الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/03/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة الأنبياء و بناء الدولة و الحضارة الالهية

 

كنا في هذه المجموعة من الايات في حقبة من حقب الانبياء صلوات الله عليهم وهي كيفية تأسيس الدولة الالهية الظاهرية على يد الانبياء

ةبدأ القرآن من النبي ادم ثم نوح ونستطيع ان نقول ان نوحا على نبينا واله وعليه السلام كان يركز على اصل الوجود الديموغرافي للمجتمع يا رب لا تذر على الكافرين في الارض ديارا فوجودهم يسبب فساد في الارض والنتاج ايضا فاسد فكان النبي نوح يركز على اصل وجود النسيج الاجتماعي الديموغرافي بالاصطلاح العصري فكان نبي نوح مهد الارضية للنبي ابراهيم والنبي ابراهيم حاول ان ينشر الطابع المجتمعي للتوحيد في الشرق الاوسط وفي العراق ثم الشام ثم الحجاز ثم مصر

فكل هذه البلدان حاول النشاط الاجتماعي فيها النبي ابراهيم ع

احد القساوسة قال لا دليل على ان النبي ابراهيم ذهب الى الحجاز قلت له لماذا? قال المسافة وكذا قلت له المسافة من العراق الى مصر والشام اعظم وانت تقبل انه ذاهب الى الشام

المهم اذا دور النبي ابراهيم يأخذ طابع في المجتمع ليس كالنبي نوح فدور النبي ادم تكوين المجتمعات وعصر تكوين دور النبي نوح ديموغرافية المجتمع ودور النبي ابراهيم طابع المجتمع وهويتها وتوجهها الفكري مثلا لاحظ النبي ابراهيم اسس مجتمع توحيدي هو ام للمجتمعات التوحيدية ان اخذ ابنه اسماعيل الى مكة / رب اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع لم يأخذ لا اسحاق ولا سارة بل اسماعيل من هاجر القبطية المصرية اني اسكنت من ذريتي بوعد غير ذي زرع عند بيتك المحرم هذا مجتمع طاهر من بدايته ربنا ليقيموا الصلاة فمن ثم من خصائصه انه تختلف عن بقية الشعوب في اللغة العربية التهي لها القابلية لاستيعاب المعجزة الاكبر وهو القرآن

طبعا بضميمة اسهام اجداد النبي من ذرية اسماعيل الذين لهم دور متميز عن ذرية اسحاق بدليل انهم هيئوا الجزيرة العربية الى اعظم معجزة يستقبلها البشر وهيئوا العربية وهي القرآن فمن ثم ببرهانين تاريخيين حضاريين دور النبي اسماعيل وذريته اعظم من دور ذرية اسحاق وافسح عنه القرآن واهل البيت في روايات كثيرة مع ذلك توالت اسحاق ويعقوب ويعقوب حاول يتدخل في بعد الملة التوحيدية واسحاق وكذا النبي يوسف وانبياء بني اسرائيل هكذا الى ان وصلت النوبة للنبي موسى ،

والنبي موسى مسؤول عن مواجهة اكبر دولة عظمى اذهب الى فرعون انه طغى فالعلة للمواجهة والمسؤولية هو الطغيان واستعباد فرعون للعباد انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى فقام النبي موسى بدكدكة كيان فرعون عندما اعذر في الارشاد وانهد بنيان فرعون ووصل الى طريق مسدود بعد ذلك اراد النبي موسى ان يقيم دولة يا قوم ادخلوا الارض المقدسة يعني جاهدوا فلابد من الجهاد العسكري للاطاحة ببقية الدول العظمى ان فيها قوما جبارين يعني دولة عظمى وانا لن ندخلها اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون فهو الطريق الناعم لاالطريق ذات الشوكة وكتب عليكم القتال وهو كره لكم

فالمقصود طريق ذات الشوكة مكروه والطريق سيد الشهداء طريق مكروه لكن جاذبية سيد الشهداء طغت عليه

