درس التفسير الاستاذ السند -
جلسه 90
بسم الله الرحمن الرحیم
90
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كنا في هذه القاعدة التفسيرية أو القاعدة التي هي من مهام قواعد علوم القران قاعدة جري الايات ومر بنا ان في هذه القاعدة اقوال اهمها ما نقحه المتاخرون من اعلام المفسرين وقيدوا هذه القاعدة بقاعدة الجري والتطبيق والحال ان هذه القاعدة كما مر بنا في القول الاخر اعم من التطبيق.
وبما مر من ابحاث تبين لنا ان قاعدة الجري ليست خاصة بالفاظ القران يعني ليس يمكن ان نحصر قاعدة الجري بنظام الاستعمال اللفظي في القران فقط بل قاعدة الجري قاعدة تشمل نظام المعاني في القران أيضاً سواء بدرجة المعاني الاشارية في القران اشارات معاني القران أو بدرجة لطائف معاني القران درجة تعبير القران الكريم فقاعدة الجري لا تختص بنظام الاستعمال اللفظي في القران هذا على القول الثاني الذي نريد شيئا فشيئا يعني ولجنا فيها ودخلنا فيها.
قاعدة الجري تشمل طبقات نظام معاني القران طبقة الاشارات التعبير اللطائف هلم جرا... بل وقاعدة الجري أيضاً تشمل ماذا؟ تشمل أيضاً نظام حقائق القران (العبارة للعوام أو للعامة والاشارة للخواص- الحديث النبوي- واللطائف للاولياء والحقائق للانبياء). كما سيطالعنا البحث ان شاء الله ان قاعدة الجري أيضاً هي قاعدة ماذا؟ أيضاً هي قاعدة في الحقيقة تشمل نظام حقائق القران بينما على القول المعروف الان في قاعدة الجري بتسميتها بقاعدة الجري والتطبيق فقط هي من قواعد نظام الاستعمال اللفظي في القران.
اللطيف في هذه القاعدة التي نحن الان استرسلنا ودخلنا في النظرية الثانية في تفسير هذه القاعدة في تبيان هذه القاعدة على وفق منهج امومة الولاية والمحكمات لتفسير أو لعلوم القران نتبين من هذه الوقفة ونحن في استمرار مواصلة في تبيان هذه القاعدة ان ليس هذه القاعدة فقط عامة للنظام الاستعمال اللفظي وللنظام المعنوي ولنظام الحقائق بل القواعد التي سبقت هي الاخرى غير خاصة بالنظام الاستعمال اللفظي.
مثلا مرت بنا أم القواعد وهي التعريض كما يقول سيد الوصيين امير المؤمنين عليه السلام بعث سيد الانبياء دون سائر الانبياء بعث بالتعريض هذه ملحمة مهمة يشير إليها علي بن ابي طالب في قراءة وحي الله على سيد انبياء الله بعث سيد الانبياء بالتعريض بينما سائر كافة الانبياء بعثوا بالتصريح هذا ليس هذه القاعدة التي مر بنا هي اولى القواعد التي استعرضناها في قاعدة نظام الاستعمال اللفظي ومنه تنشعب في الحقيقة قواعد اخرى قاعدة استعمال اللفظ في اكثر من معنى قاعدة الجري قاعدة الالتفات قواعد متعددة ذي القواعد كما مر بنا هي منشعبة في الحقيقة من قاعدة التعريض...
إذا كانت قاعدة التعريض وهي أم الاستعمال اللفظي في القران الكريم ليست خاصة بنظام الاستعمال اللفظي تعم نظام المعاني وتعم نظام الحقائق فبالتالي هنا سوف نبصر فتح كبير ان جملة من قواعد وجملة قواعد نظام الاستعمال اللفظي في القران الكريم لها سريان في نظام الاستعمال المعنوي في القران معاني القران لها سريان في نظام حقائق القران يعني هذه القواعد وهذا اجابة عن تساؤل الاخوة دائما يكرروه ما هي قواعد علم التاويل؟
ربما الكثير يسأل عن قواعد علم التفسير صحيح لكن هناك أيضاً قواعد علم التاويل كما لدينا قواعد علم التفسير لدينا قواعد علم التاويل لدينا قواعد علم تعبير القران لدينا قواعد علم ترجمان القران لدينا قواعد علم لطائف القران لدينا قواعد علم اشارات القران هذه علوم طبقات فوق بعضها البعض ما هي قواعدها؟ نفس قواعد الاستعمال اللفظي بشيء من التلطيف والتشفيف الشفافية على وفق منهج امومة الولاية والمحكمات للقران الكريم نستطيع حينئذ ان نوضح سريان تلك القواعد في نظام معاني القران وفي نظام حقائق القران الكريم وهذا فتح مهم وكنز عظيم.
