الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

43/04/26

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الولاية أعظم الفرائض

كنا على أية حال في هذه الآية من سورة البقرة وهي وانفقوا في سبيل الله ولا تبقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين، مر بنا ان الإنفاق العام في سبيل الله، هذا الإنفاق العام لا يختص طبعًا بالواجب يعم المستحب والواجب، وفي تقدير المستحب، يسألونك ماذا ينفقون قل العفو، العفو هو ما زاد عن الحاجة وان لم تكن ضرورية فضلًا عن الضروريات، فإذا دبر وقدر الانسان ما يحتاجه فضلا عما يضطر عليه ما زاد بتعبير امير المؤمنين عليه السلام والأئمة، من خ زن واكتنز فإنما جمع إلى غيره وليس إلى نفسه الآن يؤمن حاجات الأولاد عندنا في الروايات عن النبي صلى الله عليه واله، الذي يخلف عياله يتكففون الناس ملعون، أي الذي يجعلهم محتاجون للأخرين، يتكففون لأن المفروض يرعاهم يؤمن لهم المعيشة للسكنى ولو بعد حياته والظاهر ليس بنحو الاستحباب وإنما الوجوب لأن عنده مكنة، فلأقربها فقهيًا لأن لو قلنا ان النفقة واجبة ولو قال الفقهاء يوم بيوم صحيح، لكن هو من الآن عنده قدرة ان يؤمن البعد السكني واللباس لعياله وارحامه واجبي النفقة عنده قدرة يؤمن لهم نفقات وهو يعلم انه سيرحل بعد ايام رحلة الموت سفر الموت، سفر الآخرة ليس سفرًا ارضيا، المهم بدت له العلائم فهل من الواجب ان يؤمن نفقة عياله المستقبلية، قبل موته، لكنه يعلم بقرائن شواهد أن أزف الرحيل، مرض الرحيل، فهل يجب عليه؟ طبعًا. ملعون من جعل أولاده يتكففون الآخرين يسألون الآخرين عنده مكنة! جاء واحد من الانصار او من عموم المسلمين انفق أمواله كلها وجعل عياله على قارعة الطريق فذمه رسول الله، جعل عياله يتكففون، كيف يصير؟ هذا البعد يلحظه الشارع يؤمن لهم سكن ولو ليس على نحو الطريقة الباذخة يؤمن لهم كذا كذا لكن ما زاد على ذلك، يدخره؟ يجعلهم أثرياء باذخي الثراء؟ لا ليس واجبا، يوسع، لكن هذه السعة بدرجة الإثراء؟ لا، ليس واجبا، الواجب عليه النفقة المتوسطة المستحب ان يوسِّع عليهم اما ان يكتنز من الأموال ما يزيد على ذلك في الحقيقة هو تعبه لغيره، موازنة في البيت هو نفسه افترض ان ليس في مرض الموت هو نفسه توقع انه يعيش 80-100 سنة، هل واجب عليه ان يؤمن لنفسه؟ نعم، لا بنحو ان هو ينفق ثم يصير محتاجا لأن يُنفق عليه! لا، هذا ايضًا من ضمن المصاريف، لكن ما زاد عن ذلك كيف؟ هنا يصير اكتناز، عبئه عليه وحلوه لغيره، الوارث، لذلك عندنا في الروايات في باب الوصية وغيرها ان الانسان لا يؤخر ما يريده ان يوصي به، بدل ان توصي به انت انجزه لنفسك، انت قم به لنفسك ما تعلم انت الورثة يستجيبون ام لا، يتقيدون ام لا يتقيدون! لماذا تؤخره، أولى الانسان ان يتحمل عبئه وان يضمن ذلك من نفسه والا يعتمد على الآخرين، إذن لاحظ الآية الكريمة، يسألونك ماذا ينفقون قل العفو، ما زاد عن الحاجة لنفسه ولأهله ولو في المستقبل، ما دام العمر فيهم يدوم لكن ما زاد عن ذلك لماذا ينفق؟ لأن الانسان اولًا لا ينبغي له ان يدبر دنياه فقط وإنما آخرته ايضًا، حقيقة الانسان هو الآن يبني بيته في البرزخ، في البرازخ في الجنة او لا سمح الله في النار، فبالتالي لم فقط يهم نفسه على بيته في كوكب الارض، عنده كواكب، عوالم اخرى، فإذن لا يحصر تدبيره الاقتصادي على كوكب الارض، ينبغي ان يبني هناك واذا جعل اكثر همه وتدبيره للبناء هناك يشتد شوقه إلى هناك، الانسان يميل مع المال حيثما مال، اذا المال ارسله إلى الآخرة يميل، يريد مردود محصول اذن يسألونك ماذا ينفقون قل العفو، هذا لا ينافي القواعد، ما عدا ما عدا، ماذا عنده ولو عنده درهم، لذلك في وصيتهم عليهم السلام اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدًا واعمل لآخرتك كانك تموت غداً انت ايضًا لديك دار اخرى ينبغي لك العمل عليها، هناك اشتري ايضًا بيوت حقيقة بيوت، حقيقةً ذخيرة، وتزودوا، حقيقةً لا مجازا، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى السفر يحتاج مؤنة وهذه المؤنة هي التقوى اليوم كنت ألاحظ مساجلة جرت بين تلميذ وأستاذ من علماء الإمامية بين السيد نعمة الله الجزائري التلميذ وأستاذه العلامة المجلسي، ماذا قلت؟ جرت مساجلة، حوارية بعد هذه الحوارية، هذه مكتوبة بين السيد نعمة الله الجزائري وأستاذه صاحب البحار المجلسي وفي نهاية هذه الحوارية تعاهدا ان أيهما يموت يأتي للآخر في منامه ويحدثه بما حدث معه، فمات بعد أسبوع او أسبوعين المجلسي، فظل السيد نعمة الله الجزائري يترقب إلى ان نعم، في منام من المنامات وصل اليه المجلسي وحدثه وكذا وكذا، أنا ذكرت هذا المشهد من اجل ماذا؟ ذكرته من اجل وتزودوا فإن خير الزاد التقوى قال له ماذا نفعك؟ البحار وغيره؟ قال لم ينفعني شيء الا احسان قدمته لمستضعف مظلوم هذا هو الذي نجاني من قربات القبر والموت، طبعًا هناك احد العلماء الكبار يشرح هذا المطلب، هذه المقولة للمجلسي، الشيخ محمد الشهابادي من رواد الفلسفة والعرفان وفقيه ومجتهد و... يكن للمرحوم المجلسي بتعظيم كبير عنده في كتبه عناية بكلام المجلسي صاحب البحار، الشاهد، يقول هذه الرؤية هذا الحدث ليس فيه دلالة ان المعارف العلمية والكتب العلمية لا قيمة لها لا، يقول، قيمتها اعظم من البرزخ والقبر، قيمتها اعظم من السماء الاولى والسابعة، قيمتها الجنة لكن بالنسبة للبرزخ وما بعده او الرجعة ما قبل الجنة الذي يفيد، هو التقوى، اما العقائد والعلم والعلوم هذه جزأوها اعظم من البرزخ وعالم القيامة، هذه جزاؤها ما فوق الجنان الجنان العليا، اما البرزخ والقبر الذي ينفع فيه الأعمال الحسنة العملية، احسان للفقراء المستضعفين الأيتام الأخذ بيدهم إيوائهم المحتاجين من المؤمنين كذا هذا هو النافع التقوى في البرزخ او الرجعة او في السموات هذه التقوى هي خير الزاد، لم يقل امنوا فإن خير الزاد الإيمان قال التقوى وان كان بالإمكان أن يوسِّع التقوى إلى التقوى في العقائد لكن الإيمان والعلم جزاؤه عن الجنان وليس عوالم ما دون الجنة والجنان، المقصود نرجع إلى هذا المطلب وهو ان النفقة والإنفاق مهم ومؤثر، مؤثر في البرزخ والقبر في أهوال يوم القيامة في الرجعة أهوال الرجعة، مؤثر اما العقائد والمعارف والعلوم فجزاؤه في الجنان اذن يا طالب العلم ويا أيها المؤمن عمومًا من اول القبر انت تحتاج التقوى تزودوا فإن خير الزاد التقوى وأحسنوا ان الله يحب المحسنين، مؤثر جدا، التقوى والجانب البعد العملي، نرجع ونربط الآية الكريمة كما مر بنا وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين، مر بنا في الجلسة السابقة ان الثروة في الارض يمكن ان يبددها او يؤزمها في التوزيع عدة غدد سرطانية في الإدارة المالية نبه عليها القرآن والوحي، والشارع والوحي، وضع حلول لتفادي العقبات امام هذه الإدارة للمال، يعني في نمط التوزيع لاحظ الشارع نظامًا معينًا في نظم استخراج الثروة تولد الثروة منشؤه من أين لاحظ نظاما معينا هذه ركنان من اركان الاقتصاد الركن الأول ماذا؟ نمط التوزيع الركن الثاني؟ مصدر الثروة، الركن الثالث؟ نمط تبادل الثروة الركن الرابع؟ مر بنا كيفية سياسة الاعانة والإحسان وبالتالي هناك ملفات وملفات في المال والإنفاق، من ضمن الملفات في الاقتصاد لحل أزمة الفقر والمالية هو ان الانسان لا يكتنز ما زاد عن حاجته ولو المستقبلية ولو في سبيل الخير سواء كضريبة او شيء مستحب، فيسألونك ماذا ينفقون قل العفو، العفو ليس المراد به فتح الباب على مصراعيه فيتكفف الناس! هذا ليس من الإنفاق في سبيل الله، وهنا نكتة اخرى ولازلنا في توزيع الثروة في العلوم الحالية ولاسيما الاقتصادية والإدارة والتخطيط اكتشف ان عموم الناس الذي يعبرون عنه القطاع الخاص اذا اعتمد على الثروة والملكية الفردية للأفراد انجح من ان يعتمد على الدولة او يعتمد على ثروات الدولة والوطن، أعيد دايما يجرون محاسبة مالية الأموال الخاصة وتوجد الأموال العامة التي للدولة، إذا تم القيام بعملية محاسبية بين المال في القطاع الخاص والمال في القطاع العام في كل الدول، يكون المال الخاص أقوى بمراتب من ميزانية الدولة، أقوى بمراتب، إذا كان اقوى بمراتب إذن إذا نظم الزائد من المال الخاص، الشعب يحتاج إلى أموال الدولة الفاسدة؟ لا لم؟ لأن الأموال التي يملكها القطاع الخاص أكثر من التي تملكها الدولة هذه الحقيقة أبهرت علماء الاقتصاد لاحظ ان القرآن يقول انفقوا في سبيل الله، يوجه كلامه إلى أفراد الشعب والوطن، في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، يسألونك ماذا تنفقون قل العفو، اريد اصل إلى أي شيء اريد اصل إلى اي مطلب؟ اريد القول ان الشعب يقدر ان يصل إلى مرحلة ان يدير نفسه بدون الحاجة إلى الدولة ودون ان يصطدم معها ( والشاهد زيارة الأربعين) والتي أبهرت العالم زيارة الاربعين، ان هذا المصدر الثروة تعجز عنه دول، كيف يؤمن؟ بعض المتخصصين التقينا بهم قالوا ان الذي يؤمن من تموين غذائي أضعاف أضعاف ما يبذل في زمن الحج في مكة والمدينة مع ان هناك مجانية ما توجد الا ان الكمية لا تقاس مع ان هناك ثروة ثروة دولة هنا لا دولة متبنية لا دولة مجاورة نفسه القطاع الخاص، بامكانه ان يؤمن اكبر مهرجان او ملتقى او احتشاد بشري تعجز عنه الدول وهذا ليس على صعيد المال والاقتصاد ايضًا على صعيد الصحة والخدمات المرور على صعيد كل الخدمات في الدولة بإمكان الصعيد الخاص ان يكون اكفأ اقوى لسنا بصدد تبرئة عصابات المال في الدول وإنما بصدد التركيز ان القطاع الخاص الذي يركز عليه القرآن هو بامكانه ايجاد الحلول للطبقة الوسطى والفقيرة، بامكانه هذا باب في الحقيقة فُتح، الآن من باب المثال شركات ضخمة رأس مال ضخم عبارة عن مشاركة ملايين من الناس بفلس، ادنى المال، ماذا يصبح بعدها؟ رأسمال ضخم عجيب، فكيف اذا تبرع كل فرد من القطاع الخاص بجزء يسير بإدارة جيدة يبقى فقير في العالم، يقول امير المؤمنين ما رأيت فقيرا الا بما متع به غني، وعنده تعبيرات عديدة هذا التوازن، مثلا الصناديق الخيرية المستشفيات الأعمال الخيرية في كل المجالات بدون ان يمر بشبكات الفساد وعصابات المال يتحرر من البروتوكولات والتنافسات بين قوى الحكم هو نفسه المجتمع والشعب يدير نفسه بنفسه بدون ان يصطدم بالدولة حتى لكن شرط النظم والإدارة، لا عبر الأنظمة الوضعية لا، عبر نظام ديني لا يحتاج إلى عسكر ولا... اقصد في الجانب الخيري وهذا بحث عظيم يثيره القرآن الكريم والتتمة في ما بعد.