درس التفسير الاستاذ السند -

جلسه 65

بسم الله الرحمن الرحیم

65

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...

كان الكلام والحديث عن القاعدة الثالثة من قواعد نظام الاستعمال اللفظي في القران كمنهج لتفسير القران على وفق هذا المنهج وهو منهج امومة محكمات القران في تفسير القران وامومة ولاية اهل البيت في تفسير القران.

كنا في قاعدة إياك أعني واسمعي يا جارة المثال الاخر الذي نتعرض له وهذه امثلة حية واحد يلتفت إليها في اسلوب استعمال القران الكريم ما في سورة الانبياء الاية 62 في قصة النبي ابراهيم عندما كسر الاصنام:

(فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (60) قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قالُوا (هنا موضع الشاهد) أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ (62) قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا (هذا تمت الجملة) فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (63)).

هنا الجملة المطابقية الخبرية يسند النب ابراهيم فعل كسر الاصنام لمَ؟ إلى كبير الاصنام هذا الاسناد بحسب صورة المطلب غير مطابق للواقع لكن هو علقه النبي ابراهيم قال: (قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ)

بشرط قيد شرطي ان كانوا ينطقون هم لم ينطقوا زين هذا اسناد جملة خبرية معلق على شرط مستحيل نوع من تركيب الخطاب الجملة الخبرية المعلقة على ماذا؟

اصلا الخبر يعلق على شيء؟ أو خبر مستقبلي يعلق على شيء يمكن تصوره اما جملة خبرية عن حدث ماضي يعلق على شرط كيف يصير؟

هذا تركيب جديد من نوعه جملة خبرية عن حدث ماضي يعلق على شرط هذا غريب جديد من نوعه الذي هو يعبر عنه افرض أيضاً يعبر عنه بالتورية التورية يعني ماذا؟ ورى تلك النار وارى اخفى يعني اخفى ما هو مقصود اصلي بغطاء صوري.

لاحظ هم كيف افتهموا بان المعني بهذا الخطاب إياك أعني واسمعي يا جارة المعني به (فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)) هذا الخطاب هو ثبت عندهم يقظة انتباه لو اراد ان يحدث هذه اليقظة والانتباه باسلوب خطاب اخر لم يحصل لديهم بمثل هذا الخطاب: (فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)).

الم يقولوا (مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ) هكذا في صدد كلامهم هنا ماذا؟ وجدانهم وضميرهم قال: (فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)) يعني ليس الذي فعل بهم ظالم نحن الظالمون لان هؤلاء لا يستحقون ما يسندون إليه من الالوهية والتاليه ظلم شان الالوهية ان يسند إلى اصنام ظلم بمن هو صاحب حق الالوهية الحقيقي

هؤلاء الاصنام ليست لها حقوق ليست لها شانية ليست لها عظمة كي نقول من اجترى عليها ظالم بالعكس احنا اسنادنا هذا الشان والمقام الالهي للاصنام هذا ظلم هم التفتوا إلى هذه الحقيقة.

اذن لاحظوا هذا الخطاب ما هي ثمرته هذا الخطاب يوجب يقظة لذلك يقال الكناية ابلغ من التصريح ابلغ لانه توقظ المعني بالخطاب توقظه بشكل هادي سليم صائب يوصله إلى حقيقة الامر التي كان هو في غفلة وعماية وعمى عنها وما كان ليستيقظ ويبصر الحقيقة لولا هذا الاسلوب لذلك ابلغ من التصريح لان التصريح قد يوجب لديه استفزاز نفسي يعميه اكثر عن الحقيقة.

بينما إياك أعني واسمعي يا جارة أو احد اليات التورية تعطي للطرف الاخر صحوة وانتباه وتيقظ والتفات وقيام من السبات اكثر فاكثر...

(فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)) وقفة من الهداية حصلت لهم ومضة من الهداية الحقيقية حصلت لهم بهذا الاسلوب لاحظ هذا الاسلوب تورية تورية يعني ماذا؟ يعني فيه نوع التفات صورة كأنما صورة حقيقة لكن ادى إلى ماذا؟ ادى إلى الحقيقة أم إلى غير الحقيقة؟ ادى إلى الحقيقة.

وهذا على كل ناموس عظيم نرى في جملة من الموارد بعض الاحيان تعاطي ومزاولة للحقيقة بشكل معلن ظاهر قد بالعكس يقطع الطريق عن الوصول إلى الحقيقة مثل شايفين تعبير القران: (إلاّ متحرفا لقتال) يعني صورة كأنما يفر لكن هو لا... انما هو يريد ان يتخذ دربا اخر للانقضاض للكرة.