اللطيف هذا المطلب الذي هو كنز عظيم ومنجم عظيم يشير إليه اشارة إليه في عدة من الروايات حتى الايات قب الروايات في روايات عديدة في رواية علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول عليه السلام: انما يعلم ما ها هناك حتى غيب الغيوب بما ها هنا انما يعلم ما ها هنا بما ها هنا يعني دوما بين الظاهر والباطن تطابق طبعا ليس في قدرة الكل ان يدرك هذا التطابق انضباط الباطن بالظاهر وانضباط الظاهر بالباطن حينئذ اي انفلات يتخوف منه أي تبعثر يتخوف منه أي تلاعب يتخوف منه أي هلوسة يمكن ان تقع في البين؟ لا منضبطة امر فيه نظام.
لاحظوا ما جرى كما يبين القران الكريم ما جرى بين موسى والخضر موسى عليه السلام كما في بيانات سورة الكهف أو الروايات اوتي علم الظاهر والشريعة بينما الخضر اوتي علم الباطن في البداية كانما وهو نبي من انبياء الله من اولي العزم كانما تبدى للنبي موسى ان هناك تضارب وتقاطع بين الظاهر والباطن بعد ان بين الخضر للنبي موسى: قال هذا تاويل ما لم تسطع له صبرا تاويل يعني هذا الباطن الذي وصفه النبي موسى في البداية على نبينا وعليه السلام بابداء نكرا امرا لا لا هو نكرا ولا إدا ولا امرا هذه في الحقيقة ارادة الهية هذا تاويل ما لم تسطع عليه صبرا في الحقيقة هو نفس هذا التطابق بينما موازين الظاهر ولذلك قنع النبي موسى كيف اذن يقنع موسى؟ قنع لما راى تطابق هناك ما بين موازين الظاهر والباطن...
يبين الامام الصادق عليه السلام صادق ال محمد صلى الله عليه واله وسلم ان سبب انحراف كثير من الفرق الباطنية مثل الخطابية انهم ظنوا ان هناك تخالف بين الباطن باطن الدين وظاهر الدين في رسالة عظيمة الشان من الامام الصادق للمفضل بن عمر نحن شرحناها في كتاب مفصلا فيها اسرارا عظيمة ومعارف عظيمة شرحناها في كتاب ج3 في الرجال تحت الطبع قريبا ان شاء الله هناك يقول الامام الصادق من تمسك بالباطن وفرط في الظاهر ضل ومن تمسك بالظاهر وفرط بالباطن أيضاً ضل لابد من التمسك بهما معا لان الذي يتمسك بهما دون الاخر يظن ان بينهما تضارب وتخالف وهذا اول الغفلة واول الجهل.
وهذا انصافا ميزان قويم امام أي انحراف وضلال واظلال يا له من ميزان عظيم احد اسرار سورة الكهف اصلا واحد المغازي العظيمة في معاني سورة الكهف هو هذا المطلب الذي يبينه الامام الصادق تطابق الظاهر والباطن والباطن والظاهر لا ظاهر بلا باطن ولا باطن بلا ظاهر هناك تمام التطابق اذن ميزان لا خير في باطن لنا في الظاهر ولا خير في الظاهر هنا في الباطن سبحان الله تطابق.
وهذا هو الذي مر بنا في المباحث السابقة علم التفسير بلا علم التاويل لا ينضبط كما ان علم تاويل بلا علم تفسير لا ينضبط علم تفسير بلا علم تعبير القران لا ينضبط وعلم تعبير القران لا ينضبط بلا علم تفسير. علم التفسير في القران لا ينضبط بلا ترجمان القران وترجمان القران لا ينضبط إلاّ بعلم التفسير تنزيل القران لا يمكن بلا تاويل القران وتاويل القران لا يمكن بلا تنزيل هما معا يعني انا قاتلت وقاتلت معي على تنزيله وسوف تقاتل على تاويله بقدر ما لتنزيل القران من عظمة بقدر ما لتاويل القران من عظمة وبقدر ما لتاويل القران من عظمة لتنزيل القران من عظمة.
تطابق تماسك تعانق تشابك ترابط حبل واحد ممدود علم التفسير بلا علم لطائف القران لا ينضبط يتشتت بلا علم لطائف القران مر بنا ان هناك مواطن جدل بين المفسرين لم ينقشع سحابها سحاب فتنتها عند المفسرين لا تنقشع سحائب تلك المتشابهات في علم التفسير إلاّ بعلم التاويل...
ولذلك القران الكريم ماذا يقول القران الكريم؟ واخر متشابهات بماذا ينقلع يعني الظلمة التي في المتشابهات الفتنة التي في المتشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه ابتغاء الفتنة أو ابتغاء تاويله.
فتنة المتشابه في علم التفسير لا تنقشع بنص سورة ال عمران ببيان اهل البيت عليهم السلام وفق منهج امومة محكمات الكتاب امومة محورية ولاية اهل البيت للمحكمات وامومة ومحورية المحكمات لتفسير القران لانه مهيمن على علم تفسير القران بنص هذه الاية فتنة المتشابه لا تنقشع ولا تزول إلاّ بعلم التاويل وما يعلم تاويله إلاّ الله والراسخون في العلم...
