43/04/04
الموضوع: التفسير بالمأثور مناهج
نعم، كنا في هذا المقطع وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى... كأنما بعض الأعلام يعني، لا يسلّم بأن الروايات الواردة في بيان الآيات كلها تعالج الظهور، بل يريد ان يقول كما هو ممشى الأكثر من علماء الإمامية ايضًا، انها للتأويل، وليس لمعالجة الظهور، طبعًا ينتج من هذا المطلب نتيجة ها؟ يصير قالب الظهور للآية على حدة، والرواية مفادها يؤخذ به كمصداق او طبقة من طبقات معلمي الرواية ولكن العمدة من قولبة وتحديد الظهور يكون غير متكئ على مفاد الرواية او معالجة الرواية، واستمر هذا، بعبارة اخرى التفسير بالمأثور، التفسير بالمأثور هذا ليس منهجًا تفسيريًا واحدًا، طبعًا نحن لمّا نخوض في هذا البحث فهذا ليس بحثا تفسيريا فقط وإنما يؤثر على الفقيه والمتكلم وعالم الاخلاق او عالم الرياضات الأخلاقية او علم رياضة القلب، كل العلوم الدينية لأن المصدر الأساس في العلوم الدينية هو الكتاب وسنة المعصومين صلوات الله عليه واله، وهذا الكلام ليس فقط في القرآن مثلًا بيانات أهل البيت في ذيل الأحاديث النبوية الكلام الكلام تعالج الظهور او تأويل؟ او قل كلمات أهل البيت لبعضها البعض تعالج الظهور، يفسر الحديث ظهورا او يفسر الحديث تأويلا، بناءً على المنهج التأويلي يقول ان التأويل على حدا يؤخذ به، والظهور يُحدد من خلال عناصر علوم اللغة، او فذلكات المفسرين وجهد المفسرين، فالتفسير بالمأثور له مناهج منهج تفسير بالمأثور بالحديث بالرواية روائي محض يعني سطحي يلاحظ الرواية تضمنت ألفاظ الآية أم لا، ان تضمنت فهذه الرواية مفسرة للآية، مرتبطة بها، اكثر المفسرين بالمأثور مع احترامنا لهم رضوان الله عليهم اعتمدوا هذا المنهج، ان تذكر الآية بالرواية وهذا نمط ساذج؟ وهناك تفسير بالمأثور اجتهادي، يعني ماذا؟ كالذي يصنعه الفقيه في يومياته في المسائل الفقهية، مسألة واحدة يأتي الفقيه للآية ويستدل بها، هل بالضرورة ذُكر لفظ المسألة كي يستدل بها الفقيه؟ لا، ولو كان ذلك لكان هذا استنباط بسيط ابتدائي ولا نريد ان نستقل من أهميته ولكنه لا يحتاج الى فقاهة كبيرة، وهو فيه ثمرة وثمرة في الدين لا نريد ان ننكره، لكنه لا يحتاج الى قدرة فهم كبيرة، تطبيق بسيط لمضامينه وموارده لكن هل يمكن استيعاب كل الحوادث الواقعة بهذا الشكل من الاستنباط، لكن لابد من إعمال مراحل من الفهم معقدة، غالب استدلال واستنباط الفقهاء بالآيات بأي نحو، بنحو لفظ المسألة لفظ الفتوى غير موجود في الآية لكن الفقيه بفهمه الثاقب يلتفت الى مناسبة ووحدة الموضوع الموجود بين الآية وموضوع المسألة وهذا يُعبّر عنه بالاجتهاد في الاستنباط، الاول بحسب منصة الظهور انطلاق لا يمكن انكاره، لكن المؤاخذة فيه اذا اقتصرت عليه ولم تنطلق الى المنهج الثاني لان المنهج الاول لا يغطي دائرة كل المسائل الواقعة، مثلًا الان شركات التأمين، في اي لفظة موجودة هذه شركات التأمين! غير موجودة تلقيح البويضة مثلًا اي تعبير روائي فيه هذه، عمليات بنكية معقدة مختلفة هذه العمليات موجودة بلفظها في الآيات والروايات الى ما شاء الله عشرات المسائل غير موجودة بلفظها لكن معاني مندرجة تحت أفق المعنى العظيم في الآيات والروايات ومن يكتشف المعنى؟ الفقيه. لذلك الآية الكريمة، آية النفر، النفر كناية عن السفر والهجرة الى اخذ الرواية وتلقي الآية لكنها مقدمة لماذا؟ الرواية مقدمة للدراية، ليتفقهوا يعني ليتفهموا في الدين، التفهم، اللطيف ليس يفهموا، يتفهموا! مؤونة دؤوبة من اعمال الفهم، الفهم، الفهم ليس توليد شي، اكتشاف الأشياء، الفهم يعني ماذا؟ الفهم اكتشاف، الاجتهاد في مدرسة الإمامية اكتشاف وليس اصطناع وتوليد رأي، الفرق الجوهري بين الاجتهاد عند المذاهب الإسلامية الأخرى ومدرسة الإمامية ان في مدرسة الإمامية الفقيه لا يصطنع من نفسه شي، يتفهم ما هو موجود، يغوص بفهمه ما هو موجود بفهمه وما هو اخفى وأخفى، بتوسط الفهم يكتشف شبكات المعنى وطبقاته وبحوره، يسبح بسفينة الفهم، مثل الغواصة وليس هو اصطناع وتوليد وخلق رأي، انما هو تفهم ان يدرك وليس يُنشأ، لكن هذا الدرك لا يحصل بماذا؟ بالسمع، يحصل بماذا؟ بالعقل، تفهم فكنه الاجتهاد في مدرسة علماء الإمامية يختلف عن سنخ الاجتهاد في المدارس الإسلامية الأخرى بهذا المعنى يتفهم لا أنه يُنشأ، او يفتري الله أذن لكم... والنص في مدرسة الإمامية لا يعني حصرًا اللفظ، بل اللفظ هو رأس الحبل الممدود، الوحي هو حبل ممدود، طرف منه اللفظ، وهو في المعاني ممدود الى عند الله، هو نص، المراد من النص الوحي سواء كان بحور معنى او لفظ، مدرسة النص هذه، مدرسة الرأي تظن ان النص هو اللفظ، مدرسة النص النص هو لفظ، وبحور من المعنى لا تتناها، الرأي تتناها، مدرسة النص يعني الوحي، فإذن الاجتهاد الذي هو اكتشاف الوحي المخزون رأسه في اللفظ، هذا الاجتهاد لابُّد فيه من اكتشاف المعاني والقرآن نفسه يقول ان المعاني لا تتناها بينما ألفاظ القرآن متناهية، ولذا النبي وصف الحبل انه ممدود، إمّا طرف الحبل فمنتهي، طرف منه عند الناس لمّن المعاني ليست طرف وليست منتهية فالمقصود إذن، أنَّ الاجتهاد عند علماء الإمامية يعني ان يكون لفظ المسألة موجودا في لفظ الآية؟ لا. إذن ما الذي أوجب ان يُقحم الفقيه هذه الآية في هذه المسألة، هو المعنى وليس اللفظ سرًا المعنى القريب او المعنى المستهتر خلف معاني، المهم ان تكون هناك صلة في المعنى، وحدة في المعنى اكتشاف المناسبة والوحدة في المعنى وهذا بالنسبة للآية ونفس الشي في الرواية، الفقهاء يستدلون بالروايات في المسائل لأنها متضمنة لألفاظ الرسائل والموضوعات، كيف يستدلون بها إذن؟ بلحاظ المعنى، فكيف في يوميات الاستنباط الفقهي اجتهادي، أليس؟ فالفقيه يستنبط بألفاظ الرواية أم يستنبط علاوة على ذلك، بمعاني معاني الآيات والروايات، ولا شك أنه الشق الثاني، إذن نأتي هنا، تفسير الرواية للآية يُشترط ان تذكر فيه لفظ الآية في الرواية، والعكس، تفسير الآية للرواية، لأن مثلما تُفسر الرواية الآية، العكس... الوحي يُفسر بعضه بعضًا، لأنهما لا يفترقان، في كل الأصعدة لا يفترقان في المعاني لا يفترقان، هذا يُعبّر عنه التفسير، تفسير القرآن، تفسير الآية بالرواية اجتهادية يعني بالمعاني لا بالألفاظ، وهذا الذي يمارسه الفقهاء في يومياتهم او المتكلمين او او، هذا امر فرغنا منه هذا نمط ثاني منظومة ثانية من التفسير بالمأثور، نمط ثالث من التفسير بالمأثور وهو الذي مر بنا بالأمس والأيام السابقة، ما هو النمط؟ النمط الآخر من التفسير بالمأثور وربما يُعد نمطًا من أنماط الاجتهاد وله خصوصية، النمط هو... يوجد نمط من التفسير الاجتهادي ان نجعل الرواية تقدم طبقة من معاني الآية، واحدة، فالتأويل للرواية يؤخذ به لكن ظهور الآية يبقى على حاله، الذي مر بنا قبل قليل، الظهور على حاله، والرواية تكون تأويلية تشير الى طبقة من المعاني وهذا للاسف الذي جرى عليه اكثر علماء الإمامية ان الروايات في ذيل الآيات كلها تأويلية لا تعالج الظهور بينما اذا بُني على ان الروايات تعالج منصة الظهور تعالج متن الظهور جلها لا اقلها جلها، الذي مر انه يظهر من السيد المرتجى والشيخ الطوسي نقلنا امس عباراتنا والراوندي في فقه الآيات والملا شريف الفتني في مرآة الأنوار، الفيض الكاشاني الى حد ما الميرزا محمد المشهدي في كنز الدقائق، هو معاصر تقريبًا للشهيد الثاني او المجلسي السيد عبدالله شبر الى حد ما، عنده هذا المسلك، المهم جمع من المفسرين ذهبوا الى هذا المسلك ماهو؟ اجتهادي ايضًا لكنه معالجة الرواية لبنية الظهور وبنيويات الظهور؟ ولم نسميه اجتهادي؟ لأن معالجة الرواية لبنية الظهور خفيت على اكثر العلماء، لا فقط الرواة، بل اكثر الفقهاء والمتكلمين والمفسرين ولا يُلتفت اليها الا بالتدبر الملي والحذاقة الكبيرة والتأني والتدقيق المجهري الكثير، بعض الأساتذة حفظهم الله اعترضوا ان هذه الآيات وهذه الروايات أين معالجتهما لمنصة الظهور؟ هو تأويل. فتأنيت معهم لفظة لفظة الى ان وصلنا الى ان كل الروايات في ذيل الآيات تعالج منصة الظهور، بنكات نحوية ولغوية خفيت على المفسرين، وخفيت على الكثير، طبعًا هو نوع امتحان الإنسان لنفسه امتحان علمي كيف ان يفطن الى إشارات الروايات بألفاظ الآيات، مع ان الآية غير مذكورة في الرواية، ومع ان الاستنباط ليس من جهة نسب المعاني مع بعضها البعض ولكنه من جهة، أنه ماذا؟ ألفاظ الرواية والمعنى الأولي للرواية يشير الى معالجة في ألفاظ الآية مثلًا احد الأعلام استشكل ليقضوا تفثهم تقصير ورد انه تقصير وأُفتي، وجرت الفتوى بذلك، ليوفوا نذورهم ثم ليقضوا تفثهم، هذا كيف نجمع فيه مع تطهروا للقاء الامام، هذا تأويل، معاني متباينة لا محالة مفاد الروايات متباينة وليس معالجة الظهور، من ثم أصر كثير منهم مثلًا السيد الخوئي ومشهور علماء الإمامية ان هذه الأمور تأويلية ولا صلة بينها وبين ظهور الآيات يؤخذ بها حجة كتأويل وليس كمنصة من منصات الظهور، تعلمون ان منصة الظهور خطيرة في تفسير القرآن، لأن منصة الظهور مثل قاعدة ارضية ثابتة للاستدلال بالآية معنى شمولي منصة الظهور فالمسألة حساسة هل الرواية تتدخل في معالجة ألفاظ الآيات الروايات ام لا؟ المنهج الثالث لا الثاني ولا الاول، نكتة جدًا مهمة، دعونا نعالج هذا المثال الذي استعصى على بعض الأعلام ولكن قبله دعونا نذكر الأقوال أهم ثم نعالج بعض الأمثلة ثم نذكر الضابطة وان هذه الأمثلة ليست صعبة على المنهج الثالث، فبنى كثير حتى منهم المعاصرين كالسيد الخوئي والسبزواري والطباطبائي ان الروايات تأويلية من باب الجري والتطبيق إمّا الظهور فيبقى كليا لا يتداخل ولا يتمازج مع الرواية التأويلية لذا فسروا قاعدة الجري، فسروها بماذا؟ بالتطبيق. أنَّ الظهور كلي يُطبق على موارد تأويل الروايات، قاعدة الجري اصلها من أئمة أهل البيت هم بنوا عليها ان الآية تجري كما تجري الشمس والقمر في كل زمان الأعلام هذه القاعدة النفيسة الصادرة عن أئمة أهل البيت، فسروا قاعدة الجري بماذا؟ بالتطبيق قالوا قاعدة الجري والتطبيق اي ان الظهور الجلي يجري في المصاديق، يُطبق فالروايات التأويلية تجري في تطبيقات ولادتعااج المعنى الكلي الجاري، بينما في دعوى النظرية الثالثة يقول لا، الروايات تعالج القالب الكلي، والجري له معنى آخر غير الذي ذكره الأعلام الطباطبائي، الخوئي، السيد السبزواري وغيرهم من الأعلام، قاعدة الجري لها معنى اخر، يلاحظ التفسير بالمأثور منهج روائي بحت؟ المنهج الاجتهادي الثالث؟ حساس البحث. فهذا احد الأعلام، ليقضوا تفثهم أراد التقصير لقاء الامام من القذارات البدنية او القذارات المعنوية كيف يعني؟ الولاية اعظم ظهور للصلاة الولاية مطهرة، القرآن الكريم مثلًا من باب المقال نرى هذا المثال الذي استعصى على الأعلام، كيف انه سهل على القائلين بالنظرية الثالثة، ونقول فنيا كيف، القرآن اعتبر ان الكفر نحس انما المشركون نجس، او وكذلك جعل الله الرجس على الذين لا يعقلون، توجد لا يؤمنون وتوجد لا يعقلون. يوجد رجس معنوي، وهناك رجس مادي، القرآن يُسلّم. فما المانع ان تكون الآية بمعنى تشمل المقامين، او بمعنى وحداني، لا يعقلون ويوجد لا يؤمنون، كليهما رجس معنوي، هل هذا الرجس المعنوي والرجس البدني من باب قاعدة الجري والتطبيق أم من باب معالجة الظهور الجري بمعنى آخر هذا ما ينبغي ان نخوض بيه تتمةً لبيان الآية أنا انما اطلت في قضية معنى البيوت وكذا لأنه، ثمة تساؤلات كثيرة ان هذا تأويل أم ظهور ما الضابطة في التأويل في الظهور، توجد شواهد فلكي نخرج بمنهجية واضحة ان شاء الله.