التقية فلسفتها هكذا فلسفتها ليس فرار وانحسار وانما هو تحرف متحرف لمعالجة الموقف بشكل ابلغ وليس انهزام عن الميدان.

فاذن هذا الاسلوب وهو إياك أعني واسمعي يا جارة يستعمله النبيون يعني صورة الخطاب اصلا مو مرادة هنا لاحظ المراد الاستعمالي اسناد هذا الامر إلى من؟ إلى الاصنام حتى كمراد تفهيمي يريد يستند إليه لكي يحدث زوبعة التفكر وبلبلة الفكر لديهم النبي ابراهيم لكن المراد الجدي هو ماذا؟ لا لا هو كسر الاصنام اصلا جملة اخرى المراد الجدي جملة اخرى غير مصرح بها تماما لا مبتدا لا خبر ولا موضوع ولا محمول جملة اخرى مقدرة كلام اخر مقدر كلام اخر غير مصرح به لا على المستوى الاستعمالي ولا على المستوى التفهيمي.

زين هذا الكلام هو قران أو ليس بقران؟ هو قران ومراد اصلا المراد الجدي لا صلة له لا بالمدلول التصوري ولا بالمدلول الاستعمالي ولا بالمدلول التفهيمي.

المراد الجدي واد اخر برمة معانيه وفهموه نعم له صلة ما بالمدلول التصوري والاستعمالي والتفهيمي صلة ما ولكن هو في الحقيقة في واد اخر ما هو الواد الاخر؟ (فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)).

يعني هذه القصة مو قصة كسر الاصنام اصلا مو يم كسر الاصنام وكيف كسرت وهلم جرا مبحث من هو الاله من الذي يستحق الالوهية شوف لاحظ المراد الجدي اين؟ يعني مفاد اية قرانية برمتها وكلام قراني برمته المراد الجدي من هذه الاية أو من هذا الكلام الطويل العريض كلام اخر بقصده وقضيضه.

زين هذا يا اخوان تاويل؟ لا... هذا اصل الظهور بس ليس اصل الظهور على مستوى مدلول استعمالي ولا اصل الظهور على مستوى مدلول تفهيمي ولا على مستوى مدلول تصوري المراد الجدي هو عمدة بنيان الظهور غاية.

فهنا ليس اذن المراد على صعيد استعمالي ولا تصوري ولا تفهيمي المراد الجدي الان نقول هذا تاويل؟ تاويل خو تاويل إذا اردت من معنى الاول للتاويل مطلق المعنى اللغوي ما يؤول إليه الشيء بحث اخر لكن تاويل اصطلاحي هذا اصل الظهور هنا مكونات الظهور كيف حينئذ يمكن ان تنسج كيف يمكن ان تبين؟

اذن في كلام الانبياء تورية؟ نعم فيه تورية شنو طبيعة التورية اقسام التورية اصناف التورية ابعاد التورية بحوث عديدة الان كيف التورية؟

اما ان نحتبس ونحبس تفسير القران في المدلول الاستعمالي في المدلول التصوري أو في المدلول التفهيمي لم نصل إلى حقيقة المراد الجدي حينئذ.

فالمقصود ايا ما كان الان نعم ظهور ظهور هل هذا الظهور يقتصر على سطح وافق المدلول الاستعمالي؟ ما يمكن...

فالمقصود ايا ما ان المدلول الاستعمالي لا يمكن حينئذ حصر المراد والظهور الظهور فقط افقه وسقفه على المراد الاستعمالي أو المراد التصوري اصلا ليس هو روح الظهور حقيقة الظهور حقيقة الشيء بروحه وغايته وانما هي ماذا؟ لمراد الجدي لاحظ هنا كيف اختلف المراد الجدي بتمامه وبقصده وقضيضه عن المدلول الاستعمالي وعن المدلول التصوري وهلم جرا...

بعد ذلك يقول القران الكريم: (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ).

يعني ماذا ارادوا ان يهبطوا إلى الجبل الاسفافي يجادلون النبي ابراهيم في التورية يعني وفيما هو صوري هذا الذي ذكره صوري وليس حقيقيا الحقيقي شيء اخر انه من استحق الالوهية ومن لا يستحقها؟من ينطق...

