45/03/11
الموضوع: الأصطفاء إختياري لاإكتسابي
كنا في هذه المجموعة من الايات حول الامامة الالهية والدولة الالهية حيث تبدأ هذه السلسلة من الايات في سورة البقرة من هذه المجموعة وهذه مرتبطة بمجموعة سابقة من الايات في سورة البقرة حول تشكيل انبياء بني اسرائيل للدولة الالهية يعني بعد ما دكدك النبي موسى نظام فرعون المتجبر وحرر قومه بني اسرائيل من اضطهاد الدولة المتجبرة قال ارسل معي بني اسرائيل يعني حتى هذا الكابوس الجاثم هذا النظام الفرعوني ولا يريد ان يرفع يده عنه فدكدكه النبي موسى ثم اراد ان يقيم مجتمع ديني ولكنه اراد ان يقيم دولة للمجتمع الديني بان يدكدك النظام الاخر في فلسطين يعني الدولة المتجبرة في مصر النبي موسى دكدكه واراد ان يدكدك دولة اخرى هنا اخفق بنو اسرائيل عن نصرة النبي موسى الى ان آن الاوان في زمن النبي داود ولم يعط الله عز وجل الامامة الالهية للنبي داوود جزافا بل هذا يدل على ان المقامات الاصطفائية من النبوة والامامة لا يعطيها الله ابتداء عطية مجانية وانما بعد امتحان اختياري ينجح فيه ذلك الشخص فيكون نبيا او يكون اماما
اذن في حين ان النبوة والامامة اصطفائية وفعل الله وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من امرهم لكن ليس بالجبر وانما امر بين امرين فحتى النبوة والامامة امر بين امرين وهذا اللسان في الوحي كثير كثير ان الامامة والنبوة والاصطفاء ليس هي مجانية
فيقول الامام الصادق انما اوتي لقمان الحكمة لشدة حزمه في الورع مع الله وصارم مع نفسه فمن ثم نزلت عليه النبوة والحكمة وخير بينهما فاختار الحكمة ، اذن واضح ان القضية ليست مجانية ولا عبطية
طبعا في دعاء الندبة هناك بيان انه شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وعلمت منهم الوفاء به يعني بعلم سابق بنجاح في الامتحان كما ان مدرسة المتفوقين او الممتازين كذلك فان الله لا يظلم العباد ولكن انت علمت منهم الوفاء فجعلت لهم مدرسة متفوقين ومدرسة الممتازين فان الله لا يظلم العباد ولكن العباد كانوا انفسهم يظلمون
فاذن النبوة والامامة وبقية المقامات الاصطفائية في الحقيقة ليست الجاء ولا جبر ولا مجاني وانما هي جزاء لنجاح في الامتحانات الالهية
في احد الروايات سبق ان مر بنا في مباحث سابقة ان يهوديا من علماء اليهود اتى امير المؤمنين وسأله فبين امير المؤمنين ان الله اختاره لامرة المؤمنين بعد ان اشترط عليه ست امتحانات مهولة زلزالية فقال امير المؤمنين وفقني الله للخمسة وبقيت السادسة فبقي عليه بنحو الشرط المتأخر امتحان واحد يعني ليس فزت بالجنة ، وانما الجنة هي عطية لامير المؤمنين فزت في سيادة الوصاية فاني اورث رسول الله
كما ان في كامل الزيارات ان الله لن يعطي سيد الانبياء سؤدة النبوة والهيمنة على جميع الانبياء الا بثلاثة امتحانات صعبة شرسة جدا مذكورة
المهم ان الله عز وجل كريم ولكن كرمه ليس جزاف ولكن عدل لا يجور كما نقرأ في زيارة الامام الهادي للكاظم المبلو بالفتن وغليظ المحن يعني ورد اللي في شان الامام الكاظم
فاذن الامامة اصطفائية صحيح اصطفائية لكن ليس لانها غير اختيارية هي ليست اختيارية كسبية ففرق بين الاختيار الاصطفائي والاختيار الكسبي او الاكتسابي النبوة لا تكتسب والامامة لا تكتسب لكن ليست غير اختيارية كيف يعني بهذا المعنى امر بين امرين? الاصطفاء ليس الجاء ولا جبر ولا هدية عفوية من الله وانما بامتحان شديد فح يكون الاصطفاء قمة الاختيار الناجح
اما اذا نقول هي مقامات اكتسابية ولو هي لدنية غيبية لكنها ليست قمة الاختيار لذلك في زمن الامام الصادق هناك نصراني كان يقرأ النوايا فسأله الامام الصادق بماذا وصلت الى هذا المقام ؟ فمعناه انه ليس مقام مجاني كلا نمد هؤلاء وهؤلاء وما كان عطاء ربك محذورا ، حتى الملكوت ايضا ، لاعطين الحكمة من زهد في الدنيا ولو كان كافرا لكن الحكمة تكون حجة على الكافر وتكون حجة للمؤمن فالمكاشفات والمقامات لا تدل على الهداية
