الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/03/23

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: شرائط الإمامة في القرآن

 

مر بنا ان هذه المجموعة من ملحمة طالوت وداوود وجالوت مرحلة مهمة في الامامة ونتابع الايات في هذا الجانب :

قالوا انى له الملك علينا ونحن احق بالملك منه احق لما ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم

هنا واضح يعني قيادة وامامة وليست نبوة فالامامة اصطفائية من الله كما ان النبوة والرسالة كذلك ، ان الله اصطفاه عليكم وجعله حجة عليكم وهذا يدل على ان الاصطفاء فيه حجية دوما مثل في مريم واصطفاك على نساء العالمين اي اختارك من دون البقية قال ان الله اصطفاه عليكم ولم يقتصر على الاصطفاء قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم اذن علم الامام مبسوط بخلاف بقية البشر

وزاده بسطة في العلم زيادة في بسطة العين مبسوطة فمن ينكر ان الامام علمه يزيد على كل افراد البشر يناقض و يكابر القرآن لان القرآن يقول ان الملك اي الامام والقيادة الاصطفائية الالهية يجب ان يكون هذا المصطفى مبسوط في العلم من الله اللدني والا كيف يكون حجة اذن? يكون محجوج وليس حجة فالحجة على العباد يجب يكون اعلم منهم في كل العلوم والا لكان محجوجا

وزاده بسطة في العلم ...

من ثم في بيانات اهل البيت منذ اربعة عشر قرن التشدد في شرطية العلم في الامام والامامة وبيانات اهل البيت في هذا المضمار حتى بيانات سيد الانبياء كثيرة جدا ، انا مدينة العلم وعلي بابها ، اعلمكم علي اقضاكم علي انا مدينة الحكمة وعلي بابها ، فشرطية العلم ليس مثل فقيه اعلم من فقيه هذا ليس تفاوت في العلم كبير التفاوت في العلم الذي بين الامام المصطفى من الله مع الرعية تفاوت ليس باليسير ولا بالكثير بل قطرة في محيط

تفاوت مهول في ملكوت الله جدا ... وعلم ادم الاسماء حتى تشدد القرآن على العلم اي علم? علم الاسماء الجامعة الذي يفوق فيه علم كل الملائكة والا كيف يأمر الباري تعالى الملائكة بالانقياد لادم وادم دونه في العلم ولااقل الملائكة المقربين لكان ادم محجوج بهم لاانه حجة عليهم ... اسجدوا لادم يعني قائدكم ادم وامامكم ، من ثم الامام من الله ليس امام للبشر فقط وللجن بل امام للملائكة وامام للمخلوقات

عندما اعترض بعض الملائكة لا كلهم اعترض بعض الملائكة على امامة ادم او امامة من يصطفيه الله اتجعل فيها ؟ برهن الله عز وجل اهلية ادم وتفوقه على الملائكة كلهم بماذا? بالعلم ... قال انبئوني باسماء هؤلاء قالوا سبحانك لا علم الا ما علمتنا لنا ... قال يا ادم انباهم باسمائهم ... فبرهن الله عز وجل على اهلية ادم للامامة الالهية بان علمه يفوق علم الملائكة فالتفاوت بين الامام المنصوب من الله مع الرعية يعني الملائكة من رعية الامام المقربين بنص من القرآن فضلا عن البشر يعني ليس هذا كالتفاوت بين الفقهاء او بين العلماء التفاوت كما يقوله علي بن موسى الرضا في رواية اصول الكافي حارت الانباء والشعراء والادباء والعلماء وووو ان يدركوا شأن من شؤونه ، هذا ليس افراط في حقيقة الامام هذا تأصيل قرآني اذعن به من اذعن وجحده من يجحد

فالامام اذن تفاوته في العلم مع الملائكة هكذا فكيف ببقية الكائنات البشرية في كويكب الارض وهذا الامام الذي بهذا العظمة كيف يتعايش بتواضع مع بقية البشر اي نعم عايش بتواضع الله اعلم حيث يجعل رسالته ، لا يأخذون بهذا غرور او شيء اخر او

المقصود اذن هنا في عديد من بيانات القرآن في سور القرآن واياته احد الشرائط العظيمة الالهية هي العلم اللدني الالهي المتفوق على علم الملائكة اجمعين لاان الامام افقه من الفقهاء هذا ليس امام او الامام اعلم في الاجتهاد ويجتهد ... اعوذ بالله الجاهل يجتهد يعني يكشف المجهول بالمعلوم الامام كل اللوحة له معلوم نعم وليس المجتهد ، المجتهد في بداياته يجهل فيعلم ويعلم علما ظنيا قد يصيب الواقع وقد يخطئ اذن فلا يصح ان يقال الامام اعلم يعني اي شيء هو ? ما يقاس علم كي يقال اعلم ...

فاذن من الامور التي يؤكد عليها القرآن في الملك والخليفة من الامور مهمة ان علم الامام مبسوط ببسط في العلم يفوق علم الملائكة ، و اذا لم يفق علم الملائكة قد يكون نبيا من الانبياء عادي وليس امام وقد يكون رسول لكن الامام يفوق

قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم ...

لغة موحدة بالقرآن قانون تكويني الهي ان لديه علم لا يدانيه علم الملائكة فضلا عن بقية البشر وبقية الرعية وايضا زاده بسطة في العلم والجسم ،

جسم الامام وقوته تختلف هو اشجع الناس كذا كذا يفضل الناس في كمالاتهم الروحية اعظم كمالات الروح هو العلم واعظم كمالات البدن البسط في الجسم والقوة في الجسم فاذن الامام واحد دهره كما يقول الامام الرضا واحد يعني لا يشابهه ويشاركه احد

وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملك من يشاء والله واسع عليم * وقال لهم نبيهم ان اية ملكه ...

