الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/03/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:سيرة الإنبياء وقيام الدولة الدينية

 

مر بنا في اخر سورة بقرة استعراض لكيفية اقامة الدولة الالهية او الدولة الدينية في سيرة ومسيرة الانبياء ويحفز القرآن على التدبر في هذا بقوله الم تر فهذا تحضيض على ان في سيرة الانبياء غايات لديهم هو اقامة الدولة الدينية والدولة الالهية فوصل هذا الامر عند بني اسرائيل على يد النبي داوود عندما قتل داوود جالوت يعني قتل ولي الله ورئيس الدولة العظمى انذاك فجالوت كان هو الدولة العظمى في زمن طالوت ان فيها قوما جبارين على ما يقول القرآن ان اقامة الدولة الدينية لابد اولا من دكدكة الدول العظمى فيأتي قطب جديد وقوة جديدة كما ان النبي ص بدأ من قعر مكة الماسكة القابضة للجزيرة العربية الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من الاية ميتين وستة واربعين الى تقريبا مئتين وثلاثة وخمسين او اكثر هي في سياق سيرة الانبياء ربما عشر ايات يستعرض القرآن هذا المقطع من سيرة الانبياء وهذا المقطع فيه يعني مغازي كثيرة

ومر بنى في العام الماضي انه لابد الامة تقف موقف النصرة القيادية الالهية كي حينئذ يتم المشروع الالهي هنا بدأت ام ترى الى الملأ يعني امة مجتمعة العمدة الاكثرية اذ قال النبي لهم ابعث لنا ملكا واللطيف في العرف الشرعي المتشرعي عند بني اسرائيل التفكيك بين مسيرة النبوة والامامة وليس كل نبي امام كما ليس العكس وهذي نقطة يستفاد منها ان الامامة احد عناوينها في القرآن عنوان الملك الالهي فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكم والنبوة واتيناهم ملكا عظيما وقال اني جعلك للناس اماما

هذه الاية في سورة البقرة تدل على ان الملك الالهي تعبير عن الامامة فاحد عناوين الامامة هو الملك الهي ابعث لنا يعني من قبل الله فواضح انه ملك الهي

فبدء التغيير وبدء تحمل الامام للمسؤولية يجب ان تكون هناك استجابة من القاعدة ولو جماعة يعتنون بها اما كما وكيف واذا قل الكم لابد الكيف يصعد واذا زاد الكم الكيف حتى لو كان عاديا و يمكن يسد مسد الكيف? وموجود بيانات فاما كيف او كم? فتوازن بين الكم والكيف موجود في بيانات الوحي هذا الامر

وهذا شبيه انلزموكموها وانتم لها كارهون حيث خاطبت الانصار والمهاجرين بهذا الخطاب فهنا لاحظ ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم هنا الم تر الى من بني اسرائيل انطلاق الحديث من استعداد الامة استعدوا فاتاهم الغيث الالهي ففي زمن النبي موسى قتله النبي موسى مع انه من اولي العزم لكن في زمن النبي داوود وطالوت استعدوا وسبب تأخر الظهور بصاحب العصر والزمان هو هذا ان الاستعداد الكافي من الامة كما وكيفا الى الان لم يحصل فلا بد من النصاب الكمي والكيفي معا

اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل

هنا يركز القرآن على موقف الامة وموقف المجتمع في سبيل الله واقامة الدولة وتحرير الاراضي المقدسة ولاحظ ان اهم شيء في اقامة الدولة الدينية تحرير الاراضي المقدسة كعاصمة للدولة الدينية وهذه ليست صدفة يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم

هذه الاراضي المقدسة لا تغلق وتعطل وانما هذا انطلاق الدين والدنيا جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ولم يقيده لدين الناس او دنيا للناس يعني دين ودنيا الناس معا

فهذه المراكز في الارض هي بيت انطلاق الحضارة الدينية والدولة الدينية والحضارة اعظم من الدولة فهذه الاماكن المقدسة عواصم الدولة الدينية فمراقد النبي واهل بيته عواصم للدين بكلا المعنيين

روى في الوسائل عدة روايات افتى بها كل علماء الامامية ان الناس لو تركوا زيارة النبي لوجب على الوالي ان يحجهم زيارة رسول الله من بيت المال ولو تركوا الناس جوار النبي لوجب على الوالي ان يبذل من يجاور النبي لكي تكون مدينة لا صحراء قاحلة

لذلك يقول الامام الباقر في رواية صحيحة ان جوار النبي واهل بيته احد ابواب الجهاد فاذن بدء انطلاق تأسيس الدولة الدينية والدولة الالهية هي الاماكن المقدسة وهي عواصم الدولة الدينية واختيار امير المؤمنين الكوفة ليس عبطا كما يقول الامام الصادق دفن في الكوفة وفي ارض العراق مئات من النبيين كما ان انطلاق النبي نوح والنبي ابراهيم من ارض العراق وكما ان دولة الظهور لصاحب العصر والزمان عاصمتها الكوفة دولة كل ائمة البيت في الرجعة وهي الكوفة ايضا هي البلد العاصمة كما ان اعظم دولة هي لامير المؤمنين ثم اعظم منها دولة الرسول ستكون العاصمة هي فعراق اهل البيت عليهم السلام هي مركز العالم ومركز دولة محمد وال محمد

