46/03/07
الموضوع: النواهی/فصل اجتماع الامر والنهي / الامتناع موجب للتعارض او للتزاحم
وصلنا الى هذه النقطة في اجتماع الامر والنهي انه مركز البحث في الاجتماع الامر والنهي صغروي او كبروي ؟ ومر انه صغروي وكبروي معا ، صغروي من جهة تعيين الضابطة لصور مجمع متعلق الامر والنهي ، فالضابطة ما هي ؟ انه تركيب اتحادي فيكون امتناع او تركيب انضمامي فيكون جواز فضلا عما لو لم يكن في البين تركيب وانما انضمام وتقارن ، يعني هذا بالدقة العقلية وان كان هو بالنظر العرفي مثلا وحدة اتحاد مجمع متعلق الامر والنهي .
طبعا حتى على التركيب الانضمامي هناك قول من سراية حكم احد المتلازمين الى اللازم الاخر الكلام الكلام سيؤول الامر الى الامتناع يعني في موارد التركيب الانضمامي هناك من يذهب بقاعدة الملازمة ان كل متلازمين لابد ان يتفقا في الحكم فبالتالي يؤول الى الاتحاد بناء على السراية ولكن هذا مبنى قديم والا المبنى المشهور عند الاعلام هو التفصيل بين التركيب الانضمامي بالدقة العقلية والتركيب الاتحادي اما التركيب الانضمامي بالسراية فهذا ذهب اليه القليل.
اما من زاوية الكبرى انه بناءا على اجتماع الامر والنهي حتى في التركيب الاتحادي فضلا عن الانضمام هل يستلزم ذلك التعارض او هو تزاحم من نوع جديد ؟ هذا مبحث ذهب اليه مشهور الاصوليين انه بناء على الامتناع لا يكون المورد من التعارض الا نادرا جدا وهذا المبحث الكبروي هام وحساس ورفضه الميرزا النائيني اشد الرفض وبالتالي كل مدرسة الميرزا النائيني رفضت هذا المبنى المشهور عدا السيد محمود الشاهرودي كان مبناه شيء اخر نفس مبنى الاخوند والشيخ الانصاري والعراقي تقريبا ايضا ذهب الى كلام صاحب الكفاية والمشهور .
فالكلام في تنقيح هذا المطلب كبرويا انه بناء على ما ذكرناه هل تعارض يصير ام لا وانما التزاحم الاقتضائي او قل الملاكي، وهذا التعبير ورد في تقرير درس الشيخ الانصاري بقلم تلميذه الكلانتر في مطارح الانظار وهو المشهور بين الفقهاء والاصوليين عدا مدرسة الميرزا النائيني التي هي المنتشرة الان فما هو وجه كلام المشهور وما هو وجه كلام مدرسة الميرزا النائيني؟ فالمبحث حساس .
قبل ان ندخل في البحث هناك مبحث تطرق له الميرزا النائيني والسيد الخوئي وله صلة بالبحث نفسه هناك من ذهب في تنقيح مسألة اجتماع الامر والنهي في الضابطة الصغروية والكبروية بالتبع ذهب الى ان الامتناع وعدم الامتناع وهو الجواز يجب ان يكون بالنظر العرفي طبعا هذه نقطة مستقلة المفروض نثيرها بحسب التقدم الطبعي ولها صلة صميمية بالبحث انه على الامتناع يصير تعارض او تزاحم اقتضائي ملاكي وما هو فرقه عن التزاحم الامتثالي؟ فاذا هي نقطة مستقلة في نفسها هل تنقيح مجمع تلاقي متعلق الامر والنهي المحكم فيه هو النظر العرفي او النظر الدقي العقلي؟
طبعا لا يخفى ان هناك نظرة تسامحية عرفية وهناك نظرة دقية عرفية وهناك نظرة دقية عقلية فايهما المحكم؟ وهذا المبحث بغض النظر عن مسألة اجتماع الامر والنهي مبحث حساس في كل ابواب الاصول وابواب الفقه يعني هل يحكم النظر العرفي التسامحي في المسائل الدينية والعلوم الدينية ؟ او يحكم النظر الدقي العرفي او يحكم النظر الدقي العقلي ؟ ثلاث وجوه هذا المبحث دوما فيه لغط والمسألة هي بنفسها منهجية مهمة حساسة ،
مثلا استصحاب العدم الازلي الشهيد الصدر يقول من جهة الدقة العقلية كلام من قرر استصحاب العدم الازلي متين طبعا استصحاب العدم الازلي يبحثوه في العام والخاص ولم يبحثوه في الاستصحاب لانه بالدقة مركز البحث في استصحاب العدم الازلي ليس هو الاستصحاب وانما هو بحث قوالب العام والخاص فيما بينها يعني مبحث لفظي بامتياز فاستصحاب العدم الازلي اللي يعتبروه من المسائل الامتحانية للاجتهاد او الاعلمية عند الاصوليين يثيرونه في العام والخاص لانه بالدقة هو مبحث لفظي دقي في قوالب العام والخاص وما يسبب الخاص في العام وهو بحث دقيق فالسيد الصدر قال ما ذكره المثبتون في استصحاب العدم الازلي عقلا متين ودقيق لكن العرف حتى الدقي ما يقبله والمحكم في عموم الادلة وظهور الادلة الدقة العرفية وليس الدقة العقلية وهذا ذكره في شرح العروة في الطهارة فهناك بحثه اكثر مما بحثه في الدورة الاصولية .
