درس التفسير الاستاذ السند -
جلسه 15
بسم الله الرحمن الرحیم
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
الكلام في قاعدة الجري كقاعدة تفسيرية مر بنا الاختلاف بين النظريتين نظرية ان قاعدة الجري تطبيق معنى الجري تطبيق وعزل التنظير عن التطبيق ونظرية اخرى على وفق منهج امومة محكمات الكتاب وامومة الولاية ومحكمات الكتاب ان الجري عبارة عن جري مدلول الايات في افاق وسيعة تطبيقية أو تنظيرية لا تقف عند حد.
وعلى ضوء النظرية الثانية مرت بنا ذا الفائدة مرت بنا انه على نظرية الجري الثانية كل ايات القران تختزن في دلالتها ومفادها مؤديات ومفادات عدة فليس هناك تصنيف ايات احكام في الفروع ايات معارف في العقائد ايات في الاخلاق ايات في الكلام وان كان الظاهر الاولي هكذا يصنف ايات في علم الطبيعة والفيزياء ايات في العلم الفلكي صحيح في الظاهر الاولي من الايات تصنف الايات إلى علوم عديدة ولكن على وفق وطبق قاعدة الجري تكون كل اية فيها مخزون مكنوز لكل علم...
وذكرنا بعض الامثلة التي مارسها الفقهاء ومارسها حتى المتكلمون يعني بعض الفقهاء مارس استنباط حكم فقهي من ماذا؟ من اية عقائدية أو العكس نرى المتكلمون قد مارسوا حكما عقائديا من حكم فقهي فرعي مثل بحث الوصية كيف يشدد ويؤكد عليه القران الكريم شيئا فشيئا المتكلمون بحثوا في الوصية إلى مستوى عقائدي كيف ان نبي الاسلام سيد الانبياء يرحل إلى الرفيق الاعلى ولا يوصي فيما هو اكبر تراث وحياني ما يمكن لابد ان يكون وسيط عنه.
لاحظ بحث الوصية كيف توسع فيه إلى استشهادا بالاية الكريمة مثلا وهلم جرا وكذلك ربما امر معارفي يستفيد منه الفقيه عكس ذلك يستفيد منه حكم فقهي خلق لكم ما في الارض جميعا استدل بها الشيخ الطوسي في المبسوط وفي كتاب الخلاف على لزوم تساوي الفرص وتكافؤ الفرص في الاستفادة من الموارد الطبيعية العامة حتى الشهيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه في كتابه اقتصادنا ينقل كلام الشيخ الطوسي قضية العدالة في تكافؤ الفرص استنادا إلى أي اية؟ خلق لكم ما في الارض جميعا يعني على قدر المساواة مع انه هذا بحث معارفي لكن مع ذلك استفيد منه حكم فقهي.
المقصود انه على وفق النظرية الثانية هذا امر مهم جدا الايات برمتها يمكن ان يستفاد منها علوم شتى كل اية اية وان كانت الظاهر الابتداء الاولي تصنف هذه ايات احكام الفروع ايات الاحكام هذه ايات المعارف هذه ايات الفلك هذه ايات علم الطبيعة هذه ايات علم النفس هذه ايات علم المراة علم الرجل علوم مختلفة هلم جرا ولكن بالنظرة العميقة يجري مفاد كل اية إلى علوم شتى طبق ضوابط وثوابت وموازين وليس الامر هلوسي أو خلط بل طبق ضوابط وموازين.
اذن نظام الظهور والاستعمال في ايات القران الكريم من الخطأ اقعاده واستظهار هيكل بنائه بشكل متقوقع طبعا في بيانات اهل البيت إلى ما شاء الله ايات عديدة هي في مجال يبينها اهل البيت عليهم السلام مفادها انها في مجال اخر وهلم جرا إلى ما شاء الله.
في رواية عن الامام الباقر عليه السلام لو شئت لاستخرجت الدين كله أو الشريعة كلها -التغير من عندي- الدين كله أو الشريعة كلها من لفظة الصمد طبعا هذه قدرة اهل البيت مو من ضمن الاية عندهم حتى قدرة من لفظة حتى الواحدة قدرة اهل البيت عليهم السلام.
لكن المقصود ان اهل البيت يريدون ان يبينوا هذا المطلب: ان كل لفظة فضلا عن كل اية بامكانك ان تستخرج منها مكنوز مخزون كبير في مجالات عديدة وبضوابط وبثوابت يعني اصل منطقة التنظير فضلا عن منطقة التطبيق...
هذه النظرية الثانية دون النظرية الاولى هذه فائدة جدا مهمة اطلنا في بحث قاعدة الجري اياما عديدة واسابيع لكن هذه فائدة مهمة كفى بها فائدة هذه لهذا البحث ولذي القاعدة الان هذا البناء هذا النظام الفقهاء مارسوه بندرة أو بقلة لا اقول بندرة ولم يهيكلوا ويهندسوا بناء اكثر يفعّل هذا الامر هذا بحث اخر كذلك المفسرين كذلك المتكلمين كذلك على اية حال بحاث من علم الاخلاق علوم النفس هذا بحث اخر لكنهم الخزينة والخزائن التي في الايات موجودة كما في تعبير الامام زين العابدين عليه السلام الايات كالكنز أو الخزينة كلما قذفت تستخرج منها جواهر ولئاليء مضمون الحديث..
