درس التفسير الاستاذ السند -

جلسه 87

بسم الله الرحمن الرحیم

87

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...

كنا في قاعدة الجري والتطبيق من قواعد التفسير في نظام الاستعمال اللفظي للقران ومر بنا ان هذه القاعدة الشريفة احد ابعادها الخطيرة التي مرت بنا امس عبر بيان بعض الروايات تفيد ان كل اية من ايات القران الكريم مهما كانت فهي ذات صلة بكل انسان انسان بكل فرد فرد في كل حالة من حالاته في كل يوم من ايامه وهذا يعني ان القران قران يعني جامعية القران امر عظيم ومهول لاهل البرزخ في البرزخ ولاهل الاخرة في الاخرة ولاهل الدنيا في الدنيا مقتضى هذا البيان في الروايات كل اية حيويتها ليست فقط انها مفعلة في هذا العصر بل مفعلة لكل واحد واحد من اهل هذا العصر هذا امر عظيم جدا وكما مر بنا بيان العلامة الطباطبائي في الميزان أو غيره من الاعلام المفسرين لا يؤمنون لنا هذا الامر.

لنخوض اليوم في بداية المعنى الذي نريد على اية حال نستوحيه أو نستشفه أو نستنبطه من بيان الايات والروايات بمعنى قاعدة الجري ولا نضيقها في التطبيق فقط هي قاعدة الجري سواء كان تطبيقي أو لا تطبيقي اصلا لا تنحصر قاعدة الجري في التطبيق لنبدأ على اية حال بذكر معلم معلم محور محور نقطة نقطة من نقاط ماذا هذه القاعدة: النقطة الاولى التي يجب ان نركز عليها بشكل دقيق باعتبار هي ترتبط بان قاعدة الجري هي منحصرة في التطبيق أو غير منحصرة في التطبيق...

النقطة الاولى: اولا اخراج مرحلة التطبيق عن عالم الدلالة بقول مطلق ابعاد عالم التطبيق عن عالم الدلالة تماما نبعده هذا امر فيه نقض وابرام وفيه تجاذب اراء هذا المحور مهم دعونا نخوض فيه:

لتوضيح هذا المحور يعني عالم البيان وعالم الدلالة لعلمكم كلما تتكدس وتتركز وتتكاثر جهود البشر فيه كلما يزداد انكشاف ابعاد فيه جديدة البيان بما يشمل كل علوم اللغة والادب الان الفلسفات الالسنية سامعين بها الفلسفات الحديثة وان كان شطر وافر منها مقتبس من بحوث البلاغة في اللغة العربية أو بحوث الفلسفة الاسلامية بلحاظ الدلالة أو بحوث اصول الفقه على اية حال...

على أي تقدير هذا الرقي الفلسفي الان عند الغرب حيث رأوا وطيد صلة عظيمة بين ادراك العقل والمخ البشري مع البيان اصل اطروحة الفلسفة الالسنية أو الفلسفات الالسنية قائم على هذا المطلب وهو انه وجدوا صلة وطيدة بين المخ والعقل والتعقل والادراك البشري والبيان الذي يتعاطاه بلسانه وجدوا وطيد صلة وهذا صحيح هذه الحقيقة كشف عنها القران كشف عنها الوحي الالهي المسلمون غافلين عن مدرسة اهل البيت لا زال يؤكدون على هذه الخطورة التي الان في القرن الاخير اكتشفها الغرب الفلسفات الالسنية كيف اللسان والبيان يصنع انسان يصنع معتقد يصنع رؤية هذا الذي يبينوه في الحقيقة هو من قبيل:

الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان بداية مستهل عالم الخلقة هكذا يرسمه لنا الباري: الخالق ثم القران تعليم القران ثم خلقة الانسان ثم البيان كانما اول كمال اولي للانسان هو ماذا؟ البيان بدل ان تقول الانسان ناطق تقول الانسان ذو بيان علم البيان علوم وكنوز معارف فيه لا تحصى هذه مقدمة معترضة لبحثنا لماذا ذكرتها؟

ذكرتها لكي اقول للاخوة لا تتبنوا ان ما انجز في علوم اللغة هو كل شيء ما انجز في علم الاصول هو كل شيء لا..في مباحث الالفاظ سناخذ ارسال المسلمات ولا نواصل التحريات والتحقيقات قدما إلى الامام هذا عذر غير مقبول منا البيان فيه من الاسرار والخفايا لا تحصى وكلما انجز من اكتشافه يبقى الشيء قليل لابد من مواصلة الدرب في ذلك هذه المقدمة انا ذكرتها لذي المطلب:

هنا ناتي الان عندما يذكر نرجع إلى المحور الذي كنا فيه عندما يقال بان عالم الدلالة اللفظ والمعنى الاستعمالي ثم المعنى التفهيمي ثم المعنى الجدي ثم تاتي مرحلة التطبيق فمرحلة التطبيق خارجة عن عالم الدلالة دعونا نحاكم سوق هذه المسلمة العلمية كانما الالفاظ مسلمة علمية دعونا نبحث عن هذه المسلمة العلمية ربما شيء لا اصل له لها اصل أم غير صحيحة؟