الان مثلا علم الكلام هو عبارة عن عوالم الغيب من توحيد ومعاد وقيامة وجنة ونار وبرزخ وهذا لا يحكم فيه العرف ولا علم الاجتماع ولا المستشرقين ففي بقية العلوم الدينية هكذا يحكم فيه الدقة العقلية او الدقة العرفية او التسامح العرفي ؟ انا فهرسيا اذكر زوايا كثيرة لهذا المبحث انه من الذي يحكم؟ وهذا المبحث ايضا من الابواب التي يثار فيها مبحث الظهور لان الظهور مادة الى كل العلوم الدينية فبالتالي محطة الظهور حساسة يعني حتى علم الكلام رغم انه علم معرفي عقلي دقي لكن يحتاج الى الظهور فاذا حكمنا في الظهور الدقة العرفية قد ينسحب على علم الكلام .
العلوم الدينية قسم منها وحيانية يعني الوحي النبوي المخزون الذي نزل على النبي وهو مخزون لدى اهل البيت وليس لدى احد من الصحابة طبعا التراث اللفظي رؤوس خيوط لهذا المخزون الوحياني النبوي فالعلوم الدينية قسم منها وحيانية واقعية وقسم منها علوم نقلية يعني قنوات النقل واالظهور احدها والخبر ونقل الرواة احدها وكذا الشهرة والقرااءات والاجماع هي قنوات النقل ويعبر عنها بالعلوم النقلية ويجب الا نخلط بين العلوم الوحيانية والعلوم النقلية العلوم الوحيانية ثبوت واقعي واما العلوم النقلية فاثبات وهذا ما مر بنا امس ان علم الاصول فيه مساران مسار اثباتي دليلية الادلة يعني العلوم النقلية ومسار ثبوتي اصل القانون وبالتالي الوحي ، فاذن العلوم الدينية تنقسم الى قسمين قسم هي العلوم الوحيانية وكثير من العلمانيين والحداثويين يخلطون بين سنخ العلمين بين العلوم الوحيانية والعلوم النقلية دائما نشبه مثل انبوب ينقل الماء الزلال فالانبوب شيء والماء الزلال شيء اخر وهذا بشري ليس ماء زلال وحياني لكن الماء الذي يجري فيه ماء زلال وحياني وهذا بحث اخر .
فاذن عندنا علوم نقلية وحيانية وعندنا علوم نقلية وعندنا علوم عقلية فجامع المعقول والمنقول تعابير يذكروها عن كثير من العلماء بهذا اللحاظ وربطه ببحث الظهور والعرف والدقة العرفية ان في العلوم النقلية قد يقال المحكم فيه العرف وليس الدقة العقلية بينما في العلوم الوحيانية المحكم هو الدقة العقلية .
طبعا هذا بحث معرفي وهو اربعة اقسام والقسم الرابع هي العلوم القلبية والفطرة والوجدان ويجب الا نخلط بينها ، كثير من شبهات الالحاد المادية العلمانية الرأسمالية الفلسفات الالسنية هذه الشبهات ربما هناك من الوسط الداخلي من يتأثر بحيث لا يشعر بهذه الشبهات والكلام الكلام ، فالكلام فيما قيل لا من قال فهذه اربعة علوم في العلوم الدينية .
هذه بحث نظرية المعرفة يجب التدقيق فيها ومن باب الانصاف الشيخ جوادي الاملي في بحوثه الاخيرة دقق في الفرق بين العلوم الوحيانية والعلوم النقلية وانصافا كلامه دقيق وطبعا هذا اثير في علم الاصول حتى في كتاب القوانين للميرزا القمي او الكفاية يذكر الادلة الاربعة الوجود الواقعي وهو وحي والوجود الاثباتي الكتاب والسنة ناقلها ، فهناك فرق بين واقع القرآن والسنة علم وحياني اما الاثبات للكتاب والسنة من خلال الظهور ومن خلال الاخبار المنقولة هذا يعبر عنه علوم نقلية فلا نخلط بين نظام العلوم الوحيانية مع نظام العلوم النقلية مع نظام اللغة العقلية مع نظام العلوم القلبية والوجدان او الفطرة وما شابه ذلك .
السيد محسن الحكيم عندما ينقل الاقوال في اول شرح العروة في اول وجوب يغطي كل وجوبات فقه الفروع المكلف يجب اما ان يكون مجتهدا او مقلدا او محتاطا فما معناه ؟ السيد محسن الحكيم قال هذا وجوب وحياني وجوب نقلي وجوب عقلي وجوب فطري وجوب جبلي كلها متفقة ، هذا الوجوب اللي هو بوابة كل فقه الفروع يعتمد على الوحي وعلوم الوحي فيعتمد على العلوم النقلية والعلوم العقلية والعلوم القلبية الفطرية الوجدانية وهذا الوجوب مهيمن على كل الوجوبات في ابواب الفقه فهذا التقسيم للعلوم مؤثر في نظرية المعرفة وابواب المعرفة الدينية .