مثال ثاني نذكره اذن ذي فائدة مهمة مرت بنا الان امس واليوم المثال الثاني نذكره ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن الباقر عليه السلام قال قال النبي....
قبل ان اروح للمثال الثاني دعوني اكمل فائدة المثال الاول:
فائدة المثال الاول أيضاً فيها بيان من الصادق عليه السلام فلا تكونن ممن يقول للشيء يعني الاية انه في شيء واحد قد نزوله في شيء ولكن تعممه هذا تصريح من اهل البيت عليهم السلام ان الايات التي ذكرت انها في اهل البيت لا نريد ان نستفيد منها امور اخرى وان كان ليس بالحجم الذي يستفاد لاهل البيت لكن لا بمعنى ان التطبيق تقصيه عن التنظير تفكك بين التطبيق والتنظير لا... عملية تفاعل موجودة بين التطبيق والتنظير بدون انحباس وقوقعة بل مع سعة وافاق هذه نكتة مهمة ان الايات لا تنحبس في موارد نزولها مع اختلاف طبقات ودرجات المعاني والمعاني ليس في درجة واحدة شدة وضعفا قوة ودنوا وعلوا...
المثال الثاني ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن الباقر عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه واله وسلم في خطبة يوم الغدير:
معاشر الناس هذا علي احقكم بي واقربكم الي والله وانا عنه يعني الله ورسوله والله وانا عنه راضيان وما نزلت اية رضا إلاّ فيه يعني في علي ما من اية نزلت في الذين امنوا إلاّ اميرها علي إذا كانت اية رضا طبعا مو اية سخط مو اية عتاب وسخط.
لذلك يقول الرسول وما نزلت اية رضا إلاّ فيه وما خاطب الذين امنوا خاطب الله الذين امنوا إلاّ بدأ به اميرهم ايات المسؤولية يعني ولا نزلت اية مدح في القران إلاّ فيه معاشر الناس هذه خطبة الغدير ان فضائل علي عند الله عزوجل عند الله يعني تدري شنو؟ يعني مقام في غيب الغيب هذا اصطلاح قراني ونبوي عند الله غير ما في السموات والارض وغير حتى ما في العرش هذا مقام عند الله موجود هسا لا اريد ان ادخل في بحثه مقام يقرب من السدنة الالهية السرادقات العصمة الالهية عند الله..
معاشر الناس ان فضائل علي عند الله عزوجل يعني المقام لها مو انه تعرفه الملائكة وتعرفه الارواح وتعرفه السماوات وتعرفه الجنان فوق ذلك عند الله معاشر الناس ان فضائل علي عند الله عزوجل وقد انزلها عليَّ في القران عليّ في الاساس عند الله وقد انزلها عليّ في القران اكثر من ان احصيها في مكان واحد كيف تحصى في مكان واحد إذا يقول لم تنزل اية مدح إلاّ فيه اولا لم تنزل اية رضا إلاّ فيه لم يخاطب الذين امنوا بخطاب مدح أو مسؤولية إلاّ بدأ به فمن نبأكم بها وعرفها فصدقوه.
جيد ماذا نريد ان نستفيد من هذه؟ نستفيد من هذه القاعدة أو بيانه صلى الله عليه واله وسلم لاحظ هنا يبين النبي صلى الله عليه واله وسلم نكتة لطيفة في قاعدة الجري ان ايات الرضا وايات الايمان ومسؤولية الايمان وايات المديح لها قمة هرمية تبدا بعلي فتتنزل إلى مصاديق وطبقات اخرى بشكل اخف بشكل اقل لونا فأقل فأقل فأقل إلى سائر المؤمنين.
فلاحظ هنا هذا البيان النبوي يرسم لنا ان القاعدة في ايات القران الكريم ماذا؟
القاعدة الجارية في القران الكريم ان ما اريد بها شوف لاحظ ما قال وما نزلت اية رضا إلاّ فيه فيه يعني اريد من هذا بس مو بمعنى الحصر ولا بمعنى أيضاً تغييب التطبيق عن التنظير ولا بمعنى تساوي التطبيق والتنظير وتساوي موارد التطبيق لا...بل بمعنى ماذا؟ ان أم المداليل القرانية أم التطبيقات هو المصداق الاتم يعني نفس منهج امومة الولاية والمحكمات الام والمدار والمحور على ماذا؟
على المصداق الاعظم الاتم ثم ياتي مجال المصاديق اقل فالاقل اقل شانا فاقل تتخفف لونا فلاحظ في هذا الحديث الشريف فيه تركيز وتبيان واشارة إلى ان مقام التطبيق معني ومراد مو معزول عن التنظير بل هو المقصد الاعظم هو المقصود الاهم ولكن ليس حصر ومع ذلك له سعة في غيره ما نزلت اية رضا إلاّ فيه وما خاطب الذين امنوا إلاّ به.