محور مهم يعني عالم التطبيق يمكن ان يخرج من عالم الدلالة أو لا؟ لان نظرية العلامة الطباطبائي أو ملا صدرا أو الفيض الكاشاني أو كثير من الاعلام المفسرين حتى من الفريقين هذه مقدمة أو قاعدة اتخذوها مفروغا منها ان مرحلة التطبيق خارجة عن عالم الدلالة خارجة عن مرحلة الاستعمال خوب دعونا نتعرف على ذي المطلب هل سديد سليم أو ان فيه ما فيه؟ بحث مهم من هذه الجهة لاجل بدء الخوض في هذا المطلب اذكر لكم مبحث انتم ملموسين به يكون الانطلاق منه اسهل:

لاحظوا الميرزا القمي رحمة الله عليه وجماعة من الاصوليين اصول الفقه عندهم حول الخطاب القراني وهذا مبحث مهم أو الخطاب النبوي أو الخطاب من المعصومين هل الخطاب القراني في القران مخصوص بالمشافهين أو يشمل الغائبين سامعين بهذا المبحث الخطاب القراني هل هو خاص بمن كانوا احياء متواجدين حين نزول القران المشافهين طبعا المشافهين بعد اضيق دائرة ها اضيق دائرة حتى من الموجودين المعاصرين المشافهين يعني حينما يخاطب النبي صلى الله عليه واله وسلم من حضر في مجلسه هذا مشافه

اما الغائبين يعني من لم يكن حاضرا في ذلك المجلس الذي قريء وتلي فيه القران من الفم الشريف لسيد الانبياء صلى الله عليه واله وسلم مشافهين ولا يشمل الغائبين والاحياء فضلا عن المعدومين في الاجيال اللاحقة عندنا ثلاث دوائر:

دائرة مشافهين دائرة غائبين دائرة معدومين يعني الاجيال اللاحقة مستقبلا هذا مبحث حساس ويتركز عليه عند الميرزا القمي ماذا؟ يتركز عليه عند الميرزا القمي ان حجية الظهور يعني من يستطيع ان يستظهر ويستنطق القران الكريم هل يستطيع ان يستظهر ويستنطق القران الكريم المشافهين أو اعم من المشافهين والغائبين أو اعم من المشافهين والغائبين والمعدومين؟

هذا المبحث من الميرزا القمي صاحب القوانين رحمة الله تعالى عليه كتاب مجيد للاسف ما صدر طبع جديد فيه الان طبعة جديدة هذا فيه انصافا درر من التحقيقات احد المشايخ يدرس دكتوراه هو رجل دين ولكن عنده تخصص اكاديمي ويدرس فلسفة الالسنيات فيراجعني بين فترة واخرى حول بعض النظريات والمطالب يصير تجاذب حديث حوار فذكر لي انه استاذي الفيلسوف الشهير الانكليزي البريطاني ذو الصيت الدولي صاحب مدرسة في فلسفة الالسنيات عنده نظرية بديعة في بحوث البيان واللسان قلت له لا باس هات ما هي؟

قال كيت وكيت وكيت قلت له هذا كيت وكيت مسروقة تماما من كتاب القوانين قال بالله عليك موجودة قلت له: بحذافيرها حذو القذة بالقذة اخبرته الفصل في القوانين وقلت له اكثر تطور من هذه النظرية موجودة في كتاب الفصول معاصر للقوانين بعد القوانين الف طور هذه النظرية بتطوير اخر.

المقصود طبعا كتبنا الحجرية ما شاء الله كلها موجودة عندهم بنائكم مو ترجمة بعد لعلمكم عندهم المقصود على اية حال الاكتراث بقيمة التراث هم يثمنون هذا الامر.

فعلى اية حال لاحظ هذا المبحث عند الميرزا القمي هو مبحث في الاصل في الخطاب القراني في حجية الظهور عنده هذا المبحث اثاره الميرزا القمي انه هل خطاب القران مخصوص بالمشافهين أو يعم الغائبين هذه دائرة ثانية أو يعم المعدومين؟

زين هذا المبحث هو مبحث تفسيري هذا المبحث ذات صلة في القاعدة اذي نحن فيها يقول الميرزا القمي: انه مفروغ منه شوف هذا مبحث يريد ان يقول انه مفروغ منه ان حجية الظهور مخصوصة بالمخاطب غير المخاطب يتامل في حجية ظهوره واستظهاره تفسيره وتبيانه.

