الأستاذ السند
بحث تفسیر القرآن
32/01/28
بسم الله الرحمن الرحیم
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كنا في اواخر بحث قاعدة اسباب النزول كقاعدة من قواعد علم التفسير ومن قواعد نظام الاستعمالي اللفظي ومر بنا ان هذه القاعدة على وفق منهج امومة الولاية والمحكمات في تفسير القران هذه القاعدة الشريفة يبزغ لها معنى في تفسير القران ان القران ذو جنبتين:
جنبة نبوية تنزيلية وجنبة ولوية مرتبطة بالولاية وبالتالي الكتب حتى سيما المنزلة على الانبياء سيما القران طبعا اعظمها له جهتان جنبتان: جنبة مرتبطة بالنبوة وجنبة مرتبطة بالولاية.
فوصل بنا الكلام إلى هذا المقطع ان اسباب النزول أيضاً لها هذان البعدان: بعد الولاية من جهة ان في التنزيل نوع من تحكيم حاكمية الله تعالى وفي التنزيل مفاد كلي للاية وهو تصديق النبوة يصير اذن في اسباب النزول بعدان: بعد مرتبط بالمعنى العام للاية الكريمة في اية سورة وهو التصديق بالنبوة وبعد تطبيقي تنفيذي اجرائي لمفاد الاية فيكون بعد الولاية وان لم يكن ذلك الموطن هو من الصعيد الاجتماعي السياسي قد يكون من الصعيد الروحي الاعتقادي أيضاً فيه جنبة ولاية لم؟
لان الولاية لا تنحصر في الامامة أي ولاية الله وولاية الرسول وولاية اهل البيت لا تنحصر في الصعيد السياسي أو القضائي أو العسكري أو الاجتماعي بل تشمل تربية النفوس وتكامل النفوس والارواح في بعدها حتى الفردي كما يذكر العلامة الطباطبائي خلافا لتعريف المتكلمين حتى من الخاصة اوقعت تضييق تعريف حقيقة الامامة والولاية في رئاسة سياسية هذا تعريف ناقص بيان انتم لاحظوا في بيانات القران الكريم وبيانات اصلا الاحاديث النبوية الشريفة المعصومية نشاهد ان حقيقة الاماة أو الولاية لا تنحصر ولا تقتصر بجانب الرئاسة السياسية أو الاجتماعية وما شابه ذلك تتعدى إلى مجالات كثيرة لذلك الطباطبائي رحمه الله في الميزان يقول في تعريف الامامة وما ذكره في الحقيقة أيضاً ليس تعريف كامل يشير إلى فصل من فصول الامامة وان كان هذا الفصل عظيم ومهم لم يذكره المتكلمون حتى من الخاصة لكن ذكره المحدثون سابقا أو المفسرون المهم يذكر هذا التعريف في الميزان يقول:
-مضمون كلامه- يقول الامام رائد قافلة النفوس للوصول إلى المقامات المعنوية أي التكاملية يعني هناك جذب وهداية وارتباط نفساني روحي يجذبها إلى ماذا؟ انفسكم في النفوس أو بياناتهم تجذب النفوس بعد لكل وجوه متعددة تصوير هذا المطلب: ان الامام رائد مسيرة وسير قافلة النفوس إلى مقامات وابواب معنوية.
في اصول الكافي موجودة هذه الرواية: ان نور الامام في قلوب محبيه أو شيعته اضوأ من نور الشمس في النهار
المقصود ايا ما كان فالامامة فيها فصول متعددة فحتى لو كانت الاية النازلة افرض نازلة ليست في مقام النظام السياسي والفقه السياسي نازلة في مقام عقائدي طبعا نزولها نوع من الهداية الولائية مو فقط الهداية النبوية.
الهداية النبوية فيها اراءة الطريق اضاءة الطريق اما الهداية في الولاية هي هداية فيها حركة وسير طي الصراط اهدنا الصراط واهدنا الصراط مو اضاءة الصراط لا... طي الصراط يعبرون عنها الهداية الايصالية.
الماموم يتابع الامام في الحركة يأتم به يتابعه يتبعه يسير معه يتحرك معه هنا هداية من دون ان يجبر الماموم لكنه يجذبه اليه جذب غير جبري.
المقصود على أي حال فاسباب النزول اذن لها بعد في الولاية سواء الولاية في هداية النفوس أو الولاية في الحاكمية السياسية أو في أي مجال اخر فاذن في اسباب النزول غير بعد النبوة بعد الولاية في أي مجال من المجالات الوسيعة للولاية هذا جانب الولاية.
