الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

43/05/06

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانام سيد الأولين والآخرين واشرف السفراء المبعوثين، محمد واله الأطيبين الاطهرين. مر بنا على أية حال، أن في قاموس وناموس القرآن والوحي ضرورة تقييد الأعمال الصالحة بأن تكون في طريق ونهج الدين والله ولا يكفي صلاح العمل الصالح، من دون توجيهه وتقييده بالغاية الإلهية. العمل الصالح وان كان وقودًا طاقة، يسير بها العامل لكنه لا يصل الى الغاية العظيمة وهي الغاية الإلهية الا وان يكون في بدء انطلاقته او مع انطلاقته توجيهه نحو الغاية الإلهية، وهذا منطقي عقلي، لأن الكثير ربما يظن أنّ النية مجرد خاطرة، مجرد خواطر ودواعي والا العمل هو هو لا يختلف، بنية او لا، تقرنه بنية او لا تقارنه والحال ان النيّة بالدقة تبرمج العمل ج، مر بنا، كل يعمل على شاكلته، يعمل يعني صياغة العمل له، فالنية نوع سبب لشكل العمل صياغة العمل وان كا صورة العمل نراه بنية او بدون نية سواء لكنها تسوية صورية وليست حقيقية روح العمل طاقة العمل البوصلة الاعم في العمل الداعي هو الذي يحدد مسير ومسار وواقع هيكلة بنية لباب العمل، إذن، العمل الصالح، العمل الصالح اذا اكتفي بصلاح العمل هذا الصلاح مؤقت قصير المدى بعالم عالمين ثلاثة، حسب بيانات اهل البين عليهم السلام ربما صلاح العمل له طاقة إيجابية او تأثير مدى الى حوض النبي يعني ليس فقط في الدنيا حتى في القبر حتى في الموت حتى في البرزخ له تأثير، العمل الصالح، لكن يصل الى حوض النبي ينقطع به العمل، لا يستطيع، فمن ثم العمل ان لم يكن له وقود وبنزين آخر وهو الغاية الإلهية النيّة الإلهية لن يكون له قدرًا من الطاقة يصل به الى الجنة ويعبر به الصراط المستقيم المار بجهنم، لاحظ هذه الاية الكريمة، بل حتى في الدار الدنيا، ألم نكن معكم، نعم، لكنكم فتنتم انفسكم، النيّة شيء آخر، الان انسان من المؤمنين لكن توجهه الفكري بوصلته شيء آخر ج، في كلام سيد الأنبياء صلى الله عليه واله وسلم، يقول للصحابة، ان أحدكم لن يراني بعد، الآن في صحبة النبي بعد ذلك أحدثوا ما احدثوا لن يروا رسول الله بل النبي خاطب بعض أزواجه ان بعضكن لن تراني، بنص القرآن الكريم، يا نساء النبي، ان أردتن الحياة الدنيا فتعالن امتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن أردتن الله ورسوله، فلاحظ اذن بعد النية والتوجه كيف يوجه لأن النية في الحقيقة برمجة عظيمة للعمل لا ان النية في وادي، والعمل في وادي، لا ليس سواء ابدًا فمتى العمل يكتسب صفة الأبدية مع كونه نية ، نية انه في سبيل الله نطعمكم لوجه الله، كما يبين الامام الصادق عليه السلام إنما يؤبد أثر العمل بالنية عبارة الرواية شيء آخر لكن، إنما يؤبد العبد يصير أثره أبديًا اذا كان مقرونا بالنية، تأثيره مقطوع محدود لن يوصل الانسان كما مر بنا الى الجنة ولن يوقيه النار وان كان عملًا صالحا، موجود، له تأثير على الانسان وان كان هو من اهل النار يدخل النار هذا ايضًا نوع من الرحمة الإلهية له تأثير ولو في النار، لكن كماله لن يحرزه ان لم يقرنه بالنية، يقول الامام جعفر الصدق عن ظاهرة غيبية عقلية في المهاد الجسماني يقول صلوات الله عليه إنما خلد اهل الجنة بالجنة لا بأعمالهم بل بنياتهم، وخلد اهل النار في النار، لنياتهم ج، لا بسبب الأعمال السيئة فقط، الله اكبر! لاحظ الخلود لعظم جزاؤه، الخلود رهيب، سواء في النعيم او السقيم، الخلود مسبب أثر من افعال القلب، انظر كيف افعال القلب خطيرة نحن نظن أفعال القلب خواطر لا نكترث بها تأتي وتروح، كيف ذلك! هي اخطر شيء الانسان مسؤول عنه هذا المطلب يجب نلتفت له، ان تقييد ان لاحظ الماديون العلمانيون يقولون لا نكترث بالنية، المهم صورة العمل الصالح هي المدار، لا يهم نية الانسان، الحال ان عكس ذلك، الواقع عكس ذلك حتى في دار الدنيا بنية صالحة يختلف عن اثار العمل الصالح بدون نية صالحة نعم من لطف الله ومزيد لطفه وعنايته فأنه وان لم ينج من النار وان لم يدخل الجنة فله تأثير داخل النار، وهذا يعني ان الانسان حتى لو شوه صحيفة أعماله فليبقي خيط له مع الله، هو وان لم ينج بمفرده لكن له تأثير داخل النار كما في بيانات عديدة من الوحي وهذا حتى الفلاسفة والعرفاء لم يتلفتوا له وحقهم الا يلتفتوا له، ومن جهة فلا دور له في النجاة من النار لابد يقرن بالنية بالغاية الهدف شبيه التعبير الذي يُذكر الدارج على كل يُقال تسيس العمل، يعني يجعل العمل ذو هدف سياسي، إذن لا تقل ان فلان قتل استشهد، استشهد في سبيل ماذا؟ بني أمية، ممكن حرب واحدة احدهما يحارب من جهة انه لبني أمية ومن جهة لأنه بلد إسلامي في صحيفة يونس بن عبد الرحمن، يسأل الامام الرضا ان لو هجم الأعداء على ثغر من ثغور الاسلام ففصل له الامام الرضا، نحن نفكر ان القتال واحد لا، القتال حتى يختلف الشاهد من الايات في هذا المجال اليه يصعد الكلم الطيب، كلم كلام معتقد، مقالات مقال يعني معتقد ما يقوله، اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه العمل الصالح يصير وقود، هذه الاية خارطة عظيمة في بحوث العلوم الاخلاقية والعقائدية اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ان دور آثار العمل، يجني آثاره في الموت البرزخ كذا، لكن الصعود للجن الأبدية هذا تاثيره الاول للعقائد البعض لهم نظرة منحازة الى البعد الاجتماعي وان العمل الاجتماعي كذا وكذا والعقائد مجرد افكار مجرد توجهات ونوايا، لا تأثير لها على المسيرة الاجتماعية فالاكتراث بنفس العمل القانون الوضعي هكذا التجارة العلمانية هكذا، ان النيات والنوايا ليس لها خطب ولا دور المهم هو ماذا؟ المهم هو نفس العمل الصالح بينما بالعكس، في بينات الوحي تبين ان روح العمل الصالح هو النوايا، ولذلك حتى في بحث الحسن والقبح عندهم هذه العبارة عندهم عبارة حسن فعلي وحسن فاعلي، فاعلي افعال القلب، افعال النفس، حسن فعلي بلحاظ فعل البدن، اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يصعد او يرفعه؟ لم صعود وارتفاع؟ وتقديم الكلم الطيب، اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه على كل هذه كما يقال قواعد مهمة في تقييد الأعمال الخيرية ان النوايا مهمة الان لاحظ حتى قوانين الأمم المتحدة والاتجاه العلماني ليس المهم عندهم توجه النوايا المهم عندهم حسب ادعائهم صورة العمل، والحال ان صورة العمل كثيراً ما هم يجندون صورة العمل لمآرب سياسية خداعة مر بنا الصليب الأحمر، وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة، يعني هذه ضابطةذعامة ان الانسان يخوض في الأعمال الطوعية لكن لا لدرجة ان يزج الانسان نفسه في الهلكة انفقوا في سبيل الله ممكن واحد يقول ليست عطفا على انفقوا، ويمكن ان يستقيم معنى ان اعدوا اعدة بالتبرعات لتهيئة المقاتلين والا فعدم إعداد العدة فيه هلكة هذا لا باس فيه المعنى يستقيم كيف الآية تتحمل معاني هذه قاعدة تفسيرية الا يذكر المفسرون وغير المفسرين ان الاية الواحدة فيها وجوه من الإعراب يذكرون او لا يذكرون، كلهم مرادها صحيح نحن على الموازين يُمكن للإنسان ان يحتج بها، لكن هذا بحث مهم جدا، اذا تعددت وجوه نحوية في الاية او تعددت وجوه علم الصرف في الاية في الكلمة وكلها تستقيم او تعددت الوجوه البلاغية في الكلام كلها مرادة اذا على الموازين كلها مرادة، يلزم منه استعمال اللفظ في اكثر من معنى وليكن، دليل الاستحالة ضعيف سواء في العقائد او في الفروع، تعددت الوجوه المحتملة حسب قواعد علوم اللغة، لا قاعدة واحد او علم واحد، وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين، اذكر هذا المطلب لا باس في الاية الكريمة و لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط، فتقع ملوما محسورا، فهنا الاية تدل على الوسطية أليس؟ والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة معروفة سورة الدهر وان ثلاثة ايام لم يأكل أهل البيت شيء حتى اخذ الامام الحسن والحسين الرجفة والرعشة طاقة، لا تبسطها كل البسط الجمع بينهم ماذا، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما، فكيف تُفسر ما فعله اصحاب المساء صلوات الله عليهم ومدحهم الله في سورة قرآنية كيف الجمع بين هذا وهذا نتعرض له إن شاء الله غدا، مهم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.