الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/04/12

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: النص الوحياني على الأمام و حكم المعجزات

درس التفسير

كنا في ملحمة طالوت وجالوت وداوود وهذه الملحمة من مجموع الايات في سورة البقرة تعرضت الى جملة معالم وشرائط الالهية للامامة المنصوص عليه من قبل الله تعالى فلا يكتفي الوحي بالنص الوحياني وان كان هو في نفسه حجة

ان سالت انه اذا كان النص الوحياني حجة فما الحاجة لقوله تعالى عن لسان طالوت : واية ملكه ؟ هو عين ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا ؟ او او من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، فاسم العلم كما يقولون في البلاغة ليس اعرف المعاريف الضمير المخاطب اعرف كما في قول اخوة يوسف ائنك فكاف الخطاب ائنك لانت يقول الامام الصادق هذه الاية من رموز التوحيد يا من دل على ذاته بذاته ، ائنك يعني اولا ادركوه بذاته ، لانت يوسف يعني اسم العلم يأتي مؤخر

البعض يقول لماذا القرآن الكريم لم ينطو على اسماء الائمة? اي اسماء العلم ؟

طبعا هو اسمه اميرالمؤمنين موجود في اربع سور او اكثر? يعني لفظة علي موجود لكن العلم ليس اعرف المعاريف بخلاف الضمير المخاطب او المضاف الى علم مثل قل لا اسألكم عليه اجرا الى المودة في القربى هم يريدوا ان يدخلوا زوجات النبي في القربى ولكن ليس بينه وبين النبي قربى ، وذلك حيث ثروات الارض بيد ذي القربى لا بيد زوجات النبي فالولاية العامة ليس لزوجات النبي فيهم حظ ولا نصيب

وذلك بخلاف فاطمة فحتى لو ارادوا ان يموهوا او يميعوا عنوان القربى بالتالي اقرب القربى علي وفاطمة ثم الحسن والحسين فبالتالي عنوان القربى او الاقربين او مودة القربى هذا ليس فيها ابهام هذا فيها تصريح تصحيح وتنصيص اعظم من ان لو اتى الله بلفظة علي وفاطمة والحسن والحسين لان اسم العلم في علم النحو وعلم البلاغة والادبية ليس اعرف المعارف وانما هو الضمير واسم الاشارة والخطاب لانه فيه تحديد خارجي انه من كنت مولاه فهذا الذي اخذت بيده مولاه فقال اللهم بلغت قالوا نعم

فلاحظ حتى اذا اتى القرآن باسماء لاهل البيت اعظم من اسم العلم تطالب اسم علم اسم العلم درجة اثنين وثلاثة في المعرفة القرآن اتى بما هو اعظم من اسم العلم حيث اسم العلم يمكن ان يموه فيه الجاحدون يقال حسن ليس حسن وانما حسن بالضم ، صراط علي مستقيم ليس له معنى في اللغة العربية وانما هو صراط علي مستقيم فيمكن ان يموه العلم

ففي اربع او خمس خمسة سور ذكر لفظة علي وهم ارادوا ان يموهوها ويقروءها بقراءة خاطئة فيمكن ان يموه ويبهم لانه ليس اعرف في المعارف بخلاف القربى حتى لو ارادوا ان يموهوا القربى ولكن لا يمكن لانه اعمام متفاوت الصدق واشد صدقه على ذلك ولا يمكن ان يتلاعبون به والاقربين لا يمكن ان يتلاعبون به والخمس لذي القربى لا يمكن ومودة ذي القربى لا يمكن التلاعب به

فمن ثم في الحقيقة القرآن الكريم اتى باسماء اهل البيت باعظم من اسمائهم في العلم اتى باسماء لهم اشد معرفة باسم العلم كيف لم يسم اهل البيت? سموا في القرآن وذكرت اسم في القرآن باشد ما يكون بحيث لا يمكن التلاعب ولا التمويه ولا التلبيس وذلك في وانذر عشيرتك الاقربين هم القربى لله وللرسول وهذه ضرورية المعنى والبداهة عند كافة المسلمين