أيضاً حتى في علم اشارات القران فيها مساحات متشابهة هي الاخرى فيها فتق ورتق لا ينقشع إلاّ بالمحكمات الموجودة في علم لطائف القران متشابهات لطائف القران هي الاخرى قد فيها متشابهات لا تنقشع ولا تزول إلاّ بمحكمات حقائق القران طبقات هذا معنى امومة...
اذن لاحظه بهذا الانجاز العظيم الذي بين في الايات والروايات الذي نقف عليه هذا الانجاز الموجود في الايات والروايات لبناء هذا النظام ليس اذن له نتيجة عظيمة الان مرت بنا اعيد واكرر وهي ماذا؟
ان قواعد علم التاويل قواعد التعبير قواعد علم الاشارات في القران قواعد اللطائف قواعد التعبير أيضاً هي متطابقة مع قواعد علم التفسير إلاّ ان المواد هناك اوسع افقا اوسع رحابة وشفافية وإلاّ الموازين والقواعد هي هي لا ينضبط باطن إلاّ بظاهر ولا ظاهر إلاّ بباطن حتى هذه الرواية خوب مروية عن النبي صلى الله عليه واله وسلم عند الفريقين للقران بطن ولبطنه بطن إلى سبعين بطن...
إذا كان علم التفسير كشف القناع عن ظاهر القران هذا كله علوم القران؟ شيء طبيعي ومنطقي لا يكون هذا كل القران إذا كان القران سبعين بطن والظاهر اول درجات القران وان كان المراد بالسبعين عدم الحصر لا فاذا كان علم التفسير اول علوم القران كشف قناع الظاهر وما بالنا لا نكترث ببقية العلوم اذن والطبقات والمراحل كيف يعني؟
لاحظوا حد قول النبوي صلى الله عليه واله وسلم العلم كل فضلة فضول إلاّ ثلاث لاحظ كيف هذه الخريطة النبوية العظيمة إلاّ ثلاث: اية محكمة العقائد سنة قائمة علوم الاخلاق والنفس وتهذيب ورياضة النفس سنة قائمة وفريضة عادلة فقه الفروع وقوانين الفروع الابدان والنفوس يعني لماذا شبك صلى الله عليه واله وسلم بين ثلاث مراحل يفسر ذلك جملة المحققين ونعم التفسير ان هناك ترابط بين هذه الاصعدة الثلاثة:
العقائد في القلوب والعقول وهي باطن خفي.
السنة القائمة في النفوس وهي باطن وسط.
الفريضة العادلة وهي وظائف الابدان وهو ظاهر.
يعني ماذا نستفيد من بيان النبي صلى الله عليه واله وسلم يعني لا يمكن ان يكون ظاهر وظائف الابدان بلا باطن وسط وهو وظائف النفوس فقه القلوب أو فقه النفوس ولا يمكن ان يكون هناك باطن وسط بلا ظاهر وظائف الابدان كما انحرف بعض الصوفية أو بعض العرفاء في ذلك تاركوا الصلاة حتى بعض الخطابية وانكر عليهم الامام الصادق واعبد ربك حتى ياتيك اليقين اليقين الموت وظائف الظاهر تلازم الباطن وكذلك لا باطن وسط ولا ظاهر إلاّ بباطن اعمق وهو العقول اية محكمة العقائد...
نلاحظ ان في معارف الدين هذه المنظومة منظومة الطبقات كل طبقة محورها العى منها كل مرتبة محورها مرتبة اعلى منها هذه معنى امومة منظومة محورية مركزية ومركزية ليست فقط بصورة دوائر بل بصور كرات بصورة حتى مخروط طبقات تعلو بعضها البعض.
اذن هذا فتح عظيم في الروايات نشاهده وفي الايات ان قواعد نظام الاستعمال اللفظي بشيء من التشفيف بشيء من اللطافة بشيء من قلع القشور هي نفسها هذه القواعد سوف تسري إلى نظام المعاني يعني علم التاويل علم اللطائف علم الاشارات علم تعبير القران علم ترجمان القران وسوف تسري أيضاً إلى حقائق القران وينضبط الصراط والميزان وباب المقام ينضبط بعد ذلك ليس هناك باب تلاعب في هذه العلوم الكبيرة هناك موازين وقسطاس مستقيم واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ميزان موجود ليس هناك تلاعب وهلوسة وامور مزاجية هذا على اية حال فائدة عظيمة وقفنا عليها في الروايات والايات.
شوف لاحظ كم هو البون شاسع بين هذا المنهج منهج امومة الولاية والمحكمات لايات القران كمنظومة وطبقات وبين مناهج التفسير الاخرى وان كان لها دور حتى في تفسير قواعد علوم القران ...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...