نرجع الى بحثنا فمن يحكم العرف او العقل ام ماذا؟ وهذا مبحث فيه لغط كبير مثلا يسجل مؤاخذة من جماعة من الاعلام على جماعة اخرين يقولون هذا استظهار ليس عرفي وانما دقة عقلية شديدة وهناك عكس اولئك يقولون هذا في استظهاراته العرفية لا يراعي الدقة العقلية والنكات العقلية يعني نوع من التنازع النظري التنظيري بين الجماعتين ، والنجفيون كانوا يؤاخذون على تعليقة السيد البروجردي على العروة انه لا يراعي الدقائق الصناعية العقلية؟ وفقط عرفيات مع ان السيد البروجردي تحصيلا نجفي ، فهكذا مناوشات علمية موجودة بين الاعلام وحتى من يسلك مشرب السيد البروجردي يؤاخذون عليه ان صناعته ضعيفة وهذه المناوشات العلمية تثمر بغض النظر عن ان ايها صحيح وايها خطأ .
وفي مقامنا مسألة الاجتماع هل يحكم العرف او الدقة العقلية؟ مثلا خطورة هذا البحث في جميع ابواب العلوم الدينية طرا اليس نقول نحن ان بلاغة القرآن بلاغة لغوية وما فيها شك فاللغة اذا كانت عرفية ويحكم فيها العرف كيف هذه البلاغة تصير برهان عقلي ومعجزة للقرآن يدركها العقل ؟ فكيف نجمع بينها؟ فانت لما تقول القرآن برهان اعجاز وحياني يعني انت ذهبت صوب العلوم الوحيانية واذا تقول بلاغة اتيت صوب العلوم النقلية كيف تربط بين العلوم النقلية والعلوم الوحيانية؟
فالعلوم الوحيانية مثل الامور التكوينية بينما هذه امور نقلية وكل ما استعرضه لكم فهرسة مهمة جدا يمكن يؤسس فيه كتاب مستقل وفي علم القانون وفي علم الفقه والاصول جدا مهم فما هي الصلة بين العلوم النقلية والعلوم الوحيانية ؟ العلوم الوحيانية تكوينية بينما العلوم النقلية يتدخل فيها الاعتبار ، لاحظ الصلة بين الاعتبار وبين التكوين هذه نكات و اسس يجب ان يراعيها ويلتفت اليها فكيف يتم بلاغة اعجاز القرآن الكريم حيث البلاغة والاعجاز عقل وتكوين فكيف نربط بين الاثنين؟ يجب ان نفسر للماديين والعلمانيين والفلسفات الالسنية وتعدد القراءات كيف ان هذا البلاغة امر عرفي لغوي واعتبارات ينشأ منها برهان تكويني وهذا المبحث مهم في العلوم الدينية وفي علم الاصول انه ما الصلة بين العلوم النقلية والعلوم الوحيانية تكوينا واقعيا ؟
ونفسه بحث الظهور ان الظهور ماذا يحكم فيه ؟ المهم هذه الزوايا كثيرة من البحث فقط اعطيكم نتيجة جهود كثير من الاعلام وليست مسلمة عند الكل لكن عند الكبار المحققين مسلمة قالوا العرف في باب علوم اللغة وباب الظهور حامل ووعاء لعلوم اللغة اي لغة كانت ، فالعرف صندوق للعلوم اللغوية وعندما يقال يحكم العرف فاين يحكم واين لا يحكم؟ لغط كبير بين الكبار فما الفرق بين الوحي والحامل للوحي؟ الحامل للوحي هي القنوات اللغوية فلا نخلط بين المحمول والحامل .
مثلا سيد الانبياء حملت به امنة بنت وهب ولكن سيد الانبياء مقامه اين؟ وامنة بنت وهب اين ؟ وان كانت هي من الدائرة الاصطفائية الثانية لكن اين قياسها مع سيد الانبياء؟ فبالتالي اين الحامل والمحمول؟ وبلا تشبيه امير المؤمنين حملت به فاطمة بنت اسد الحامل شيء والمحمول شيء اخر وقد يعكس ففاطمة حامل للحسن والحسين لكن فاطمة اعظم شأنا من المحمول ، نرجس خاتون عظيمة جدا وهي الباب لصاحب العصر والزمان كما يقول العلماء لكن بالتالي المحمول وهو صاحب العصر والزمان شيء اخر ، فالوحي الحامل له هو العلوم النقلية هنا العرف وعاء للعلوم اللغوية لا نخلط بين المحمول والحامل مثل الذين حملوا التوراة فالبشر يحملون لكن المحمول شيء اكبر من الحامل والمحمول شيء اعظم من الرواة ولا يحكم فيه الرواة.