فعلي اي تقدير صار هناك نوع من البطء او التوقف في اقامة الدولة الالهية الى ان وصلت النوبة الى طالوت وداوود وانما مكن الله داود من اقامة الدولة لانه كان على سعي حثيث في الاطاحة بالدولة العظمى فقتل داوود جالوت كما ان النبي المعاصر لطالوت ان الله بعث لكم طالوت ملكا قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العالم والجسم لان المسئوليات البدنية لابد منها وكذا العسكرية والامنية والادارية ،

فليس فقط علم وتنظير هي كل المسئوليات يعني الذي قام به امير المؤمنين مع رسول الله من يستطيع ان يتحمل ويكابد هكذا ؟ كما نبهت على ذلك الصديقة قذف اخاه في لهواتها فامير المؤمنين لم يحصل على ذلك المقام عند الله وعند رسوله الا بعد ان قذف في لهواتها وانتم برفاهية من العيش وادعون فاكهون تتربصون

ماذا صنع امير المؤمنين في احد وفي بدر? وبعد ذلك يقولون اقيم الاسلام على عاتق الصحابة لابد من الانصاف مع امير المؤمنين كل الازمات بيده انحلت من ازمات ادارة عسكرية وامنية ومعلوماتية اذن اقامة الدولة الاسلامية اصعب من توسعة الدولة باقرارهم في مصادرهم وقد ذكرناه في كتاب عدالة الصحابة وبعض الاجلة جزاه الله خير ايضا كتب في هذا المجال عدة مجلدات حتى الفتوحات والتوسعات لولا ادارة علي بن ابي طالب لما كانت لهم كفاءة لادارتها بنصوص تاريخية وروائية في بطون كتبهم

ففتح فارس بيد علي ابن ابي طالب وفتح القادسية ونهاوند وفتح الروم ويرموك وجلولاء ايضا

فبالتالي هذه الايات تبين على ان اقامة وادارة الدولة الالهية الظاهرية لا يمكن الا على يد الانبياء والاوصياء من جانب امر بين امرين

فظهور المهدي عجل الله فرجه لا يعطيه الله للنبي وعلي وفاطمة وفي ذلك سرور نبيك ولا يعطيه لصاحب العصر والزمان مجانا يعطيه بمكابدة ونحن اذا كابدنا صاحب العصر والزمان بمزيد من التخاذل والتقصير فسوف يكون مكابدة من صاحب العصر والزمان المزيد المزيد المزيد من المكابدة وان قمنا بالمسؤولية حينئذ نكون عون وبدل او ان نكون فروعن للامام ، واول عون ان نعين الصاحب على انفسنا في التقوى والورع اول واعظم خطوة هذه

فاعظم ساحة هي الجهاد الاكبر لان هذه الساحة اذا امنت ستأمن بقية الساحات فهذه القلعة الكبيرة فميدانكم الاول انفسكم تعد ذلك التأتير بقية المسؤوليات بلا شك

فاجمالا اذن منطق القرآن في هذه المجموعة من الايات بل كل سورة البقرة حيث هي بناء الدولة والحضارة الالهية الملفات العديدة الموجودة فيها هذه السور العظيمة حتى الرجعة مذكورة فيها وهي بعبارة اخرى اخبار عن دول المستقبل للدولة الالهية مهم وفي مواضع خمسة او ستة تعرضت سورة البقرة لعقيدة الرجعة ودولتها

فصحيح ان الله اخبر ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ولكن ليس بمجاني نعم نمكن لهم لكن ليس بمجاني وانما امر بين امرين وهذا الامر بين امرين ببيانات عديدة قرآنية وروائية ليس فقط الامام المعصوم بل لا بد من دور واسهام تشترك فيه الامة ايضا اما كما او كيفا حسب منطق اهل البيت? اذا كم قليل فالكيف لازم يتصاعد واما اذا كان الكم دون النسبة المطلوبة والكيف دون النسبة المطلوبة اعوذ بالله يكتم الظهور وهذا منطق القرآن ان المسؤولية تقع على الطرفين

نلاحظ التفاصيل في الايات وقد قال الم تر الى الملأ من بني اسرائيل? يعني الملأ من بني اسرائيل عمدة الامة يجب ان تساهم في تحريك جمع الامة من بعد موسى لا اقل على صعيد الكلام دعنا عن صعيد العمل والفعل

اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله اصلا يصير قناعة فكرية للامة ان هذه الدول العظمى قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله يعني دكدكته هو سبيل الله مثلا فدكتكة النبي موسى عند نظام فرعون ان بني اسرائيل لم يكونوا حينها مجتمع بديل جيد لانه بعدما تجاوز الغرق قالوا ليجعل لنا الها كما لهم اله وغيره من الامور ، ولكن عدم تأهل بني اسرائيل لاقامة دولة الهية لا يبرر التقاعص عن دكدكة نظام فرعون فما لا يدرك كله لا يترك جله او قله والا كان الله عز وجل لا يمكن النبي موسى وبني اسرائيل من دكدكة نظام فرعون تحت ذريعة انه قوم بني اسرائيل غير مؤهلين فهذا ليس تبرير

الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا بعثة النبي رحمة وهذا يعني انه مصلحة الانبياء تنصيب دينية وسماويا والهية لقادة الشعوب وهذا مرتكز بني اسرائيل وهم اكثر الملل الذين بعثوا فيهم الانبياء ابعث لنا ملكا نقاتل معه

فالامامة ايضا بعث الهية وان لم تكن نبوة ، فكيف القيادة ليست من صلاحية السماء وليست من صلاحيات الله? ما لكم كيف تحكمون? ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من امرهم وهذا امرهم غير امرهم الشورى ، امرهم بمعنى اخر

فالنص الالهي سنة الهية والقاعدة الالهية والامامة تعتبر بعثة الهية بنص القرآن وليس فقط النبوة فطالوت تابع لشريعة موسى وليس بنبي ومع ذلك مبعوث من الله لمأمورية مهمات وهذا نص القرآن الكريم فكيف حينئذ الطرف الاخر يترجمه? لا ترجمان لها الا منهج اهل البيت عليهم السلام من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر اللهم اني اؤمن هكذا في الزيارات المتعددة اللهم اني اؤمن بجميع ما انزل على النبي

اذا كانت الامامة بعث الهي على وزان النبوة هذا البعثة هل تكون كالصلاة? او كالنبوة ويتلوه شاهد منه كفى بالله شهيد وبينكم ومن عنده علم الكتاب الواو تبعي يتلو الصلاة يتلو الامامة فنصوص القرآن صادحة وصارخة بان الامامة تتلو التوحيد والنبوة وهو من اسس الدين كما قال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فالاسس هي فوق الاصول وهو مأخوذ من بيان علي بن موسى الرضا الامام اس الاسلام النامي في اصول الكافي هذه العبارة تبين بصريح العبارة وبصادع التعبير ان الامام من اسس الدين على حذو النبوة لانه بعثة الهية قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال ان لا تقاتلوا قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم تولوا الا قليل منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا يعني امامة وقيادة قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن نحق بالملك منه فتراهم انقلبوا على اعقابهم فما ان كشف الامام قالوا هو فقير وعلي ابن ابي طالب فقير ونحن احق بالملك اذا كان فما لكم في خيبر تقهقرتم? وكذا في احد وفي حنين وكذا في بني المصطلق لا تكون الشيخوخة هناك نافعة

لم يؤت سعة من المال قال المدار ليس على الثروة المالية قالوا اهم يقسمون رحمة ربك عن النبوة والامامة? والله يختص برحمته من يشاء قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم فهذا اصطفاء وامور لدنية وليس ملك ظاهر دنيوي وانما الملك الذي فسره القرآن اذ قلنا للملائكة اطيعوا ادم ومن تنقاد له الملائكة تنقاد له السماوات والارض والجنة والنار وعالم القيامة

والشرطة في عالم القيامة هم الملائكة ، خذوه فغلوه امر للملائكة ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله فالملائكة لها هذه الادوار من قائدها? اني جاعل في الارض خليفة فملائكة الله اعظم ام الملك الظاهري? المأمون العباسي يقول الامام الرضا هكذا تستجيب لك المخلوقات? قال الامام الرضا كل المخلوقات مأمورة بطاعتنا الا البشر المنكوس كما في قضية الامام موسى ابن جعفر ايضا مع السفيه العباسي.