لذلك الاله هنا يبين للنبي الاله هو الذي ينطق مو ينطق لانه جسم يعني لا اقل يخلق النطق لذلك رسل الله يوصفون بانهم الناطقين عن الله اليس للحكومات ناطق رسمي مثلا هذا الناطق الرسمي هل هو جزء من اعضاء جسد رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية؟ لا... يعني يمثلهم ...ناطق.

فبالتالي اذن من صفات الاله انه هناك ناطقين عنه بينما الذي ليس له ناطق أو نطق ليس باله لذلك هذه احد البيانات التي بيينها الامام علي أو يبينها رسول صلى الله عليه واله وسلم الدلالة والعلامة على الوهية الاله رسل الله لو كان هناك اله لاتتك رسله لابد حينئذ هنا...

اما الصامت ليس باله الناطق هو الذي اله يعني من يكون هناك من ينطق عنه نعم هو هذا المبحث الذي يريد ان يثيره النبي ابراهيم معهم لكنهم ماذا؟ يعني اسبتوا إلى اسبات إلى هبوط موضع البحث وهو: (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ).

هو رد صعد النبي ابراهيم مستوى الحوار إلى الافق الفوقي لا المستوى الداني يعني اعرض عن بحث من كسر الاصنام هل كسرت ما انكسرت من كسرها صعد إلى نفس موضع البحث الاصلي يعني يجرجر بوصلة الحوار والفكر والحديث إلى المركز الاصلي مو المركز الاسفافي قال:

(قالَ أَ فَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ).

مركز البحث مو من كسر الاصنام نفسها لاحظ صورة الخطاب القراني أو صورة الخطاب النبوي للنبي ابراهيم صورة ينزل إلى هبوط العقلية الهابطة للبشر لكن لاجل ان ينتشلها إلى مركز الفكر أو مركز البحث أو مركز التدبر الاصلي وهو من يستحق الالوهية؟ النطق احد صفات الاله ان يكون عنه ناطقين هم اعادوا الهبوط هو اعاد الصعود بهم..

اذن لاحظ بعض الاحيان صورة الكلام انت تجعل صورة الكلام حتى القران يجعل صورة الكلام مركزه واتجاه البوصلة فيه اتجاه اخر مع ان البوصلة الاصلية التي يريدها القران في اتجاه اخر شرق يتجه بها من غرب إلى شرق مثلا أو من شمال إلى جنوب ومن جنوب إلى شمال هذا خلاف الظاهر طبعا هو خلاف صورة الظاهر يعني الظاهر هذا ليس المعنى الهابط هو المراد في معنى اعلى هو المراد معنى اخر هو المراد ومعنى جدي اولي هسا مو معنى جدي بعد بطون وطبقات وبطون وما شابه ذلك اصل استحصال المعنى الاولي.

هم في حوارهم مع النبي ابراهيم تمسكوا بحرفية ماذا؟ بحرفية بعد ما نكسوا بطون مداورة الحوار (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ).

هسا مو البحث من كسرهم وفيمن كسرهن ومن مسؤولية الكسر البحث اصلا بحث العبودية ليس البحث في تجنيب النبي للكسر البحث في شان اخر من يعبد ولمَ عبدتم هم ارادوا ان يداينوا النبي ابراهيم في كسر الاصنام النبي ابراهيم اثار لهم قضية اخرى خلي يصير التقاضي والمحاكمة على من؟ العبودية لمن والمداينة لماذا عبدتم وكيف تعبدون؟

يعني يدور بالقضية من مركز إلى مركز اخر من ملف إلى ملف اخر تماما هم يعاودون إلى ملف هابط وهو يعاود إلى ملف اخر.

إذا كان نسق خطاب القران على هذا حينئذ من الواضح الامر عصيب وخطير ومهم ان المراد الاولي الجدي في القران قد يكون بعيدا عن صورة الاستعمال وصورة المدلول التصوري وضع اللغة وبعيدا عن المراد التفهيمي إلى مراد اخر مغزى اخر مو مغزى من كسر الاصنام ومن لم يكسرها هذه القضية من المتهم فيها من المدان؟

القصية الاصلية شيء اخر تعال ورتب تمركز العقول في شيء اخر قضية اخرى الانحباس في مستوى ذلك الجو بعيد عن حقيقة مراد القران يصير في هذا البحث هذا مثال وقس عليه امثلة ستاتي تباعا ان شاء الله...

وصلى الله على محمد واله الطاهرين...