعاد الجسماني الان العلامة الطبطبائي والذين يدرسون الفلسفة الى الان في غفلة عشرة قرون عنها عشرة قرون في غفلة عن هذا البرهان برهان واحيانا قرآني وروائي سهل المنال حول المعاد الجسماني شرحته انا في كتاب الرجعة

ذلك كتاب الرجعة للحر في العقليات الوحيانية رهيب مهول بدون تعصب درسته مرتان والى الان شوق مني الى ان ادرس هذا الكتاب مرة اخرى ثالثة رابعة رهيب في المواد العقلية الوحيانية هذا الحر رغم عقليته العجيبة الا انه في العقائد اخذ توقيتية وتوقيفية الوحل في العقائد ولم يأخذ نتاج نعم نقرأ هذا التوقيت والتوقيف غدا نتعرض له ليس معناه حجب العقل هذا نشرحه غدا