اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...

كان الكلام في قاعدة القراءات قاعدة من قواعد التفسير في نظام الاستعمال اللفظي للقران الكريم قاعدة القراءات ومر بنا ان هذه القاعدة الشريفة التي هي من اوائل علوم القران الكريم وقاعدة بالغة الاهمية.

هذه القاعدة فيها جنبات من البحث جنبة مرتبطة بنظام الاستعمال اللفظي وجنبة مرتبطة بنظام المعاني في القران ولكن الان نحن في صدد هذه الجنبة: الجنبة المرتبطة بنظام الفاظ القران الكريم الجهة الاولى التي مرت علينا في هذا البحث هي هذا الامر: الفرق بين القراءات التي هي متعددة متكثرة متنوعة مختلف فيها وبين متن القران الكريم وهذا امر مهم جدا: الميز بين هذين الامرين أو بين هاتين المنطقتين امر مهم للغاية كيف نميز بين متن القران الكريم والقراءات.

نظير حين لاحظ الاية الواحدة القرانية جملة واحدة يمكن ان تعرب هذه الجملة باعاريب مختلفة لعل الحركات فيها هي هي ولكن تارة تعرض بلفظ انها تاكيد تارة تعرض بانها تمييز تارة تعرض بانها صفة تارة تعرض بانها خبر وهلم جرا فيمكن احتمال اعاريب مختلفة في الاية الواحدة ولا محالة للمعاني التي تنتج من هذه الاعاريب عدة انحاء من الاعراب بالتالي تعطي معاني اخرى كل اعراب يعطي معنى هذا في الاعراب.

وبعض الاحيان في الهيئة المفردة للفظة يمكن ان تكون صفة مشبهة يمكن ان تكون اسم فاعل يمكن ان تكون اسم مكان يمكن ان تكون مصدر كلها محتملة في اللفظة الواحدة في الاية الواحدة محتملة لعدة تصاريف جيد...

هنا هذا المثال جدا قريب مما نحن فيه مع ان الاعاريب مختلفة التصاريف مختلفة تعطي معاني متعددة متخالفة الا انه يبقى هناك متن لفظي موحد إلاّ ان هناك يبقى متن في المعنى موحد يعني الجادة العظمى لمتن القران التي تقود للهداية هذه موحدة في كل محتملات الاعراب في كل محتملات التصاريف تبقى المعنى العام ربما يعبر بعضهم بالجو العام الفضاء العام للاية هذا يقود افرض مثلا إلى تحريم الفحشاء إلى تحريم الربا إلى ايجاب الصلاة إلى رجحان الرحمة مثلا هلم جرا.

الان خصوصيات التفاصيل يختلف فيها في مفاد الاية عند المفسرين بحسب التصاريف المختلفة أو الاعاريب المختلفة يعني علم النحو وعلم الصرف أيضاً علم البلاغة يمكن تحليل معنوي للكلام بحسب علم المعاني في البلاغة للجملة الواحدة بعدة تحليلات معنوية علم المعاني بان يمكن تفسير الجملة بانها حصر يمكن تفسير الجملة بانها قلب يمكن تفسير الجملة... عدة محتملات للجملة بحسب صناعة علم البلاغة علم المعاني في البلاغة ممكن...

أو بحسب علم البيان يمكن جعل الكلام هذا استعارة يمكن جعله كناية يمكن جعله .. وهذه الوان مختلفة في كيفية البيان وليكن تعطي معاني مختلفة وليكن يبقى المعنى المشترك موحد مسلم الجو العام الفضاء العام للاية مضمون يبقى هو حاكم.. التفاصيل يختلف فيها وليكن.

فهنا لاحظوا بين فرز متن القران وهوامشه الذي اتفق على ضرورة حجيته ضرورة قطعيته ضرورة عدم تعطيله ضرورة ضرورة .... هو متن القران متن الالفاظ ومتن المعنى.. هذا يمثل ثوابت وضرورات تحكم على المفسر تحكم على الفقيه تحكم على أي باحث في العلوم الاسلامية تخليه ينضبط ضمن هذه الجادة الان هذه الجادة العظيمة الكبيرة ياخذ فيها انحاء يمين يسار وسط اوساط مختلفة وليكن بينها نوع تخالف وليكن لكن يبقى ماذا؟ يبقى الجادة العظمى محفوظة..

لذلك الفرق بين يعني في تفاصيل لاحظ جادة الايمان شيء من باب مثال اخر نذكره جادة الايمان شيء وجادة الاسلام شيء اخر ظاهر الاسلام من انكر ضروريات الاسلام يخرج عن الاسلام لو انكر ضروريات الايمان يخرج عن الايمان لكن يبقى على ظاهر الاسلام اذا انكر ضرورات الاسلام خرج عن الايمان والاسلام معا.

لذلك الفرق بين نهج بني امية ونهج من قبلهم ان سيد الشهداء عليه السلام يعني واجه نهج بني امية باعتبار هذا النهج الاموي اراد ان يتعدى حتى على ضروريات ظاهر الاسلام ان كان ما سبق صار في ابتعاد عن ضروريات ثوابت الايمان اما النهج الاموي لا.. يريد ان يبتعد عن حتى ضروريات ثوابت ظاهر الاسلام الخمر يستباح الفواحش تستباح هذا بحث اخر... هذه مرحلة خطيرة يجب ان تواجه من قبل سيد الشهداء عليه السلام.