هناك فيلم لابليس تستعرضه بيانات اهل البيت وهم ادرى بشؤون ابليس حتى من الانبياء لم يكن للانبياء خبرة بشؤون ابليس كخبرة ومعرفة اهل البيت ان ابليس وصل الى مقامات اعطيها في الملكوت لم يعطه الله لجملة كثيرة من الانبياء لكن لا يعني انه ابليس على هداية من الله ، حيث الله عدل لا يجور ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
وهذا وعد الهي اذا عندك رياضة روحية سليمة الله يعطيك كنت انت مهتدي او كنت غير مهتدي وهذا مما يدل على ان الملكوت عجيب وغريب لكن مع ذلك هذه المقامات الملكوتية والمكاشفات الملكوتية لا تعني الهداية ، الهداية ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا طريق الجنة ، هذا فقط وما وراءه هو خلط بين المكاشفات وبين الهداية
رب مؤمن لا عنده مقامات ملكوتية ولا عنده حيص وبيص ولكنه على هدى وعلى خير
ام ايمن يقول الامام الصادق ما كان عندها العلم الذي علمناكم نحن الائمة ولكنها تؤمن اجمالا بما اتى به النبي وتحب اهل البيت وهي على خير من اهل الجنة طبعا هي تتكامل في البرزخ فالنجاة من النار ودخول الجنة ليس بالضروري يؤثر فيها المكاشفات والمقامات ، والهداية والايمان شيء وراء ذلك وفوق ذلك الهداية والايمان فوق المكاشفات والقدرات الملكوتية
طي الارض كما يذكر علماؤنا المختصين بهذه المجالات كالشيخ البهائي يمكن ان يحصل حتى لعابد وثن اذن ليس بحث الاصطفاء جبري وليس اكتسابي ولكنه اختياري اصطفائي اختياري امتحاني بالامتحانات
فاذن المواهب قسم منها اكتسابية وقسم منها اصطفائية
ابليس لما رفعه الله الى السماء الاولى والثانية والثالثة والى السابعة ابليس عنده قدرات ملكوتية اكثر مني ومنك انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم هذه قدرة يعني ان الشيطان ينزغ بين امتي في وسوسته، فالشيطان عنده قدرات ملكوتية ولكن ليست اصطفاء من الله كل موهبة لدنية هي اصطفاء في بيانات اهل البيت عن ابليس وهم ادرى بما فيه على ما وقعنا بيان محير عظيم يقول ال البيت ان ابليس قبل ان يسقط وصل الى مقام الكروبيين في السماء السابعة وان كان الله يعلم في ذلك الوقت انه هو عمله مغشوش وصوري لكن الله عدل وحتى العمل الصوري في الصلاح يثيبه ويعطيه جزاءه وفي بيانات اهل البيت وهم اعرف بالملكوت وملكوت الملكوت وعوالم الخلقة ولا احد اعلم بهم من ذلك يبينون ذلك يعني الامام الصادق يحيط باحوال جبرائيل اكثر من جبرائيل وباحوال ميكائيل واحوال يحيى لانهم شهداء على الخلق في نص القرآن كالقمر الصناعي مثلا على الملكوت
فيقول الائمة ان ابليس لما بلغ في السماء السابعة ربطه على شدة عبادته جبرائيل وميكائيل وهذا يشير الى ان ما يعرفه ائمة اهل البيت من حقائق الامور ازيد من جبرائيل وميكائيل والملكوت المكشوف لجبرائيل وميكائيل الى درجة فوقه مخصوص بائمة اهل البيت ومع ذلك يشير الى ان هذا الملكوت الذي جذب قبل قلب جبرائيل وميكائيل هذا الملكوت ليس اصطفاء عند ابليس وانما مغشوش وفوق كل اصطفاء اصطفاء
اذن ليس كل موهبة لدنية هي اصطفاء كثير من المؤمنين ربما تراه متخصص اكاديمي او ذو فضيلة في درجة علمية من العلوم الحوزوية لكنه ينخدع بالملكوت
هل قال النبي اي تارك فيكم الملكوت? كلا او هل قال اني تارك فيكم الملائكة? او هل تارك فيكم الملائكة المقربين? او هل تارك فيكم الرياضات الروحية? كلا وانما تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا او لقد خلقنا الانسان في كبد لم يقل يا ايها المرفه الى ربك وانما قال انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه.