الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

43/06/27

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لازلنا في الايات المرتبطة بالحج والعمرة في سورة البقرة وهنا قُرن الأمر والوصية بذكر الله قرنت بماذا؟ بالتقوى الأمر بالتقوى، ثم أُستدل، واعلموا أنكم اليه تحشرون، الاية الكريمة وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ معرفة لانسان بخارطة المستقبل مؤثرة في سلوك ومنهاج الانسان، وأحد تعاريف العقيدة أنها خارطة المستقبل وان كان في الحقيقية هي خارطة الماضي والراهن والمستقبل، طبيعة العقائد، ومن ثم، كان احد محاور وأركان العقيدة يوم المعاد او اليوم الاخر بمعنى المستقبل وحالياً في العلوم الحديثة نظرية المستقبل او علم المستقبل بحث شاغل في علوم البشر ومؤثر على كل العلوم، يُعبر عنه نظرية المستقبل، في الحقيقة بالتالي ربما يُعبر عنه باستشراف المستقبل، هو في الحقيقة العقيدة هذا معناها ان الانسان لا يمكنه ان يبرمج الحال الراهن الحاضر الا باستشراف المستقبل، يبرمج خطواته وتصرفاته وسلوكياته على وفق طريق مستقبلي، فمن الآن يحدد البوصلة، فنفسه في الحقيقة برهان علم واستشراف المستقبل برهان بلغة العلوم العصرية بضرورة العقيدة وتأثيرها في الانسان، فعبارة اخرى عصرية لإسم العقيدة هي علم المستقبل استشراف المستقبل خارطة الطريق، كما قال امير المؤمنين عليه السلام رحم الله امرئ عرف من أين وفي أين والى أين، فاذن هذه نكتة مهمة جدًا، وهنا الباري تعالى يبين ان مما يعطي باعث ووازع قوي على التقوى وعلى ذُكر الله هو واعلموا أنكم اليه تحشرون، كنت على كل أتأمل في هذا الجانب في الاية التي مرت بنا امس، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ مر بنا هذه الأيام والأسابيع مرارا، ان الصلاة طبيعة عقائدية محضة، الصلاة طبيعة عقائدية برمتها هوية وماهية عقائدية كل اقوال الصلاة الواجبة او المستحبة هي عبارة عن مقالات عقائدية واعتقادية كلها برمتها، كما ان افعال الصلاة أيضًا برمتها كلها عبارة عن طقس ورسوم عقائدية ركوع معنى عقائدي خضوع لله، إقرار الانسان بالخضوع الى الله سجود، إقرار من العبد بمنتهى الخضوع الباري، اقرب ما يكون العبد فيه الى الله وهو ساجد، فلاحظ طقس عقائدي، رسم من الرسوم الاعتقادية الوقوف بين يدي الله عبارة عن انقياد ومثول امام المحشر الإلهي عيني نوع من العبودية المقصود ان كل اجزاء الصلاة ماهيتها عقائدية وهي باعث واعز ناهي عن الفحشاء والمنكر، مما ينبه ان العقيدة استذكارها وأحياؤها في الانسان، مدرسة روحية واخلاقية كبرى، نفس العقائد، التعبير في الرواية، ما خُدم الله في الارض كمجيء العبد للصلاة، كثرة صلاة العبد، كثرة خدمة من العبد، مع ان الله مستغني، تعبير. امير المؤمنين أعينوني على نفسي، فأنت تعينه في تربيته لأمته، فالمقصود لاحظ ان تاثير الصلاة هي ناهية عن الفحشاء والمنكر ان اصالة طبيعتها عقائدية، هي مدرسة اخلاقية مدرسة رياضة روحية لذا مر بنا مرارا، ان من اعظم المدارس الروحية للرياضة الروحية او كذا، الاخلاقية من اعظم المدارس هي نفس الثقافة العقائدية كلما تزداد يترضى الانسان اكثر وأكثر تلقائيًا، يتروض اخلاقيا ويتروض روحيا، إنما هي نفسي