اذن ايا ما كان اذن هناك ثوابت هي ترصف الجادة تضبط الجادة العظمى وان كان فيها نواحي هذه الجادة العظيمة لظاهر الاسلام فيها جادة امان اعظم وهي جادة الايمان وليكن هي حتى جادة الايمان فيها درجات: ايمان درجة عاشرة ايمان درجة تاسعة ثامنة سابعة اولية ابتدائية هلم جرا درجات.

هنا هذا الذي ربما الحداثويون أو الالسنيات فلسفة الالسنيات إلى الان لم تهضمه اذا راوا تعدد وتنوع افرض في الاجتهادات المخزونة طبعا في مدرسة اهل البيت أو اذا راوا الاجتهادات في تفسير القران يحسبون ان هذا يستلزم عدم وجود أي ثابت معناه الامر كله مختلف فيه الامر كله مبهم الامر كله فيه ريبة الامر كله مختلف فيه مظلم لا.. هذا خطأ.

وجود المتشابه نظير الان لاحظ في مقام عالم المعنى اليس القران الكريم يذكر: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) هل وجود المتشابه في القران يعني ان القران كله متشابه؟ لا.. هل وجود المحكم في القران يعني ان القران كله محكم؟ لا.. هل وجود المتشابه يقطع الطريق على المحكم؟ لا.. فمع وجود المتشابه لكن المحكم موجود وتستعين بالمحكم لرفع المتشابه طبعا بتوسط الراسخين في العلم.

اذن يجب ان نفرز ونفكك بين المساحات بين المسارات يجب التفكيك وجود اختلاف في القراءات القرانية لا يعني ان هذا كل القران مختلف فيه لا لا ... القراءات تجمعها الان سواء القراءات السبع القراءات العشر وان كان القراءات هي اكثر من عشر في اواخر القرن الثالث أو الرابع الدولة العباسية استعانت بالمفسر الذي هو من اهل السنة اسمه مجاهد والغت كثير من القراءات بعضها لا زالت محتفظة في بطون الكتب التي هي الان في بطون الكتب ربما تقرب من ثلاثين قراءة خمسة وعشرين لم احصها بالدقة غير القراءات السبع أو العشر القراءات عديدة اذا تلاحظوها بس وجود هذه القراءات كم مساحتها؟

افرض الان القران الكريم قريب من سبعة الاف اية كل اية كم لفظ فيها بنحو المعدل الوسطي؟ كذا مثلا افرض من باب المثال ولو هذا جمعوه الان مجموع كلمات القران الكريم افترض مئة الف كلمة ولعله اكثر موجودة احصائية دقيقة بعد كم كلمة كم حرف بالتالي تصل افرض كلمات القران الكريم إلى مئة الف كلمة.. هذه المئة الف كلمة كم تشكل فيها اختلاف القراءات مساحة منها؟ ربما العشر اقل من العشر زين اقل من العشر يعني ان 90 بالمئة هو اذن متن القران الكريم هو الذي لا خلاف فيه هو الذي فيه الهداية هو الحجة التي لا يجوز تعطيلها.

اللطيف في بيانات اهل البيت يشيرون إلى اختلاف القراءات أو اشتباه بعض القراء يقولون لكن ذلك لا يعطل الكتاب يعني الحجية.. هذه ضابطة عظيمة ميزان عظيم يذكره اهل البيت عليهم السلام كتاب الله حجة لا تعطل.

لاحظوا نظير معرفة الله تعالى لا يدعي مدع بانه يحيط بذات الله ما يمكن تشبيه يصير ولا يدعي مدع ان معرفة الله معطلة زين الله لا يدرك بالكنه جيد لا يدرك بالكنه من جانب ومن جانب اخر تعطل معرفة الله؟ لا.. لان المعرفة غير محصورة بالكنه هناك معرفة بالايات فهذه المعرفة بالايات لا هي معرفة بالكنه ولا هي تعطيل للمعرفة.. لا تعطيل ولا تشبيه وانما توحيد وثناء ومعرفة بالايات.

كذلك الحال في القران الكريم نقول كله محكم؟لا.. كله متشابه؟ لا.. امر بين امرين محكم اذن تقوم به الحجة ليس لاحد اعوذ بالله ان يلغي حجية القران الكريم في كل زمان ومكان واوان وإلاّ لخرج والعياذ بالله من الدين اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي اذن التمسك بالقران الكريم حاضر وراهن إلى يوم القيامة لن يفترقا كما ان التمسك بالعترة كذلك.

فمتن القران الكريم تقوم به الحجة بغض النظر عن هوامش اختلاف القراءات أو هوامش اختلاف الاعاريب اعراب ايات القران في علم النحو أو هوامش اختلاف التصاريف والاشتقاقات أو اختلاف وجوه البيان والبلاغة والمعاني في ايات القران الكريم.. هذه هوامش مثل ضواحي مثل المدينة هي متن القران المدينة العاصمة أم القرى اما الحوالي هي في الحقيقة ضواحي هوامش لا تفقد الباحث البصيرة عن ابصار مركز الهداية ومركز العاصمة وهي متن القران.

فاذن هناك فرق فارق بين متن القران لفظا معنى متناً مع هوامش القران.. الان لاحظوا حركات الاعراب ما كانت منقوشة مرسومة في الصدر الاول هذه الحركات لاحقا يعني رسمت في الرسم القراني وإلاّ في البداية لم تكن بس هذا ما يخلي متن القران الكريم هو هو لن يختلف..

حتى التنقيط لم يكن في الخط الكوفي وليكن لكن هذا لا يزعزع دائرة متن القران المت هو هو أو مثلا لاحظوا في الصلاة تكتب الصاد واللام والواو والتاء في الرسم القراني باعتبار ان الالف اصلها واو مثلا فتكتب بكذا ...وهلم جرا كتابات عديدة في القران الكريم هذه الكتابات لا تزعزع اصل المتن.

مشكلة الحداثويين أوالفلسفات الالسنية أو منهجة قراءة النص الديني جلهم لا اقول كلهم مشكلتهم انهم اذا شافوا متشابه أو موارد تردد واختلاف حكموا بان كل الموارد هي اختلاف وهي تشابه وهذا خطا... في اختلاف في الاجتهادات في اختلاف في الفقه في اختلاف في تفسير المفسرين في اختلاف بين علماء علوم الاسلام أو علماء علوم الايمان اتباع مدرسة اهل البيت هذا لا يعني عدم وجود ضرورات وثوابت تحكم قالب الايمان أو قالب ظاهر الاسلام أو قالب متن القران.. يبقى تلك القوالب هي ضوابط حاكمة مقولبة مؤطرة توجب انضباط..

نعم في قالب الانضباط اطار المنهجة هناك مسارات خيارات مختلفة لكن تبقى كلها تسير في الجادة العظمى.. من اخطاء السفسطيين قديما وحديثا التشكيكيون انهم يقولون انه لابد كل شيء يكون ادراكا بدرجة اليقين لا... مو بالضرورة فيقولون اذا لم يقين في البين ففي ظن وريب وشك اذن كل شيء ظن وكل شيء شك وريبة هذا خطا... اليقين ليس موجودا في كل شيء لكن ليس اليقين منعدم عن كل شيء.. اليقين موجود في مساحة مركزية عاصمة في المعرفة منها ننطلق إلى الضواحي نسترسل باليقين إلى الضواحي فعدم وجود اليقين في كل شيء لا يعني وجود الريبة والشك في كل شيء والظن في كل شيء اذن كل الوحي ظن من قال لك كل الوحي ظن؟ خوب بنائهم ان القران اذا فيه قراءات يعني اذن كل ضرورات القران ظنية وقرائية وخاضعة لتنوع وتعدد القراءات لا.. الضرورات ما يمكن التخطي عنها نعم هي خطوط حمراء طبعا.

وهذا ليس فقط في علم القران الكريم وعلم القران والشريعة والدين هذا حتى في كل العلوم فيزياء رياضيات علم احياء علم بيئة أي علم من العلوم كل مسائل العلوم في أي علم كلها بينة بديهية ناصعة واضحة؟ لا.. مساحة منها واضحة مساحات كثيرة مختلف فيها فاذا كانت مساحات مختلف فيها هذا يبرر حينئذ ان نرفع اليد عن كل هذا العلم ممكن يعني؟ ليس له معنى..

وجود مساحات مختلف فيها لا يعني ولا يستلزم بحال من الاحوال ان البشرية تقول: لنقبع في مستنقع الجهل والجهالة شنو هذا شيء مبرر هذا؟ بل يستعان بالمعلوم البين المحكم لرفع المتشابه المجهول النظري.. سيرة العقل حكم العقل وسيرة العقلاء المنطبقة بالعقل هكذا تقول: ارفع المتشابه بالمحكم لا انك ترفع اليد عن المحكم بسبب المتشابه هذه وتيرة معكوسة مقلوبة ترفع اليد عن المحكم بسبب وجود المتشابه بالعكس ارفع تشابه المتشابه بالمحكم لا انك تعكس الامر.

هذا المنهج مطرد يا اخوان ومنه كذلك في قضية التفسير في علوم القران الكريم وفي قضية اختلاف القراءات وفرقه عن متن القران.. هذه الضابطة اكدنا عليها ولابد ان نؤكد علينا ونكررها ونستلهما ونتبينها ونستوضحها ونتضحها كي اذا ولجنا في تفاصيل بحث لا يبقى شبهة أو شك تعتلج في اذهان الاخوة.. لانه واحد لما يروح إلى التفاصيل وما يبصر لا سمح الله وما يذكر الهيكلة الاساسية قد يعني يوسوس له الشيطان امور خاطئة... ان شاء الله نخوض في امثلة هذه القراءات ...

وصلى الله على محمد واله الطاهرين.