جانب النبوة في القران لا نبي بعدي جانب النبوة في النزول والتنزيل لا نبي بعدي يعني ما تاتيك بعد ايات في المصحف الشريف غير ما بين الدفتين هذه المعلومات العامة الكلية في الايات هي التي اتى بها سيد الانبياء صلى الله عليه واله وسلم لا نبي بعده فجانب النبوة في القران ختم بسيد الانبياء اما جانب الولاية في القران مستمر يعني جانب التطبيق في القران تطبيقا باشراف الهي ليس تطبيق بقدرة بشرية محدودة التطبيق باشراف الهي هذا مستمر نزول وتنزل القران لاجل التطبيق يعني مو لاجل احداث معنى عام جديد أو اية جديدة هو نفسه التطبيق لاجل تنفيذ مضامين القران التي انبأ بها النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا التطبيق هذا البعد من النزول لا زال مستمرا وهذا معنى ليلة القدر.
ليلة القدر يتنزل من القران من تاويل القران غير تنزيل القران يتنزل من تاويل القران كل عام بل... في جانب التطبيق لماذا؟ لان الحاكمية الالهية حاكمية الله الحاكم الاول هو الله تعالى تتنزل مشيئته ارادته في ادارة شؤون البشر أو تربية كل فرد فرد من البشر.
لاحظ هذه الولاية التي مرت بنا في تعريف الامامة هذه ليست مقتصرة على الامام بل تشمل من؟ كما مر بنا تشمل الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولا تقتصر على اوصياء الرسول والرسول فقط أيضاً هي في الاصل صفة لمن؟ مقام لله تعالى: انما وليكم من اولا؟ الله انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا فالولي هو الله تعالى زين هداية الولي الولاية مرت بنا ماذا؟ تربية النفوس احد ابعادها الحاكمية السياسية: بعث في الاميين رسولا من انفسهم يزكيهم احد المقامات والوظائف العظيمة لسيد الانبياء صلى الله عليه واله وسلم ماذا؟ انه مهذب مربي مزكي للبشرية اجمع بصلاحية وتخويل من الله تعالى.
المقصود على اية حال هو الهادي الاول والولي الاول هو الله ثم الرسول ثم اوصياء الرسول أي آل الرسول صلوات الله عليهم فهذه جنبة الولاية في القران التي هي اولا وبالذات ولاية الله ثم ولاية الرسول يعني القران اليس مر بنا بعد فيه نبوة وبعد فيه ولاية من الولي الاول في القران؟ الله ثم الرسول ثم.. هذه الولاية هل انقطعت أو انحسرت؟
لا حبل ممدود ممدود لو مقطوع؟ ممدود طرف منه في الارض طرف منه عند الله هذا الحبل ممدود هذا الحبل الممدود هل اصبح مقطوع بعد رسول الله؟ اشلون بيان نبوي عظيم فيه مغازي عجيبة هذا الحبل بعد رسول الله اصبح مقطوعا أو لا زال ممدودا؟ لا زال ممدود.
إذا لا زال ممدود يعني لا زال ارتباط واتصال... عند المدارس الاسلامية الاخرى لازم الانقطاع بين السماء والارض ماذا؟ ان الحبل يصير مقطوع اما في مدرسة اهل البيت عليهم السلام حيث يقول الولاية لا زالت مستمرة نزول ارادات الله نزول مشيئات الله نزول تاويل القران لا زال مستمرا ليس مقطوع حبل ممدود موصول حبل الله المتين إذا كان متين يصير مقطوع أو ممدود؟ يصير ممدود وإلاّ إذا حبل غير متين بالتالي يصير مقطوع رفيعون وضعيفون لا.. حبل ممدود حبل الله المتين.
اذن وصف هذا الارتباط على حاله من اين انتم تقولون في مدرسة اهل البيت في ارتباط مع السماء بعد رسول الله؟ هو حديث الثقلين يقول في ارتباط وهذا ارتباط ليس وصف في القران فقط وصف لمن؟ للثقل الثاني العترة بالتالي حبل ممدود.
فاذن الجانب الولائي في القران لم ينقطع نعم جانب النبوة في القران انقطع انتهى لا نبي بعدي اما الجانب الولائي في القران لا زال الجانب الولائي ماذا؟ عبارة عن استمرار تاويل القران . تاويل القران باي معنى؟ يعني مآل كل اية اين موطن تنزلها موطن بعد موطن يتلو الكتاب حق تلاوته يعني يعلم اين ما هو حق لان تتلى أي اية الخوارج أيضاً يتلون الكتاب بس يتلون الايات في غير مواطنها لا يعلمون اسباب النزول.