أروعها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الفزع الأكبر، هي نفس الثقافة العقائدية من اعظم مدارس الترويض، تلقائيا يصير عنده إذعان استقامة في رواية يذكرها صاحب المعالم الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني، في الاصول الظاهر انه هناك يذكرها، او الشارح للمعالم، الطاهر انه من نفس المعالم الرواية هكذا اطلب العلم لغير الله يهدي بكم الى الله، وأعظم العليم العلم الأكبر العقائد فلاحظ العلم هو نفسه مصباح نور يكشف لك أين الخطين واين النتن من الأعمال من الصفات من الحالات الروحية، المقصود ان العلم هو بنفسه يعطي للإنسان بصيرة، أين هي الطاعات أين هي الذنوب، فيسد الطريق على الانسان لا سمح الله ان يتوغل في الذنوب والمعاصي والمفاسد. المهم جانب العقيدة واعلموا أنكم اليه تحشرون، نفسه العلم العقائدي مؤثر، من ثم اكد القرآن، في العقيدة بنبوة سيد الأنبياء او الانبياء عموماً او في العقيدة في إمامة الأئمة وهذا للأسف مما أخل ببيانه وذكره علماء الكلام لكن علماء الحديث لم يغفلوا عنه، ما هو؟ في ركن من اركان تعريف النبوة ومعرفة النبي اخل به علماء الكلام وكم لهم من نواقص في التدوين وهناك فاصل بين انجاز العلماء وبين مواد الوحي اللامتناهية ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، متين شديد عميق غوره لا يدرك المهم ان من الامور التي وقع اشغال او غفلة فيها في تعريف النبوة وسبب الكثير من المضاعفات عند الحداثويين، ما هو؟ عدم التركيز للدور الأخروية لسيد الأنبياء ولماذا يوكد القرآن الكريم على الدور الأخروي لسيد الأنبياء وعموم الأنبياء؟ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍلماذا ينبه على القيامة ودور الأنبياء والأوصياء؟ لماذا يركز على الدور الاخروي حتى حول اهل البيت، مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ، شهداء على الناس دور أخروي، ودور دنيوي بعد، لم يصف القرآن بقية أنبياء اولي العزم او سائر بقية الأنبياء لم يصفهم القرآن بأنهم لهم شهادة على كل الناس، لم يعطهم هذه الصلاحية، هذه الصلاحية فقط أعطاها لسيد الأنبياء ولأهل بيته، في سورة الحج سورة البقرة سور عديدة حتى النبي نوح ابراهيم موسى عيسى لم يعطهم الله الشهادة على الناس شهادة على أممهم في الآية القرآنية الأخرى ماذا، فإذا جاء نبيهم حسابي في يوم القيامة، في القرآن وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ، آية اخرى وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ في عيسى، وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ... أولي العزم! بينما اهل البيت في سورة البقرة يشهد لهم انهم شهداء على جميع الناس هذا المقام لم يعطه الله عزوجل لأولي العزم فضلًا عن ساير الناس فضلا عن اهل البيت ربنا واجعلنا لك، ابراهيم وإسماعيل، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ نسل إسماعيل الى خاتم الأنبياء أمة مسلمة، دققوا اباء النبي مشمولون بهذه المعادلة القرآنية في سورة البقرة وسورة الحج ولهم الشهادة على كل الناس دون ابراهيم وإسماعيل أعيد المعادلة ام لا، بيان جعفر بن محمد الصادق اجمع بين رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ هذه متى قالها النبي ابراهيم؟ اخر حياته، يريد النبي ابراهيم اخر حياته ان يدخل الاسلام؟ وهو نبي ورسول وامام، يدعو بماذا النبي ابراهيم في اخر حياته؟ أي إسلام الذي يريده؟ شيء لم يحصل له أعطاه الله الإمامة واعطاه الخلة قبل الإمامة واعطاه الرسالة قبل الخلة واعطاه قبل الرسالة النبوة واعطاه الدخل في الاسلام بالتالي، اي إسلام يطلبه النبي ابراهيم اخر عمره، منا يدلل على ان هناك درجة من الاسلام والتسليم الاصطفائي فوق الاصطفائات التي حصل عليهم، مقام خامس، اعطي النبوة والرسالة والخلة والإمامة، يريد اصطفاء خامس اعظم، هذا الاصطفاء الخامس الأعظم طلبه النبي ابراهيم وإسماعيل، ربنا واجعلنا مسلمين لك، اجعلنا، لمن نصل اليه، ومن ذريتنا هذا الاصطفاء الخامس، ومن ذريتنا أمة مسلمة هذا الاصطفاء فوق النبوة العامة فوق الخلة فوق الإمامة العامة، هذا كل اباء وأجداد النبي ابراهيم من إسماعيل الى سيد الأنبياء مشمولون هؤلاء المشمولون درجتهم في الاصطفاء كما يصرح بذلك النبي ابراهيم في سورة الحج هو سماكم من قبل، هو أبيكم خطاب هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ لكل هذه الذرية، من بعد إسماعيل من ذريته الى سيد الأنبياء وأصحاب الكساء والتسعة المعصومين والدائرة الثانية لأن اباء النبي مَن الدايرة الثانية الاصفطائية فالقرآن الكريم في سورة البقرة وسورة الحج، يقول هذا الخامس الأعلائي وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، الدائرة الاصطفائية الاولى لإهل البيت والدائرة الاصطفائية الثانية فضلا عن الاولى، هي شهداء على جميع الأمم بنص القرآن بينما هذا المقام لم يعط بعد للنبي ابراهيم ولا اسامايعل ولا عيسى ولا موسى، لل عيسى يقول وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ، حتى أمته، من ثم هذه الرواية التي اوردها الكليني ج، الكليني جهبذ في علم الكلام والفقه والحديث والرجال أورد ان حمزة بن عبد المطلب وجعفر الطيار هم الشهداء على الأنبياء ج، بقية الأنبياء على نوح فما دونه، يا كليني، انت مرجع من طبقة المراجع العليا للشيعة كيف تأتي بهذه الرواية، بغض النظر عن سنده، تصححه سندًا؟ انت مسؤول أيها الكليني، تغذي الأجيال على ان جعفر الطيار وحمزة بن عبد المطلب مقامهم مشرف على نوح واهله، انت مسؤول أيها الكليني عن ذلك يقول الكليني جوابا، ان هذا اصله قراني، تأصيل من القرآن اعرضه على كتاب الله تجده واضحا بديهيا ولتكونوا شهداء على الناس، ولم يشهد القرآن الكريم لإبراهيم موسى ولا عيسى ولا غيرهم من النبيين انهم شهداء على الناس، اذن عنده جواب الكليني عدمنا يأتي برواية انها مطابقة لمحاكمات القرآن، اليس القرآن يحدثنا في سورة الكهف النبي موسى من اولي العزم يخاطب ولي حجة مغمور كأبي طالب، يقول هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت، هذه قصة كليلة ودمنا في القرآن ام ان في قصصهم لعبرة؟ نبي من اولي العزم يقول لحجة مغمور كعبد المطلب او عبدالله او ابو طالب او حمزة او زينب، كيف حجة ومغمور، فوجد عبدا من عبادنا فآتيناه، كثير من الحجج لا دعاية انتخابية له، ومن ذريتنا أمة مسلمة، نطمع به، اصطفاء الخامس، ابراهيم إسماعيل هذه ذرية إسماعيل كلها على اصطفاء عالي، منهم من قصصنا عليك، أولم يقل القرآن ومنهم من لم نقصص عليك، كل من لم تعرفه ليس بحجج؟ القرآن يقول ان هنالك نظام في الحجج مغمورون مستوردون، كبار وليسوا صغار نبي مَن أولو العزم يقول هل اتبعك، لا تكون هذه الاية الصوفية أدرجوها في القرآن او الغلاة او ان القرآن غالي من الغلاة؟ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَآ ءَاتَيْنَٰهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا... الشيخ الطوسي، زعيم الطائفة، زعيم الطائفة في اصطلاح الحوزة العلمية أعلى من المرجع الأعلى، لأنه ليس فقط مرجع اعلى لزمانه بل زعيم لطبقات العلماء، التفتوا لهذه الاصطلاحات عند علماء الإمامية، الشيخ الطوسي يورد في إملائه ان فاطمة بنت اسد اعظم شانا واصطفاف من مريم بنت عمران، أيها الشيخ الطوسي انت مسؤول امام الأجيال، تعرفون فاطمة بنت اسد، هذه المهجورة المتروكة الا الذي يزور البقيع، عندنا روايات في باب الحج، التسول بعبد المطلب وأبو طالب وعبدالله وآمنة وفاطمة بنت أسد هذه خمسة، من يأتي بخمسة عطوفة للخمسة تُقصى حاجته يعني امر الهي بالتوسل والارتباط بهؤلاء الخمسة، عدة روايات، في باب الحج اوردها صاحب الوسائل هذه الخمسة، خديجة اعظم بها وأعظم، لم هذه الخمسة الله اعلم، انت أيها الشيخ الطوسي في المالكي كيف تورد رواية ان اصطفاء فاطمة بنت اسد اعظم من اصطفاء مريم بنت عمران، سأعطيك برهانا من القرآن على ذلك، هذا البرهان الذي مر بنا امس، وبلا ريب أن من ذريتنا أمة مسلمة لك، يتناول آباء النبي، واباء النبي من الدائرة الاصطفائية الثانية لا الاولى، اذن الحجة تسند الشيخ الكليني وتسند الشيخ الطوسي، الا ان يقول قائل ان هذهيالايات في سورة البقرة والحج والكهف هذه الايات من دسيسة الصوفية والغلاة والعياذ بالله، والحمدلله القرآن سيف قاطع لهذه التسويلات، لذا يقول امير المؤمنين أن من عرف حقنا من القرآن زالت الجبال ولا يزول إيمانهم هذه كانت معذرةً جملة معترضة، ارجع لنفس النقطة ان في تعريف النبوة وفي تعريف الرسالة في الوحي والإمامة ذُكِر الدور الأخروي للنبي والدور الأخروي للإمام بينما في تعاريف الكلاميين اغفلوا دور النبي والإمام والأئمة في الاخرة قالوا هذا ليس مهما في الإمامة الإلهية وهذا نقص فادح في تعريف النبوة الذي ذكره علماء الكلام ونقص في تعريف الإمامة، مر بنا ان خارطة المستقبل، خارطة الطريق، استشراف المستقبل يحدد الحال الحصار الراهن، انت تريد ان تعرف من هو الامام علي ابن ابي طالب، اعرف مستقبله ما هو، تريد تعرف سيد الأنبياء من هو، اعرف. مستقبله ما هو ولذلك كثير من الشبهات الحداثيون بسبب هذا النقص في تعريف النبوة وفي تعريف الإمامة واعلموا أنكم اليه تحشرون لذا احد صفات الامام انه معاد، نفس النبي معاد، أنا ارسلناك ماذا؟ نذيرا؟ لم بدأ القرآن بشاهدا ولم يبدا بمبشرا ونذيرًا، مما يدل على ان معرفة هذا الدور الأخروي للنبي اعظم من معرفة الدور المعلن الدنيوي ما ادري الفكرة وصلت ام لا، أنا ارسلناك شاهدا، ومن ثم يقول القالي ان الرجل ليهجر او يقول قائل مَن كان يعبد ، انتبه ان معادك مرتبط بالنبي، ويحك! هذا نقص في معرفة النبوة والإمامة، وأعلنوا أنكم اليه تحشرون المستقبل مهم في التعريف وصلى الله على محمد واله الطاهرين.