اذن الصحيح في تنظير ايات القران الكريم وتفسيرها ليس على عزل مقام التنظير عن التطبيق بل امتزاج التطبيق بالتنظير لكن مع سعة في الافاق لا تكونن ممن يقول للشيء انه في شيء واحد لا في سعة بس على درجات أم الكتاب نزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن أم الكتاب لابد انت تميز كلها مداليل قرانية التطبيق معني مراد معني مقصود التنظير معني مراد مقصود لكن درجات الارادة الجدية درجات المقاصد درجات.
هذه الرواية الشريفة ترسم لنا هندسة تامة لمعنى قاعدة الجري وكيف ان مقام التطبيق ماخوذ في التنظير وكيف ان التنظير والتطبيق على طبقات مرادة لكن على طبقات ودرجات امومة وهلم جرا إلاّ بدا به فاذن لا تقول ان كيف هذه الايات بعلي بعلي بهذا المعنى هذا مثال ثاني....
مثال ثالث: في نفس الاحتجاج بعد قال الباقر عليه السلام لحمران ان ظهر القران الذين نزل فيهم ظهر يعني معلن ظهر واعلن وتفشى ان ظهر القران الذين نزل فيهم وبطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم يجري فيهم ما نزل في اولئك الان الذين نزل فيهم تقول غير معنيون التطبيق غير التنظير تقول معنيون هذا مراد
كما ان فيما نزل فيهم غير منعزلين عن التنظير كذلك فيمن يجري فيهم هذا بيان هم عجيب مو عجيب إلاّ الشيطان ولكن بالنسبة الي يعني افق جديد ما هو الافق الجديد؟ الافق الجديد يريد ان يقول عليه السلام شوف حتى مداليل القران الكريم حية متجددة متوسعة على جري واتساع افاقها طبعا هي من الاصل معلومة عند الباري بالنسبة الينا تتكشف شيئا فشيء بالنسبة الينا تتبدى شيئا فشيء تظهر شيئا فشيء كانت باطنة كامنة تظهر لنا لانه كلهم معنيون يصيرون ومر بنا ان بحث التطبيق مركز من مراتب المراد الجدي لاحظ التعبير ان ظهر القران الذين نزل فيهم وبطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم يجري فيهم ما نزل في اولئك بالضبط...
لذلك يقال ابو جهل هذا الزمان صحيح الذي خاطبه القران أو الوليد ابن المغيرة ذرني ومن خلقت وحيدا فرعون هذا الزمان هم صحيح اريد منه من الاول الباري تعالى لم يرد فرعون مصر فقط اراد اصلا فرعون مصر وغيره معنى ساري جاري في هذا القالب إلى يوم القيامة هامان نعم وكذلك نري هامان وجنودهما أي هامان هامان خو راحوا يري من؟ يعني في هامانات اخرى في نمرود وامثال نمرود اخرين موجودين من الاول اريد منه معنى عام ومعنى عام يعني بهذا المعنى مو تجعل لي التطبيق بعيد عن التنظير...
كيف الان لو ابعدت شخصية النمرودية عن تنظير معنى الايات الواردة في نمرود اصلا تصبح تلك الايات خاوية عن معناها ما يمكن ان تستبعد التطبيق عن التنظير لكن هذا التطبيق ليس حادث للاية كما يتوهمه اصحاب النظرية الاولى انهم عزلوا التنظير عن التطبيق خوفا من الحبس لا ما في انحباس بالعكس فيه نوع من بناء الظهور وعظمة مفاد الاية لما اريد من مغزاها العظيم يحافظ على مغزاها المهم مع سعة توسعها واجرائها وجريها.
لذلك صح ان يقال لاحظ ان القران يشافه كل انسان بكل اية يا الله هذا تصدقونه أم لا؟ في بيانات اهل البيت هكذا القاريء للقران يشافهه القران يخاطبه يعني يريد ان يتكلم معه زين الذي يريد ان يتكلم معه كاف الخطاب من المراد يصير؟ كاف الخطاب الذين نزل فيهم القران فقط؟ لا...
هذا كيف استعمال اللفظ في معنى بعدد انفاس البشر مرت عندنا الرواية تتذكرون ما من اية يقرأها القاريء للقران إلاّ وهي تخاطبه ان هو من اهل خيرها أو هو من اهل شرها هذه القدرة في استعمال القران الكريم قدرة غير ما تؤمنها نظرية الجري السابقة عند العلامة الطباطبائي تؤمنها قاعدة الجري الجديدة سعة خطاب.
في رواية أيضاً عنهم عليهم السلام فلان ممن نكث العهد مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعد وفاته يقول الامام اتعلمون ذلك الشخص حاله حال بلعم بن باعورة اعطي شيء من البني لكن نكث غدر اصلا بلعم بن باعورة لا ... اصلا يخاطبه القران الكريم يخاطبهم اذن هم في دائرة مدلول الخطاب القراني لا ان التنظير غير التطبيق أنهم يشافهون بالقران الكريم مشافهين مخاطبين معنيين من الجن ومن الانس بل حتى من الملائكة هذه نظرية اخرى في قاعدة الجري...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...