في بيان عندهم عليهم السلام المعصومين لا يعلم اسباب النزول كما هي إلاّ علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لان هذه اسباب النزول مو هي اسباب نزول واحد موارد نزول كل اية تكرره مواطنه القران حمال ذو وجوه يعني ما يعلم البشر بالدقة اين يتلون أي اية في أي موطن مناسب هذا الموطن تناسبه أي اية والاية يناسبها أي موطن؟ ما يدرون بشكل علم لدني يقيني ظني بحث اخر لكن الظن في قبال المعصوم لا يغني عن حق المعصوم شيئا.
فاذن يتلو الكتاب حق تلاوته هذا مخصوص بالمعصوم العلم باسباب النزول يعني موارد النزول سواء التي سبقت أو التي ستاتي العلم باسباب النزول علم خاص بهم عليهم السلام اما الباقي ما لا يدرك كله لا يترك جله الميسور لا يسقط بالمعسور الواقع هكذا لا نقول يسقط الكل لا.. لان الميسور لا يسقط بالمعسور وما لا يدرك كله لا يترك جله.
اذن هنا تبين وتوضح لنا ان معنى النزول واسباب النزول لا ما بنى عليه المفسرون حتى من الخاصة ان هي ما سبق من مواطن النزول لا.. اسباب النزول يعني السبب الموطن الذي سيكون سبب لانطباق الاية عليه متناسب سبق اول مواطن نزول أو ثانيها أو ثالها أو عاشرها أو مليونيها أو الفها كل هذه مواطن نزول للاية مواطن تطبيق.
غاية الامر ما يتكرر من مواطن قد يسمى تاويل يعني مآل انطباق الاية اين؟ احد معاني التاويل ليس بمعنى تفسير اخر للاية خفي التاويل له اقسام سناتي اليه ان شاء الله في نظام في قاعدة معينة من قواعد نظام عالم المعاني في القران سياتي البحث مفصلا لكن احد اقسام التاويل لا اقول كلها احد انواع التاويل هو عبارة عن مآل انطباق الايات على مواطن عديدة متفقة في السنخ الواحد الجوهر جوهر مطلق لذلك تتكرر الاية يتلو الكتاب حق تلاوته هنا صحيح التمسك باية الجهاد أو اية الصلح أو اية كذا وهلم جرا وذلك بفضل الارادة الالهية اولاً بعض مواطن تلاوة الايات فيما يستجد من احداث هي ذي ارادة من الله ولاية الله وبعض مناطق اخرى بولاية الرسول في هامش ولاية الباري تعالى تبع ومنطقة ثالثة هامشية اكثر هي ولاية اولي الامر أو الذين امنوا انما وليكم الله.
اذن نزول وتنزيل القران الكريم على مواطن الذي هو بعد الولاية بعد التطبيق بعد الصلاحية الحاكمية التنفيذية هذه لا زالت ولاية الله وولاية الرسول لا زالت وان رحل الرسول صلى الله عليه واله وسلم إلى الرفيق الاعلى لكن ارتباطه بالوصي من اهل بيته لا زال على حاله.
لماذا تخرج إلى العراق يا بن رسول الله عبد الله بن عباس سال الحسين عليه السلام قال ان رسول الله امرني في الرؤيا رؤيا المعصوم ليس رؤية البزاز والبقال لا .. رؤية المعصوم: اني ارى في المنام اني اذبحك قال يا حسين انطلق إلى العراق ان الله شاء ان يراك قتيلا تصير حكمة هناك فوائد عظيمة للدين في استشهاد سيد الشهداء وما لاخذك النساء قال ان الله اللطيف انه يسند الامر لمن؟ ان الله شاء ان يراهن سبايا السبي فعل الظالمين لكن لا يتم فعل الظالمين إلاّ ان يقدر الله الامر فعل الله غير فعل الظالمين لكن يكون الله كيده محيط بكيدهم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين يجعل الله تدبيره يعني يحيط بتدبيرهم.
فالمقصود ايا ما كان لاحظ هنا هذا الارتباط لا زال اين اية السيف اين اية السن اين اية كذا يتلو الكتاب حق تلاوته هذا نوع من انواع التاويل.
اذن نخلص لهذا الحديث لهذه القاعدة إلى قاعدة اسباب النزول لندخل في قاعدة اخرى ان شاء الله من قواعد نظام الاستعمال اللفظي وهي هذه القاعدة قاعدة اسباب النزول في بعدها اللفظي انها بعد الولاية ولا زال مستمر بعد الولاية في اسباب النزول وهو جنبة التطبيق والتاويل...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.