هذا مبحث طبعا لابد ان نتعرض له في وقت ان القران المخاطب في القران بكل القران كل البشر أو المخاطب في القران طبقات القران انما يعرف القران من خوطب به دائما في بيانات اهل البيت التاكيد على هذا المطلب انما يعرف القران من خوطب به فيقع الكلام الان انه من خوطب بالقران؟

تعيين المخاطب هذا امر مهم طبعا وان كان هذا المبحث أيضاً موجود عند الاعلام لنفترض ان المخاطب بالقران المشافهين أو الغائبين أو جيل معين ولكن من قال ان حجية ظهور القران مخصوصة بالمخاطبين؟ لا سيما مع قاعدة الجري والتطبيق التي نحن فيها قاعدة الجري والتطبيق مر بنا مؤداها ماذا؟

مؤداها انه لو خوطب بالاية مخاطب لا تظنن ان الاية مخصوصة بهذا المخاطب بل هي تجري جري الشمس والقمر والليل والنهار هكذا شوف انظر كيف ترابط صلة هذا البحث قاعدة الجري مع هذا المبحث الذي هذا مبحث اصولي وفقهي وقانوني وشائك وخطير وحساس يؤثر على مصادر معرفة الدين من هو المخاطب بالقران؟ ثم إذا عينا من هو المخاطب بالقران هل قاعدة الجري تستوسع لنا حجية ظهور القران أي تستوسع توسع لنا قدرة المعرفة على مرام الايات وصلة الايات بكل البشر حتى الذين لم يخاطبوا بحث مترابط متداخل...

في الحقيقة الخوض في هذا البحث بعد اكثر دعونا نخوض لاحظ المخاطب بالدقة يقع في أي مرحلة؟ اذن دقق المخاطب بالدقة يقع في مرحلة التطبيق أيضاً لان المعادلة المذكورة في الاية القرانية خوطب بها افرض شخص أو اشخاص أو جماعة أو امة أو جيل معين مخاطب زين على وفق نظرية قاعدة الجري والتطبيق عند تفسير العلامة الطباطبائي وما شابه ذلك يكون هذا المخاطب ماذا؟ هذا محل تطبيق وقاعدة الجري لا تحصر ولا تقصر بل توسع المفاد القراني في الاية والسورة إلى من هو غيره جيد...

اذن لاحظ كيف هذا المبنى أو تلك المسالة التي اشرنا إليها ان المخاطب بالقران من هو المشافه أو يعم الغائب أو يعم دائرة اوسع وهم المعدومين المخاطب مرحلة تطبيق له دور ودخالة في ظهور واستحصال معنى ماذا؟ معنى الايات يعني مرحلة التطبيق وطيدة الصلة بعالم الدلالة بتكوين وبناء الظهور أي عالم الدلالة هذه الصلة اردت في بداية الحديث ان اصل إليها.

اذن هذا المبحث الاصولي الذي قديم في المعرفة الدينية وفي مصادر العلوم الدينية مصادر الدين للوحي الكتاب والسنة هذا المبحث يؤكد لنا ان مرحلة التطبيق لها دخالة مهمة حساسة في نفس عالم التكوين اطار الدلالة والمدلول حجية الظهور.

اذن كيف نقبل ونسلم ونذعن بان عالم التطبيق خارج نائي بعيد عن عالم الدلالة أول الكلام بين مقتضى كلماتهم انا دائما اوصي الاخوة مقتضى كلماتهم ما هو؟ إذا هو وطيد الصلة بعالم الدلالة انا دوما اوصي الاخوة على هذا المنهج: لا يغتر الباحث بتصريحات علماء فن من أي علم قد تكون تصريحاتهم مبلوراتهم شيء ومشيهم العلمي وارتكازاتهم العلمية في وادي اخر...

هذا منهج مهم طبعا سواء في علم التفسير الان أو في علوم اخرى دينية أو غير دينية ومن الخطا الانسان ان يغتر بتصريحات وشعارات علمية يطلقها علماء علم معين تغر الانسان وتخدعه لمَ؟ لانه قد لا تكون تلك البلورة وتلك العنونة التي اطلقوها أو بنوها لا تكون مصيبة بالدقة لما ارتكز عندهم والارتكازات الموجودة عند علماء أي علم معين اسد اسدد صوابا وصحة الارتكازات عبارة عن التقاط معلومات وسيعة وبرمجتها طبعا هذا المبحث يشير إليه صاحب الفصول شوف هذا بحث الالسنيات هذا المبحث نفسه ذي النكتة المنهجية يشير له صاحب الفصول حتى كتاب الفصول...

الان كثير من مثقفينا يتعطشون إلى فلسفة الالسنيات الغربية مثلا يا ليت كتب الاصول هذه الموجودة هي كلها فلسفات السنية اسم جديد وبراق وهي نفس المطالب نفس الحقائق المباحث يا ليت هذه دعونا حتى نكتب اصول فقه فلسفة الالسنيات تحتها هي حقيقة هذه النظرة نفسها كي يعي الاخوة في الخطاب المعاصر ان حقيقة المبحث اين هي اين مصادره؟

حتما نفس هذا المبحث جزاهم الله خير الجزاء صاحب الفصول عنده مثل هذا المبحث في الجزء الاخير من كتاب الفصول انه هل يجب الانسان ان يلتفت إلى المشي الارتكازي الاجمالي لعلماء علم معين أو التصريحات التفصيلية وللحديث تتمة...

وصلى الله على محمد واله الطاهرين...