فالنص الالهي موجود على علي وفاطمة والحسن والحسين وهلم جرا لكن مع ذلك الله عز وجل يقول ويطالب المكلف بذلك

فالسؤال هنا يطرح انه ما الغرض وما الفائدة من علامات اخرى وحيانية وان اية ملكه عن امامته حيث الملك منصب الهي ان يأتيكم التابوت ان يكون وارث ملكوتي يعني لكل من سبقه من الانبياء والرسل

الثمرة هي عدة امور

الاولى

ان يعرف المكلفون ان هذا الامام كم هي لديه من مقامات تكوينية وهبات اصطفائية الهية

اثنين

هذه المقامات من جهات متعددة لها وظائف متعددة على المأموم تجاه الامام

ثالثا

ان كل ما ازدادت المعرفة من زوايا متعددة اليقين والايمان يزداد /، الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ويرجون لقاء الله فهذا ايمان لكن درجات نازلة كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين فاليقين له درجات وايضا في القرآن الكريم حق اليقين مما يدل على ان الايمان درجات فكلما ازدادت معرفة الانسان بجهات عديدة في الايمان ازدادت معرفته

المجلسي صاحب البحار استقصى في خمس مجلدات كل القواعد الوحيانية في معرفة الامام منظومة من القواعد الوحيانية في معرفة الامام من المجلد ثلاثة وعشرين الى المجلد سبعة وعشرين تعرض فيها المجلسي للقواعد المتواترة الوحيانية في شخص الامام بالامامة بالنص الوحياني والان للاسف لست قصيت كم قاعدة? هل هي خمسين او مئة قاعدة? ويمكن سبرها ولم يورد فيها المجلسي في البحار شخص خاص وانما كل المعصومين هذه الضوابط في كل المعصومين في النبي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين خمسين قاعدة وحيانية قالبا ولفظ ومعنى وهي ليس بالشيء السهل هذا المنهج ليس منهج كما قد يتخيل سطحي او قشري او اخباري وانما لان القواعد الوحيانية المتواترة قالبها فوق قالب قدرة العقل البشري

ومر بنا ان اسماء الله توقيفية او لا ؟

كثير من الباحثين حتى الفلاسفة او العرفاء بنوا على ان اسماء الله توقيفية انت فوق ما نقول وانت كما تقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون الا عبادك المخلصين لانهم ينعتون الله بما نعت به نفسه هذي انت كما تقول هذا حصر برهاني عقلي انت كما تقول فوق ما نقول اذا ما قال من قبل المخلوقات او البشر او الملائكة او الجن لله فالله فوقه يعني ضابطة عقلية اما انت كما تقول وفوق ما نقول هذا برهان عقلي لا تعبدي ظني لان المحاط لا يحيط بالمحيط فالمخلوق محاط فكيف يحيط بالخالق وهو محيط انت كما تقول وفوق ما نقول

نعم قد نقول ما يقوله الوحي فصار كما تقول اما اذا كان ابتكار وصف الله واسماء الله من البشر من المخلوقات فالله فوق ما نقول

نعم هذا شبيه بما قاله اهل البيت تجاه الغلاة ، الغلاة في يذكرونه باللسان غلو وباطل ولكن الغلاة في قلوبهم مقصرة الفرقة الثالثة ناجية وهي اللازم لكم لاحق

فاما يكون الانسان لازم لاهل البيت ان اي ان يقول فيه ما يقوله الوحي ولا يجحدهم ولا يرتكب من نفسه تحت ذريعة اني احارب الغلو ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها لانها مخلوقة بعد الله ولا يمكن ان نعد وان نحيط بمخلوقات الله هذا ليس غلوا في النعمة ، النعمة المخلوقة ، بل عتوا في انفسهم واستكبروا

قل لو كان البحر مدادا لكلماتي ربي لننفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي قل لو كان ما في الارض من شجرة من اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله

لكم لا ترجون لله وقارا توقير الله تعظيما فعل الله مع انه مخلوق لا تقل انا احيط بفعل الله يرجع اليك البصر خاسئا يعني يخسئ البشر والمخلوق وهو حسير يعني منحسر لا يمكن ان يحيط به

كثير في القرآن الكريم ان مخلوقات الله لا تدركها هذه مخلوق فكيف بالله وتصغير هذه المخلوقات هي تطاول على شؤون الله وفعل الله فالتقصير في بعض مخلوقات الله تقصير في معرفة الله وتطاول على جملة من مخلوقات الله ومخلوق وليس اله قائم به تعالى لكن لا تدعي انك تحيط به ولا تدعي ان له حد ان تتصل اليه كلنا خاسئون في ذلك

تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير فارجع البصر يعني البصر في المخلوقات يرجع البصر خاسئا وهو حسير يعني مدان حقير لان الفعل مضاف اليه تعالى ان تستكثر شؤون مهولة في فعل يضاف اليه تعالى اذا استكثرت ذلك على عظمة الله لان الافعال من صفات الله الفعلية كيف انت تريد ان تحيط بها? استكبرت ام كنت من العالين? اخرج منها مذئوما مدحورا لا يكون لك ان تستكبر فيها

الغلو ان تقول هي ليست مخلوق هي من نفسها لان هذا الفعل من الله وهذا المخلوق من الله لا يمكن للمخلوقات ان يحيطوا بالشؤون الالهية ولو شؤون الله في مقام الفعل فتوقير رسول الله توقير لله وابداء الاحترام لرسول الله احترام لله

انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزره وتوقره وتسبحوه بكرة و اصيلا

وفي سور اخرى نفس المطلب لا ان الرسول هو الاله ولكن هو باب الله ووجه الله ويد الله واسم الله جنب الله والله ورسوله احق ان ترضوه ما قال ترضوهما في سور عديدة يوحد الله بين الضمير الراجع الى الله والى رسوله لا ان الرسول هو الله هو باب الله هو عين الله ليس اله

فاذن لاحظ المخلوقات صحيح هي المخلوقات لكن هذه المخلوقات ان لم تعظمها انت نقصت شأن من شؤون الله وتطاولت على شؤون الله فمقام ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها النعمة مخلوقة واياك ان تدعي ذلك ما نفذت كلمات الله هي مخلوقة لكن لا تدعي انك انت الصنم هو هذا في الحقيقة التطاول على افعال الله او المخلوقات المكرمة هو عبارة عن الوهية يدعيها القائل هو يدعي انه استغفر الله يحيط بشؤون الله يعني يغلو في نفسه والمشكلة هو ان الغلو في النفس اعظم من الغلو في الالوهية يعني يرى نفسه هو الميزان هو الكذا كذا بينما كيف يتخلص الانسان من التقصير ومن الغلو واللازم لكم لاحق انت كما تقول وفوق ما نقول اياك ان تأتي بوصف او وصف بالعباد المكرمين من نفسك ائت بما اوتي به الوحي من نفسك لا تزيد ولا تنقص كما يقول الامام الصادق اننا نحب ان تقول ما نقول ولا تقولوا ما لا نقول هذا هو سبيل النجاة

من ثم المجلسي كما ذكرنا خمس مجلدات لم يأت بوصف للائمة او للنبي من نفسه وانما اتى كلها من الوحي كذلك الحر العاملي عنده كتاب الفصول المهمة في معرفة الائمة ثلاث مجلدات اربع مئة وخمسين صفحة دورة عقائدية من التوحيد الى المعاد لم يأت بلفظ ليس واحيانيا هذا ليس اخباري وحشوي هذه الوحيانية فوق عقول المتكلمين والفلاسفة والفقهاء والعرفاء عقول الوحي قواعد قوليبية وحيانية انت كما تقول فوق ما نقول يجب ان ننزه الاسماء بامر من القرآن