43/06/22
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانام ونور الملك العلام البشير النذير والهادي الشفيع والسراج المنير والطهر الطاهر والنور الباهر والنور الأزهر محمد وعلى آله النجوم الزاهرة.
كنا في هذه الاية من سورة البقرة المرتبطة بالحج والعمرة، فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا، يعني يدعو الله، ولكن الله عزوجل يسجل عليه مؤاخذة سبحان الله، مع ان الدعاء عبادة ولكن هذا الدعاء إذا كانت دواعيه دنيوية محضة او قل دواعيه ليست راجحة، هذا الدعاء يوجب انتكاس للداعي، من الناس من يقول، من الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا، يجعل حرصه على الدنيا مع انه توجه الى الله وما له في الآخرة من خلاق، ومنهم من هو متوازن، ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، هذا القسم الثاني ممدوح، هذا القسم لم يغفل الدنيا، ليس منا من ترك الدنيا للآخرة، وليس منا من ترك الآخرة للدنيا، ومنهم من يقول ربنا اننا في عادينا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ينظر لها ممر، لا مقر ولا لا لا، فالدعاء إذن والتوجه الى الله عزوجل، سبحان الله حتى طلب حاجيات الدنيا ان طلبها الانسان لغاية ان يستقوي بها لأغراض دينية، حينئذ يكون طلب الدنيا هذا ناجح، أحدهم سأل الامام الصادق عليه السلام انه عاكف منشغل بطلب الرزق لعياله، قال له، أوليس هذا لكي تكف عن استعطاء الآخرين وتقوى به على طاعات الله، قال له هذا إذن طلب أخروي وليس دنيوي، وجه الله ليس خاطرة فقهية وإنما لوجه الله ان توظف اعمالك لأغراض دينية هذا معنى الآخرة، وليست الدنيا تُطلب بما هي هي، تجندها تسيسها لأغراض دينية، فبالتالي إذن الآخرة طلب الاخرة لابد ان يكون معبره عبارته ممره عن طريق الدنيا لكن بهذا اللحاظ فإذن هنا في الاية الكريمة وقفة مهمة بديعة في الدعاء ومخ العبادات الدعاء، يعني الجوهر الروحي للعبادات، الجوهر الروحي للعبادات والطلب من الله عزوجل ان تطلب الدنيا للآخرة لا ان يطلق الدنيا ولا يطلق الآخرة، وما يقال ضرتان لا تجتمعان يعني طلب الدنيا بما هي هي، اما طلبها لأغراض دينية فهذا صار أخروي هذا ليس بعد عقائدي محض او اخلاقي محض هذا اصل تشريعي حتى في الفقه، بأن يكون الواجب على الوالي السائس أن الجهة اذا إرادات تقديم خدمات للمجتمع، تجند هذه الخدمات لأجل التربية الدينية، في بعض الموارد، يستجيز المؤمن أن يعطي للفقراء اليتامى، قلت له هذا غير مجزي، قال المعدمين قلت له أولى لكن ايضًا غير مجزي، قال كيف، قلت له أنك لو تعطي من مالك تعطي بأغراض؟ قال نعم، فالجانب الدينية له أغراض وهي ترويج الدين، لا ان يُغطى اليتامى والمساكين بالبعد الدنيوي، مؤسسة يجب ان تكون تربيتها الصقل الديني، كيف الحزب السياسي يعطي معونات، له اغراضه السياسية من ذلك، كذلك الدين له اجندة، ما سألتكم من اجر، التربية الدينية لأجل الناس، المقصود هذه نكتة مهمة، هذه الاية الكريمة اذن اصل تشريعي، يبين ان النظام العبادي والنظام الديني يكون ديني اذا وظف الدنيا، أهداف ووظائف دينية، من الامور الدنيوية، لا ان الامور الدنيوية تُقصد بما هي هي، لاحظ الدعاء اذا لم يذكره فيه النبي واهل بيته ما يستجاب، هذا نوع ايضًا واضح من توظيف حتى العبادات شعاراتها توظيفها بأغراض وبصمة دينية عقائدية لا انها تُقصد هكذا، فإذن هذا نظام عام في تشريعات الباري تعالى، فهذه الاية ليست عقائدية فقط او اخلاقية فقط بل اصل تقنيين في الأبواب الفقهية كلها، كل باب بحسبه، هنا في الاية يمزج الدين بالدنيا، وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ، يمتدحهم القرآن بخلاف ذاك القسم الاول ماذا قال؟ وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، مسجد ضرار هذا المسجد هدمه رسول الله، مسجد وقف هدمه رسول الله، لم؟ اصلًا البناء اصلًا الوقف باطل، في سورة البراءة، الآية رقم 107 وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فلاحظ ان العمل الخيري متى يكون خيري؟ إذا لُوحظ فيه أغراض دينية راجحة اما اذا لم تلحظ فلا يصح، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، إنما نطعمكم لوجه الله، لا رحمةً، ليس هذا الأرجح، وإنما الأرجح لوجه الله، أحد المواكب ذكر أن لا اقل هذه الخدمات لأجل الإنسانية قلت له، هدف الحسين أين، الإنسانية أين، بعد علماني بعد لا ديني، اي إنسانية تتكلم عنها، تقصد الإنسانية التي تصب في مسار الحسين، او اللاإنسانية التي تصب في مسار يزيد؟ الإنسانية التي تصب في صالح أنظمة الجور، حكام الجور، عصابات الحكم في العالم، اي إنسانية، مسيسة بالتالي، إنما الأعمال، ربط القاعدة النبوية بنفس البحث، الغاية المرجوة، لابد هناك استراتيجية دينية هدف ديني في كل اعمالنا سيما على صعيد الأنشطة الاجتماعية، هو الدين لسعادة الانسان، أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، هم يبذلون بغرض مايا بسياسة ماذا؟ ليلمع دولته المستعمرة لشعوب العالم؟ صار من اعوان الظالمين، هذا الخير صار من اعوان الظالمين، يسألوا يونس بن عبد الرحمن، الرواية يفتون بها في باب الجهاد، السيد الخوئي يفتي بها، ان ثغر من ثغور المسلمين يهجم العدو، أحارب؟ فقال الامام الرضا لا ونعم، تحارب لأجل تشييد عصابة الحكم العباسي، هذا هدف، وان كنت تحارب وتدافع لئلا ينطمس اسم النبي، اي الاسلام، فوق بين الانسان يقوم بجهاد او بنضال او فداء لأجل حاكم من الحكام وان يكون هدفه ان حضارة النبي تبقى هذا هدف اخر، فإذن إنما الأعمال بالنيات ان الأجندة من الأعمال الدينية او الخيرات الدينية او اي شيء يجب ان يكون باجندة التربية الدينية والا ليس لهم في الآخرة من خَلَاقٍ كما مر بعد ذلك الآية الكريمة، وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ يعني في الحج بعد قضاء المناسك يعني انتهاء الحج بأعمال يوم ال11 و12، البيتوتة في منى او رمي الجمار، هذا داخل في واذكروا الله في ايام معدودات، ولا يبعد ان الاية تشير الى ان منى هي مقام ومقر للحاج، ايام التشريق لا مكة المكرمة لأن الاية تقول فمن تعجل في النفر من منى لذا هذه مسالة الحج موجودة، الواجب فقط بيتوتة احد النصفين والبقية هو ساكن في الفندق في مكة المكرمة مشكلة، هو مقيم في منى ام في مكة، نعم قمت بالبيتوتة ورمي الجمار، حسب فتاوى الاعلام ليس الواجب اكثر من هذا، دققوا، فمن تعجل النفر من منى، النفر من منى في مقابل إقامته في منى، إنما رخص له ترك احد النصفين بأعمال مكة، يقضي بقية النسك التي ربما لم يتمها بعد، اصلًا ارتكازا طعم الحج يروح منه، لما يخرج من منى كأنما ترك الحج، لا اريد الاستدلال به أقول ارتكاز مترشعي، العمدة هي الأدلة، لاحظ واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في النفر، النفر في مقابل ماذا؟ يعني كان مقرك في منى، فأنت إن جعلت مقرك في مكة انت نفرت كأنما قبل أوانك، فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، تعجل في النفر يعني، يعني نفر في الزوال قبل ان يحل عليه الغروب، اذا حل عليه الغروب يجب ان يبقى الى اليوم 13، يرمي الجمار ولكنه يستطيع ان ينفر صباح الثالث عشر، بعد الزوال إنما هو قيد للنفر في اليوم الثاني عشر. اما اذا أراد النفر باليوم 12 فيستطيع بعد رمي الجمار، بعد طلوع الشمس، المقصود فمن تعجل في النفر، النفر ما هو؟ في مقابل ينفر، يُفترض ان تكون إقامة، افترض ما ينفر يوم 12، ولا 13 يريد يقيم في منى شهرين، يخل هذا في حجه؟ لا، ليس من واجبات منى النفر، الإقامة واجبة، أمدها، منتهاها منتهى الإقامة، لا ان النفر في نفسه هو واجب، اريد ان أقيم عشرة ايام في منى ما المانع في ذلك، هذا ليس إخلالًا بالواجب في النفر، لان الحقيقة، ان الواجب في النفر ليس النفر، وإنما الإقامة في منى يجب ان تمتد، البيتوتة في أحد النصفين هو ترخيص لعدم البيتوتة في احد النصفين، البيتوتة هي نفسه الإقامة، اذا نقرا مجموع الأدلة هكذا غير نقرأها مبتورة، البيتوتة واجب، النفر واجب، مثلًا ها؟ لا ليس واجبًا على كل سياق هذه الاية، هكذا يظهر عندهم، وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ فمن تعجل في الإقامة، و يعني تأخر يعني مد إقامته في منى، لذا الأقرب كان عنده الإقامة في منى واجبة، من دون داعي يخرج الانسان من منى، مشكلة، سيما بعد اذا اخذ كل أغراضه في منى وكذا وجعلها في الفندق في مكة ليست قصة قريب وبعيد، هذا نفر قبل نفر، نفر ورجع نفر ورجع، على أية حال المسالة يحتاج لها تدبر اكثر وصلى الله على محمد واله الطاهرين.