الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

43/03/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:حقيقة الشهر الهلالي

وصل بنا الحديث في سورة البقرة الى هذه الاية الكريم يسألونك عن الآلهة قل هي مواقيت للناس والحج، فمر بنا ان الشهر كتقويم، قد يكون شمسي قد يكون قمري والقمري قد يكون وقد يكون هلم جرا، بينما هذه الاية الكريمة جعلت التقويم الزماني للشهر مرتبط بالأهلة فمر بنا ان الشهر تقويم زماني حقيقة الشهر انه وحدة مقدارية في الزمان او للزمان، وليس الشهر جرم كرة القمر او النور المنعكس للقمر، الهلال والأهلة وان كان معناه النور المنعكس من الشمس في القمر ينعكس فيصل الى الارض لكن هذا ليس حقيقة الشهر وإنما هو علامة دالة على بدء ومبدأ الشهر فأصل الشهر هو مقدار زماني بسبب الحركة والحركة لها سرعة فحاصل ضرب السرعة في الزمان لجسم متحرك وهو القمر تحصل لدينا مسافة فلكي نستحصل الزمان، تقسم المسافة الفضائية على سرعة القمر يحصل المقدار الزماني وهو الشهر او اليوم او الساعة او القرن وهلم جرا.

 

فاذا كان الشهر الهلالي اذن مقدار زماني وتقويم زماني، فهل يعقل ان تكون الارض بتقويمين زمانين ام تقويم واحد، تقويم شمسي وقمري بحث اخر لكن نفس تقويم الارض فلابد يكون موجود من ثم التدبر في حقيقة وهوية الشهر الهلالي يفضي بالباحث الى صحة نظرية السيد الخوئي رحمه الله وهي نظرية القدماء كما أشار السيد الخوئي وليس متفردًا بها، كما أشار رحمه الله وإنما هي نظرية هجرت فأعاد احيائها السيد رحمه الله، ان الشهر في الارض متوحد غاية الامر ان الشهر كاليوم وعندما يقال متوحد في الكرة الأرضية فلا يعني ان الزوال في النجف الأشرف هو كالزوال في كل مدن الارض الزوال يتحرك هو عبارة عن تعامد الشمس على رؤوس الاشياء او قل وصول الشمس الى دائرة نصف النهر اَي تكون متعامدة، تعامد الشمس على الاشياء في قطع معينة ليس موحدا بين بقاع الارض دفعة في ان واحد،بل يحصل بالتدريج، مثل الان اليوم يوم الثلاثاء حدوثه بأستراليا او نيوزلندا في بلدان الشرق غير حدوثه عندنا لكن هل يختلف الثلاثاء عندهم عن الثلاث عندنا، نفس الذي يجري عندهم يتحرك يجري شيء فشيء ليصل إلينا وهذا لا يخل بالوحدة الشخصية لليوم. تفاوت بقاع الارض في دخول يوم الثلاثاء هل يخل بالوحدة الشخصية للثلاثاء ليس الارض؟ لا يخل، الأسبوع واحد، اليوم واحد وان اختلفت ساعات اليوم، لكن حتى، الساعة الثانية عشر، هذه وحدة شخصية في الارض تدور وتتحرك في الارض بمقدار 360 درجة كل زمان من ازمنة اليوم المعين يدور حول الارض بمقدار 24 ساعة، هذا دوران ال 24 ساعة لا يخل بالوحدة الشخصية لأن طبيعة الزمان الذي هو بالكرة الكروية الأرضية هو تكويري لكن هذا لا يضر بوحدتها الشخصية فالمراد بالوحدة الشخصية لليوم او الساعة او الدقيقة او الشهر او السنة ليس معناها حصول هذا الزمان في كل بقاع الارض في ان واحد، ليس المراد هذا، إنما المراد من الوحدة الوحدة وحدة الدور والدورة الواحدة هي وحدة شخصية، الزوال 24 ساعة، طلوع الفجر 24 ساعة، الغروب 24 ساعة، فاليوم واجزاء اليوم 24 ساعة وهذا لا يضر بوحدتها الشخصية هو يدور دورا،. بها النهار اليوم الليل الأسبوع الساعة، كل شيء زماني معنى وحدته الشخصية انه يدور دورة واحدة وأنه شيء شخصي متحد يدور حول الارض دورة واحدة، فلا يتوهم قائل ان يقول، اذا التزم بان الشهر الهلالي واحد في الارض انهم يبدأون الصوم وينهون بالإفطار في وقت واحد، ليس هذا المراد بل المراد. الوحدة الشخصية في الدور والدوران، البعض قد يعني، يتوهم انه مثلًا، الأماكن التي لا ينضبط فيها الليل والنهار نضبطها بماذا؟ بعضهم قال بالأماكن الأقرب لها، مثًلا هي في الشمال الأقصى، في القطب الشمالي، نضبطها بالشرق الأوسط، كيف تضبطها نضبطها بساعات النهار هنا وساعات النهار هناك مثًلا له احتمال او مثًلا نضبطها بالصيام بوقت مدينة في الشرق وبغروب مدينة في الغرب الأوسط، هذا لا ضبط، لانه لو افترضنا أنا نريد المعدل الوسطي لمعنى واحد وسطي ليس معناه انه نختلف في وحدته الشخصية وهو واحد شخصي لكن ليس معنى وحدته الشخصية انه ينوجد بدءً وانتهاء بمعنى واحد كما انه ليس التفاوت بمعنى انه ليس بواحد شخصي او انها ايام متكاثرة لان لو كانت ايام متكاثرة كيف تضبط التاريخ في بقاع الارض فوظيفة التقويم الزماني ضبط الوحدة الزمانية للزمان لا الوحدة الزمانية بمعنى الانوجاد في آن واحد، هذه البحوث رياضية جافة قليلاً لكن يجب الانسان يتذوقها شيئًا فشيئًا لأن هذه المسائل في الهلال او مواقيت الصلاة، مثًلا شخص صلى صباح الثلاثاء في استراليا وأقلعت به الطائرة الى الشرق الأوسط وكان الوقت ليل الثلاثاء فدخل عليه فجر الثلاثاء، هل يعيدها؟ لا، لأن الصلاة صلاها في استراليا وهذا نفس اليوم وليس يوم آخر، العكس، شخص صلى، هذا من باب فروض الوحدة والتعدد، شخص صلى الفجر في امريكا، صلى الفجر في امريكا صلى فجر الاثنين في امريكا فأقلعت به الطائرة الى استراليا من امريكا يمر بالمحيط الهادي اكبر محيطات الارض، يجب عليه ان يصلي ام لا؟ هنا يوم جديد يصلي فجر الثلاثاء لم؟ لأن المدار على اليوم لا على شيء اخر واذا كانت الساعات متفاوتة، متقاربة او متباعدة ،هناك خط رياضي فضائي يفصل بين شرق الارض وغربها في المحيط الهادي، وسط المحيط الهادي، هذا الخط، ما اريد التوسع في هذه القضايا، اريد التركيز على ان الشارع ركز على تقويم زماني ولم يركز على جرم كروي، الان هذا الخط الفاصل بين شرق الارض هذا الخط في المحيط الهادي يفصل بين أقصى شرق وأقصى غرب الارض أقصى غرب الارض وأقصى شرق الارض متجاورين، تلتفتون لهذا ام لا، الشرق الأوسط والغرب الأوسط متباعدين، أدنى الغرب وادنى الشرق متجاورين، أي خط يسمونه خط غرينتش، الذي يمر بعاصمة بريطانيا لندن، شاهد ان هذا الخط يمر بالقطب الشمالي، وينزل على بريطانيا والمغرب، هذا، الفاصل اليومي، هنا يبدأ اليوم من أقصى الشرق واين ينتهي اليوم عند أقصى الغرب، فهذا الخط في المحيط الهادي الذي ينصف المحيط الهندي الى نصفين ويفصل بين امريكا وروسيا هذا الخط هو نهاية اليوم الشمسي وبداية اليوم الشمسي، في وسط المحيط الهادي، هذا الجزء في أقصى الشرق وفي أقصى الغرب، الفاصل بينهما 24 ساعة، والمسافة في السفر بالطائرة ساعة يصح هذا أم هذا لعب؟ لا ليس لعب، تقويم زماني، هنا الليل واحد، هنا ليلة الاثنين وهنا ليلة الثلاثاء، نهار واحد هنا نهار الاثنين وهنا نهار الثلاثاء، تحركت بمقدار يسير من أقصى الارض الى ، اذا سُألت عن أقصى نقطة في الغرب، هي التي في المحيط الهادي، وأقصى نقطة في الشرق هي ايضًا في المحيط الهادي متجاورتين، اما في بريطانيا في لندن، غرب لندن هو الغرب الأدنى، شرق لندن هو الشرق الأدنى، مسافة كيلومتر، بل مسافة عشرة كيلومترات، هنا الغرب الأدنى وهنا الشرق الأدنى، نفس لندن، شرقها شرق ادنى وغربها غرب ادنى، لكن النهار موحد هنا، الليل والنهار موحد، بخلاف الشرق الأقصى والغرب الأقصى الوسط اني، شرق اوسط، في غرب اوسط، ما بين الشرق الأوسط... يعني نيويورك وأمريكا الشمالية غرب اوسط، الغرب الأقصى هو في المحيط الهادي، وبالضبط الخط الذي يطلع من الشرق الأوسط يمر بالغرب الأوسط على كل فهذه التقسيمات الفلكية الانسان الذي يريد في علم الفلك ان يكون له باع او كذا مهمة وينبغي على من يتصدى للاستهلال أن يعرفها، هذه الامور الفلكية... على أي تقدير، الفلك عند البشر أقدم من المسيحية واليهودية، اصلًا النبي ابراهيم بعث الى ناس يعبدون الفلك اَي عندهم تمرس بهذه الامور، بزمن تطور حضارة علم الفلك والنجوم ليس الان فقط، فعلم الفلك علم قديم عند البشر، لذا في زمن الأئمة يُسألون ان الهلال سيولد في كذا وكذا، هل ناخذ في كلماتهم؟ قال ( صم لرؤيته وأفطر لرؤيته)، وبعضهم... استشهد ان الهلال قابل للتعدد ولكن ليس المراد هذا بل شيء آخر على أي تقدير، فالشهر الهلالي هو تقويم زماني موحد في الارض هويته هذه، هويته الثبوتية غير قابل للتصور والتعدد، ليس في الارض تقويمات زمانية، هنا المدينة تبدأ الشهر بهذا، والمدينة الأخرى الشهر الزماني القمري كذا بناءً على الرؤية يوم ثالث، دائمًا هناك ثلاث أيام، هذه لم تعد تقويم زماني، هذه فوضى تقويمية هذا خلاف الوحدة الشخصية للتقويم الزمانية، هذا اخر كلام في يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج.