الأستاذ السند

بحث تفسیر القرآن

32/02/04

بسم الله الرحمن الرحیم

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...

كان الكلام في قاعدة القراءات كقاعدة مهمة في تفسير القران الكريم في نظام الاستعمال اللفظي ومر بنا ان تعدد واختلاف القراءات مع الخوض بتفاصيلها ومصادرها واسانيدها بحث طويل الذيل استوعبته كثير من علوم تفسير القران الكريم هذا لا يزعزع ولا يتداخل مع اصل متن القران الكريم القطعي مثلا مبحث من مباحث القراءات الذي سياتي لاحقا أو ربما سنخوض فيه الان في مقامنا هذا مقام نظام الاستعمال اللفظي في اختلاف ان القراءات السبع أو العشر هل متواترة أو غير متواترة؟

جملة من المتاخرين ذكروا بانها غير متواترة القراءات غير متواترة وانما هي اخبار احاد لكن هناك من يذهب إلى انها متواترة كثير من علماء الفريقين إلى انها متواترة.

الان الخوض في هذا البحث جهة مستقلة سنصل اليها باستعراض الاسانيد والمصادر والمدارك وهلم جرا... ولكن اجمالا من يبني على ان القراءات السبع أو العشر أو غيرها غير متواترة قوله بعدم تواتر القراءات هذا لا يمس الكتاب العزيز بخدشة لانه هذا البحث غير مرتبط باصل متن القران الذي مر بيانه منطقة القراءات مساحة معينة هامشية.. عندما نقول هامشية لا نريد ان نقول انها غير مهمة وكل هوامش هذا الكتاب العزيز أيضاً مهمة ولكنها ليست من صلب متن القران.

نظير الان مثلا الاعراب والاعاريب من علم النحو للايات أو التصاريف من علم الصرف أو وجوه المعاني من علم البلاغة هوامش لمتن القران لكنها هوامش مهمة ومؤثرة وعظيمة ولكن كون عظمتها وخطورتها ذات اهمية هذه لا تؤثر على اصل قطعية متن القران الكريم ولا تخدش ولا تزعزع اصل حجية القران الكريم.

افترض الان من باب المثال بعد اكثر اقولها: هذا البحث بات مشوشا عند الفريقين في الحواريات التي تجري عند غير العلماء المحققين باتت مشوشة الان مثلا افترض ظهور القران الكريم.. القران الكريم له ظهورات ظنية أو لا؟ طبعا له ظهور ظني كثير من دلالات الايات لا اقول الاكثر الكثير من دلالات الايات اليست دلالات ظنية؟ دلالات ظنية... زين ظنية هذه الدلالات هل تعني بان القران الكريم ليس بقطعي؟ حاشا وكلا.. متن القران قطعي دلالة اية بمفردها ظني هذا امر اخر. فلا الالتزام بظنية دلالة الاية يخدش بقطعية القران ولا الالتزام بقطعية القران يستلزم قطعية اية بمفردها لان الدلالة التفهيمية أو الاستعمالية أو الجدية أو ما شابه ذلك هذه امواج هامشية لمتن القران.

هامش ليس المقصود منه المعنى الدقيق من الهامش يعني غير مهم لا.. مهم... ولكنه تداعيات امواج لاصل متن القران واصل متن القران على حاله قطعي.

طبعا هذه الدلالات الظنية في الايات عندما تتظافر وعندما تتراكم وعندما تتعاضد وعندما تتكدس تصبح قطعية بعد بمعادلة وقانون حساب الاحتمالات كماً وكيفاً لذلك هذه الدلالة القطعية من دلالات الايات ببركة ماذا نستطيع ان نصل اليها؟ ببركة تلك الدلالات الظنية كون الشيء ظني لا يعني انه لا يعبأ به ليس فقط ان الظن حجة إذا قام عليه دليل قطعي بل هو الظن يولد قطع بعد.

شبيه الاخبار الصحيحة كل خبر صحيح في نفسه بمفرده ظن لكن هذا الظن يتراكم يتعاضد يتكدس ينضم ينضام إلى اخبار ظنية احاد احاد يصبح متواتر.. لا.. غير متواتر مستفيض اذن كونه ظني لا يعني انه لا نستفاد من عنده لان مصدره بالتالي الدليل على حجيته مثلا القطع.

فهنا يجب ان نفرق بين هوامش القران ومتن القران القراءات مبحث القراءات تعتبر من هوامش القران ليست هي من متن القران يعني ليس حالها إلاّ حال الاعراب حال التصريف حال وجوه الدلالة البلاغية التي قد يختلف فيها أو وجوه الدلالة المعرفية أو من علم الاصول أو من علوم اخرى.

فمتن القران قطعي امر والامور الاخرى ولتكن ظنية اولاً ظنية مستندة إلى المتن القطعي اولا ثم هذا الظني من القراءات أو الدلالات الذي يستند إلى المتن القطعي للقران هو بنوبته يتولد منه قطع دلالي إذا تراكم وتكدس وتكاثر.

فاذن يجب عدم الخلط بين متن القران القطعي وان الحجية القطعية الضرورية تقوم به وبين هامش أو مساحة القراءات هذا امر مهم. وذكرت ان القراءات الان ليس عندي استقراء رقم دقيق ولكنه لو يريد الانسان ان يجمع كل اختلاف القراءات لا يتعدى مثلا عشر القران أو كذا بالتالي 90 بالمئة هو المتن القطعي ذيل مقدار عشرة هو هامش يعني كهامش مساحة اقصد مثل حينئذ حركات الاعراب في القران الكريم مثلا من باب المثال هذه الجهة الاولى اذن مهمة يجب ان لا ننساها ودوما يجب ان نعيها ونبصرها كي إذا دخلنا في جهات اخرى لا تشتبه علينا الامور.

الجهة الثانية: الان نريد ان ندخل فيها لكن اعاود واكرر ذي الجهة الاولى مهمة وربما الان يخال للانسان انه هو جيد فرز بينها لكن في تضاعيف تفاصيل البحوث يعاود الاشتباه لدى الانسان كيف يميز بين مبحث ضرورية وقطعية القران الكريم وقضية اختلاف متن القران الكريم وبينونته عن اختلاف القراءات.

الجهة الثانية: في القراءات التي نريد ان نخوض فيها امثلة من اختلاف القراءات طبعا مصادر تستطيعون ان ترجعوا إلى كتاب اخيرا طبع قبل عشر سنين أو قبل خمسة عشر سنة وجدد طباعات متعددة: (معجم القراءات القرانية). طبعا هذا الكتاب وضعه اثنان من الاكاديميين لا باس ذكروا المصادر وهي عديدة ومن ضمن المصادر الاصيلة المهمة للقراءات العشر أو العشرين أو الثلاثين التي لا يستغني عنها احد من المسلمين من ضمن تلك الكتب التي ليس لها بديل هسا اتفاقا كتاب له بديل أو له عضيد لا.. في كتاب لا له بديل ولا له عضيد من تلك الكتب كتاب التبيان للشيخ الطوسي وكتاب مجمع البيان للشيخ الطبرسي كتاب التبيان للشيخ الطوسي وكتاب مجمع البيان للشيخ الطبرسي هذان كتابان في القراءات موجودة فيها قراءات غير موجودة في كتب القراءات الاخرى التي الان في يد حوزة المسلمين مثل: (النشر في القراءات العشر) كذا كذا كتب كثيرة الان موجودة بعضها مؤلف في القرن السادس السابع.

طبعا الشيخ الطوسي الف كتاب التبيان في بداية القرن الخامس هذا الكتاب باتفاق من مراكز العلم عند اهل السنة لا يستغنى عنهما حتى انه في جامعة المدينة المنورة في المدينة التي هي سلفية على اساس انها وهابية ارادوا ان يستغنون يحذفون هذين الكتابين كمصدرين رئيس الجامعة رفض قال حسب ما وصلنا من سنين- اما ان اقال من رئاسة الجامعة أو ان يبقى على الكتاب لانه ليس له بديل ولا عضيد.

وبعض القراءات من القراءات العشر أو العشرين فقط مصدرها الوحيد هو هذان الكتابان البيان والتبيان وهذه طبعا بحمد الله مما يدل على مدى اسهام علماء الامامية في حفظ علوم القران الكريم.

طبعا انا شخصيا لا اخص كتاب مجمع البيان وكتاب التبيان من كتب الامامية كمصدر وحيد للمسلمين في القراءات طبعا في مصادر اخرى من علماء اهل السنة في القراءات وهي مصادر أيضاً مهمة ومؤثرة ولكن اقول في مصادر كتب التفسير عند علماء الامامية لا ينحصر فقط في التبيان ومجمع البيان.

كتب التفسير الروائية لدى مثلا تفسير القمي تفسير فرات الكوفي هذه اقدم من التبيان تفسير القمي يعني من علماء القرن الثالث من علماء قبل القرن الثالث في الغيبة الصغرى هو علي بن ابراهيم القمي الذي هو كوفي الاصل ابراهيم بن هاشم وكتاب تفسير الفرات للكوفي وكتاب العياشي وكتاب الجارودي في القرن الثالث تفسير ابي الجارود زياد بن منذر الموجود الان مدمجا مع كتاب تفسير القمي الذي هو رواه ابو الجارود زياد بن منذر عن الباقر عليه السلام وسنده صحيح بحمد الله بل مستفيض كما اثبت ذلك المحقق الطهراني اغا بزرك وبحمد الله نحن خضنا خوض مبسوط في كتاب الرجال لنا الجزء الاول بحث مفصل زيادة على الفوائد التي اجهد نفسه الشريفة اغا بزرك الطهراني واثبت ان هذا الكتاب كم هو مسند وكذا تفسير الجارودي المدمج الان مع تفسير القمي نحن اضفنا شواهد اخرى لم يقف عليها اغا بزرك ولم يذكرها السيد الخوئي في معجم الرجال ولا اخرين من الرجاليين وقفنا عليها بحمد الله وزادت بيانا وايضاحا ان تفسير الجارودي واصل الينا بشكل مستفيض وهو من مفاخر كتب التفسير عند علماء الامامية يعني اقدم مصدر تفسيري واصل وإلاّ المصادر التفسيرية غير الواصلة الينا اقدم من ذلك من القرن الاول لكن المصادر التفسيرية الواصلة الينا الان ولست اذكره بشكل قاطع لانه ربما يفتش الانسان بعد ويجد مصدر تفسيري اكثر وفعلا ابو حمزة الثمالي الان جمع تفسيره المبثوث في كتب الروايات باسم تفسير ابي حمزة الثمالي جزاه الله خيرا الذي جمعه هو من القرن الاول ابو حمزة من اصحاب الامام السجاد عليه السلام وان ادرك الصادق والباقر والكاظم والرضا خمسة من المعصومين ادرك ابو حمزة الثمالي وهنيئا له بهذه الصحبة ولكنه على كل من اصحاب السجاد والسجاد عليه السلام توفي في القرن الاول سنة 95 فأبو حمزة الثمالي من اصحاب السجاد وتفسيره موجود مبثوث يعني لذلك هذا امر مهم نستطيع الان احد الاخوة في صدد من كان يحضر لدينا في صدد ان يجمع تفسير جابر بن يزيد الجعفي طبعا باعتبار مبثوث في الكتب فيجمع يصير نوع من التراث لانه من الاصول الاربعمائة.

المقصود الكتب التفسيرية لدى الامامية القديمة لست في صدد الحديث عن كتب التفسير وتاريخ كتب التفسير وان كان هذا مبحث مستقل في علوم التفسير ولكن في صدد ان اذكر هذا المطلب وهو ان في كتب التفسير الروائي أو يعبر عنه بكتب التفسير بالماثور وهذا منهج ونمط من كتب من مناهج التفسير وانعم به من منهج هذه الكتب مطوي فيها في تضاعيفها التذكير بقراءات كثيرة سواء قراءات اهل البيت أو قراءات الاخرين يعني بعض قراءات عبد الله بن مسعود ما موجودة الان في المصادر موجودة في كتبنا الان ائمة اهل البيت عليهم السلام يقولون قراءتنا كذا وقراءة ابن مسعود كذا ما موجود عندهم.

