الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

43/03/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حقيقة البيت والبيوت في الوحي

بعد ذلك الآية الكريمة في سورة البقرة عندما تستعرض الأهلة اللطيف لاحظ، يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت يعني تقويم زماني، تعبير إعجازي علمي، يعني تقويم زماني، فلمّا تكون حقيقة الشهر الهلالي تقويم زماني فمن غير الصحيح ان الزمان يختلف في الكرة الأرضية، يختلف دورا إي، لكن يختلف يوما واسبوعا وشهرا فهذا غير متصور الزمان واحد لذا فنظرية السيد الخوئي أمتن النظريات وان لم نستند على الأدلة التي اعتمد عليها السيد الخوئي بل على هذا الدليل وهو العمدة لدينا، الحقيقة الثبوتية للشهر الهلالي انها تقويم زماني، عمدة الأدلة التي نعتمد عليها هي هذه، اما الأدلة الاثباتية التي اعتمد عليها السيد الخوئي كما ذكرنا في كتاب في الهيئة وفي الأهلة، تحت عنوان الهيويات الفقهية، ذكرنا انها قابلة للمناقشة والسجال وان كان هناك ادلة الثباتية نعم، دالة على ان الشهر الهلالي موحد، لكن اجمالا عمدة الدليل هو هذا الذي تشير له الاية ان الشهر الهلالي تقويم زماني... بعض النظريات في الهلال عجيبة غريبة، بلد أفقه قبل، ثبت فيه الهلال، بلد افقه بعد وان كان باعتبار انه شمالي وذاك جنوبي، فالرؤية منعدمة عنده فما يدخل عليه الشهر! فما هو أسبق في الفجر والزوال يدخل في الشهروما هو متأخر بساعات لا يدخل عليه، كيف يصير؟ هذا غير قابل للتصور أصلا، في التقويم الزماني، النصف الجنوبي من الارض له تقويمه والنصف الشمالي من الارض له تقويم زماني اخر هذا، مع انه استراليا وجنوب أفريقيا لها تقويم زماني أسبق اما الدول الشمالية واوربا وكذا لها تقويم زماني مختلف مع ان أيها متاخر حدوث اليوم لديها بعد دخول الشهر في استراليا بست ساعات فكيف يدخل الشهر في استراليا ولا يدخل في الكرة الشماليةهذه المتأخرة وتلك المتقدمة على كل حال نوع من الفوضى في التقويم الزماني تحدث هذا غير قابل للتصور.

 

ومن ثم فرؤية واحدة للهلال في أي بقعة من الارض يثبت للبقية، الا ان تكون بعد الزوال فهذا بحث آخر.

 

وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

 

ظاهر الآية، يعني أنهت البيوت التي هي من طوب مثًلا من آجر كذا، اذا أتاها الانسان من الظهر ولم يستأذن بخلاف ما لو أتى من الباب، فالبر والتقوى بأن يأتي الانسان البيوت من أبوابها، لكن هل المراد هنا خصوص هذه البيوت على كل الطينية الآجر والطوب وهلم جرا ام المراد من البيوت أعم؟ المراد من البيوت اعم مثلا في بيانات الوحي البيت المعمور هذه حقيقة وحياتية عند كل المسلمين، البيت المعمور وليس هو في الارض، اطلق عليه البيت المعمور، بل في الجنة الأبدية ايضًا بيوت قصور وليست في الارض ولا في السماوات ولا في عالم القيامة لكنها. بيوت فاستعمال البيوت في الوحي غير مختص بالكينونة الأرضية يستعمل مع ان البيوت في الجنة ليست هي موجودات جامدة، هذه قاعدة معرفية في الجنة كل شيء موجود في الجنة هو ذي روح ناطقة فاعلة، كل شيء في الجنة، الان في الجنة أشجار الجنة، يتولد منها حور عين، كيف شجرة يتولد منها حور عين، ضفاف تراب انهار الجنة يتولد منها نمط اخر من الحور العين، لان الحور العين انواع عديدة، الحور العين التي خلقها الله لأمير المؤمنين نوع اخر، ولو خادمة لفاطمة عليها السلام، فموجود كائن حي شجر، البراق فرس يتولد من شجرة، هذا الشجر يتولد منه مثًلا، البراق البراق فرس نوع من انواع فرس الجنة، الان هذا البراق وجهه وجه انسان البدن بدن فرس لكنه يتكلم وعاقل ومدرك، وربما في بعض الروايات لو تتبع الواحد ان البراق الان صار من ضمن منظومة دولة النبي وأهل البيت لانه خرج مَن اللجنة فأوكلت له مسووليات وهذا بحث لا اريد الخوض فيه الحصفي ناطق حي، هذه ليست خيالات بالنسبة للجنة حقيقة، وحتى علماء الروح في الأكاديميات المختلفة في العالم، كلامي في علماء الروح كليات الروج وأقسام علوم الروح مَن العلوم الإنسانية عندهم كل شيء له روح، الجماد له روح صامتة، وهذا موافق للقران قالوا لجلودهم لم شهدتم لم لم يعترضوا ويقولوا لم علمتم. أنتم جماد انتم لا تشعرون، اعترضوا بهذا الاعتراض؟