هذا نص من القرآن ان الامامة لها ايات اعجازية الهية ، اذن الامامة لها دلائل الهية كما للنبوة والرسالة

اية ملكه ان يكون وارث للانبياء قبله هاي الامام ليس النبي ها? يعني سيد الانبياء امام امام الائمة وسيد الانبياء سيد الانبياء وسيد الائمة وسيد السادات في كل شيء سيد الانبياء شأنه خاص اما اذا اراد الله ان ينصبه ويصطفيه يجب ان امةت اية ملكه ان يكون وارث للنبيين من قبله

فلما تقول وارث يعني امام ، احد عناوين الامامة في القرآن وفي الوحي الوارث ... لذلك من صفات الامام الثاني عشر انه جامع كل علم من قبله ، فالوارث ليس من دلائل النبوة العادية كلا الوارث من دلائل الامامة

ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى

اذن الانبياء لهم تركة وهي المقامات الالهية والعلوم الغيبية الالهية ، التابوت فيه سكينة من ربكم سكينة ما هي? هذه محطة لازم نقف عندها وسنقف عندها لكن نتعرض الى المحطة اللاحقة ... وبقية مما ترك ال موسى ليس فقط موسى وانما ال موسى يعني كل الوراثة... وال هارون ولم يقل هارون تحمله الملائكة ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية ... فاي شيء معنى تحمل? عندنا في روايات المسلمين والفريقين ان اي سورة تنزل على النبي يحتف بها يحملها مثلا سورة الانعام في روايات الفريقين عندما انزلت على قلب النبي شايعها سبعون الف ملك ، السور القرآنية كائنات روحية من عالم الامر لا انها اصوات او معاني هذي صور منعكسة عن تلك الارواح الغيبية المهولة

فهذه ارواح تحمله الملائكة ويحمل عرش ربه ، يعني تحمل علم العرش او الارتباط الروحي بالعرش الارتباط الروحي الملكوتي بالعرش هذا يعبر عنه حمل وليس الحمل يعني بدن والبدن ... هذا البيان موجود في القرآن الكريم مثل الذين حملوا التوراة اي شيء هو حملوا? يعني الكتف البدني لا علم التوراة فالعالم يحمل العلم وهذا حمل معنوي وليس حمل بدني ، حمل معنوي يعني روحه ترتبط بالعلوم ثم لم يحملوها ،

فيحمل عرش ربك هذا معناه فاذن مواريث الانبياء وهي ارواح امرية ، التوراة روح من الارواح انما الكتابة للتوراة هذا انعكاس مثل حتى تقول عندك كتاب حول سيد الانبياء؟ يقول اي كتب الكاتب الفلاني حول سيدنا النبي هذا الكتاب الورقي او غير الورقي ، انعكاس

رحمة الله عليه الشاه ابادي استاذ الخميني وهذا الكلام ليس خاص به وانما اكثر الفلاسفة والعرفاء والصوفية وغيرهم القرآن كتاب يشرح شخصية سيد الانبياء كل القرآن كتاب يشرح شخصية سيد الانبياء ،

فعندما يقال كتاب ورقي هذا انعكاس عندما يقولون في علم المنطق للشيء 4 وجودات وجودان تكوينيان ووجودان ماذا? اعتباريان ، الصوت وجود اعتباري والنقش والكتابة وجود اعتباري ، المعنى وجود تكويني حقيقي ولكنه المعنى كما يقول امير المومنين مرآة صافية ، حقيقة القرآن الروح المهول الملكوتي من عالم الامر

في سورة الشورى ولقد اوحينا اليك لم يقل اوحينا اليك قرطاسا حيث يقول القرآن الكريم لو انزلنا عليهم كتابا في قرطاس فلمسوه لقالوا اننا من المسحرين ولكن هذا القرآن ليس قرطاس شيء القرآن شيء اخر ... ولقد اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب? يقول الامام الصادق عليه السلام ربط القرآن بين تعريف ماهوي بين الكتاب والروح ما كنت تدري الكتاب فالكتاب هذا الروح ليس بكتاب قرطاس ما لهذا الكتاب هذا الكتاب كل انسان الزمناه في طائره في عنقه اقرأ كتابك ... روحك ايها الانسان يسجل فيها كل اعمالك ... اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ... فسمى القرآن الروح طائر ملكوتي ويسميه كتاب

وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ...

هو الايمان هو الروح الامري ولكن جعلناه نورا فهو نور هذا هو حقيقة القرآن اما القرطاس والاصوات والمعاني فهي مرآة لذلك الروح عندما يقول الائمة ثم اورثنا الكتاب هو هذا الكتاب ثم اورثنا الكتاب من? الذين اصطفينا من عبادنا اورثهم الله الائمة اورثهم هذا النور هذا الروح الامري ورثوه

فاذن احد الشرائط العظيمة المهمة في الامامة ان يكون وارث ملكوتي عندما يرث الحسين ادم يعني ارواح صحف ادم تتعلق روح الحسين بتلك الارواح او تلك الارواح تكون خوادم قوى في ذات روح الحسين او في روح الائمة

هذي احد الشرائط المهمة ان يكون الامام لديه قدرة اعجازية للمعاجز التي تقدمت في الانبياء لان هاي الروح الامرية الملكوتية موجودة فيه