وليس من البعيد ان الشيخ الطوسي وقف على كثير من القراءات التي لم يقف عليها غيره من اهل السنة ببركة روايات اهل البيت وحتى القراءات لابي بن كعب وقراءات لبعض الصحابة ضبطها اهل البيت عليهم السلام وان كانوا اهل البيت خطأوها تلك القراءات وقالوا القراءة الاصح لدينا ذي وليست تلك ولكن عموما اهل البيت عليهم السلام ضبطوا وحفظوا كثير من القراءات التي نسيت ولم يحفظها ولم يضبطها لا قتادة ولا مجاهد ولا... ولا...

فلذا في الحقيقة من الخطأ ان نحصر مصادر القراءات وان كانت هذه جهة مستقلة بنفسها انا كنت في صدد التعرض لجهة اخرى وهو امثلة القراءات لكننا على اية حال لا باس لتجعل هذه جهة مستقلة بنفسها مصادر القراءة.

مصادر القراءة في كتب مفسري علماء الامامية التي استفردت بها مدرسة اهل البيت واستقلت بها حتى لمصادر قراءة القراءات السبع أو القراءات العشر أو العشرين أو غيرها ففي مصادر روائية الان تستطيعون ان تجدوها وتقفوا عليها قراءات لبقية القراء أو الصحابة غير موجودة في مصادر المسلمين فقط موجودة في روايات اهل البيت عليهم السلام حفظوها عن المسلمين غير مجمع البيان وغير التبيان.

ووجدت انا من مفسري العامة المنصفين كالالوسي أو غيرهم يستندون إلى الوقوف وجمع قراءات من القراءات العشر أو العشرين أو السبع يستندون إلى ما روي عن ائمة اهل البيت عليهم السلام في ضبط بقية القراءات وهذا ليس شيء غريب يعني الالوسي من كبار المفسرين حتى الرازي وجدته في بعض المواطن يستند إلى روايات قراءات اهل البيت لا إلى مجمع البيان ولا إلى التبيان بل إلى الكافي أو غيره من كتب الرواية عن ائمة اهل البيت التي ضبطوا فيها قراءات لم تضبط في مصادر المسلمين.

وكذلك وجدت الغزالي في احياء العلوم يرجعون إلى قراءات غير مضبوطة عند الشاطبي أو غيره أو الاندلسي أو غيره فلذا حتى هذا الكتاب الذي اشرت اليه اخيرا معجم القراءات هذا لم يستقصِ بهذا المعنى لماذا؟ لان كل كتب الحديث لدينا ليس فقط كتب التفسير الحديثية ليس فقط كتب التفسير الروائية كل كتب الحديث لدينا حتى الوسائل فيها تعرض للايات والفاظ الايات وقراءتها لكن اقول شيء مؤسف نحن قصرنا فيه وهو ماذا؟

لم يقم جهد موسوعي يجمع من احاديث اهل البيت الروايات التي تتعرض لمطلق القراءات في جهود يسيرة بذلت الان بس اصلا هي نزر يسير وإلاّ حتى كتاب الوسائل الكتب الاربعة كتب الصدوق غير كتب التفسير الروائي محشوة مكثرة بذكر قراءات لقراء وان كانت تلك الروايات في صدد بيان قراءات اهل البيت تختلف عن تلك القراءات لكن تذكر.

فالمفروض تهب همة مؤسساتية لجمع القراءات فقط في مصادر اهل البيت عليهم السلام سواء كانت قراءات اهل البيت أو قراءات الاخرين لكن من روايات اهل البيت سنجد انه حينئذ ستستيقظ المجامع العلمية من اهل السنة إلى ان مما تفردت به مدرسة اهل البيت ليس فقط كتاب مجمع البيان والتبيان بل كل كتب الحديث.

ووجدت كما ذكرت لكم مفسرين عمالقة عند اهل السنة يستندون إلى روايات اهل البيت في القراءات بصريح العبارة حتى الرازي في سورة الحمد في سور اخرى فاقول يعني حينئذ حري بنا ان نقوم بموسوعة موسوعية في هذا المضمار والله يوفق الجميع...

وصلى الله على محمد واله الطاهرين.