 

عجيب هذا، لأنهم يعلمون! وواضح انهم يعلمون وأنهم تحملهم الشهادة واضح، إنما يعاتبهم لأنهم شهدوا عليه، وهم قالوا انطلقنا ولم يجيبوا بأنه علمنا والجلود لا تقول كيف علمنا، قالوا انطقنا، انطقنا الله الذي انطق كل شيء، فكل شيء يقدر ان ينطق، هذه الحقيقة لحد الآن علماء العلوم الإنسانية في شرق الارض وغربها ،يذعنون ان لها روح فبغض النظر عن هذه فكيف بتلك المخلوقات في الجنة فتلة أرواحها أعظم الآن هذا بحق معترض، فنرجع للبيوت، ما المراد بالبيوع في الوحي، يُطلق على الأرواح بيوت في الوحي، يُطلق على الأرواح بيوت، الروح بيت، بيت لأي شيء؟ بيت وظرف لروح أعلى، فتكون بيتًا، مر بنا، الروح جسم، كما في بيانات المام الصادق والكاظم عليهم السلام، الروح جسم لطيف كما تخيله العرفاء والفلاسفة، وروح ألطف تسكن هذه الروح، والألوف من هذه الروح، الروح الألطف تدخل في تلك الروح، كل جسم الطف بمثابة الروح للجسم الأقل لطافة، الانسان جسمه الأرضي حسب بيانات الوحي جسمان، غير هذا الجسم جسم آخر، هو الذي يموت اولًا، وعندنا جسم اخر طاقي علماء الروح يمسوه النجس اأثيري شبيه بجسم الملائكة والجن، وهذا له خواص، وهذا الجسم الثاني تنفصل عنه الروح في القبر، اول ما يموت الانسان الموجة الثانية، أمتنا اثنتين بحسب الروايات يموت الموت الثانية في القبر أي انفصال الروح عن الجسم الأرضي وهو الذي يبقى ولا يتبدد ولا يتآكل وبه يبعث في الرجعة لينشأ الجسم الغليظ مرة اخرى، لا المثالب قد يُطلق على الجسم البرزخي، والبرزخ برازخ وليس واحدا، كل سماء لدينا جسم فيها لنا روح سماوية، جسم لطيف يتصرف في الجسم الأرضي، السماء الثانية لدينا جسم ثاني، سبع سماوات كل سماء لدينا فيها جسم يتصرف في الأدنى منه، بعض الذين حصل لديهم تجارب الاقتراب من الموت مع انه ليس لديهن اطلاع روائي ولا تفسيري ولا كذا، شاهدوا هذا الاجسام كيف تتصرف في بعضها وهذا ليس ازدواجية فالإنسان متعدد القوى فالمدن بيت للروح فالبيت اصطلاح وحياني يُطلق الأكثر لطافة الأقل كثافة بالنسبة الى الجسم الأقل لطافة الأكثر كثافة، بيت لهم، لاحظ في سورة النور، الله نور السماوات كذا كذا، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، كذا كذا، الى ان تأتي في الاية الثانية في بيوت، نور الله في بيوت في مشكاة في مصباح في كذا... خلقكم الله أنوارًا خلقكم الله أنوارًا وكنتم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه فلولا البيوت لما كان لدينا وصال واتصال بهم الأبدان، لاحظ هذا لتصوير في سورة النور والزيارة الجامعة نفسه هو التصوير في شرح ذات سيد الأنبياء، قل إنما أنا بشر مثلكم هذا وعاء والذي داخل هذا الوعاء حقيقة النبي محمد، يوحى الي، او انه ان أنا الا وحي يوحى فليست هوية النبي يقتصر على انه إنما أنا بشر مثلكم، يل هوية النبي عمدتها يوحى اليه، او ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى الوحي غير الهوى ولم يؤمن القوم، قالوا ان كثيرا مما يقول محمد عمن؟ اعوذ بالله، فكذبوا بالله وآياته، ان هو، هو هويته، الآن ارجعته الى نطق النبي او لهوية النبي هو شيء واحد، بالوحي جُعل وعائه بشر مثلكم كبيت، نفس التصوير حول النبي موجود في كلام الله عن ان مثل نوره، نور مخلوق أضيف الى الله تشريفًا كإضافة بيوت الى الله بيت الله، روح الله اضافة تشريفية، سورة النور تدل على ان من عوالم الخلقة خلقة النور، من يكفر بالنور يكفر بهذه السورة، من المخلوقات عالماً النور كيفما تريد، تقبل او لا، اذا تلتزم القران التزم بهذا كما في سورة البقرة علم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة قال أنبئوني باسماء هؤلاء قالوا سبحانك لا علم لنا مع انهم ملائكة السماوات، معنى هذا ان هذه الاسماء لها وجود وراء ملكوت السماوات، خلقة عوالم خلقة موجودة لم نلتزم ان اصل خلقة النبي والوصي نور، القران يكبلنا بهذه الحقائق اذا التزمنا بالقرآن، ان لم نلتزم به فهذا بحث اخر، حر لوجه جهنم! وجهتك جهنم، فسورة النور تعني ان احد عوالم الحلقة نور، فتأجيل قرآني في المعارف هذا النحو كذا كذا، مفردة النور وردت في سورة عديدة، ملف كامل في المنظومة العقلية للقرآن النور، فإذن الله نور السماوات مثل نوره، في بيوت أذن الله ان ترفع، اَي ان تعظم ، الشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمة الله عليه يقول ان هذه الاية الثانية تدل على ان مراقد اهل البيت مشعر شعره الله، مشعر يعني ماذا يعني ليس وقفا ان الحرم الشريف موقوف، او جوازين الحرم اوقفوا العتبة الشريفة، لا! حرم الله، يعني شرعه الله، كل هذا الجرم اولوية لتوسعة العتبات، حرم شعره الله قبل ان يتملكه أحد، في آداب الزيارة لأمير او لسيد الشهداء، حرم المدينة ليس يقتصر على المسجد النبوي، مشعر كله مشعر شعره الله، أي جعله كما منى ومزدلفة، مراقد اهل البيت مشعر، مراقد النبي وآله، مشعر الهي، مرقد الكاظمين العسكريين الرضا مشعر الهي، هذا الوصف الذي ذكره الله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، دققوا في الاية الثالثة، هذه البيوت نفسها، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر، هذه آية التطهير الثانية في القران، آية التطهير في سورة النور هذه آية التطهير الثانية في القران لانها تدل على عصمة خواطر اهل البيت، ليس أبدانهم وعقولهم، خواطرهم معصومة، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، روى فريقان ان هؤلاء الرجال، ليسوا ذكور انتبه، رجال يعني صلبين في الاستقامة، روى الفريقان انهم محمد علي فاطمة الحسن الحسين حمزة جعفر خديجة فريقان! لا تقولوا فقط اتباع اهل البيت روى الفريقان ان حمزة خديجة جعفر يندرجون تحت هذه الاية، في كتب التفسير بالمأثور، راجعوا عند الفريقين، فالمراد من الرجولة هنا، ليس رجولة ذكورة، ليس المراد ذكور، الذكر كل مؤمن مؤمنة صلب في الاستقامة الذين قالوا ان ربنا الله ثم استقاموا، الرجولة في القران غالباً غير الذكورة، الصلابة في الاستقامة الله نور، في بيوت اذن الله ان ترفع، ورفعنا لك ذكرك دققوا، إذ يرفع ابراهيم القواعد واسماعيل، الترفيع والتعظيم ذكره الله في النبي وأهل البيت، من يشهد للقرآن انهم المعصومون في آية التطهير، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، وقد اطلق القران الرجس على الشرك وهو تعبير من افعال الروح والقلب، اطلق عليه الرجس فالذين هم معصومون بمضمون آية التطهير هم من؟ أهل البيت هو نفسه هذه الاية رجال لا تلهيهم، في بيوت لذيذ وممتع روحيا ويحتاج الى استمرار ان شاء الله ما هو مصطلح البيت في الوحي، البيت والبيوت.