يقول جعفر بن محمد الصادق سيكون ما بين الكوفة الى كربلاء ازهر بقعة في الارض يعني اجمل وافخم واعظم وازهى وابهى بقعة في الارض هذه يقول الائمة سيكون بين الكوفة وكربلاء نهر من عسل ونهر من اللبن ويقول ائمة اهل البيت عندما تكون دولة اهل البيت عليهم السلام سيكون في جانبي مسجد الكوفة سيظهر الله الجنتان المدهامتان وهذا مما يدل على انه ستتطور حتى الفيزياء والكيمياء في النشأ الارضية الى التكامل لم يشهده البشر من قبل

اجمالا ان دول الانبياء والاوصياء وهذه الدول الدينية تتخذ من الاراضي المقدسة عواصم ومراكز انطلاق وورد مستفيظا او متواترا عن اهل البيت ان قبورهم الشريفة معراج وعروج المؤمنين باعمالهم وحالاتهم الروحية يعني الانترنت الموجود في الاراضي المقدسة يختلف عن غير الاماكن

في سورة البقرة منذ عشرات الايات ركز القرآن على قول النبي موسى ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم لاجل اقامة الدولة قال اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون قال ان فيها قوما جبارين فهو قعود عن تشكيل الدولة الدينية و ارسامها الاول الجهاد العسكري في سبيل الله فكان المنجي الموعد المنتظر لبني اسرائيل موسى و بني اسرائيل ناصروه في موضع وخذلوه في موضع اخر ناصروه في المناواة للنظام الفرعوني فنجحوا فاورثهم الله شرق الارض ومغاربها ولكن في محاربة ومواجهة دولة جالوت الدولة العظمى تخاذلوا وهذه نكتة مهمة انه قد تكون امة مجاهدة في فترة ومتقاعسة في مرحلة اخرى اللهم لا تستبدل بي غيري فهنا لما ذكر موسى? لان نفس القضية اذ قال لنبي لهم قيل لامير المؤمنين هذه الشجاعة وادارة الحرب في صفين المذهلة منك اين كانت في السقيفة? قال انتم لم تكونوا والله لا يريد ان يلزم العباد يعني لا يلزمون جبريا و تكوينيا مثل لا اكراه في الدين يعني ليس هناك الجاء تشريعي تكويني لكن لا انه ليس هناك الجاء التشريعي ما موجود انما انت منذر ولست عليهم بمسيطر

فهم يلتفتون الى ان بداية تأسيس اي دولة دينية يجب ان يكون هناك جهاد عسكري فاذا لم يكن هناك الدماء والتضحيات الباري لا يعطي مجانا النصر على طبق من ذهب لابد ان يكون هناك فداء وتضحية

اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله وهذا مما يدلل على ان سبيل الله هو اقامة الدولة الدينية وتحرير الاراضي المقدسة من الطغاة والظالمين قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا? قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابناءنا فلما كتب عليهم القتال تولى الا قليلا منهم ولكن هذا القليل تقام به المسؤولية وهذا انذار كثير نقول يا اصحاب العصر والزمان لا سمح الله عند دور الصيحة تتلكأ القلوب والله عليم بالظالمين

وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا يدل على ان الامامة بعثة الهية واصطفاء الهي وهي لا تنحصر في النبوة والرسالة بل تشمل الامامة اني جاعلك للناس اماما بعث الهي واصطفاء الهي فان الله قد بعث لكم طالوت ملكا

هنا ينص الهيا ووحيانا على امامة طالوت قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال كما قالوا بالنسبة لامير المؤمنين هو فقير كيف يصير امام ؟ فالامامة اصطفاء وليس انتخاب من البشر فالاصطفاء في القرآن لا ينحصر بالنبوة والرسالة ويعم الامامة وهذا ليس له ترجمة الا عند مذهب شيعة ال البيت وبقية المذاهب هنا تتمرد على النص الالهي

ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم

فلابد ان الامام يتفوق في العلم على كل البشر وهذا ليس غلو وانما هذا دين وهذا اصل الدين الان البشرية وصلت الى ان الدولة الرائدة المتقدمة المتطورة هي التي تلم بالمعلومات اللامتناهية عن اي بلد او اي بلد او مدن تديرها تلك الدولة ثورة المعلومات ونظمها هو الذي يؤهل اي دولة والقيادي المتطور فهذا البحث الذي توصل اليه البشر الان قد ذكرته روايات اهل البيت قديما قبل الف واربع مئة سنة فظن كثير من الرواة ان هذا غلو? الان البشر بعقله المتطور عرف بان هذا في القيادة ويأتيك راوي او متكلم ويحسم الامر بان قيادة البشر لا حاجة لهذه المعلومات ؟؟؟ فهل لك تخصص في علوم الادارة كي تقل تحتاج ام لا? هل لديك تخصص في ادارة استراتيجية? الان العقل البشري في الادارة الاستراتيجية يفهم بان هذه المعلومات اللامتناهية ضرورة في الادارة

هناك تعبير عن العلامة الطباطبائي في سورة البقرة في الاية مئتين وعشرة يقول كل ما يتطور العلم البشري والعقل البشري يعرف بان احاد الروايات معجزة ، فهي معجزة لا انها معتبرة ، فيفهم ان متون هذه الروايات الموجودة لدينا مخزون الهي عظيم واحدة واحدة منها معجزة لكن مشكلة البشر يريد ان يقيس الوحي بالعقل الخاوي البشري وعندما يتطور العقل البشري يفهم بان هذا معجزة لا انها معتبرة